أسماء الجرادي
غزة: بقعة صغيرة من هذا العالم، محاصرة منذ عقود، شامخة كأنها جبل شاهق، لا تهزها العواصف ولا تكسرها القنابل. غزة، التي لا تتجاوز مساحتها حدود مدينة من مدننا، واجهت ما لا يمكن لعقل أن يتصوره: جيوش مدججة، دبابات، مدرعات، طائرات، صواريخ، قنابل، حصار، تجويع، خذلان… ومع ذلك، لم تنحنِ.
عامان من الجحيم، من الألم، من الفقد، من الدماء التي ارتوت منها الأرض، من الأرواح التي ارتفعت إلى السماء، من الأطفال الذين ناموا على صوت القصف واستيقظوا على فقد الأحبة.
واليوم، حين أُعلن عن وقف الحرب، خرج أهل غزة إلى الشوارع يحملون الفرح. خرجوا كأنهم لم يُقتلوا، ولم يُحرقوا، ولم يُذبحوا. خرجوا كأنهم لم يُجَوَّعوا، ولم يُخذلوا. خرجوا بقلوب مملوءة بالنصر، بوجوه مشرقة بالأمل، بعيون تدمع فرحًا لا وجعًا. رددوا كلمات العزة والفخر، وهتفوا للمقاومة ورجالها، شكرًا وامتنانًا، حبًا وولاءً. مشاهدهم كانت درسًا في الصبر والصمود والكبرياء، وفي الإيمان.
أي شعب هذا؟
أي روح تسكنهم؟
كيف يحملون جراحهم ويبتسمون؟
كيف يغيظون عدوهم بفرحتهم؟
لقد تبين للجميع أن شعب غزة كله مقاومة، كله مجاهدون، كله قادة. وأعظم من ذلك، سيكون أبناؤهم. إنهم أحفاد الشهداء، أبناء الشهداء، وإخوة الشهداء. هؤلاء هم شعب غزة، بل لنقلها كما يجب: أبطال غزة. فلا يليق بهم إلا هذا اللقب، ولا يليق بالنصر إلا أن يُنسب إليهم.
تخيلوا للحظة…
ماذا لو وُجّهت كل تلك الصواريخ والقنابل والجيوش والمدرعات والدبابات التي أُلقيت على غزة، إلى دولة خليجية أو أوروبية أو أي دولة أخرى؟
لانهارت. وخضعت. واستسلمت.
لكنها غزة، معجزة الله في هذه الأرض.
غزة لا تملك جبالًا تحميها، فحماها الله بملائكته. مدينة سطحية، بلا حصون، ولكنها محصنة بالإيمان، باليقين، بالثبات.
وماذا لو كانت غزة تملك السلاح، وتملك القوة العسكرية، بجانب تلك القوة الإيمانية التي ملأت قلوب شعبها وأبطالها؟
ماذا لو كانت غزة دولة من دولنا العربية الأخرى، وتملك ذات الشعب المؤمن، ذات الروح، ذات العزيمة؟
لغيّرت الموازين ، ولما بقي في فلسطين صهيوني واحد.
غزة اليوم تبكينا فرحًا، كما أبكتنا وجعًا. غزة اليوم تكتب فصلًا جديدًا في كتاب الكرامة، وتثبت أن النصر لا يُقاس بالعدة والعتاد، بل بالإيمان والصبر والثبات.
ونحن، من اليمن، معكم يا أهل غزة. نحمل وجعكم، ونفرح لفرحكم، ونبكي لحزنكم. أنتم القضية، ونحن نفخر بكم. وبإذن الله، نحن سندكم ودرعكم حتى تطهير الأرض من رجس الصهاينة المجرمين، وتعود فلسطين حرة. وها هو التاريخ يُكتب بالدماء: أن معجزة الزمن هي غزة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
جدل حول دوافعه.. ترامب يسابق الزمن لنيل نوبل للسلام
نوهت الصحيفة، أن رغبة ترامب في الجائزة، أصبحت موضع سخرية متكررة بين الدبلوماسيين الأجانب، خصوصًا خلال اجتماعات إفطار أسبوعية يعقدها سفراء أوروبيون في واشنطن لبحث سبل الحفاظ على دعمه لأوكرانيا. اعلان
قالت صحيفة الغارديان إن جائزة نوبل للسلام، أو أي جائزة أو وسام أو نجمة ذهبية، لم تُلْقِ بظلالها بهذا القدر من قبل على رئيس أمريكي وسياسته الخارجية.
وبحسب الصحيفة، فمنذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم تكن حملته للتأثير على معهد أبحاث السلام في أوسلو بالنرويج بأي حالٍ من الأحوال خجولة، بل بلغت ذروتها في الساعات القليلة التي سبقت إعلان لجنة نوبل عن الفائز.
حلفاء ترامب يطالبون علنًا بمنحه الجائزةووفقا للغارديان، فور انتشار خبر اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، سارع حلفاء ترامب إلى وسائل الإعلام في محاولة أخيرة للفوز له بالجائزة التي طالما أعرب عن رغبته العلنية فيها.
في صباح الخميس، قال النائب الجمهوري عن فلوريدا، براين ماست، على قناة فوكس نيوز: "الجميع يتحدثون عن: هل سيحصل على جائزة نوبل للسلام؟ أولئك الأكاديميون والنخبة الجالسون في النرويج، تلك اللجنة التي تقرر الجائزة، عليهم أن يمنحوا الرئيس ترامب جائزة نوبل للسلام".
وأضاف: "لستُ متأكدًا أن اللجنة في النرويج تؤمن بالسلام عبر القوة... بل تؤمن بالسلام عبر التملّق".
بعد ذلك، ظهر إيلون ليفي، المتحدث السابق باسم الحكومة الإسرائيلية، وقال: "يوجد القليل جدًّا مما يتفق عليه الإسرائيليون، لكن هناك نقطة إجماع واحدة هذا الصباح: الرئيس دونالد ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام".
وبعد دقائق، نشر ترامب على منصته "ترُث سوشيال" تغريدة شكر فيها ماست وليفي بالاسم.
Related عشاء البيت الأبيض: نتنياهو يرشّح ترامب لنوبل.. وملفات غزة وإيران تتصدّر اللقاء "ترامب حقق ما عجز عنه الآخرون".. عائلات الرهائن تطالب لجنة نوبل بمنح الرئيس الأمريكي جائزة السلام من "اتفاقيات أبراهام" إلى خطة غزة.. هل تكفي مبادرات ترامب لانتزاع جائزة نوبل للسلام؟ اتصالات مباشرة وادعاءات متكررةووفقاً للصحيفة، بالرغم أن ترامب قلل علنًا من فرص فوزه بالجائزة، فقد اتصل هذا الصيف بوزير المالية النرويجي ينس ستولتنبرغ في أوسلو، وقال إنه يريد مناقشة "جائزة نوبل للسلام... والرسوم الجمركية".
وذكر ترامب الجائزة مرارًا، غالبًا حين يدّعي أنه أنهى ست أو سبع حروب منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وقال خلال الحملة الانتخابية العام الماضي: "لو كان اسمي أوباما، لمنحتُ جائزة نوبل خلال عشر ثوانٍ".
موضوع ساخر بين الدبلوماسيين الأوروبيينونوهت الصحيفة، أن رغبة ترامب في الجائزة، أصبحت موضع سخرية متكررة بين الدبلوماسيين الأجانب، خصوصًا خلال اجتماعات إفطار أسبوعية يعقدها سفراء أوروبيون في واشنطن لبحث سبل الحفاظ على دعمه لأوكرانيا.
وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى مقرّه في واشنطن: "كلما تحدّث عن إنهاء سبع حروب، فهو في الحقيقة يرسل رسالة: أعطوني جائزة نوبل".
واعتُبرت الجائزة دافعًا رئيسيًّا وراء جهود ترامب للوساطة في أوكرانيا، ما دفعه إلى عقد قمة نادرة مع فلاديمير بوتين في ألاسكا. لكن بوتين ظل غير مُبالٍ، وسرعان ما فقد ترامب اهتمامه بإنهاء الحرب.
وأوضح الدبلوماسي: "بمجرد أن أدرك أن الأمر صعبٌ جدًّا، عدنا مجددًا إلى غزة".
خطة سلام مرتبطة بموعد الإعلانوانطلقت مبادرة ترامب الجديدة للتوصل إلى اتفاق سلام خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، حيث التقى مع قادة عرب، ثم وافق على خطة سلام من 20 نقطة أعلنها في قمة بالبيت الأبيض مع بنيامين نتنياهو في أواخر سبتمبر.
وكرّر مسؤولون أن الاتفاق سيكون جاهزًا بحلول يوم الجمعة، في اليوم نفسه الذي تعلن فيه لجنة نوبل اختيارها.
وقال دورون هادار، المفاوض السابق، لصحيفة واشنطن بوست يوم الخميس: "موعد الإعلان يوم الجمعة صباحًا يُشكّل إطارًا زمنيًّا واضحًا. الجميع يدرك هذا الجدول الزمني، ولذلك أعتقد أنه بحلول مساء الخميس، سيكون هناك إعلانٌ رسميٌّ بأن الأطراف قد توصّلت إلى اتفاقات"
وبحسب وكالة "فرانس برس"، نقلت عن لجنة نوبل النرويجية، بأنها عقدت اجتماعها النهائي يوم الاثنين، أي قبل يومين من إعلان ترامب المرحلة الأولى من اتفاق السلام على "تروث سوشيال".
إقرار من منتقدي الحربورغم الطموح الواضح وراء مساعي ترامب، فقد رحّب حتى منتقِدو الحرب بالاتفاق. وكتب غيرشون باسكن، الناشط الإسرائيلي المؤيد للسلام والخبير في مفاوضات تحرير الرهائن: "هذا الصباح بالتأكيد يستحق الاحتفال. الحرب تنتهي. القتل والتدمير سيتوقفان".
وأضاف لاحقًا: "في ختام هذه الأفكار الأولية: الرئيس ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة