سواليف:
2025-10-09@15:46:33 GMT

نهاية إسرائيل في تمددها وتوسعها الجغرافي

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

#نهاية_إسرائيل في تمددها وتوسعها الجغرافي
أ.د رشيد عبّاس
هناك حقيقة عالمية مشتركة تؤكد أن (نهاية) كثير من الإمبراطوريات العظيمة عبر التاريخ كانت نتيجة لتمددها وتوسعها الجغرافي, فأعظم خمس إمبراطوريات عرفتها البشرية على مر الزمن اندثرت أو ربما تراجعت نتيجة حتمية لتمددها وتوسعها الجغرافي, وذلك طمعاً في جلب أكبر قدر ممكن من الثروات الطبيعية, وغير الطبيعية في المناطق التي ضمتها إليها هذه الإمبراطوريات.


ومن اجل توضيح الصورة وجلاءها دعونا نتوقف عند بعض من هذه الإمبراطوريات العظيمة, فالإمبراطورية (الفارسية) على سبيل المثال بقيت تتمدد لتطال ثلاث قارات كبيرة, وقد وصلت لأقصى اتساع لها حتى شكّلت أضخم إمبراطورية في التاريخ القديم, وكان لهذا الامتداد وملحقاته الأثر الكبير على عدم القدرة على إدارة شؤون هذه المناطق الجغرافية, الأمر الذي أدى إلى تقهقر وانهيار هذه الإمبراطورية, أما الإمبراطورية (الأموية) فقد زادت مساحة الأراضي التي سيطرت عليها هذه الإمبراطورية, حيث كانت أكبر إمبراطورية حينها في العالم, وهي خامس أكبر امبراطورية متواصلة الأراضي في العالم, إلا أنه كان لهذا الأتساع وما يتعلق به من إدارة شؤون المناطق الأثر الكبير في انهيار هذه الإمبراطورية.
ولمزيد من الأمثلة على اثر اتساع رقعة الأراضي التي تحاول الإمبراطورية ضمها إليها نجد أن إمبراطورية (المغول) بدأت بالأتساع تدريجياً عبر الغزوات المتواصلة لتصل إلى أقصى اتساع لها إلى أن ما لبثت أن تتجزأ هذه الإمبراطورية وتنقسم إلى عدة أجزاء حتى أستقر بها الأمر إلى التفكك والاندثار بعد أن عجزت عن إدارة شؤون المناطق التابعة لها, ومن جهة أخرى نجد أن إمبراطورية (الروم) اتسمت بالأتساع السريع في الأراضي المسيطر عليها, وقد امتدت زمنياً لتصل إلى أكثر الإمبراطوريات عمراً في التاريخ, وقد نتج عن هذا الأتساع الكبير انقسامات كبيرة, أدت في نهاية المطاف إلى عدم القدرة على إدارة شؤون المناطق عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً, والذي نتج عنه سرعة الاندثار والتلاشي.
وهنا لا بد لنا من الوقوف أيضاً عند أكبر إمبراطورية في تاريخ العالم حتى الآن, والتي أطلق عليها الإمبراطورية (البريطانية) والتي لا تغيب عنها الشمس, فقد تربعت هذه الإمبراطورية على أكبر مساحة في التاريخ, ومع حكمها لأكثر من ربع سكان العالم, وقيادتها للتطور العلمي والاقتصادي في التاريخ الحديث, فان سلطتها لم تقف عند حدودها الجغرافية بل امتدت إلى جميع أنحاء العالم, وقد انحصرت وتراجعت في نهاية المطاف, وكان لخسارتها الكبيرة للهند أكبر النكسات التي مرت بها الإمبراطورية البريطانية, فضلاً عن تسليمها لهونغ كونغ إلى جمهورية الصين الشعبية, وقد تراجعت هذه الإمبراطورية في كثير من بقاع العالم وذلك لعدم قدرتها على إدارة الشؤون الاقتصادية والعسكرية لهذه المناطق, وذلك بسبب المساحات الشاسعة التي كانت تسيطر عليها في العالم.
ويبقى التساؤل قائماً هنا: كيف تفكر (إسرائيل) بالتمدد الجغرافي اليوم؟ ثم هل مقومات التمدد متوفرة لديها؟ وهل نهاية إسرائيل في تمددها وتوسعها الجغرافي؟
كان لتمدد الإمبراطوريات سابقة الذكر مقومات عسكرية واقتصادية واجتماعية للتوسع الجغرافي الذي حصل لكل إمبراطورية من الإمبراطوريات العالمية, ومع أنها استمرت بالسيطرة لفترات طويلة من الزمن, إلا أنها في نهاية المطاف تقهقرت واندثرت وتلاشت لتراجع مقومات هذه الامبراطوريات في إدارة الشؤون العسكرية والاقتصادية والاجتماعية معا لهذه المساحات الكبيرة والواسعة, تلك التي كانت تديرها وتسيطر عليها.
وفيما يخض إسرائيل:
إسرائيل ليست إمبراطورية باي شكل من الأشكال, وإسرائيل كيان تابع للغرب, وليست دولة مستقلة عن مساعدات الغرب لها عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً, بل هي دولة مُتطفّلة تستمد بقاءها من الغرب, وأن تفكيرها بالتوسع تفكير عدميًّ ليس فيه أي منطق عقلي أو قانوني, وليس له أي مقومات عسكرية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية, وأن نهاية إسرائيل يكمن في تمددها وتوسعها الجغرافي, فهي قاصرة عن التمدد والتوسع الجغرافي لأكثر من سبب, ولعل من أبرز هذه الأسباب هو أن التوسع الجغرافي يتطلب مقومات عسكرية واقتصادية واجتماعية لإدارة شؤون أي بقعة جغرافية إضافية جديدة, وأكثر من ذلك إسرائيل ليس بوسعها فتح أبواب التطبيع مع جميع دول الجوار على مصرعيها, لأن فتح أبواب التطبيع مع جميع دول الجوار على مصرعيها سيؤدي إلى اختراقات عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً بالنسبة لها, الأمر سيؤدي إلى تقهقرها وتلاشيها لاحقاً, وهذا ما يخشاه بعض الساسة المفكرين الإسرائيليين.
أعتقد جازماً أن (مقومات) تمدد وأتساع إسرائيل غير متوفرة لديها على الإطلاق, وأن نهاية إسرائيل يكمن فيما إذا فكرت في تمددها وتوسعها الجغرافي أولاً, ثم في فتح أبواب التطبيع على مصرعيها ثانياً, لأن ضريبة هذه الخطوات باهظة الثمن على الصعيد المادي والمعنوي عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً بالنسبة لهذا الكيان الطارئ على المنطقة.
وبعد..
هذا يدعونا أيضاً لفتح اسئلة مشابهة جديدة بالنسبة (لإيران) في قادم الأيام.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هذه الإمبراطوریة نهایة إسرائیل فی التاریخ إدارة شؤون

إقرأ أيضاً:

الصين تكشف عن أكبر "بطارية مائية" في العالم بقدرة 3.6 ميجاوات

كشفت الصين عمّا يوصف بأنه أكبر "بطارية مائية" في العالم، وهي محطة ضخ وتخزين للطاقة الكهرومائية تهدف إلى سد الفجوة بين الطاقة المتجددة المتقطعة والطاقة الأساسية المستقرة.

 

الصين 

 

تعتمد هذه التقنية على مبدأ بسيط لكنه فعال: عندما يكون هناك فائض في إنتاج الكهرباء، يتم استخدامه لضخ المياه إلى خزان مرتفع. وعند ارتفاع الطلب على الكهرباء، تطلق المياه لتتدفق عبر توربينات تولد الطاقة، مما يوفر احتياطياً جاهزاً لتلبية الاحتياجات الفورية.

 

المحطة الجديدة تتمتع بقدرة إنتاجية تبلغ 3.6 غيغاواط، وتعد داعماً مثالياً لمشاريع الطاقة الشمسية والرياح، حيث تعمل كـ"بطارية" تعتمد على الماء والجاذبية بدلاً من المواد الكيميائية. وتتميز توربيناتها القابلة لتغيير السرعة، ما يمنحها مرونة في التحكم بتدفق المياه حسب الحاجة.

 

محطة "فينغنينغ" في قلب جبال خبي

 

تقع هذه المنشأة العملاقة في جبال مقاطعة خبي شمال الصين، وتحمل اسم محطة فينغنينغ لضخ وتخزين الطاقة. وتديرها شركة "State Grid Corporation" الصينية، وتضم 12 وحدة توربين قابلة للعكس، كل منها بقدرة 300 ميغاواط. وقد دخلت آخر وحدة الخدمة في أغسطس 2024، بعد أكثر من عقد من العمل بدأ في يونيو 2013.

 

المرحلة الثانية من المشروع شهدت إدخال تقنيات السرعة المتغيرة، ما أتاح للمحطة قدرات ديناميكية غير مسبوقة. ومن المتوقع أن تنتج سنوياً 6.61 تيراواط/ساعة من الكهرباء، بينما تستهلك 8.71 تيراواط/ساعة في عمليات الضخ.

 

وتقع المحطة بالقرب من مشاريع طاقة شمسية ورياح في مدينة تشانغجياكو، ما يعزز تكاملها مع مصادر الطاقة المتجددة.

 

تحديات ضخمة.. وفوائد أكبر

 

رغم الفوائد الهائلة، واجه المشروع تحديات هندسية صعبة، أبرزها حفر الكهوف في تضاريس جبلية قاسية. كما أن ربط المحطة بشبكة الكهرباء يعتمد على مستويات المياه التي تتأثر بالأمطار الموسمية.

 

ومع ذلك، تم ربط المحطة بالشبكة عبر 4 خطوط نقل بقدرة 500 كيلوفولت، ما يعزز جهود الصين في تقليص الانبعاثات والحد من الاعتماد على الفحم.

 

الصين ترسم خارطة طريق جديدة للعالم

 

هذا المشروع لا يمثل فقط إنجازاً هندسياً ضخماً، بل هو أيضاً رسالة واضحة من الصين: الطاقة المتجددة تحتاج إلى دعم من حلول تخزين ذكية ومرنة. فبدلاً من الاعتماد على الفحم، تستخدم الصين الطاقة المتجددة لدعم نفسها ذاتياً، في نموذج قد يحتذى عالمياً.

 

من "البطارية المائية" إلى مزارع الطاقة الشمسية العائمة، تؤكد الصين أن الحل لا يكمن فقط في التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة، بل في توفير أنظمة تخزين ضخمة ومرنة تضمن استمرارية الإمداد حتى في أوقات انخفاض الإنتاج.

 

الصين: إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان ينتهك الاتفاقات المبرمة بين بكين وواشنطن وزيرا خارجية الصين وكوريا الجنوبية يعربان عن استعداد البلدين لتعميق العلاقات الثنائية الصين تنتقد الحمائية الأمريكية في اجتماع منظمة التجارة العالمية باحث دولي: الصراع على معادن الكونغو جزء من معركة النفوذ بين الصين وأمريكا وزير الخارجية يشيد بدور الصين في الدفاع عن المصالح المشتركة لدول الجنوب الصين تكشف عن أكبر توربين رياح عائم في العالم رئيس تايوان: سيطرة الصين على تايوان ستهدد الولايات المتحدة أيضًا

 

مقالات مشابهة

  • رسالة فخر من إنفانتينو إلى الفراعنة: العلم المصري عاد ليُرفرف في أكبر محفل رياضي
  • اتفاق حماس - إسرائيل بين نهاية الحرب وبداية الحساب: من الرابح ومن الخاسر؟
  • إطلاق ” فينسيتور وِلنس إستيت” أكبر برج مصمم للصحة العامة والعافية في العالم
  • ترامب يعلن عن نهاية حرب غزة.. توقيع المرحلة الأولى من اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس برعاية مصر وقطر وتركيا
  • الصين تكشف عن أكبر "بطارية مائية" في العالم بقدرة 3.6 ميجاوات
  • حمدان بن محمد: تستقبل دبي خلال الأسبوع القادم أكبر حدث تكنولوجي في العالم
  • إمبراطورية «أليسون» الجديدة والدعم الإعلامي للدولة الصهيونية
  • إسرائيل تخصص 145 مليون دولار لتسليح وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي.. أكبر حملة دعائية
  • إمبراطورية كروية جديدة
  • الصين تكشف عن أكبر توربين رياح عائم في العالم