القضاء الهولندي يصدر حكما بالسجن مدى الحياة ضد بارون المخدرات رضوان تاغي
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
بعد نحو ست سنوات من بدء محاكمتة، حكم الثلاثاء على رضوان تاغي، أخطر تاجر مخدرات في هولندا، بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بسلسلة جرائم قتل ارتكبت بين عامي 2015 و2017.
جرت المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة. وانتشر الجيش في محيط المحكمة لتوفير الأمن، فيما توجه المدعون والقضاة إلى المكان في سيارات مصفحة بطريقة سرية.
وأجرى عناصر مدججون بالسلاح في قوى الأمن دوريات أمام المحكمة في ضواحي أمستردام الثلاثاء.
ونظرا لحجمها، تُعتبر المحاكمة التي تسمى "مارينغو"، غير مسبوقة في هولندا، بحسب مراقبين. حتى أن منصة هولندية للبث التدفقي أنتجت مسلسلا حمل اسم "موكرو مافيا" "Mocro Maffia".
ويُعتبر رضوان تاغي البالغ من العمر 46 عاما، الذي وُلد في المغرب ونشأ في هولندا، العقل المدبر لعصابة مخدرات ملقبة بـ"موكرو مافيا"، وهي منظمة وصفتها النيابة العامة بأنها "آلة قتل عالية الفعالية".
وقال القاضي "أصدرنا حكما بإدانة جميع المشتبه بهم. وحكمنا على رضوان تاغي بالسجن مدى الحياة".
وكان الرجال السبعة عشر يُحاكَمون بتهمة القتل العمد، والضلوع في أربع محاولات قتل، والتخطيط لعمليات إعدام أخرى. وحُكم عليهم جميعا بفترات سجن يُخصم منها الوقت الذي أمضوه في الحبس الاحتياطي.
بالإضافة إلى تاغي، حُكم أيضا على متهمَين آخرين بالسجن مدى الحياة، وهما ماريو ر. وسعيد ر. وقد أشار الأخير بالفعل عبر محاميه إلى أنه سيستأنف الحكم.
وكان عدد من المشتبه بهم في قاعة المحكمة لسماع الحكم، ولكن ليس تاغي.
وقال القاضي مخاطبا المتهمين "اضطررتم للانتظار طويلا لمعرفة الحكم بحقكم، ولكن هذا ينطبق أيضا على أقارب الضحايا".
وقتل ثلاثة أشخاص مرتبطين بشاهد الادعاء نبيل ب.، وهو عضو سابق في العصابة، أثناء المحاكمة: شقيقه في عام 2018، ومحاميه ديرك فيرسوم في عام 2019، والصحافي البارز بيتر رودولف دي فريس، الذي كان معروفا بأنه كاتم أسراره، في عام 2021.
وأضاف القاضي "كل هذا ألقى بظلاله إلى حد كبير على هذه المحاكمة".
لكن جرائم القتل هذه تخضع لإجراءات قانونية منفصلة. ويتعلق حكم الثلاثاء بجرائم مرتكبة بين عامي 2015 و2017، استهدفت في المقام الأول أفرادا كانت العصابة تشتبه في أنهم مخبرون للشرطة.
وقد اعتبر الادعاء أن جريمة قتل رجل يدعى حكيم شنغاشي في أوتريخت عام 2017 قد وقعت عن طريق الخطأ. وبعد ذلك بوقت قصير، ذهب نبيل ب. إلى الشرطة ووافق على أن يصبح شاهد إثبات. وحكم عليه بالسجن عشر سنوات.
"موكرو مافيا"قبض على رضوان تاغي في دبي عام 2019، وأودع في سجن هولندي شديد الحراسة. وعلى الرغم من ذلك، استمر في قيادة عصابته من خلال نقل رسائل إلى شركائه في الخارج، بحسب النيابة.
ويعتبر تاغي العقل المدبر لمنظمة دولية للجريمة المنظمة، تعود جذورها جزئيا إلى دول منطقة بينيلوكس (هولندا وبلجيكا ولوكسمبرغ)، ويطلق عليها اسم "موكرو مافيا" بفعل الأصول المغربية للكثير من أعضائها.
ويشير المصطلح في الواقع إلى مجموعة إجرامية تعتبر من أكبر موزعي الكوكايين في هولندا.
ووفقا للمحكمة، فإن تاغي، الذي نفى دائما الاتهامات، كان "الزعيم بلا منازع" للمنظمة الإجرامية واستخدم "العنف الشديد لتخويف الناس".
ولم يدل أي من المشتبه بهم بأي تصريح خلال المحاكمة التي شهدت تباطؤا بسبب انعطافات كثيرة في مسارها.
وقد ألقي القبض على محامية تاغي، إينيز ويسكي، في نيسان/أبريل 2023 للاشتباه في مساعدتها موكلها على التواصل مع العالم الخارجي.
واستقال محامون جدد قائلين إنهم لم يُمنحوا الوقت الكافي للاستعداد للمهمة. ثم قرر تاغي تولي مهمة الدفاع عن نفسه.
يتكون ملف الادعاء من أكثر من 800 صفحة، تتضمن أدلة قدمها نبيل ب. ومحادثات من هواتف مشفرة.
وقال القاضي "عندما نقرأ الرسائل الموجودة في الملف، نجد أنفسنا في عالم لا قيمة فيه لحياة الإنسان".
ولاحظت المحكمة أيضا أن أيا من أقارب الضحايا لم يجرؤ على الإدلاء بشهادته حول المعاناة التي تعرضوا لها.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج جرائم المافيا جرائم جريمة هولندا محاكمة فرنسا غزة الحرب بين حماس وإسرائيل حصار غزة المغرب الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا بالسجن مدى الحیاة فی هولندا
إقرأ أيضاً:
التراث الثقافي: حدثان: من حرثا إلى حكما
#التراث_الثقافي: حدثان: من #حرثا إلى #حكما
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
يهتم الأفراد، كما الشعوب بحفظ التراث الثقافي الفردي والجمعي. فعلى المستوى الفردي يعيش الإنسان حالة دائمة من”الميثولوجيا”: الحنين للماضي، كما يظهر في حبنا السياحة التراثية، والعودة إلى بيوتنا القديمة، وحاراتنا، ومدارسنا…إلخ.
وعلى المستوى الجمعي، يحنّ المواطن إلى حضارته، وتاريخه، وأدوات أجداده، وآثارهم، وطرق عيشهم. ومن هنا، تأتي أهمية المحافظة على التراث بنوعيه: المادي، وغير المادي، وليس تغزّل الشعراء في مطلع قصائدهم سوى مظهر من الوقوف على الأطلال، والطلول سواء أكانت حجارة، أم أثاثًا، أم بقايا موقد! ولزهير حضور في معلقته: أثافيَّ سُفْعًا في مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ!!
مقالات ذات صلة المرأة وفاتورة النجاح المضاعفة: شهادة من قلب المعاناة 2025/05/04(01)
لجنة التراث: اليونسكو
لعل من أبرز المنظمات الدولية التي تُعنى بالتراث الثقافي هي منطمة اليونسكو، ممثلة بلجنة المحافظة على التراث الثقافي، وحمايته من التهديدات الطبيعية، والبشرية! فكم من دار قديمة فرّط بها الورثة، فهدموها ليبيعوها أرضًا غالية الثمن! وهكذا خسرت الشعوب جزءًا من تراثها؛ نتيجة للّحاق بركب الحياة الجديدة!
علمتنا اليونسكو أن التراث الثقافي حيّ ونامٍ، ولا يموت، لذلك لا نقول: “إحياء التراث “، بل نقول: الحفاظ على التراث، وليس إحياءَه!. كما علمتنا تقنيات صيانة التراث باستخدام المواد نفسها، وحمايته من الزحف الحضري، وسائر التهديدات البيئية. وما زلت أذكر أن شروطهم لوضع مدينة جرش على قائمة التراث هي هدم العمار حول آثارها بقطر يزيد عن كيلومتر واحد، وهدم الشوارع المعبدة التي تقود إليها. فالتراث يجب أن يبقى كما هو؛ ليقودنا إلى الجو النفسي والمادي نفسيهما اللذين ضمّا مختلف الأحداث.
وقد اطّلعت مؤخرًا على تجربتين رائدتين في حفظ التراث: التجربة الأولى في صيانة مضافة الشيخ قويدر عبيدات في بلدة حرثا من قبل حفيديه: عوني القويدر، وعلاء القويدر. والأخرى في حفظ تراث بلدة حكما، وبناء “خان شمال” من قبل ابن حكما المهندس منذر بطاينة، والذي قاد مشروعين ضخمين في مجال التراث الثقافي. وقد سبق أن كتبت عن مشروع المبدعَيْن: عوني، وعلاء في صيانة مضافة قويدر. وأخصّص الحديث الآن عن مشروعَي منذر بطاينة.
(02)
خان شمال، وبلدة حَكَما
” خان شمال” هو بناء معماري مستلهَم من ثقافة الأجداد، تشعر وكأنك في قرون مضت، فحجارته لها تاريخ، بل وتنتسب إلى أفكار وأشخاص. وشكله يدخلك في إحدى القلاع التاريخية، التي ضمّت رُكنًا للشاعر عرار، ورُكنًا للشاعر نايف أبو عبيد، وأركانًا أخرى عديدة! مشروع ثقافي بامتياز.
أما المشروع الآخر، فهو رسم تمثيلي لتاريخ بلدة حكما، ومضافاتها، ودكاكينها، وخاناتها، وأسواقها مستندًا بذلك إلى شهادات حيّة من كبار السنّ في القرية، والذين كانوا يصِفون كل بيت، وطرق الوصول إليه، وباحاته، وشبابيكه بما يجعلك تشمّ رائحة القهوة، ودقة “المهباش” الصادرة من شبابيك تلك المضافات!
عمل تطوعي، وبمبادرة فردية لا تحتملها سوى هِمَم عالية كهِمَم أجدادنا!
(03)
جزاء سِنمّار!!
أعمال عوني القويدر، وعلاء القويدر، وعملا منذر بطاينة، عكست روحًا أردنية عربية سامية.
أعمال وطنية، بل تاريخية!
إذا كانت الأوسمة لا يستحقها هؤلاء الرجال، فلِمَن تُعطى إذن؟؟!!
هل يكون نصيب كلّ منهم ما لقيه سِنمّار؟؟
فهمت عليّ جنابك؟ّ!!