الثورة نت:
2025-07-26@23:16:24 GMT

معركة الأمعاء الخاوية بين السجون وغزة

تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT

 

اعتاد الشعب الفلسطيني أن يخوض أسراه ما يسمّى معركة الأمعاء الخاوية وهو الإضراب المفتوح عن الطعام، يستخدم فيه الأسرى سلاح الأمعاء الخاوية من أجل تحقيق مطالبهم وانتزاعها من براثن السجّان اللئيم الذي لم يترك أمام الأسرى إلا أن يحققوا مطالبهم من خلال هذه المعركة بكل ما تحمل من ألم ومشقّة ومخاض عسير.
حرب الأمعاء الخاوية كانت في السجون الإسرائيلية بقرار جماعي وبعد استفتاء يتجاوز نسبة المقتنعين بالإضراب التسعين بالمائة ويتم استثناء المرضى، وكانت تتم بعد دراسة مستفيضة للأحوال السياسية ودراسة الجدوى لإمكانية تحقيق مطالب محددة ممكنة التحقيق.

. وكان الإضراب معركة مفتوحة بسلاح قاس وحاد وصعب تسير أيامه بضراوة تخرج الإرادة كل ما فيها من صبر وتحد وبلاء.. وكان كل يوم يمضي له ما له من حمل ثقيل وبؤس شديد تسير مع كل دقيقة وثانية على مدار ساعاته الموغلة في الوجع والترقب..
ولا بد من ذكر شيخ هذه الإضرابات المفتوحة عن الطعام خضر عدنان وهو الذي بدأ إضرابا فرديا احتجاجا على الاعتقال الإداري ونجح في انتزاع حريته بعد ستة وثمانين يوما وبعده انطلقت إضرابات كثيرة، وكان لهذا الرجل الشجاع الحرّ المقدام الشهادة في ‘ضرابه الأخير الذي وصل إلى ستة وثمانين يوما، بطولة انتهت في الشهادة وسطّرت أعظم صفحات المواجهة مع أسوأ سجان عرفته البشرية. وقد خاض أسرانا عشرات الإضرابات المفتوحة وخسر الواحد منهم مجموعة أرطال من لحم جسمه، ولم تتوقّف هذه المعارك في تاريخ الحركة الأسيرة بسبب تنكر المحتل لما تم الاتفاق عليه بشكل تدريجي وخبيث فيضطر الأسرى لفتح الإضراب من جديد.
أمّا حرب الأمعاء الخاوية في غزة، فنسبة المقتنعين بها صفر بالمائة، فُرضت على أهل غزة قسرا من قبل محتل نذل حقير قرر أن يحارب بهذا الأسلوب القذر الذي يدخل الأطفال الرضع قبل الشباب والكبار ودون أن يستثني المريض أو المسن أو الصغير، حرب غزة وقعت على أمعائها الخاوية دون إعداد مسبق ولا دراسة للأحوال السياسية ولا اعتبار لأي شيء وحتى قائمة المطالب لم تتعد حاجة هذه الأمعاء لما يسد رمقها .
تلك حرب كان الأسرى بأمعائهم الخاوية هم أصاحب القرار فيها، أما هذه فالقرار من هذا المحتل السادي، رسم أهدافها ودرس أحوالها وصب كل أحقاده في أمعاء صغيرها قبل كبيرها.
وأكثر ما يؤلم أن في هذه الحرب الثانية مشاركة الأطفال لها قسرا، فأنى للطفل أن يحتمل هذا التجويع، إذا كان الكبير يحاول التغلب عليها معنويا وبما يحمل في قلبه من إرادة وإيمان وروح معنوية عالية فأنى ذلك للأطفال؟
لا مجال للمقارنة بين هذه وتلك سوى مشترك واحد هو ذات هذا العدو الفاشي السادي اللئيم، ورب عزيز رحيم كتب لعباده النصر والتمكين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، لن يجني هذا المحتل عاجلا وآجلا إلا الدمار لمشروعه بعد أن بذر كل هذه البذور السوداء، ستنبت وتنمو وتخرج له المستقبل الأسود، هذا الانحطاط الأخلاقي لن ينتج إلا أمة منبوذة لا أمل لها في حياة مثل حياة بقية البشر.
دوما وحتما تنتصر الأمعاء الخاوية المظلومة على سيوفهم الحديدية الحاقدة بإذن الله.

* أسير فلسطيني مُحرَر

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يصدر قرارًا تاريخيًا بشأن النزاع في السودان وغزة

متابعات – تاق برس- في خطوة تعكس تصاعد القلق الدولي إزاء الأزمات المتفاقمة حول العالم، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً جديداً يدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة، إلى استخدام كافة الوسائل المتاحة لتسوية النزاعات عبر السبل السلمية. وقد جاء هذا القرار في وقت وصف فيه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الحاجة إلى الحلول السلمية بأنها “أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”، مستشهداً بما وصفه بـ”مشاهد الرعب” في غزة، إضافة إلى النزاعات المستمرة في أوكرانيا والسودان وهايتي وميانمار.

 

القرار، الذي صاغته باكستان خلال رئاستها الحالية لمجلس الأمن، يحمل الرقم 2788، ويشدد على أهمية اللجوء إلى أدوات التسوية السلمية المنصوص عليها في المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك التفاوض، والتحقيق، والوساطة، والتوفيق، والتحكيم، والتسوية القضائية، فضلاً عن التعاون مع الوكالات والترتيبات الإقليمية ذات الصلة. كما يعيد التأكيد على دور المجلس في التوصية بأساليب مناسبة لتسوية المنازعات، ويشجع على إحالة النزاعات القانونية إلى محكمة العدل الدولية.

 

وفي كلمته أمام المجلس، عبّر غوتيريش عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ”التجاهل التام، إن لم يكن الانتهاك الصريح، للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن هذه الانتهاكات تتزامن مع اتساع الانقسامات الجيوسياسية وتزايد النزاعات المسلحة. وسلط الضوء بشكل خاص على الوضع في غزة، حيث قال إن “الجوع يطرق جميع الأبواب”، متهماً إسرائيل بحرمان الأمم المتحدة من المساحة والأمان اللازمين لإيصال المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح، في ظل استمرار العمليات العسكرية وأوامر النزوح الجديدة في دير البلح.

 

غوتيريش أشار أيضاً إلى أن مستويات الجوع والنزوح في مناطق النزاع قد بلغت أرقاماً قياسية، وأن الأمن العالمي بات أكثر بعداً عن المتناول نتيجة تصاعد الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة العابرة للحدود. كما أعرب عن فزعه من استهداف منشآت تابعة للأمم المتحدة في غزة، بما في ذلك مرافق منظمة الصحة العالمية، رغم إبلاغ جميع الأطراف بمواقع هذه المنشآت، مؤكداً أنها “مصونة ويجب حمايتها بموجب القانون الدولي الإنساني، دون استثناء”.

 

القرار الجديد يشجع أيضاً على تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، ويشدد على ضرورة دمج نهج شامل في جهود التسوية السلمية، بما يضمن المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة، والمشاركة الهادفة للشباب في منع النزاعات وحلها. وفي ختام كلمته، دعا الأمين العام إلى تجديد الالتزام بروح التعددية والدبلوماسية، مؤكداً أن السلام خيار، وأن العالم يتطلع إلى مجلس الأمن لمساعدة الدول على اتخاذ هذا الخيار.

السودانالنزاع في السودانغزة

مقالات مشابهة

  • الكافرون بالقدس وغزة: بأي وجه سيلقون الله؟
  • 71 شهيدا والاحتلال يوسع القتال في خان يونس وغزة
  • الضفة وغزة .. جسد واحد ينتفض ضد الإبادة والتجويع
  • ما الذي تخشاه حماس بخصوص الأسرى لديها من واشنطن وتل أبيب؟
  • دراسة مثيرة عن فوائد تناول الفستق الحلبي ليلا على صحة الأمعاء
  • مدير عام السجون يستقبل رئيس جامعة الطائف
  • 7 أطعمة تزيد من البكتيريا النافعة في أمعاءك.. لجهاز هضمي أقوى
  • مجلس الأمن يصدر قرارًا تاريخيًا بشأن النزاع في السودان وغزة
  • كان بيموت .. إنقاذ مريض مصاب بطلق ناري في البطن بمستشفى الفيوم العام
  • جرش وغزة: بين الواجب القومي والهوية الحضارية