على وقع كارثة المجاعة المتفاقمة في غزة، ومشاهد الأهالي وصورهم ضمن مكابدتهم اليومية، تداول مدونون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لعائلة فلسطينية في شمالي القطاع، وهي تبحث عما يسد رمق حاجتها للطعام أسفل أنقاض منزلها، الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأثارت مشاهد الحالة تضامنا من جهة مع تلك العائلة وغيرها ممن يتقاسمون هذا الواقع الصعب في غزة، وأثارت غضبا من جهة أخرى، على شح المساعدات و"تخاذل" العالم تجاه ما يجري في القطاع من معاناة بالغة القسوة، في ظل فرض الاحتلال حصارا على القطاع وتجويعه السكان هناك.

هذه هي عادتنا في محافظة الشمال منذ المجاعة، الحجُّ إلى ركام منزلنا، فرقة تبحث عن الكيلوين الاثنين من الأرز الذين تركهما مصعب قبل نزوحه إلى القاهرة، وفرقة تبحث عن حفنة العدس التي خبّأها محمد قبل نزوحه إلى محافظة الجنوب، وفرقة أنا قائدها، نبحث عن حروف تلك الكتب التي كانت مزدحمة في… pic.twitter.com/7GbrXpSjf8

— حمزة مصطفى أبو توهة (@HamzaAbuToha) February 27, 2024

واعتبر ناشطون أن المشهد المصور يكشف جزءا من المعاناة والمجاعة في ظل الحصار ونقص المساعدات التي تصل إلى شمال القطاع منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعين إلى التحرك لإنقاذ الناس من الجوع.

وجاء ذلك بعد أن نشر الناشط والمدون الفلسطيني، حمزة أبو توهة، عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، -أمس الثلاثاء- مقطع فيديو، يظهر قيام أفراد عائلته بالبحث أسفل منزلهم المهدم، عن بعض من مخزون الطعام الذي كانت تخزنه والدته في مطبخها، بينما تحاول والدته وهي قاعدة مساعدتهم بإزاحة التراب عن بعض الكتب المستخرجة من تحت الأنقاض.

وعلق أبو توهة، واصفا حال عائلته، قائلا: "هذه هي عادتنا في محافظة الشمال منذ المجاعة، الحجُّ إلى ركام منزلنا، فرقة تبحث عن الكيلوين الاثنين من الأرز اللذين تركهما مصعب قبل نزوحه إلى القاهرة، وفرقة تبحث عن حفنة العدس التي خبّأها محمد قبل نزوحه إلى محافظة الجنوب، وفرقة أنا قائدها، نبحث عن حروف تلك الكتب".

وأضاف أبو توهة، "نبحث عن حروف تلك الكتب التي كانت مزدحمة في أرجاء البيت"، متابعا، "أما أُمّي فما زالت تُقسِم أيمانًا مغلظة أنها قطفت حبات الزيتون، وخلَّلَتها بالزيت والفلفل في زجاجات في الزواية اليمنى من المطبخ، وأما والدي فقد وقف وحيدًا، وأعلن من جانبه وقف إطلاق النار، وشرع في بناء غرفة صغيرة بعد جمعه أخشاب مكتبتي وأرففها".

المجاعة مستمرة في شمال القطاع #شمال_غزة_يجوع https://t.co/PKrSAhFgwF

— براء نزار ريان (@BaraaNezarRayan) February 27, 2024

وعلق الناشط، براء نزار ريان، عبر حسابه على منصة إكس، قائلا: "المجاعة مستمرة في شمال القطاع"، وتحدث الصحفي، حسام السكري عبر حسابه: "يبحثون عما بقي من منزلهم، من الأرز… العدس… أو الكتب".

كما كتبت المدونة، ريما عصام، عبر حسابها على منصة إكس: "حمزة، شقيق الشاعر مصعب أبو توهة في شمال غزة، بينما ينقبون بين الركام بحثًا عن طعام للبطون الفارغة، هم أيضًا ينقبون عن طعام لعقولهم، وكتب من مكتبته الواسعة، ولكرامتهم، ملجأ، من قصاصات الخشب من المكتبة التي تم قصفها، وزجاجات الزيتون الخاصة بماما".

وسبق أن وثق الناشط حمزة أبو توهة قبل نحو أسبوع، جانبا من المجاعة في غزة ورحلته للحصول على قليل من اللحم والأزر "هدية لزوجته" التي وضعت مولودها، قائلا عبر منصة إكس "عشنا وما زلنا نعيش في شمال غزة ظروفًا إنسانية قاسية جدًا، منذ بدء حرب غزة، لاسيما في الوقت الذي كانت فيه زوجتي حاملا بطفلنا الأول إلى أن ولدت قبل 3 أيام".

وأما بنعمة ربك فحدِّث، هذا رزق الله بعد خمس أيام من البحث في محافظة الشمال عن شيء من اللحم لامرأتي التي أنجبت مولودًا، اليوم أسبوع ابني (عليّ)، جعلت هذا الطبق لزوجتي هدية الولادة، لعلك تراها قليلة، ولكن قطع اللحم هذه بـ 70$، وحبات الرز هذه بـ25$، ألا ترى قيمتها تستحق أن تكون… pic.twitter.com/Wo71PXiub8

— حمزة مصطفى أبو توهة (@HamzaAbuToha) February 22, 2024

وأوضح أبو توهة أنه تمكن من شراء تلك الوجبة قائلا "وأما بنعمة ربك فحدِّث، هذا رزق الله بعد 5 أيام من البحث في محافظة الشمال عن شيء من اللحم لامرأتي التي أنجبت مولودا، اليوم أسبوع ابني (علي)، جعلت هذا الطبق لزوجتي هدية الولادة"، مضيفا" لعلك تراها قليلة، ولكن قطع اللحم هذه بـ75 دولارا، وحبات الأرز هذه بـ25 دولارا، ألا ترى قيمتها تستحق أن تكون هدية!".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی محافظة الشمال أبو توهة تبحث عن فی شمال

إقرأ أيضاً:

شلال دم لا يتوقف والعدو يتمادى في استهداف الأبرياء بغزة: استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين من الجوعى ومنتظري المساعدات

الثورة / متابعة/ حمدي دوبلة

استشهد عشرات المواطنين الفلسطينيين وأصيب آخرون، أمس الجمعة، في مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات، بوصول جثامين 23 شهيدا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، جراء استهداف الاحتلال لمنتظري المساعدات بالقرب من “مفترق الشهداء” شمال المخيم، وسط القطاع.

وأفادت مصادر طبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد 11 مواطنا وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منزلا بمنطقة المعسكر غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.

الى ذلك أعلن الدفاع المدني في غزة امس استشهاد 43 شخصا بينهم 26 كانوا ينتظرون المساعدات بنيران الجيش الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي مزقته الحرب لأكثر من 20 شهرا.

وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير لوكالة الصحافة الفرنسبة إن 26 شخصا استشهدوا أثناء انتظارهم المساعدات قرب محور نتساريم في وسط قطاع غزة.

ويتوافد آلاف الأشخاص يوميا إلى مناطق مختلفة من القطاع، من بينها هذه المنطقة، على أمل الحصول على الطعام.

وأفاد المغير بأن 17 شخصا آخرين استشهدوا في خمسة مواقع مختلفة بنيران الجيش الصهيوني.

من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن جيش العدو الصهيوني الإرهابي، ارتكب امس، في مشهد دموي يومي متكرر، سلسلة مجازر مروعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، راح ضحيتها نحو أربعين شهيداً.

وقالت الحركة- في بيان- إن الشهداء الأربعين ارتقوا جراء قصف العدو الصهيوني على المنازل وخيام النازحين، وإطلاق النار المباشر تجاه المجوّعين حول مراكز “السيطرة الصهيونية الأمريكية” على المساعدات الإنسانية.

وأضافت: “إنّ جيش العدو لا يستهدف سوى المدنيين العزّل، ويُمعن عمدًا في قتل العشرات منهم يوميًا، في سياسةٍ دمويةٍ ممنهجة، تهدف إلى إبقاء هذا المشهد الوحشي قائمًا ومتصاعدًا؛ فقتل الأطفال والنساء والأبرياء هو هدف يومي ثابت لجيش العدو، وعنوان رئيسي لحربه الإجرامية ضد شعبنا”.

وطالبت “حماس” المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بتحمّل مسؤولياتها، وتوثيق هذه المجازر والانتهاكات المروعة بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على رفع ومتابعة الدعاوى القضائية أمام المحاكم الدولية والوطنية، ومحاسبة قادة العدو الإسرائيلي كمجرمي حرب.

وجددت النداء للشعوب العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، لتصعيد الضغط على العدو الصهيوني وداعميه في كل المحافل، والعمل لعزل ومقاطعة الكيان الفاشي، وكسر الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني، ودعم صموده في معركته من أجل الحرية والكرامة وتقرير المصير.

ووقعت سلسلة من الوقائع الدامية منذ 27 مايو الماضي تاريخ افتتاح مراكز الإغاثة المحدودة التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة ذات تمويل غامض تدعمها الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

وترفض الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية العمل مع هذه المنظمة بسبب مخاوف بشأن إجراءاتها وحيادها.

وفي وقت متزامن، قتل الجيش الاحتلال أمس 11 فلسطينيا وأصاب آخرين إثر قصف جوي استهدف منزلا مأهولا يعود لعائلة “عياش” في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وفق ما أفاد به مصدر طبي في “مستشفى شهداء الأقصى”.

إنسانيا حذّرت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أولغا تشيريفكو، من أن مدينة غزة تقف على أعتاب تدهور كارثي، وقد تشهد الساعات المقبلة إغلاقا إضافيا للمرافق الحيوية ما لم يُؤمَّن الوقود بشكل عاجل.

وفي تصريحات لموقع الأمم المتحدة عقب زيارة ميدانية استمرت أياما عدة إلى غزة، وصفت تشيريفكو الوضع بـ”المروّع للغاية”، مشيرة إلى أن الملاجئ باتت مكتظة بالنازحين داخليا، فيما يستمر تدفق المواطنين الهاربين من القصف الإسرائيلي نحو مناطق شمالية أبعد.

وقالت تشيريفكو إن النقص الحاد في الوقود يهدد مباشرة المرافق المنقذة للحياة، بما في ذلك المستشفيات، ومرافق المياه، والصرف الصحي، مضيفة أن ذلك “يعرّض حياة الآلاف للخطر”.

وأشارت إلى أنها زارت أحد المواقع يوم الأربعاء الماضي حيث توقفت مضخات المياه كليًا بسبب نفاد الوقود، مؤكدة أنه “ما لم يُسمح بإدخال كميات جديدة من الوقود، والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى مخزوناتها، فإن المزيد من المرافق ستُجبر على الإغلاق”.

وتأتي هذه المجازر ضمن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023م والتي خلفت أكثر من 186 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يحاصر الرُضّع.. منع إدخال الحليب يهدد حياة آلاف الأطفال بغزة
  • “نقابة المقاولين” تبحث استراتيجية عمل اللجان ودورها في تطوير القطاع
  • بينهم 11 من منتظري المساعدات.. استشهاد 18 فلسطينيا بنيران الاحتلال الإسرائيلي بغزة
  • شلال دم لا يتوقف والعدو يتمادى في استهداف الأبرياء بغزة: استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين من الجوعى ومنتظري المساعدات
  • هربًا من شقيق زوجها.. سيدة تقفز مع طفلتها من شرفة منزلها في دار السلام بسوهاج
  • عشرات الشهداء في غارات متفرقة بغزة.. واستهداف منتظري المساعدات
  • عبدالله: نقف مع وزير الصحة في محاولاته لاستنهاض القطاع
  • غرفة العمليات الحكومية تبحث أوضاع القطاع الخاص في غزة
  • 52 شهيداً في مجازر الاحتلال بغزة
  • ارتفاع الشهداء إلى 23.. ومجازر الاحتلال مستمرة ضد منتظري المساعدات بغزة| تفاصيل