تزايد النزاعات المسلحة يعكس الحاجة إلى دفع الجهود الدولية الصادقة لضمان الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وأحكام المساءلة في انتهاكات التجويع، والترويع، وعرقلة المساعدات الإغاثية وغيرها

التغيير: وكالات

أعرب السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن قلق مصر من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في السودان إثر استمرار الأزمة الجارية، وآثارها البالغة على حماية المدنيين وتعرضهم للتجويع، والنزوح والمعاناة جراء المواجهات المسلحة.

جاء ذلك خلال إلقائه بيان ‫مصر في جلسة النقاش السنوي في ‫مجلس الأمن حول حماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

وجدد دعوة مصر لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي الإنساني، وتيسير النفاذ الإنساني، واحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه والحفاظ على مؤسسات الدولة، والتوقف عن التدخل الخارجي في شؤونه تمهيداً لتحقيق تسوية شاملة يقودها ويمتلكها السودانيون.

وأكد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير أسامة عبد الخالق، التزام مصر بالتواصل مع كافة الأطراف من أجل ذلك.

ضرورة العمل بصورة موازية على منع وقوع النزاعات ومعالجة أسبابها الجذرية، وتسويتها عبر الوسائل السلمية والفعالة

ضرورة الامتثال للقانون الدولي الإنساني

ولفت عبد الخالق، إلى تأكيد مصر على أن تزايد النزاعات المسلحة يعكس الحاجة إلى دفع الجهود الدولية الصادقة لضمان الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وأحكام المساءلة في انتهاكات التجويع، والترويع، وعرقلة المساعدات الإغاثية وغيرها، وضرورة العمل بصورة موازية على منع وقوع النزاعات ومعالجة أسبابها الجذرية، وتسويتها عبر الوسائل السلمية والفعالة، فضلاً عن دفع أنشطة التنمية والنمو طويل الأجل لضمان استدامتها.

وأشار إلى مساهمة مصر خلال عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن في إصدار القرار 2286، لعام 2016، مع كل من اليابان، وإسبانيا ونيوزيلندا، وأوروجواي لتأكيد ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني من ضرورة حماية العاملين بالمجال الطبي والمنشآت الطبية في النزاعات المسلحة وأهمية اعتماد إجراءات فعالة الحماية هؤلاء العاملين وضمان النفاذ غير المعرقل للرعاية الطبية في حالات النزاعات.

وأكد أن مصر تظل ملتزمة بدعم كافة الجهود الرامية لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمي والدولي والتأكد من الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

الوسومحرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين مجلس الأمن مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين مجلس الأمن مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة النزاعات المسلحة الدولی الإنسانی

إقرأ أيضاً:

مشروع روسي لإقامة قاعدة بحرية في السودان.. ما مخاوف الغرب؟

نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية، تقريرا، تحدّثت فيه عن إبرام روسيا اتفاقا مع رئيس القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، لبناء مركز لوجستي في ميناء بورتسودان، مقابل توفير الأسلحة والذخائر.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه يتعين على رئيس المجلس الانتقالي السوداني، المفترض أن يواجه شبه حرب أهلية أثارها تمرد الجنرال، محمد حمدان دوغلو، الملقب بـ"حميدتي"، وهو أمير الحرب الذي لا هوادة فيه والذي كان، حتى هذا التحوّل الدبلوماسي الأخير، يحظى بدعم فلاديمير بوتين، ومجموعة فاغنر.

وذكرت الصحيفة أن الاتفاق بين موسكو والخرطوم يثير مخاوف الحكومات الغربية التي تخشى ظهور مشروع روسي لإقامة قاعدة بحرية تسيّر فيها سفن حربية روسية أحد أكثر الطرق البحرية ازدحاما في العالم. ويمثل هذا التقارب الروسي مع القوات المسلحة السودانية أيضا خطوة من روسيا لموازنة موقفها تجاه الحرب الأهلية في السودان.

ناقش وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هذا المشروع مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته للخرطوم في 8 شباط/ فبراير 2024. ثم التقى نائب الخارجية الروسي، والوزير والممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، البرهان في بورتسودان يومي 28 و29 نيسان/ أبريل 2024 لتعميق ملامح هذا المشروع واعدا "بمساعدات عسكرية نوعية غير مقيدة".

وفي 25 آيار/ مايو، أعلن الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وعضو مجلس السيادة الانتقالي، أن السودان وروسيا سيوقّعان سلسلة من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية. وتنص هذه الاتفاقيات على إنشاء مركز دعم لوجستي بحري روسي في السودان.

ونقلت الصحيفة عن ياسر العطا أن "روسيا عرضت التعاون العسكري من خلال مركز دعم لوجستي، وليس قاعدة عسكرية كاملة، مقابل أسلحة وذخائر لحالات الطوارئ"، وتم الاتفاق على توسيع التعاون ليشمل الجوانب الاقتصادية مثل المشاريع الزراعية وشراكات التعدين وتطوير الموانئ. في الفاتح من حزيران/ يونيو، صرّح سفير السودان لدى روسيا محمد سراج، لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، أن السودان مُلتزم بمشروع المنشأة البحرية في البحر الأحمر، التي وصفها بأنها "مركز للدعم اللوجستي في البحر الأحمر". 

وفد القوات المسلحة السودانية في روسيا
وصل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، يوم الإثنين 3 حزيران/ يونيو 2024، إلى سانت بطرسبورغ للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الدولي السابع والعشرين برفقة وزراء الخارجية والمالية والمناجم السودانيين. واستعرض الوفد، الذي التقى يوم الجمعة 7 حزيران/ يونيو 2024 بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الوضع الحالي في السودان ومدى تقدم العمليات العسكرية وشارك رؤيته لتحقيق الاستقرار في البلاد وتحقيق السلام.


كما سلّم عقار، رسالة مكتوبة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال عقار في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، إن الخرطوم ترغب في إحياء اتفاق بناء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر مع الاعتراف بضرورة أخذ "آراء الدول الأخرى" بعين الاعتبار. وأضاف: "نريد بالتأكيد تنشيط هذه الاتفاقية إذا أراد كلا البلدين ذلك. نحن نناقش حاليا هذه المسألة. وتنص الاتفاقية الحالية بين بلدينا على إنشاء قاعدة".

في غضون ذلك، أكّد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، جبريل إبراهيم، وجود محادثات جارية مع روسيا بشأن صفقة محتملة لإقامة قاعدة عسكرية روسية على الساحل السوداني، موضحا أن "الفكرة لا تكمن في أن يكون لدينا خبراء عسكريين أو قاعدة كبيرة، بل مركز خدمة حتى تتمكن السفن الروسية من الحصول على الإمدادات". كما اعترف باعتراضات الولايات المتحدة وحلفائها، لكنه أكد مجددا أن ساحل السودان الشاسع يمكن أن يستوعب شراكات متنوعة.

تحول جذري لبوتين
أثناء زيارته لتشاد في حزيران/ يونيو، دافع رئيس الدبلوماسية الروسية سيرجي لافروف مرة أخرى عن عمليات مجموعة فاغنر شبه العسكرية في إفريقيا "المساهمة في تطبيع الوضع في المنطقة" في مواجهة التهديد "الإرهابي". وأعلن لافروف أن المجموعة الروسية الخاصة "تم نشرها بناء على طلب مباشر من الحكومات"، مستشهدا على وجه الخصوص بـ"جمهورية أفريقيا الوسطى"، وهي دولة تعتبر مختبرا لمجموعة فاغنر في القارة الأفريقية، قبل أن تبدي اهتمامها ببلدان أخرى مثل مالي وبوركينا فاسو.


وبهذا المنطق، كانت موسكو حتى ذلك الحين تدعم قوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، حليف المشير الليبي حفتر والإماراتيين، من خلال تزويده بالمعدات العسكرية عبر مجموعة فاغنر، في الحرب الأهلية المستمرة منذ نيسان/ أبريل 2023. 

ومن الواضح أن موسكو قد غيّرت موقفها الدبلوماسي. إذ تسيطر القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، على الساحل السوداني، وأصبحت محاورا أساسيا لإعادة إطلاق مشروع الكرملين لإنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق بين روسيا والقوات المسلحة السودانية يمثّل إعادة توازن كبيرة لفلاديمير بوتين في الحرب الأهلية التي تمزق السودان، وهو مؤشر مثير للاهتمام على درجة الانتهازية التي يتمتع بها الرئيس الروسي.

مقالات مشابهة

  • الحكيم يبارك جهود الحكومة برفع اسم العراق من قائمة استخدام الأطفال بالنزاعات المسلحة
  • العراق يخرج رسمياً من قائمة استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة.. ما أهمية ذلك؟
  • الحكيم: منع إشراك الأطفال في النزاعات نقلة بالاتجاه الصحيح لوزارة العمل
  • رسمياً.. خروج العراق من قائمة استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة
  • العراق خارج قائمة استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة
  • رسمياً.. العراق خارج قائمة استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة
  • واشنطن بوست: الوضع الإنساني في غزة يشهد صعوبات أشد مع موجة حر قاسية
  • آليات التعامل مع الأطفال الشهود والضحايا في النزاعات المسلحة … أطفال السودان نموذجا
  • واشنطن: على إسرائيل التزام القانون الإنساني الدولي في حربها على غزة
  • مشروع روسي لإقامة قاعدة بحرية في السودان.. ما مخاوف الغرب؟