عمّان- عاد أسطول الصمود إلى الأردن حاملا 131 ناشطا وناشطة من مختلف دول العالم الغربي والعربي، وسط شهادات صادمة عن التعذيب والتنكيل بهم في السجون الإسرائيلية.

وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، في بيان رسمي، إنها وبالتعاون مع الجهات المعنية، سهّلت عبور المشاركين وقدمت لهم المساعدات اللازمة.

وأوضح الناطق باسم الوزارة فؤاد المجالي أن الإجلاء شمل رعايا من أكثر من 20 دولة، بينها البحرين وتونس والجزائر وسلطنة عُمان والكويت وليبيا وباكستان وتركيا والأرجنتين.

كما شمل أيضا رعايا من البرازيل وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأكد المجالي أن الوزارة نسقت مع سفاراتهم لتسهيل مغادرتهم لاحقا إلى بلدانهم عبر مطار الملكة علياء الدولي.

ومن عمّان، بدأت عملية إعادة النشطاء إلى بلدانهم عبر رحلات جوية من مطار الملكة علياء الدولي، بالتنسيق مع السفارات المعنية، وغادرت بالفعل وفود أوروبية إلى باريس ومدريد وروما وأنقرة، في حين تُستكمل الترتيبات لتأمين سفر الوفود الآسيوية واللاتينية خلال الأيام المقبلة.

اعتقال قاسٍ

من بين المفرج عنهم، الناشط الأردني عبد الرحمن غزال الذي روى تفاصيل ما وصفه بـ"الاعتقال القاسي" الذي تعرض له المشاركون عقب اقتحام السفن من قبل القوات الإسرائيلية.

وقال غزال، في حديثه للجزيرة نت، "اقتحم جنود الاحتلال السفن بطريقة عنيفة، رغم أننا مدنيون في مهمة إنسانية سلمية هدفها كسر الحصار عن غزة".

وأضاف "منذ اللحظة الأولى للسيطرة على القارب، بدأ الضرب والتقييد، نُقلنا إلى مراكز احتجاز مغلقة، وخضعنا لتحقيقات طويلة مصحوبة بالإهانة والاعتداء الجسدي"، لافتا إلى أنه شخصيا تعرض لخلع في الكتفين 3 مرات نتيجة العنف أثناء التحقيق.

وأكد غزال أن المعاملة التي تلقاها المشاركون لم تكن استثناء، بل جزءا من سياسة تهدف إلى ترهيب النشطاء وردع أي تحرك دولي إنساني مستقبلي، معتبرا أن الأسطول "كان يحمل رسالة ضمير عالمي لا يمكن إسكاته".

مراقبون يرون أن رسالة أسطول الصمود تجاوزت حدود البحر بعدما أثارت حادثة اعتقال الناشطين موجة تضامن واسعة (الأناضول)احتجاز متواصل

وعلمت الجزيرة نت من مصادر مطلعة أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تحتجز حتى الآن المغربيين عزيز غالي وعبد العظيم بن ضراوي، إلى جانب 5 ناشطين آخرين من جنسيات مختلفة، وذلك لرفضهم التوقيع على أوراق قدمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهم يقرون من خلالها بدخولهم الأراضي الإسرائيلية بصورة غير مشروعة.

إعلان

والناشطون الخمسة هم النرويجيون كريستوفوروس شاف أومور وإيلين نورلي وصموئيل روستول، والإسبانية رييس ريغو سيرفيا، والنيجيري فيتاليس نّوروم (ميشال).

ورغم أن الأسطول لم يصل إلى وجهته النهائية في غزة، فإن مراقبين يرون أن رسالته تجاوزت حدود البحر، بعدما أثارت الحادثة موجة تضامن عربية ودولية، في حين دعت منظمات حقوقية وحكومات إلى التحقيق في شرعية اعتراض السفن في المياه الدولية، واصفة ما حدث بأنه "قرصنة منظمة" تستهدف العمل الإنساني.

الاحتلال يفرج عن مراسلة #الجزيرة_مباشر حياة اليماني بعد اعتقالها 5 أيام لتغطيتها رحلة #أسطول_الصمود لكسر الحصار عن #غزة pic.twitter.com/NDtmC5lb6O

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 7, 2025

ويؤكد ناشطون -أفرج عنهم- أن التجربة، رغم قسوتها، نجحت في إعادة تسليط الضوء على مأساة غزة وعلى الصمت الدولي حيال معاناة أكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت الحصار منذ ما يقارب العقدين.

و"أسطول الصمود العالمي" هو مبادرة إنسانية انطلقت بمشاركة متضامنين من أكثر من 40 دولة، هدفها إيصال مساعدات طبية وغذائية إلى غزة عبر البحر، وكسر الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007، ورفضا لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.

ويمثل الأسطول امتدادا لسلسلة من المحاولات الدولية التي بدأت مع "أسطول الحرية" عام 2010، حين هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة "مرمرة الزرقاء" التركية، ما أسفر عن مقتل 10 ناشطين، وجرح آخرين، ومنذ ذلك الحين، تحولت هذه المبادرات إلى رموز عالمية للتضامن مع الفلسطينيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أسطول الصمود

إقرأ أيضاً:

قصة يمنية يهودية تخلت عن جنسيتها الإسرائيلية تضامنًا مع غزة

انضمت الصحفية اليمنية اليهودية نوا أفيشاغ شنال والتي تخلت عن جنسيتها الإسرائيلية، إلى أسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عنه.

وفي حديث للأناضول، وصفت الصحفية المستقلة شنال والمقيمة في باريس، نفسها بأنها "يهودية عربية مناهضة للصهيونية".

وقالت: "انضممت إلى أسطول الحرية 2025 انطلاقا من شعور عميق بالمسؤولية تجاه إخواني الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية وتطهير عرقي على يد إسرائيل، ولأكون جزءا من عملية حاسمة لكسر الحصار غير القانوني على غزة".

وانتقدت إهمال الدول لالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأضافت شنال التي تخلت عن جنسيتها الإسرائيلية: "السؤال الحقيقي ليس لماذا انضممت، بل لماذا تُترك واجبات الدول للمدنيين".

ولدى سؤالها عن مخاوفها الأمنية، أجابت: "الخوف والقلق مشاعر إنسانية، لكن العزيمة على فعل الصواب تتغلب عليهما. ما نمر به لا يقارن بما يمر به الفلسطينيون كل يوم".

وذكّرت المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والأخلاقية في التدخل "قبل وقوع أي كارثة"، وأردفت: "الدول ملزمة بالتحرك لمنع الإبادة الجماعية قبل وقوعها".

وأشارت إلى أن الصحفيين الفلسطينيين "يغطون إبادة جماعية يتعرضون لها"، وأنهم من خلال أسطول تحالف الحرية، لا يهدفون فقط إلى كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة، بل أيضا إلى كسر "التعتيم الإعلامي السائد".

والأربعاء، أعلن "تحالف أسطول الحرية" انطلاق "سفينة الضمير" من مدينة أوترانتو الإيطالية نحو قطاع غزة.

ويتكون تحالف أسطول الحرية من 11 سفينة، بينها "الضمير"، التي يبلغ طولها 68 مترا، وتحمل على متنها العديد من الصحفيين والأطباء والناشطين.

واعتبارا من مساء الأربعاء، استولت السلطات الإسرائيلية على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات من الناشطين الدوليين على متنها، قبل أن تعلن البدء بترحيلهم، الجمعة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و139 قتيلا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

مقالات مشابهة

  • يهودية يمنية تتخلى عن جنسيتها الإسرائيلية في أسطول الصمود.. ماذا قالت؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يرحل المئات من نشطاء أسطول الصمود إلى الأردن
  • النيابة العامة بروما تحقق في شكاوى قدمها نشطاء أسطول الصمود العالمي
  • عشرات الناشطين من أسطول الصمود يضربون عن الطعام في سجون الاحتلال
  • إحدى نشطاء أسطول الصمود: قمنا بالدور الذي عجزت عنه الحكومات لغزة
  • بعد أيام من اعتراض أسطول الصمود… أسطول الحرية يقترب من سواحل غزة
  • "حماس": شهادات نشطاء أسطول الصمود يشكّل توثيقًا جديدًا لمستوى وحشية الاحتلال
  • قصة يمنية يهودية تخلت عن جنسيتها الإسرائيلية تضامنًا مع غزة
  • وصول 10 من نشطاء أسطول الصمود إلى تونس.. هذا ما قالوه