البلاد – بغداد
يعمل العراق على إعادة مواطنيه من مخيم الهول المخصص لعائلات مسلحي تنظيم “داعش” ومناصرين للتنظيم الإرهابي، في ظل مخاوف من تأثيرات نقص التمويل للمخيم، كما يبذل جهودا لتجاوز واقعة تعرض عمال سوريين لانتهاكات على أرضه، بما يحفظ الروابط بين البلدين الشقيقين.
غادرت عشرات العائلات مخيم الهول في شمال شرق سوريا، أمس الأربعاء، باتجاه الأراضي العراقية، وذلك بتنسيق مشترك بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وحكومة بغداد.


وأفادت إدارة المخيم بأن 161 عائلة عراقية، تضم 607 أشخاص، غادرت المخيم بعد استكمال الإجراءات، وجرى نقلهم بواسطة حافلات أرسلتها الحكومة العراقية، بمرافقة وحماية من القوات الأمريكية إلى الحدود العراقية، ومنها إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى.
يأتي ذلك في إطار التنسيق المستمر بين الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والحكومة العراقية لإعادة جميع العراقيين الراغبين في العودة الطوعية إلى بلادهم.
ويمثل مخيم الهول هاجسًا أمنيًا كبيرًا للسلطات العراقية حيث سعت في السنوات القليلة الماضية إلى إغلاقه لما يضم من عشرات الآلاف من زوجات وأبناء مسلحي تنظيم “داعش” ومناصرين للتنظيم، بهدف الحد من المخاطر الأمنية على الحدود السورية.
وتدير قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المخيم الواقع جنوب مدينة الحسكة السورية، والذي يضم نحو 40 ألف نسمة ينتمون لحوالي 40 جنسية، وغالبيتهم من النساء والأطفال، ويقدر أن قرابة نصفهم من رعايا العراق.
ويشكل الخوف من تقليص المساعدات تهديدًا أمنيًا كبيرًا لمخيم الهول، حيث تعتمد المنظمات غير الحكومية على التمويل الأجنبي، وأكثر من نصفه من الولايات المتحدة، لدفع أجور الحراس والحفاظ على النظام، إذ لا يُسمح بالدخول إلى المخيم إلا تحت حراسة أمنية مشددة بسبب الظروف المتقلبة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر في 20 يناير الماضي، بتجميد المساعدات الأمريكية الخارجية التي تمولها وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمدة 90 يومًا للتقييم، ما رفع منسوب المخاوف من تداعيات ذلك على المخيم.
وقال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، إن قرار الرئيس ترامب بخفض المساعدات الدولية يعوق عملية إعادة العراق لمواطنيه من الهول بحلول نهاية 2025، كما كانت بغداد تأمل.
بدوره، حذر الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية الكردية، شيخموس أحمد، من تدهور الأوضاع بعدما قلّصت الكثير من المنظمات دعمها للنازحين الموجودين في الهول، داعيًا إلى استثناء المخيم من قرارات تجميد أو وقف الدعم، لأن ذلك سيسفر عن كارثة إنسانية، موضحًا أن الإدارة الذاتية ليس لديها موارد كافية لتوفير الخدمات والحراسة بالمخيم.
وفي شأن آخر، وفيما تمر العلاقات العراقية السورية بمرحلة جس النبض بعد سقوط نظام الأسد، يحاول البلدان إنهاء أي تداعيات لواقعة تعرض عمال سوريين لانتهاكات في العراق، إذ وجّه رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، الأربعاء، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة مرتكبي اعتداءات موثقة ضد عمال سوريين في العراق.
وانتشر مقطع فيديو يظهر تعرض عمال سوريين للعنف من قبل مجموعة ملثمة عراقية، وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، أن “السلطات العراقية لن تتهاون مع مرتكبي هذه الأفعال المُشينة”، والتي وصفها بأنها انتهاك صارخ للقيم الإنسانية والأخلاقية، فضلًا عن مخالفتها للقانون العراقي، مضيفًا أن “الأجهزة الأمنية ستلاحق الجناة لضمان محاسبتهم وفق القانون”، منوهًا إلى “العلاقات الأخوية التي تربط العراق وسوريا”.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية السورية، أمس، بيانًا أكدت خلاله أنها ستعمل على “التواصل مع الأشقاء في الحكومة العراقية لمعالجة هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمنع أي تجاوزات إضافية”.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عمال سوریین مخیم الهول

إقرأ أيضاً:

الرئاسة السورية ترحب بقرار ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا

رحبت رئاسة الجمهورية العربية السورية في بيان لها بقرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا.

وجاء في البيان: "رئاسة الجمهورية العربية السورية ترحب بقرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب برفع العقوبات المفروضة على الشعب السوري بعد زيارته للملكة العربية السورية".

وأضاف: "نثمن دور المملكة العربية السعودية بالجهود التي بذلتها للوقوف مع الشعب السوري".

ورحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بتصريحات ترامب الأخيرة بشأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

وأضاف: "يمثل هذا التطور نقطة تحول محورية للشعب السوري، بينما نتجه نحو مستقبل من الاستقرار، والاكتفاء الذاتي، وإعادة الإعمار الحقيقية بعد سنوات من الحرب المدمّرة".

وقبل وصوله إلى المملكة العربية السعودية في مستهل جولة إقليمية، أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه يدرس تخفيف العقوبات عن سوريا، في ظل سعي السلطات الجديدة لإعادة إعمار البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.

وقال ترامب: "سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات، وقد نرفعها قريبًا. قد نرفعها عن سوريا لأننا نريد أن نمنحها بداية جديدة".

وأصدرت سوريا بيانا رحّبت فيه بتصريحات ترامب، واعتبرتها "خطوة مشجعة نحو تخفيف معاناة الشعب السوري".

وبينت الولايات المتحدة أنها ستنتظر لترى كيف تمارس السلطات السورية الجديدة سلطتها وتضمن حقوق الإنسان قبل رفع العقوبات، واختارت بدلا من ذلك إعفاءات محددة ومؤقتة.

 

 

مقالات مشابهة

  • الخارجية العراقية: القمة العربية ستؤكد على إدانتها للعدوان الإسرائيلي على غزة
  • السلة العراقية:منتخبنا ضمن التصفيات المؤهلة لكأس/ قطر 2027 متوازنة
  • شاهد.. أزمات مخيم الهول تتراكم دون استجابة دولية لتفكيكه
  • غوتيريش يشكر العراق على إعادة المواطنين العراقيين من مخيمَي الهول والروج
  • الجغبير: رفع العقوبات عن سوريا خطوة استراتيجية تنعش التجارة الأردنية السورية
  • السوداني يتسلّم رسالة من غوتيريش تخص إعادة العراقيين من مخيمَي الهول وروج
  • أكثر من (4) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • العراق يعيد هياكل سايبا ويضبط 13 شاحنة تحوي مواد مهربة (صور)
  • الرئاسة السورية ترحب بقرار ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا
  • «الخارجية العراقية» تطالب بإعادة النظر في وجود القوات الأجنبية بعد حل «العمال الكردستاني»