بوليساريو الداخل يعودون لإشعال الصراعات بالحي الجامعي بأكادير
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
زنقة 20 ا أكادير
وقع فجر أول أمس السبت 6 يناير الجاري “خلافات” بالحي الجامعي ابن زهر بأكادير بين الحركة الثقافية الأمازيغية ومجمعوعة من فصائل بوليساريو الداخل.
وحسب مصادر متفرقة، فإن “حربا طاحنة” بالعصي والسيوف وقعت داخل حرم الحي الجامعي خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم بين طلبة موالين لأطروحة جبهة البوليساريو الإرهابية، وطلاب في الحركة الأمازيغية.
وقالت المصادر التي نقلت الخبر، أن محيط الحي الجامعي ابن زعر قد عرف حالة استنفار أمني كبير، بعد إنزال كثيف لمختلف أجهزة الأمن لوضع حد لأي نوع من الشغب وقامت بفض الصراع فيما لاذى الطلبة الإنفصالين إلى الفرار.
وعادت ما تنتهي الصراعات بين طلاب من إنفصاليي الداخل والحركة الأمازيغية بالحي الجامعي لأكادير بمواجهات دامية تصل أحيانا للقتل كما تتبنى جبهة البوليساريو هذه الفصائل وتقوم بدعمها للتخريب وإشعال الفتن.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب.. التكلفة البيئية للصراعات العسكرية
لا شك أننا نكره الحروب والصراعات العسكرية كبشر، لكن بيئتنا تكرهها أكثر، فالحروب عامل رئيسي في تدهور المناخ. فلم تعد الحروب مجرد كوارث إنسانية، بل أصبحت عاملاً رئيسياً ومسرعاً في تدهور بيئتنا وتفاقم أزمة التغيرات المناخية.
في عالمنا كبشر، عندما تتزايد وتيرة النزاعات والصراعات العسكرية غالبًا ما نركز على الخسائر البشرية والاقتصادية المباشرة لهذه الحروب. ومع ذلك، هناك جانب مظلم آخر لهذه الصراعات غالباً ما يتم تجاهله، وهو التكلفة البيئية وتأثيرها المدمر على المناخ العالمي، وهو خطر تظل آثاره لقرون عديدة.
إن الأثر البيئي للصراعات العسكرية يتجاوز بكثير مجرد الدمار المباشر للبنية التحتية والمناظر الطبيعية. فبدءاً من انبعاثات الكربون الهائلة الناتجة عن العمليات العسكرية مروراً بتلوث التربة والمياه، وصولاً إلى إزالة الغابات وتدمير النظم البيئية، تشكل الحروب عبئاً لا يطاق على كوكب الأرض، وبالتالي على جميع سكانه.
على سبيل المثال، العمليات العسكرية بكافة أشكالها تعد أحد أكبر مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة. حيث تتطلب المعدات العسكرية كميات هائلة من الوقود لتشغيل الدبابات والطائرات والسفن والمركبات العسكرية المختلفة.
وتشير التقديرات العالمية البيئية إلى أن الجيوش تستهلك كميات من الوقود تفوق استهلاك العديد من الدول بأكملها. هذه الانبعاثات لا تساهم فقط في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، بل تزيد من تركيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة وارتفاع منسوب البحار، وهو ما بدت آثار تظهر في العديد من الدول، ولسنا ببعيدين عنه.
هل تقف الأزمة هنا فقط؟ لا، فالقنابل والصواريخ والأسلحة المستخدمة في الحروب تتسبب في تدمير واسع النطاق للمدن والمصانع والبنية التحتية. هذا الدمار لا يقتصر على المباني، بل يمتد إلى إطلاق مواد كيميائية سامة ومعادن ثقيلة في الهواء والتربة والمياه. فمن حقول النفط المحترقة التي تطلق سحباً سوداء كثيفة، إلى المصانع المدمرة التي تسرب مواد كيميائية خطرة إلى الأنهار والتربة الزراعية، تخلق الحروب مناطق منكوبة بيئياً قد تستغرق عقوداً للتعافي. وبالتالي فإن هذا التلوث يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان والحيوان، ويدمر النظم البيئية الحساسة.
وبمقاييس علماء البيئة، ووفقا لتقاريرهم السنوية في مناطق الصراعات، فإن الصراعات العسكرية تؤدي إلى خلل في الحياة البرية. فالمناطق التي كانت يوماً ما غابات خضراء أو أراضي غنية بالتنوع البيولوجي يمكن أن تتحول إلى مناطق جرداء أو حقول ألغام خطرة. هذا التدمير لا يؤثر فقط على الأنواع المحلية من الكائنات الحية، بل يمكن أن يكون له تداعيات عالمية على النظم البيئية التي ترتبط ببعضها البعض، حيث يتم استنزاف الموارد الطبيعية وتغيير المناظر الطبيعية بشكل لا رجعة فيه.
حتى بعد انتهاء الصراعات، تستمر التحديات البيئية. فعمليات إعادة الإعمار تتطلب كميات هائلة من الطاقة والمواد الخام، مما يزيد من الانبعاثات. كما أن التعامل مع المخلفات الحربية، مثل الذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية، يمثل تحدياً بيئياً خطيراً يهدد الأرواح ويعيق استعادة الأراضي المتضررة.
الخلاصة، أن العلاقة بين الحروب وتدهور المناخ هي علاقة مدمرة وذات أبعاد عالمية. بينما نسعى جاهدين لمواجهة أزمة المناخ، يجب علينا كبشر أن ندرك أن السلام والأمن ليسا مجرد غايات سياسية، بل هما ضرورة بيئية ملحة لضمان أمن وأمان كوكب الأرض. فمن يعيش في الأمريكتين أو أوروبا أو استراليا ليسوا بمعزل عن الصراعات العسكرية في الشرق الأوسط. فالحد من الصراعات العسكرية والتحول نحو حلول سلمية هو استثمار مباشر في صحة كوكبنا ومستقبل الأجيال القادمة. فالحرب ليست مجرد صراع بين البشر، بل هي حرب على كوكبنا بأسره.