مرصد حقوقي: الأسرى المحررون تعرضوا لتعذيب مروع بسجون إسرائيل
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الخميس، عن صدمته البالغة إزاء الحالة الصحية والنفسية المروعة التي ظهر بها الأسرى الفلسطينيون المحررون ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال في بيان، إن آثار التعذيب بدت واضحة على الأجساد الهزيلة للأسرى المحررين، مما يعكس حجم الجرائم الممنهجة والمعاملة غير الإنسانية التي تعرضوا لها داخل السجون الإسرائيلية.
وأضاف المرصد أن إسرائيل لا تزال تستخدم التعذيب سلاحا لترهيب واضطهاد الأسرى والمعتقلين وكسر إرادتهم حتى اللحظات الأخيرة من احتجازهم، مشيرا إلى أن التعذيب الوحشي والإهمال الطبي المتعمد بلغا مستويات صادمة تتجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية.
وذكر البيان أن الفريق الميداني للمرصد رصد إصابات خطيرة بين الأسرى المحررين شملت حالات بتر لأطراف، وتورمات حادة ناجمة عن التعذيب، ووهنا وإعياء شديدين، لافتا إلى أن بعض الأسرى كانوا غير قادرين على المشي إلا بمساعدة آخرين، بينما احتاج آخرون إلى تدخل طبي عاجل بسبب تدهور حالتهم الصحية.
وأوضح المرصد أن العديد من المعتقلين أبلغوا عن تعرضهم للضرب والتنكيل والتهديد حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنهم، رغم عدم توجيه أي اتهامات محددة لمعظمهم.
إعلانوبيّن أن سلطات سجون الاحتلال أجبرتهم على ارتداء سترات تحمل عبارات تهديدية باللغة العبرية، تتضمن اقتباسات دينية تحرض على الانتقام والمطاردة حتى التصفية، إلى جانب شعارات رسمية لمصلحة السجون الإسرائيلية.
كما وضعت في معاصمهم أساور بلاستيكية تحمل عبارات تهديد، في خطوة وصفها المرصد بأنها تهدف إلى إذلالهم نفسيا، والتأكيد على استمرار استهدافهم حتى بعد الإفراج عنهم.
وأكد المرصد وجود معلومات موثوقة تفيد بمقتل عشرات الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
وأشار إلى أن إسرائيل تواصل إخفاء أيّ بيانات تتعلق بهم وتمارس جريمة الإخفاء القسري بحق مئات الأسرى والمعتقلين، حيث تمتنع عن كشف مصيرهم أو أوضاعهم الصحية.
وطالب المرصد بالضغط الدولي على إسرائيل لوقف جميع أشكال الاعتقال التعسفي داعيا الدول المعنية إلى دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الجرائم التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تفرج عن 10 أسرى من غزة بحالة صحية حرجة
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عن 10 أسرى فلسطينيين من شمال قطاع غزة، بعد أشهر من الاعتقال التعسفي خلال الاجتياح البري في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونُقل الأسرى المفرج عنهم مباشرة إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، وهم في حالة صحية صعبة، حسب ما أفاد به طاقم الصليب الأحمر ومصادر طبية محلية.
ووصل الأسرى إلى قطاع غزة عبر بوابة "كيسوفيم" شرق دير البلح، بواسطة مركبات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، التي أشرفت على عملية الإفراج.
وتشير تقارير إلى أن الأسرى تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة خلال فترة احتجازهم في سجن "سديه تيمان" العسكري، أحد المعتقلات المستحدثة بعد عملية "طوفان الأقصى"، والتي تُعرف بظروفها القاسية وانعدام الرقابة القانونية أو الحقوقية.
وأكد مكتب إعلام الأسرى، التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن الأسرى الـ10 يعانون من مضاعفات صحية جسيمة، نتيجة ما وصفه بـ"الإجراءات التعسفية والانتهاكات الوحشية التي تُمارس داخل السجون الإسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين".
وفيما يلي أسماء الأسرى الذين تم الإفراج عنهم، وجميعهم من بلدات شمال قطاع غزة:
عبد الله محمد علي مسعود (42 عاما) – بيت لاهيا محمد محمود حسين عزيز (47 عاما) – معسكر جباليا محمد حسين محمد أبو دان (31 عاما) – بيت لاهيا إسماعيل فضل أحمد عويضة (30 عاما) – بيت لاهيا سمير محمد علي العرقوب (54 عاما) – معسكر جباليا أحمد سعيد خميس حمدونة (43 عاما) – بيت لاهيا بكر شعبان أحمد عويضة (47 عاما) – بيت لاهيا صلاح أحمد رمضان الداعور (40 عاما) – معسكر جباليا أحمد حاتم عبد رجب (24 عاما) – بيت لاهيا محمد تحسين صالح صلاح (22 عاما) – معسكر جباليا إعلان انتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيينوتأتي هذه الخطوة في ظل تقارير متواصلة عن الانتهاكات الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، خاصة أولئك الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كذلك، بلغ عدد الشهداء من الأسرى الفلسطينيين منذ ذلك التاريخ 66 شهيدا، مما يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 303 شهداء منذ عام 1967، وفق مكتب إعلام الأسرى.
كما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها لا تزال ممنوعة من زيارة السجون الإسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يحرمها من مراقبة أوضاع الأسرى وظروف احتجازهم، في مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني.
وحسب إحصائيات مكتب إعلام الأسرى حتى بداية أبريل/نيسان 2025، فإن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال يتجاوز 9900 معتقل، بينهم 3498 معتقلا إداريا دون تهمة أو محاكمة، وما لا يقل عن 400 طفل، و29 امرأة.
وتصنف سلطات الاحتلال نحو 1747 أسيرا من غزة كـ"مقاتلين غير شرعيين"، وهو توصيف خطير يُستخدم لتجريدهم من الحماية القانونية الدولية، ويُتيح احتجازهم في معسكرات عسكرية مغلقة لا تخضع لأي رقابة.
وتؤكد إفادات الأسرى المحررين وجود انتهاكات جسيمة، تشمل التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي المتعمد والحبس الانفرادي والحرمان من الغذاء والرعاية الصحية، في إطار سياسة عقابية ممنهجة تشرف عليها جهات عليا في حكومة الاحتلال، وفي مقدمتها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وتعد هذه الممارسات، حسب خبراء في القانون الدولي، انتهاكات صريحة لمعاهدة جنيف الرابعة، وقد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ غربي واضح.