حكم رد الشبكة والهدايا حال فسخ الخطبة.. اعرف آراء المذاهب الأربعة
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
«الشبكة» من أهم العناصر التي تتعلق بإتمام الخطوبة والزواج، وفي هذا الصدد يتناول التقرير التالي حكم مصير الشبكة والهدايا في حالة فسخ أحد الطرفين الخطوبة، وقد تناولت هذه المسألة المذاهب الفقهية وحكم الشبكة ما إذا كانت هدية أم هبة، وهو ما أوضحت دار الإفتاء المصرية جانبا منه.
اثار فسخ الخطبةوعن فسخ الخطبة أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الرأي الراجح من بين الآراء التي اختلف عليها الفقهاء عند فسخ الخطبة هو رد الهدايا، والشبكة، والمهر للخاطب، وتابعت الدار «الهدايا تأخذ حكم الهبه ويجوز استردادها إذا كانت قائمة بعينها، أما إذا هلكت، أو استهلكت فلا حق له في الرجوع من شيء لأن هلاك الهبة مانعه من الرجوع فيها كما أنه لا يجوز طلب مثلها لأنه تسبب في وقوع الضرر عليها».
كما أكدت دار الإفتاء أنه يجب على الخاطب رد ما قدمه لها من هدايا، ومهر، وشبكة، ما كان موجودا عندها دون ما هلك، أو كسر، وعلى المخطوبة الاستجابة لطلبه، ورد بما قدمته له أما إذا كانت الهدايا مستهلكة استهلاك مانع من الرجوع فلا تسترد بذاتها، أو قيمتها.
آراء المذاهبوبخصوص آراء المذاهب الأربعة في موضوع مصير الشبكة عند فسخ الخطبة اختلف الفقهاء على عدة أقوال فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن المذهب الحنفي فإن اتباعه يؤمنون بوجوب رد المال إذا كان قليل أو كثير فإن كان قائما أخذه بعينه وإذا هلك أخذ مثله.
لكن جاءت المالكية بالاختلاف على عدة أقوال: «إذا كانت هدايا وكانت موجودة في يدها ترد بعينها وإن هلكت ترد قيمتها أو مثلها، وهو ما يتوافق مع رأي أتباع المذهب الحنفي، أما أصحاب القول الثاني فقالوا بأن يجب ردها إن كانت موجوده في يدها أما إذا هلكت أو كسرت لا ترد مثلها لأنها بحكم الهبة، واتفق المذهب الشافعي والحنبلي في أنه إذا فسخ الخاطب خطبته فليس له حق الحصول على الشبكة والهدايا لأنه تسبب في ضررها، أما إذا كان الفسخ من جهتها فيحصل الخاطب على الشبكة والهدايا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اختلاف الفقهاء دار الإفتاء المصرية دار الإفتاء فسخ الخطبة إذا کانت أما إذا إذا کان ما إذا
إقرأ أيضاً:
حنين داخل الركام.. كاتبة غزّية تكتب عن مدينتها التي لم تعد كما كانت
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً للكاتبة غادة عبد الفتاح، المقيمة في قطاع غزة، تناولت فيه واقع الحياة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين، مؤكدة أن حرب الإبادة غيرت كل شيء في القطاع، من المشهد العمراني إلى القلوب والعقول والأرواح.
تبدأ عبد الفتاح مقالها بالإشارة إلى شعورها بالحنين العميق لغزة، رغم وجودها داخلها، موضحة أن هذا الحنين لا ينبع من البعد الجغرافي، بل من تحول المدينة إلى مكان غريب ومشوّه لا يُمكن التعرف عليه. تقول الكاتبة: "هذه ليست غزة… التفاصيل كلها خاطئة، لا شيء كما هو"، مشددة على أن فقدان الألفة صار ملموسًا حتى وهي تقف على الأرض نفسها التي نشأت عليها.
وتصف غادة حالتها الشخصية مع انهيار الحياة اليومية في دير البلح، حيث تسكن في شقة مزدحمة مع ثلاث عائلات منذ عام كامل، مستقبلة 16 فردًا آخر من عائلتها هربا من القصف في الأسابيع الأخيرة. وتشير إلى انتشار الخيام في الشوارع والأراضي الزراعية، بعضها بين أشجار النخيل المتبقية، التي دُمّرت معظمها أو أحرقت بفعل الدبابات الإسرائيلية. وتضيف: "أكره هذه الكلمة: خيمة. لقد رافقت الفلسطينيين لأجيال، كظلهم".
وفي تفاصيل منزلها الذي لم يعد صالِحًا للسكن كما كان، تروي عبد الفتاح كيف أعيد بناؤه جزئيًا باستخدام حجارة من أنقاض منازل الجيران، مع جدران نصف ارتفاعها السابق، وغياب النوافذ، وتغطية الفجوات بأقمشة نايلون وبطانيات بدل الأبواب. هذه التفاصيل الصغيرة تعكس الواقع المرير للسكان في مواجهة القصف المستمر، حيث كل همسة تنتقل في أرجاء المنزل، والحرية محدودة حتى في صوت الكلام.
تشير الكاتبة إلى أن العيش في غزة أصبح حربًا على التفاصيل: "الله يكمن في التفاصيل"، تقول، مشيرة إلى أن الحرب فرضت تسلسلًا هرميًا في المعاناة. البقاء داخل غرفة بجدران نصفية أفضل من العيش في خيمة، والخيمة المنظمة أفضل من خيمة مُرقّعة بالبطانيات والنايلون والحقائب القديمة. هذا التسلسل الهرمي يمتد أيضًا إلى العلاقات الاجتماعية، وكيفية الحديث ومشاركة المشاعر.
وتروي الكاتبة لقاءاتها اليومية مع الناس، مثل معلمتها السابقة التي ذكرتها باثنتين من زميلاتها القتيلات في غارات إسرائيلية، مؤكدة أن الحيطة والحياد أصبحا ضرورين عند الحديث عن المعاناة: "خسارتي جدران، وخسارته أناس… البقاء على قيد الحياة كدين لا يمكنك سداده".
وتصف الكاتبة تجربة القصف المباشر على منزلها، حيث دوت الانفجارات في منتصف الليل، وامتلأت الغرف بالحطام والغبار، واضطرت العائلة للخروج وسط الظلام للتحقق من سلامة الجميع. وتوضح أن المسيّرات الإسرائيلية حلّقت في السماء، محركاتها تُصدر أزيزًا كحشرات آلية، مع ضوء يشقّ الليل، مما جعل البقاء في الخارج خطرًا دائمًا.
تتحدث الكاتبة عن الحرب على أنها خلقت تسلسلًا هرميًا من الخسارة والمصاعب، فبينما أصيب أحد أقاربها بجروح بسيطة، فقد آخرون أكثر من 40 فردًا من عائلتهم. تطرح الكاتبة التساؤل عن جدوى الحديث عن الدمار الشخصي في مواجهة فقدان الأرواح: "كيف تتحدث عن جدران متصدعة لشخص يعدّ الوجوه الغائبة؟".
كما تصف المعاناة اليومية في المستشفيات، حيث تُنقل الأطراف المبتورة بصناديق ورقية، وتبقى الأسماء محفورة في الذاكرة حتى بعد مرور أشهر، مؤكدة أن هذه اللحظات الصغيرة تعكس جزءًا من هول الحرب وتأثيرها النفسي على السكان.
وتشير الكاتبة إلى التحديات المعيشية، من ندرة الوقود والطاقة إلى الطهي على نار الحطب باستخدام أي مادة متاحة، من ألواح خشبية مكسورة إلى صنادل بلاستيكية وعلب فارغة. كما تتحدث عن صعوبة التعليم، حيث يُجبر الأطفال على الكتابة بخط صغير ومرصوص بسبب ندرة الأقلام والدفاتر، مع حرص المعلمين على توصيل الدروس رغم الظروف الصعبة.
وتختتم الكاتبة مقالها بالتأكيد على أن الحرب لم تقتصر على الدمار المادي، بل طالت المشاعر والأفكار والأحلام. تقول: "الحرب جنونية - جنون يتسلل إلى العقل، إلى الجسد، إلى الأحلام… لا أستطيع استيعاب ما يحدث تماما". وتوضح أن آلة الحرب الإسرائيلية لم تتوقف منذ عامين، وأسفرت عن مقتل وجرح ما يقرب من ربع مليون شخص، وتهجير السكان، وتحويل المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد والأسواق إلى أنقاض، مشددة على أن هذه التفاصيل هي ما تحدد حياة الناس اليومية في غزة.
يقدم مقال غادة عبد الفتاح شهادة مباشرة عن الحياة تحت القصف، ويُبرز كيف أن الدمار المستمر والتهجير القسري والنقص في المواد الأساسية والمخاطر اليومية تشكل الواقع اليومي للفلسطينيين في غزة. ويعدّ هذا النص دعوة للعالم لفهم التفاصيل التي تشكل حياة المدنيين وسط الصراع المستمر، بعيدًا عن الإحصاءات الرسمية أو الأخبار المجردة عن القصف والخسائر.