بيروت- بعد مرور عامين على عملية "طوفان الأقصى" في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تزال ارتداداتها العميقة  في الداخل اللبناني، كزلزال سياسي وأمني واجتماعي أعاد اختبار توازنات هشة وكشف عمق الانقسام حول معنى المقاومة وحدود الدولة.

فالحرب التي بدأت كحدث فلسطيني، تحولت سريعا إلى محطة إقليمية فاصلة أعادت خلط الأوراق من البحر إلى الحدود، وكان لبنان إحدى ساحاتها الأكثر سخونة، فمن الجنوب لم تهدأ الجبهة بين حزب الله وإسرائيل، بل تصاعد التوتر تدريجيا حتى بلغ حافة المواجهة الشاملة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حماس وإسرائيل بعد عامين من طوفان الأقصىlist 2 of 2فورين بوليسي: العالم بعد السابع من أكتوبرend of list

وفي الداخل، احتدم الجدل بين من يعتبرون الحزب ركيزة في معركة الرد على الاحتلال، وبين من يخشون أن يدفع لبنان المنهك ثمنا سياسيا واقتصاديا باهظا لا قدرة له على تحمله.

عامان مرا، تبدلت خلالهما أولويات الحكومة والبرلمان في لبنان تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، من تشكيل سلطة تنفيذية جديدة إلى إعادة توزيع النفوذ بين القوى السياسية، لكن الملفات السيادية بقيت رهينة التجاذب والانقسام.

فهل دفعت الحرب الطبقة السياسية إلى إعادة تعريف مفهوم "الأمن الوطني" في ضوء تشابك الجبهات الإقليمية؟ وكيف أعادت التطورات الأخيرة رسم علاقة حزب الله ببقية القوى اللبنانية، بين من يراها شراكة اضطرارية في معادلة الردع، ومن يعتبرها هيمنة تعيق القرار الوطني المستقل؟.

إنها أسئلة تتجدد مع دخول لبنان عامه الثالث على وقع حرب لم تنته فعليا، بل تحولت إلى حالة استنفار سياسي وعسكري دائمة، تعيد رسم معالم الدولة وحدود دورها في بلد لم يعرف يوما استقرارا خارج دائرة الصراعات الإقليمية وتداعياتها.

الغارات الإسرائيلية تتواصل على جنوب لبنان منذ طوفان الأقصى (الجزيرة)تحول حاسم

يرى رئيس جهاز التواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، في حديثه إلى الجزيرة نت، أن حزب الله لا يدافع عن لبنان بقدر ما يدافع عن المشروع الإيراني في المنطقة، معتبرا أنه الذراع الأبرز لهذا المشروع.

إعلان

ويضيف جبور أن الحزب "لا يمت بصلة إلى الأولويات اللبنانية أو إلى مفهوم السيادة الوطنية"، بل "يقود مشروعا انقلابيا على الدستور والدولة وألحق أضرارا جسيمة بلبنان وبموقعه العربي والدولي".

واعتبر أن "القول إنه يدافع عن لبنان غير دقيق، لأنه جزء لا يتجزأ من الحرس الثوري الإيراني، ووجوده في لبنان قائم بفعل ما يشبه الاحتلال الإيراني عبره، إذ يتحرك وفق أجندة إيرانية لا علاقة لها بالمصلحة اللبنانية".

ويتابع أن الحزب "ورّط لبنان في نزاعات منذ عام 1996 مرورا بحرب يوليو/تموز 2006، وصولا إلى حرب الإسناد عام 2023، فضلا عن مشاركته في القتال بسوريا واحتلاله بيروت عام 2008″.

ويرى جبور أن الحرب الأخيرة شكلت نقطة تحول مفصلية، إذ "أضعفت حزب الله وفتحت الباب أمام الدولة اللبنانية -ممثلة بالحكومة- لاتخاذ قرار بنزع السلاح غير الشرعي للمرة الأولى منذ عام 1990″، معتبرا أن هذا السلاح "استبقي بفعل الانقلاب الذي قاده حافظ الأسد وآية الله الخميني على الدستور اللبناني واحتلالهما الفعلي للبنان".

ويؤكد أن "طوفان الأقصى" كان محطة فارقة على المستويات الفلسطينية واللبنانية والسورية، بل وعلى مستوى محور الممانعة ككل، إذ "تلقت قوى الممانعة صفعة قوية وتهاوت أذرعها تباعا" على حد رأيه.

ويختم بالقول إن قيام دولة لبنانية فعلية يبقى مستحيلا في ظل استمرار الدور العسكري لحزب الله، مضيفا أن "الجناح العسكري للحزب الذي كان يجب أن يحل منذ اتفاق الطائف عام 1990 يدخل اليوم فصله الأخير، والمسار الإقليمي الحالي سيسمح للبنان بتطبيق دستوره واحتكار الدولة وحدها للسلاح".

آثار الدمار جنوبي لبنان جراء القصف الإسرائيلي (الجزيرة)تداعيات الحرب

من جانبه، يرى الكاتب السياسي صلاح تقي الدين، في حديثه للجزيرة نت، أن الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما أعلن "حرب الإسناد لغزة"، سارع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى التحذير من "جر لبنان إلى حرب مدمرة"، مؤكدا في الوقت نفسه على موقفه التاريخي الثابت في دعم القضية الفلسطينية.

ويشير تقي الدين إلى أن نتائج حرب الإسناد أظهرت عجز حزب الله عن مجاراة التفوق العسكري الإسرائيلي، إذ لم يتمكن من صد الغارات الكثيفة ولا الحد من دموية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفا أن استهداف نصر الله شكل ضربة موجعة للحزب وأضعف تماسك قيادته، مما مهد الطريق أمام اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

ويضيف أن المفارقة تكمن في أن إسرائيل، التي فشلت في تحقيق أي اختراق ميداني خلال الحرب، تمكنت بعد الاتفاق من احتلال 5 نقاط حدودية، واستمرت في تنفيذ اغتيالات داخل لبنان استهدفت من تشتبه بانتمائهم إلى الحزب، "من دون أي رد من حزب الله احتراما للاتفاق".

ويعتبر تقي الدين أن حرب الإسناد لم تحقق الردع، ولم توقف العدوان على غزة، في حين سقط آلاف الشهداء ودُمرت عشرات القرى وآلاف المنازل في بيئة الحزب الذي يواجه اليوم تحدي إعادة الإعمار.

أما في ما يتعلق بعلاقة الحزب التقدمي الاشتراكي بحزب الله، فيوضح تقي الدين أنها لم تتأثر سلبا بالحرب، بل على العكس، إذ بادر التقدمي إلى تنظيم عمليات إغاثة وإيواء لأبناء الجنوب الذين نزحوا إلى الجبل هربا من القصف الإسرائيلي، حيث قُدمت لهم المساعدات ولم تسجل أي حوادث بين الأهالي والنازحين.

إعلان

سياسيا، يشدد تقي الدين على أن الحزب التقدمي الاشتراكي ما يزال متمسكا بدعمه للعهد والحكومة، ويؤمن بـ"حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية"، موضحا أن هذا الموقف، رغم امتعاض حزب الله منه، لم يؤد إلى قطيعة، إذ لطالما دعا جنبلاط إلى معالجة مسألة سلاح الحزب بالحوار الوطني، باعتباره السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار الداخلي.

مساندة فلسطين مستمرة

من جهته، يؤكد مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله النائب السابق حسن حب الله، أن عملية "7 أكتوبر" كانت خطوة نفذتها المقاومة الفلسطينية بهدف تحرير الأسرى وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال حب الله إن حزب الله "وقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في استعادة أرضه وإقامة دولته"، مضيفا "خضنا خلال العام الماضي مواجهة استمرت شهرين، تعرضنا خلالها لعدوان كبير وخسرنا الكثير، لكنها لم تكن مواجهة صهيونية فقط، بل حربا دولية شملت ضغوطا وهجمات إعلامية وسياسية، ومع ذلك صمدنا وواصلنا دعم الفلسطينيين".

ويتابع حب الله "التزمنا لاحقا بالاتفاق الذي أبرمته الدولة اللبنانية، مع استمرار دعمنا للقضية الفلسطينية، ولكن بعيدا عن أي دعم عسكري، احتراما لموقف الدولة والتزاماتها. وبعد مرور عامين، نؤكد مجددا التزامنا بمساندة الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة".

وفي تقييمه للمشهد اللبناني، يرى حب الله أن لبنان لم يشهد في تاريخه إجماعا وطنيا حتى في قضايا التحرير والمقاومة، مستذكرا الاجتياح الإسرائيلي حين وصلت الدبابات إلى بيروت، ويقول "لم يكن هناك اتفاق حول دور المقاومة أو سلاحها، لكننا تحملنا الأعباء الوطنية ودافعنا عن أرضنا وشعبنا دون انتظار إجماع لبناني حول هذا الدور".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات طوفان الأقصى حرب الإسناد تقی الدین حزب الله حب الله

إقرأ أيضاً:

عامان على طوفان الأقصى: خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة تهز إسرائيل (أرقام)

تعمّقت خسائر الاحتلال الإسرائيلي مع دخول حربه المستمرة على قطاع غزة عامها الثالث، إذ أظهرت المعطيات الرسمية والتقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث في تل أبيب حصيلة هي الأثقل منذ بدء احتلال الأراضي الفلسطينية، على المستويين البشري والاقتصادي، نتيجة اتساع رقعة المواجهات وتعدد جبهات القتال.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية "طوفان الأقصى"، ووصفتها برد مباشر على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وفي مقدمتها المسجد الأقصى.

ونفذ المئات من عناصر النخبة في كتائب القسام اختراقًا غير مسبوق عبر 110 نقاط من السياج الحدودي المحيط بغزة، وتوغلوا مسافة وصلت إلى 22 كيلومترًا داخل أراضي الاحتلال، مستهدفين 12 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة.

ووفق معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أسفرت العملية عن مقتل 1179 شخصًا وأسر 251 آخرين، فيما اعتبرت وسائل إعلام عبرية ذلك اليوم "الأكثر سوداوية" في تاريخ الاحتلال.

وزارة الدفاع التابعة للاحتلال أعلنت لاحقًا أن عدد القتلى العسكريين منذ بداية الحرب بلغ 1152، بينهم 487 دون سن 21 عامًا، و141 فوق سن الأربعين، إضافة إلى 6313 مصابًا في صفوف الجيش، منهم قرابة 3000 أصيبوا خلال العمليات البرية في غزة التي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023. بينما أشار تقرير معهد الأمن القومي إلى أن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 20 ألف مصاب.

الحصيلة تضم قتلى من الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) وقوات العمليات الخاصة وأفراد الاستعداد السريع المنتشرين في جبهات غزة، جنوب وشمال فلسطين المحتلة، الضفة الغربية، ولبنان.

وبحسب القناة 12 العبرية، توزعت الخسائر بين 1035 جنديًا، و100 عنصر من الشرطة، و9 من جهاز الشاباك، و8 من حراس السجون.

على صعيد المدنيين، أفادت مؤسسة التأمين الوطني التابعة للاحتلال أن الحرب أسفرت عن مقتل 978 مدنيًا، بينهم 84 أجنبيًا، وأن يوم 7 أكتوبر وحده شهد مقتل 778 مدنيًا. كما قُتل 200 آخرون خلال العمليات اللاحقة، و30 مدنيًا في هجوم "الأسد الصاعد" ضد إيران في يونيو/حزيران الماضي.

المؤسسة أشارت كذلك إلى معالجة أكثر من 80 ألف مصاب مدني، بينهم 24 مبتوري أطراف، إضافة إلى أكثر من 36 ألف طلب للحصول على "إثبات إعاقة"، تمت الموافقة على ما يقارب 34 ألفًا منها.

الإعاقات توزعت على النحو التالي:

30 ألفًا و462 حالة نفسية

1592 حالة جسدية

1929 حالة مزدوجة (نفسية وجسدية)

ويُظهر توزيع القتلى بحسب الجبهات أن:

1721 قتيلا، بينهم 870 عسكريا، سقطوا في جبهة غزة

78 قتيلا، بينهم 31 عسكريا، في الضفة الغربية

132 قتيلا، بينهم 86 عسكريا، في جبهة لبنان

33 قتيلا خلال القصف المتبادل مع إيران

قتيل واحد و100 جريح جراء هجمات من اليمن

5 قتلى بعمليات مسلحة عند الحدود مع الأردن

كما تسببت الحرب في نزوح نحو 164 ألفًا و500 مستوطن، عاد منهم حوالي 85% بحلول مطلع 2025. وتشير التفاصيل إلى:

74 ألفًا و600 نزحوا من "غلاف غزة"، عاد منهم 90%

68 ألفًا و500 من مستوطنات الشمال

21 ألفًا من مناطق مختلفة بعد القصف الإيراني

وبحسب ذات التقرير، هاجر حوالي 76 ألفًا من الأراضي المحتلة خلال العام الأول من الحرب، فيما تقدم 119 ألفًا بطلبات تعويض عن أضرار لحقت بممتلكاتهم، منها 44 ألفًا بسبب الصواريخ الإيرانية، و27 ألفًا جراء القصف من لبنان.

على صعيد الهجمات الصاروخية، قال معهد الأمن القومي إن الاحتلال تعرض منذ اندلاع الحرب إلى:

17,300 صاروخ و593 طائرة مسيرة من لبنان

10,200 صاروخ و51 طائرة مسيرة من غزة

950 صاروخًا و1380 طائرة مسيرة من إيران

500 صاروخ من اليمن

45 صاروخًا من سوريا

وتشير الخلاصة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه منذ بدء الحرب خسائر بشرية وعسكرية واقتصادية غير مسبوقة منذ تأسيسه، وسط تصاعد الضغط الداخلي، وتزايد معدلات الهجرة، واستنزاف في الموارد، وتوتر في الجبهة الداخلية.

ومن الجدير بالذكر، أن الإعلام الرسمي لجبهات المقاومة ، قد شكك في عدة مناسبات بالرواية الرسمية للاحتلال الإسرائيلي حول الخسائر البشرية في صفوف القوات المقاتلة، إذ تؤكد الجبهات أن العدد الحقيقي للخسائر يصل لعدة أضعاف ما يعترف به الاحتلال، وذلك ضمن سياسة إعلامية ونفسية، وهو ما يؤكده محللون وخبراء عسكريون بناء على معطيات المعارك والمشاهد المصورة التي تبثها فصائل المقاومة.

في المقابل، ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ نحو 67 ألفًا و173 شهيدًا، و169 ألفًا و780 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب استشهاد 460 شخصًا بسبب التجويع ونقص العلاج، بينهم 154 طفلًا، في ظل الدعم الأميركي المستمر لحكومة الاحتلال.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند عامان على طوفان الأقصى: خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة تهز "إسرائيل" (أرقام) قرى وأراضٍ في مصر عرضة للغرق بعد إجراءات أثيوبية أحادية الحدود تشتعل مجددًا: هجوم على الحرس الثوري يهدد اتفاقًا أمنيًا مع العراق انضمام شخصيات رفيعة لمحادثات "شرم" وحماس: مستعدون أزمة سياسية غير مسبوقة في فرنسا.. مخاض عسير لتشكيل حكومة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • عامان على طوفان الأقصى: خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة تهز إسرائيل (أرقام)
  • "طوفان الأقصى".. عامان من الصمود والنضال
  • عامان على طوفان الأقصى... الشرق الأوسط بين حرب مفتوحة وتحولات عميقة
  • من «طوفان الأقصى» إلى شرم الشيخ.. عامان من الدم والمفاوضات
  • حزب الله يوجه نداء عاجلا إلى كل دول المنطقة
  • عامان على "طوفان الأقصى".. وما تزال المعركة مستمرة
  • 7أكتوبر.. يوم فلسطين الذي حقق المستحيل بعد 77 عاماً
  • "طوفان الأقصى" الذي عرّى الاحتلال
  • حماس تُحيي الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى في صور… جشي: الوقوف إلى جانب قضايا الحق والحرية واجب