على قائمة اليونسكو.. «فن التغرودة» شعر مرتَجل على ظهور الإبل
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يُعتبر «فن التغرودة» أحد العناصر التراثية المهمة في الثقافة الإماراتية، حيث ظهر هذا الشعر الغنائي لترفيه المرتحلين على ظهور المطايا عن أنفسهم أثناء سيرهم لمسافات طويلة في الصحراء، كما أن أهل الصحراء وركاب الإبل كانوا يعتقدون أن هذا النوع من الغناء يحث الإبل على السير والتحمل، في الوقت نفسه يزيد من سرعتها كلما أسرع الحادي في إيقاعه الذي يشدو به.
يلعب «فن التغرودة» دوراً مهماً في توثيق التاريخ الاجتماعي والثقافي في المنطقة، واقترنت «التغرودة» التقليدية بالصحراء وركوب الناقة وقطع المسافات البعيدة والسفر الشاق للعديد من الأغراض من بينها التنقل والترحل والتجارة، وقد أُدرج «فن التغرودة» عام 2012 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو».
شعر مرتجل
«التغرودة».. نوع من أنواع الشعر الشعبي الذي يتم إلقاؤه بشكل لحني من قبل الرجال الذين يرتحلون على ظهور الإبل من مكان إلى آخر، أو أثناء رحلات القنص أو في المجالس، وعن هذا الفن، قال بخيت محمد المهري، مؤدي «فن التغرودة»: نشأ هذا الفن في البيئة الصحراوية، والمناطق الجبلية في دولة الإمارات كأحد أنماط الشعر المرتجَل، وانتشر هذا الفن كأحد أهم فنون الأداء التقليدية التراثية المحببة في الثقافة الإماراتية.
وتابع: تبدأ «التغرودة» بارتجال قصيدة قصيرة تُؤدّى على شكل غناء، يرددها شخص أو اثنان وهما على ظهور الإبل، حيث يبدأ الأول بالتغريد، ثم يرد عليه الآخر بنفس البيت الشعري، ولا يصاحب هذا الإنشاد أي من الأدوات الموسيقية، وتتنوع موضوعات شعر التغرودة بين الحب والصداقة والطموح والمدح والعلاقات القبلية، ويمتاز هذا النوع من الشعر بأنه مباشر ولا يستخدم صوراً مجازية معقدة، ويبدأ الشخص الأول بالغناء ويسكت الآخر، ومن ثم يغني الآخر أثناء سكوت الأول، بحيث يضيف الثاني بيتاً جديداً إلى ما قاله الأول، وهكذا.. ويتوافق إيقاع ونغم الغناء مع حركة الناقة وسرعتها.
وسيلة تسلية
ولفت بخيت إلى أن شعر التغرودة الغنائي التقليدي ظهر في الأصل وسيلة تسلية للرحالة في أسفارهم الطويلة في الصحاري الشاسعة، واعتقد حداة الإبل أيضاً أن هذا النوع من الشدو يحث الإبل على المضي في السير بهمة، فيتزامن تسارع خطاها كلما أسرع إيقاع شدو الحادي بشعره وأهازيجه، وعادةً ما يرتجل الحداة كلمات التغرودة في أكثر من شطرة شعرية قصيرة تتألف الواحدة من 7 أبيات شعرية أو أقل تكررها مجموعات الحداة بالتناوب بينهم نداءً وجواباً، ويصدح المؤدّي الرئيسي متغنياً بمطلع الشطرة، ومن ثم تجيبه باقي المجموعة بإتمام باقي الشطرة الشعرية، ثم يشدو المؤدي الرئيسي منتقلاً إلى السطر الثاني من الشطرة، فتكرر المجموعة أيضاً نفس السطر.
تطور
أوضح بخيت أن «فن التغرودة» قد شهد تطورات تلائم العصر فأصبح لا يرتبط بالضرورة بإنشاد أبيات الشعر القصيرة، بل يقدمها حالياً مكتوبة أو مسجلة صوتياً، لا سيما في العروض الحية خلال الفعاليات والمناسبات، منوهاً بأنه يتم إنشاد هذه القصائد في جلسات السمر والتخييم وحفلات الزفاف وسباقات الهجن والمهرجانات التراثية والوطنية، وتدمج بعض أشكال التغرودة ضمن بعض عروض الأداء التقليدية، مثل «العيالة».
إنجازات تاريخية
لفت بخيت محمد المهري إلى أن «فن التغرودة» يغلب على موضوعاته تعبير المنشد عن حبه لأحبائه وأقاربه وأصدقائه، ويستخدم الشعراء هذا الفن أيضاً لإبداء آرائهم في القضايا الاجتماعية، وإبراز الإنجازات التاريخية.
منصة مثالية
شدد بخيت المهيري على أهمية الحفاظ على هذه الفنون التقليدية، وقال: حرصت دولة الإمارات على صون هذه الفنون وإعادة إحيائها، وتعرف الجيل الجديد والآخر بثقافة الإمارات وفنونها الأصيلة من خلال المناسبات الفنية والمهرجانات التراثية، التي تتخذ منها فرق الفنون الشعبية منصة مثالية لإبراز هذه الفنون، والحرص على حضورها وتواجدها، كعملية تسهم في صون فنون الأجداد ونقلها إلى الأجيال. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليونسكو الشعر الثقافة الإماراتية الإمارات الفن على ظهور هذا الفن
إقرأ أيضاً:
تشكيلتنا : تجارب من عالم آخر
فى ثمانينيات القرن الماضي ، اكتشفت لأول مرة صعوبة (وضع تشكيلة) ، وكان الأمر يتعلق ب(قائمة انتخابات) طلابية ، كنت حديث عهد بالتفاصيل الصغيرة في العمل السياسي ، وبالحماس اعددت (أسماء) لعرضها ، بإعتبارهم (نجوم) واصحاب سبق ، أو هكذا بدأ الأمر أمامي..
فى خطوات صغيرة ، ودقيقة تعلمت الدرس ، كنت أدون كل شيء ، فهذه مهمتي الأساسية حينها مع فريق من 5 اعضاء ،
أستكملنا البناء ثم بدأنا فى أكتشاف الثغرات..
– وزعنا القائمة على الكليات حسب نسبة الطلاب..
– ثم قدرنا نصيب الفصول ، نصيب الصف الأول هو الأقل ، ويليه الصف الأخير ، الطلاب الجدد غير معروفين كثيراً ولكن يتم اعدادهم ، والفصل الاخير تركيزهم على التخرج والصف الثاني هم النواب فى غالب المهام وهم اصحاب النصيب الأكبر والتركيز القيادي على الصف الثالث بخبرتهم..
– تأكدنا من تحقيق مشاركة كل أقاليم السودان ، ومن بين ذلك المكونات الاجتماعية..
– وحين بدأنا التسميات ، جاءت قائمة شخصيات ، هم (نجوم) ، تم استقطابهم ، أو نحن بحاجة لهم..
– وقائمة اخرى ، هم الفريق القيادي ، ثلاثة أو اربعة من الاتحاد السابق ، أو الجمعيات ، للإطمئنان تغطية كل الوظائف (وجود شخص ملم بقضايا المال ، شخص آخر لديه تجربة رياضية ، وآخر فى الثقافة..الخ)
– وجاءت توجيهات تنظيمية (فلان وفلان وفلان) لا تكلفوهم ، هناك ضرورة لهم فى عمل آخر ، وتلك المزاوجة بين العمل السياسي والنقابي..
– ما كنت أظنه قائمة نعدها فى دقائق ، قضينا فيها وفريقنا 12 ساعة ، ليس ذلك كل شىء .. وكنت كل مرة احذف اسماً من قائمتي ، حتى كادت أن تنمحي..
– ابدت الأمانة العامة (تحفظات) على بعض الاسماء ، وبعد اجتماع استمر 10 ساعات أجاز مجلس الشورى 22 عضواً من بين ثلاثين وقبل اعتذار 3 ووافق على 4 تحفظت عليهم الامانة لمهام اخرى ، وحدد زمان آخر لبقية القائمة.. هكذا تعلمت الدرس..
– مما يستخلص من هذه الإشارة العابرة:
أولاً : التكليف بالمهام ، ليس مجرد قائمة ، أو مجرد وظيفة ، أو (الرجل المناسب فى المكان المناسب) كثر هم (الرجال المناسبون) ولحسابات ما ، فإن بعضهم أحق من الاخر ، هذا عمل دقيق يراعي الكفاءات ويحقق التوازن ويبعث على الرضا..
وثانياً: أن الأحزاب والتيارات السياسية ليست (شراً محضاً) ، بل عكس ذلك تماماً ، هي خازنة تجارب ومعارف ، والذين يروجون للدعاية السالبة لا يدركون الحقيقة ، وما ينبغي محاربته ، هو (الحزبية أو التحزب) أى تقديم المصلحة الصغيرة على الهم الوطني ، إن التحيزات ذات صور كثيرة.. للإقتصاديين تحيزات ، للإداريين تحيزات ، وفوق ذلك للعسكر تحيزات ، وهكذا ، فالتوصيف الدقيق ، السمو بقضية الوطن فوق المصالح الضيقة والانتماءات الصغيرة..
– لا يوجد شخص بدون (فائدة) أو دور ، وإنما التحدي فى القدرة على توظيف ذلك ، وهذه أصعب المهام وأكبر التحديات..
تلك تجربتي الصغيرة فى عالم صغير ، فلا تستسهلوا قضايا وتحديات الوطن ب(ترف) التجريب..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
20 يونيو 2025م