أفادت تقارير عبرية جديدة بأن حركة الحاويات في موانئِ فلسطينَ المحتلّةِ انخفضت خلالَ الأشهرِ الماضيةِ بنسبةِ 25 %؛ بسَببِ الحظر الذي تفرضُه القواتُ المسلحة اليمنية على السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني والمتوجّـهة إليه في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب.

 وأشارت إلى أن هذا الوضع سيستمر، كما كشفت عن انخفاض كبير في واردات السيارات إلى كيان الاحتلال لنفس السبب.

ونشرت صحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية العبرية التابعة لمجموعة “هآرتس” قبل أَيَّـام تقريرًا جاء فيه أن “حركةَ الحاويات في موانئ “إسرائيل” خلال يناير الماضي سجَّلت انخفاضًا حادًّا عما كانت عليه في يناير من العام 2023، حَيثُ بلغت هذا العام 203 آلاف حاوية، فيما كانت العام السابق 269 ألفَ حاوية، وهو انخفاضٌ بنحو رُبع الحركة؛ أي بنسبة 25 %”.

وأكّـد التقرير أن “حركة الحاويات في موانئ فلسطين المحتلّة خلال ديسمبر الماضي سجلت نفس الانخفاض بالمقارنة مع ديسمبر الذي قبله”.

وَأَضَـافَ أن “ميناء حيفا شهد هو أَيْـضاً انخفاضًا في حركة الحاويات، وأن الشحنات التي تم تفريغها فيه هي تلك التي كان يفترض بها أن تصل إلى مينائي أشدود وإيلات اللذين لم تعد تصل إليهما السفن”.

وقالت الصحيفة: إن سببَ ما أسمته “أزمة الموانئ” هو الهجماتُ اليمنية في البحر الأحمر والتي “دفعت العديد من شركات الشحن في أوائل ديسمبر إلى تجنب عبور مضيق باب المندب، والإبحار حول إفريقيا للوصول إلى “إسرائيل”، ومن خلال القيام بذلك قامت الشركاتُ بتوسيع مساراتها وزيادة تكلفة النقل البحري بشكل كبير في أفضل الأحوال، وفي أسوأ الأحوال، فَــإنَّ السفنَ التي كان من المفترَضِ أن تصلَ إلى ميناء إيلات -وخَاصَّة السفن التي تنقُلُ السيارات من الشرق– لم تعد تصل إلى الميناء على الإطلاق، وهو عاطل عن العمل”.

ونقلت الصحيفةُ عن رئيس غرفة الشحن في كيان العدوّ، يورام زيبا، قوله: إنَّ “السفنَ القادمةَ من الشرق الأقصى وصلت متأخرة بضعة أسابيعَ، وبدلاً عن أن تصلَ في ديسمبر وصلت في يناير”.

وَأَضَـافَ أن “الوضع سيستمر على هذا النحو حتى تنتهيَ شركاتُ الشحن من تجنيد المزيد من السفن لتعزيز الخطوط، وكل هذا بسَببِ الحوثيين الذين تسببوا في أضرار جسيمة لقناة السويس، وأدوا إلى إغلاق ميناء إيلات” حسب تعبيره.

وأكّـد رئيس غرفة الشحن في كيان العدوّ أن “هذا الأمر لن ينتهي قريبًا” مُشيراً إلى أن الوضع قد وصل إلى مستوى جديد بعد أن “أُصيبت سفينة بريطانية كبيرة بصاروخ وأصبحت تغرق” في إشارة إلى عملية استهداف السفينة “روبيمار” البريطانية في خليج عدن.

وَأَضَـافَ أن التحالف الأمريكي البريطاني فشل في التغلب على التهديد اليمني، برغم فارق القدرات والنفوذ.

ونقلت الصحيفة عن جدعون جولبر، المدير التنفيذي لميناء إيلات قوله: “أتوقع أن تتطلع دولة إسرائيل نحو البحر الأحمر وباب المندب لحل مشكلة ميناء إيلات، لا يمكن أن يكون هناك وضع كهذا يتم فيه إغلاق الممرات الملاحية، ونعتمد على العالم لإيجاد حل”.

من جهة أُخرى كشف موقعُ “كالكاليست” الاقتصادي العبري عن انخفاض حادٍّ في واردات السيارات إلى كيان العدوّ الصهيوني؛ بسَببِ الحظرِ اليمني المفروض على السفن المتوجّـهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة.

وقال الموقعُ في تقرير نشره مطلع هذا الأسبوع: إن العمليات اليمنية في البحر الأحمر “أدت إلى إلحاق أضرار بمبيعات جميع مستوردي السيارات، حَيثُ انخفض معدل وصول شحنات السيارات المنتجة في الشرق”.

وأوضح أنه “بناء على ذلك، شهد شهر يناير انخفاضا بنسبة 42 % في تسليم سيارات مازدا، حَيثُ وبلغت هذه المركبات 2676 مركبة، مقارنة بـ 4615 سيارة وصلت في يناير من العام الماضي”.

وكان ميناء أم الرشراش المحتلّة (إيلات) هو الوجهة الرئيسية لاستقبال شحنات السيارات القادمة من الشرق، والتي تمثل نصف واردات السيارات إلى كيان العدوّ، لكن ذلك توقف تماماً بعد بدء العمليات البحرية اليمنية ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني والمتوجّـهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة في نوفمبر الماضي.

وقد صرّح المدير التنفيذي للميناء أكثرَ من مرة بأن “حركةَ الميناء توقفت بشكل شبه كامل، وأن إيراداته كلها كانت تأتي من شحنات السيارات التي لم تعد قادرة على الوصول إليه؛ بسَببِ الحظر اليمني”.

وقد أكّـدت بياناتُ مواقع تتبُّع الملاحة هذه التصريحات، حَيثُ لم يستقبل الميناءُ في ديسمبر ويناير الماضيَّين سوى سفينتَين.

وأكّـد المديرُ التنفيذي لميناء أشدود الأسبوع الماضي في تصريحات نشرها موقع “بورت تو بورت” العبري المختص بشؤون النقل، أن “90 % من السفن أصبحت تصلُ عبر طريق إفريقيا” في إشارة مسار الإبحار حول رأس الرجاء الصالح والتي اضطرت السفن المتجهة إلى العدوّ الصهيونية للعبور فيه لتجنب البحر الأحمر وباب المندب؛ وهو ما يؤكّـد حديث قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن إيقاف الملاحة الصهيونية عبر باب المندب بشكل كامل.

ويرتبط انخفاض حركة الحاويات في موانئ العدوّ ونقص الواردات بالعديد من التأثيرات التي كشفتها العديدُ من التقارير العبرية الرسمية والصحفية خلال الفترة الماضية، بما في ذلك ارتفاعُ أسعار السلع والبضائع بنسب تتجاوز 40 %.

وكانت وزارةُ الاقتصاد الصهيونية قد كشفت في وقتٍ سابقٍ أن العملياتِ اليمنيةَ في البحرِ الأحمرِ عرَّضت للخطر 25 % من واردات البضائعِ الاستهلاكية وأكثرَ من 21 % من ورادات موادِّ الإنتاج.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحاویات فی موانئ حرکة الحاویات البحر الأحمر میناء إیلات کیان العدو فی البحر المحتل ة

إقرأ أيضاً:

مركز البحر الأحمر يصدر دراسة بحثية عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة وسيناريوهات ما بعد الحرب

  

أصدر مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025، دراسة بحثية جديدة عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية بعنوان:”من الإنسجام التاريخي إلى الصدام الإستثنائي.. قراءة استراتيجية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية”.

 

الدراسة أعدها الأستاذ علي عبدالله العجري، الباحث والمستشار الإعلامي لدى مركز البحر الأحمر، تناول فيها طبيعة العلاقات التاريخية والمعاصرة بين اليهود وإيران، مسلطًا الضوء على محطات الانسجام والتقارب، من أبرزها موقف الملك الفارسي قورش الكبير الذي أعاد اليهود إلى فلسطين بعد السبي البابلي.

 

وتقدّم الدراسة تحليلاً موضوعيًا للحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، مستندةً إلى معلومات وشواهد دقيقة، كما ناقشت الخسائر والنجاحات العسكرية والسياسية للطرفين، إضافة إلى الموقف الأمريكي.

للإطلاع على كامل الدراسة انقر هنا 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار تأمين السفن في البحر الأحمر مع استئناف الحوثيين هجماتهم
  • بعثة روسيا الأممية: موسكو لا تقبل تهديد حرية الملاحة الدولية
  • تداول 10 آلاف طن و596 شاحنة بموانئ البحر الأحمر
  • الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية يدين هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ويؤكد انتهاك حرية الملاحة
  • برلين تتهم بكين بشنّ هجوم بالليزر على طائرة تابعة لسلاح الجوّ الألماني
  • مركز البحر الأحمر يصدر دراسة بحثية عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة وسيناريوهات ما بعد الحرب
  • مرور القاهرة: فتح شارع رمسيس أمام حركة السيارات بسبب حريق سنترال رمسيس
  • أول عمل عسكري مشبوه للصين في البحر الأحمر بالقرب من السواحل اليمنية
  • تواصل الهجوم على سفينة الشحن في البحر الأحمر
  • طهران تدفع بورقة البحر الأحمر.. مليشيا الحوثي تُعاود مهاجمة السفن