صلاح الدين أبو الغالي، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة لا يريد أن يسقط دون مقاومة قرار زملائه في المكتب السياسي، تجميد عضويته في الحزب تمهيدا لخطوة إضافية ستكون طرده لامحالة من الحزب في أكتوبر المقبل خلال اجتماع المجلس الوطني.

منذ أن قُدمت الشكوى ضده الخميس الفائت، لم تحدث تطورات في هذه القضية المثيرة للجدل، فأبو الغالي الذي بث بيانين حادين بحق قيادة حزبه في اليومين التاليين لإقرار تجميد عضويته، لم يتحدث عن الطريقة التي سيواجه بها الشكوى التي أحيلت على النيابة العامة بالدار البيضاء، وتتهمه بالنصب والاحتيال على زميله في الحزب، عبد الرحيم بنضو في قضية عقار.

أفسح صمته لمزيد من الانتقادات بحقه من الحزب، وقد كان أبرزها تلك الصادرة عن زميله سمير كودار، رئيس قطب التنظيم بالحزب، وهو واحد من الأهداف الرئيسية التي شغلت أبو الغالي عندما تحدث عن دور لهذا المسؤول في تدهور وضعيته في القيادة.

إلا أن توقفه عن بث البيانات، لا يعني أن هذا المسؤول السياسي قد بدأ بالاستسلام. هذا ما تشير إليه المعلومات المتأتية من محيطه على الأقل.

يسعى أبو الغالي إلى إثبات سلامة موقفه الطاعن في الإجراءات المؤدية إلى تجميد عضويته، وهو لا يكتفي على ما يظهر، بمحاولة إضعاف مشروعية القرار المتخذ بحقه، وإنما يخطط لإسقاط القيادة برمتها معه إذا لزم الأمر ذلك. يقتضي ذلك طعنا مزدوجا، وبحسب ما يصلنا، فإن لدى أبو الغالي فكرة عن الطريق الذي سيسلكه. إذا ما تواصل التوتر القائم بين الطرفين، فإن أبو الغالي سيلجأ في الغالب، إلى المحكمة مقدما طعنا في الهيكل بكامله. ليس هناك شيء مؤكد، لكن بعض الترتيبات تشير إلى ذلك. لا يتحدث أبو الغالي عن ما سيفعله في الوقت الحالي، تاركا مساحات واسعة للتخمين.

ترتكز هذه الخطة على أساس لا لبس فيه بالنسبة إلى هذا المسؤول ومحيطه: « لا يمكن تجميد عضو من القيادة الجماعية. القيادة الجماعية تنتخب وتقال أو تستقيل عبر المجلس الوطني ولا دخل للمكتب السياسي بذلك، ولا سلطة له على الأمانة العامة، ولا على أحد من أعضاء القيادة الجماعية للأمانة العامة ». بالنسبة إلى الذين يريدون مواجهة قرار المكتب السياسي، فإن الفصل 106 من النظام الداخلى استثنى الأمانة العامة أو القيادة الجماعية للأمانة العامة، واستعمل عبارة « حصريا » لما تكلم عن صفات المعنيين بالتجميد. وإذا سقط عضو واحد سقطت الأمانة العامة ككل كما جاء في الفصل 88 من النظام الأساسي، والذي نص على إقالة القيادة الجماعية ككل، ولم يتحدت عن إمكانية إقالة أحد أعضائها. هنا بيت القصيد في الحملة المضادة لقرار الحزب.

في مقابل ذلك، يعتقد محيطه أن الشغور (لأحد أعضاء القيادة الجماعية) الذي نص عليه الفصل 106 من النظام الأساسي لا وجود له هنا، لأن الشغور يكون من الذات نفسها التي هي تقدم تعذرها لأسباب صحية أو خاصة. وحتى الفصل 107 من النظام الأساسي يتحدث عن إقالة القيادة الجماعية، ولم يتطرق أبدا لإمكانية إقالة أحد أعضاء القيادة الجماعية للأمانة العامة. هذه دفوعات هذا الجانب من هذا الصراع المتأجج على صعيد قيادة حزب الأصالة والمعاصرة.

تبعا لذلك، فإن الثلاثي بالقيادة، وفقا لتفسير محيطه، « يمثل أمينا عاما واحد متمثلا في الأمانة العامة. فهي قيادة واحدة، وليست ثلاث قيادات. لذا سماهم النظام الأساسي « أعضاء » القيادة الجماعية للأمانة العامة. كجسم واحد متكون من ثلاثة أعضاء، إذا سقط أحد فيهم سقط الجسم كله ».

في مستوى ثان، فإن المواد 13 و 14 من مدونة الأخلاقيات، بغض النظر عن تفسيرات قادة الحزب الأخرى، ما زال يشدد محيط أبو الغالي على حصرها في مسألة التجميد والإحالة في حالة الشأن العام مع تحريك مسطرة من طرف هيآت محددة، وما حدث مع هذا المسؤول « لا تنطبق عليه تلك المقتضيات » كما كان يقول هو بنفسه منذ اليوم الأول.

مستخفا بهذه الخطط، قال لنا مسؤول بالحزب فضل عدم ذكر اسمه، « إن أبو الغالي يملك حريته في فعل ما يشاء. ويمكنه أن يذهب إلى أي مكان يراه مناسبا لطرح أفكاره حول النظام السياسي »، مشددا على أن ما يتعين على هذا المسؤول فعله أيضا هو « الاستجابة إلى استدعاء اللجنة الوطنية للأخلاقيات -عندما تأتيه- وهنالك، يمكنه أيضا أن يطرح الأفكار نفسها ».

ومثلما ذكرنا في السابق، فقد كان لأبو الغالي رد فعل قوي على تجميد عضويته. ففي بيان يحمل رقم 1، كال انتقادات شديدة إلى المنسقة الوطنية للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، معلنا تحديه قرارها في حقه.

أصبح أبو الغالي عضوا في هذه القيادة الجماعية في فبراير الفائت، إلى جانب كل من المهدي بنسعيد، والمنصوري التي باتت منسقة وطنية للحزب. كان من المأمول أن تتحول هذه التركيبة إلى حل للمشاكل التي عانى منها الحزب خلال مؤتمره الأخير، لكن المشكلات الداخلية تفاقمت بالرغم من ذلك، قبل أن تؤدي إلى هذه الزلزلة على صعيد قيادته بعد ستة اشهر فقط من تشكيلها.

معبرا عن مفاجأته «حد الصدمة والذهول»، من ما سماه بـ « السلوك التحكمي الاستبدادي » للمنصوري، قال أبو الغالي إن «تدبيرها التنظيمي والسياسي أضحى وكأن حزب الأصالة والمعاصرة ضيعة خاصة تتصرّف فيها حسب الأهواء »، مشيرا إلى استخدامها تلميحات إلى « جهات عليا » و »الفوق » في إدارة حزبها.

ردا عليه، وفي مقابلات عدة، سيعتبر قادة بالحزب زميلهم أبو الغالي « جزءا من الماضي » كما قال رئيس الفريق النيابي للحزب، أحمد التويزي. أما كودار، فقد قلل من شأنه، بعدما أكد على كون « أبو الغالي « شخص صغير » في الحزب.

كلمات دلالية أبوالغالي أحزاب البام المغرب سياسية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أبوالغالي أحزاب البام المغرب سياسية الأمانة العامة النظام الأساسی تجمید عضویته هذا المسؤول أبو الغالی من النظام

إقرأ أيضاً:

إحتضنته كأنه من صلبي لكنه تمرد عليّ

إحتضنته كأنه من صلبي لكنه تمرد عليّ

ما العمل مع ابني بالكفالة؟

بعد التحية والسلام، أتمنى أن تجد رسالتي رحابة الصدر لديك سيدتي عبر هذا الفضاء الجميل، أعلم أنها ستكون طويلة لهذا أتمنى أن تتمعني في كلماتها للأخير، فالقصة فيها الكثير من التفاصيل وعبارة عن محطات مترابطة ببعضها البعض.

أنا رجل متزوج، أحب زوجتي كثيرا وحياتنا الحمد لله تطبعها المودة والاحترام منذ أن ارتبطنا، بعد زواجي بثلاث سنوات تبين لي أنني رجل عقيم، تقبلت مشيئة الله، وكان نفس الأمر بالنسبة لزوجتي ، ما جعلني أحبها أكثر لأنها سادتني في أوقات ضعفي، فحلم الأمومة صعب أن تتنازل عليه المرأة إلا إن كانت حقا أصيلة، بعد حوالي سنتين من ذلك، بدأنا نفكر في التكفل بتربية يتيم، بحثنا كثير، وأخيرا عثرنا على طفل قيل لنا في الأول انه يتيم، لكن فيما بعد اتضح أن والداه انفصلا، الوالد كان رجلا مدمنا، أكمل حياته في المخدرات وشرب الكحول، وأمه إتخذت طريقا غير صالحة، لكن هذا لم يؤثر على قرارنا بالتكفل به، أحببناه كأنه فلذة كبد لنا حقا، رعته زوجتي وأكرمته كأنه ابن بطنها، كل شيء كان متوفرا له، من مأكل وملبس ومأوى، مستواه الدراسي متوسطنوعا ما لكن الامر لم يكن مهما لنا.

بعد أن نضج تفكير الطفل الذي كفلناه أخبرناه أنه ليس من صلبنا، لكننا أخبرناه أن والداه متوفيان، توالت الأعوام وكبر الطفل، ولما صار شابا في الـ19 من عمره، بدأت المشاكل من جهتين، الأولى أنه صار يتبع رفقاء السوء، لكن هذا لم يقلقني كثيرا، بقدر ما أقلقني ظهور والده الحقيقي، الذي بحث عنه كثير، وتوصل إليه أخيرا، فكرهني أنا وزوجتي لأننا كذبنا عليه، لكن المشكلة أن والده لم يظهر ليحتضنه من جديد، فقد عاد ليطلب منه السماح لأنه كان مريضا جدا، بعد أيام توفي والده البيولوجي، فحضر الجنازة، لكنه كان كالغريب وسط أهله،علما ان له أعمام وعمات كثرُ، ولا يعرف منهم أحدا، بالرغم من أن والديه تزوجا شرعا، لكن زواجهما لم يدم أكثر من شهرين، وانفصلا وكانت والدته حاملا به، تأزمت نفسيته وبدأ في التمرد علينا، صار كثير العصبية، وكل مرة يهددنا بالرحيل. ليت الأمر توقف عند هذا، فبعد وفاة والده عرفت أمه أن ابنها حضر جنازة طليقها، فاتصلت به ودون مراعاة لنفسيته قالت له أنها أمه وعرفته بنفسها، فجن جنونه وأصبح في حالة يرثى لها.

فصرت أنا وزوجتي تلك المرأة الطيبة ندفع ثمن كذبة عمرها 20 سنة، كل همنا كان أن نعطيه أحسن تربية، خاصة أنه كان ابن زوجين سيرتهما سيئة، فأردنا أن نربيه بعيدا عن تلك الدوامة، لكن بعد 20 سنة، طفت الحقيقة على السطح، والطفل الذي كبر بين احضاني صار يعاملني بقسوة، لا يحترمنا ولا يسمع لكلامنا، كلما نهيته يقول أنني لست والده، وكل يوم يهدننا بالرحيل، أنا أراه أمانة على ذمتي، وأخاف أن ينحرف أو يينتهج نهجا سيئا، فهل هكذا يكون جزائي؟ أرجوكي أنصحيني سيدتي فأنا بأمس الحاجة إليك.

أخوكم م.إسماعيل من الغرب الجزائري.

 الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

سيدي الفاضل أتمنى أن يجعل الله حبك للخير، وسعيك أنت وزوجتك في كفالة طفل لاذنمب له في الحياة إلا أنه وجد نفسه يتسما ووالداه على قيد الحياة في ميزان الحسنات، أنت حقا في وضع لا تحسد عليه، ولا أنكر أنني أنا أيضا لا أجد الكلمات لأرد على رسالتك، لأنني من جهة لا أستطيع أن أنصحك بالتخلي عن هذا الفتى، فقد ربيته كابن لك ومن المؤكد أن تحمل مشاعر حب كبيرة اتجاهه أنت وزوجتك، ولا يمكنني أن أطلب منك أن تتحمل تمرده و غطرسته التي أظهرها بعد أن عرف الحقيقة والتقى بوالده وعرف بوجود أمه..

لهذا أنصحك بان تجد حلا وسطا بينهما: في البداية حاول أن تتقرب منه أكثر، وأن تفهم مشاعره وبما يفكر، فربما عصبيته ليست بسبب الحقيقة التي أخفيتها عنه، ربما سببها تخلي والده عنه، وربما تمرده إلا ليثير اهتمامكما إليه حتى لا تتخليان عنه.

لهذا حاول أن تقدر الظرف الذي هو فيه، وأن تؤكد له أنه سيبقى ابنكما، وأن حبكما لم ولن يتغير مهما حصل، فإن رغب في الاستمرار في الحياة معكم فعليه أن يعود للطريق الصواب وأن يحسن من طريقته و سلوكاته وأن يبتعد عن رفقاء السوء، وأنكما لن تمنعانه من زيارة أهله شرط أن لا يتأثر بهم، أما إن رغب في العودة إلى أعمامه ووالدته فليفكر مليا في العواقب، وأنكما لن تكونا مسؤولين عن أي فعل قد يقوم به.

أعلم أن موقفك الآن صعب جدا، لكن لا يمكن الضغط عليه أكثر، أفسح له المجال ليختار، فهو راشد ويمكنه أن يتخذ القرار، وأنا لا أظن أنه سيفرط في حبكما، وفي الحنان الذي عرفه معكما، وأظن أن المسألة برمتها تحتاج إلى قليل من الصبر والكثير من الحكمة في معالجتها، فلا تكلف نفسك ولا زوجتك مالا تطيقان، واستعينا بالله.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • المصريين الأحرار يُطلق صافرة البداية للانتخابات البرلمانية ويؤكد الجاهزية الكاملة لمرشحي الفردي
  • غرفة عمليات بمستقبل وطن لمتابعة تقديم مرشحي الفردي لأوراقهم في انتخابات نواب 2025
  • تركيا.. استقالة 7 رؤساء بلديات وانضمامهم لحزب العدالة والتنمية
  • إحتضنته كأنه من صلبي لكنه تمرد عليّ
  • سعد لمجرد يدعم فضل شاكر : أخي الغالي الذي أحمله في قلبي
  • أم سجدة بين البراءة والحب.. استئناف أمام المحكمة الاقتصادية 3 نوفمبر
  • الأمين العام يتفقد غرفة العمليات المركزية لحزب مستقبل وطن للوقوف على جاهزيتها لانتخابات مجلس النواب 2025
  • تعلن محكمة ونيابة الأموال العامة بالحديدة بأن على المتهمين الحضور الى المحكمة
  • عاجل | النيابة العامة تحيل محمد ر مضان إلى المحكمة بسبب «رقم واحد يا أنصاص»
  • حزب الميثاق الوطني ينظم ورشة لمناقشة نظام الثانوية العامة الجديد “صور”