قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، في خطابه دلالات هامة كشف فيها بعمق الجرائم الإسرائيلية في غزة، وأبعاد عملية طوفان الأقصى، والمخاطر الاستراتيجية للمخطط الصهيوني الأمريكي في المنطقة، لا سيما عبر أدواته المحلية من الأنظمة المطبّعة، الكلمة شكلت رؤية متكاملة للصراع العربي-الصهيوني من زاوية شرعية، سياسية، إعلامية، وثقافية.

يمانيون / خاص

السيد القائد استخدم توصيفات قوية ومباشرة في وصف الجرائم المرتكبة في غزة، وهذا يعكس موقفًا مبدئيًا يقوم على رفض أي تبرير أو تسويغ لسلوك العدو، كما أشار يحفظه الله إلى استهداف الإعلاميين، والدفاع المدني، والمرضى، والمسنين، ليعطي بعدًا إنسانيًا عالميًا للقضية، ويوجّه الخطاب نحو الرأي العام الدولي المتحسس من جرائم ضد المدنيين، كما وصف المشاهد البشعة كإرسال الكلاب على المسنين ، وهو يهدف بذلك إلى أن تبقى هذه الأفعال الإجرامية في الذاكرة والوجدان ليستنهض الضمير العربي والإسلامي والدولي.

 

العملية ليست حدثًا معزولًا فالسيد القائد يربط طوفان الأقصى بسياق طويل من 75 عامًا من العدوان والاحتلال الصهيوني، ما يعني أن العملية رد فعل تاريخي لا مجرد لحظة آنية، ويصفها بأنها عملية مباركة، عظيمة، ومحطة فارقة، وهو ما يعكس تبنيًا يمنياً  كاملًا للنهج المقاوم في فلسطين، وربط نضال الشعب الفلسطيني بمسار الجهاد الإسلامي الشامل، كما يرى السيد القائد أن العملية جاءت لإفشال مسار تصفية القضية الفلسطينية، والذي وصل إلى ذروته قبل العملية.

 

ويشير السيد القائد إلى أن العدو كان يهدف للسيطرة التامة على فلسطين، ثم المنطقة، وهذا يعكس وعيًا استراتيجيًا بخطورة امتداد المشروع الصهيوني من فلسطين إلى المنطقة بأسرها، وهو سياق مهم في كلمة السيد القائد يعطي أهمية كبرى إلى المعركة الفكرية والثقافية، من خلال محاولات تغيير المناهج الدراسية، وتحريف الخطاب الديني، وتطبيع الإعلام مع الكيان، وأن الصراع مع العدو،  ليس مجرد صراع حدود أو أراضٍ، بل هو صراع وجود وهوية ومقدسات وكرامة الأمة.

 

ووصف السيد القائد التطبيع بأنه ليس اتفاق سلام، بل خيانة شاملة متعددة المستويات ، دينية، سياسية، وثقافية.

كاشفاً عن أن الاتفاقيات المبرمة كانت تتضمن التزامات مذلة من الأنظمة العربية مقابل لا شيء من الكيان، ما يجعل التطبيع صفقة خاسرة للطرف العربي.

وأشار السيد القائد بحفظه الله إلى تحول الأنظمة إلى أدوات قمع داخلي، حيث أكد على أن بعض الأنظمة، لا تكتفي بالتطبيع، بل تشارك في قمع شعوبها وتوجيه العداء نحو المقاومين والشعوب الحرة.

 

ويشير السيد القائد إلى أخطر أدوات المشروع الصهيوني وهي تغيير المناهج الدراسية، إزاحة آيات قرآنية، وتربية الأجيال على الإعجاب بالعدو، هذا التغيير هو أخطر من الاحتلال العسكري، لأنه يؤدي إلى استعباد داخلي طوعي وتحويل العدو إلى صديق.

وانتقد السيد القائد وسائل الإعلام التي تسوّق للكيان الصهيوني وتُشيطن الشعب الفلسطيني، واصفًا إياها بأنها جزء من آلة العدو الناعمة.

 

الكلمة تأتي ضمن مسار دعم واضح وصريح لفصائل المقاومة الفلسطينية، وتؤكد استعداد محور المقاومة للمواجهة على كافة المستويات، فقد حذر السيد القائد، من محاولات إخراج فلسطين من وجدان الأمة من خلال التطبيع، والتغييب الإعلامي، وتبديل الأولويات ، موجهاً الدعوة لتحرك شعبي ورسمي على المستوى العربي والإسلامي من أجل رفض التطبيع، والتمسك بالحق الفلسطيني، والمشاركة في المواجهة الحضارية.

 

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، تعبّر عن موقف واضح وثابت في مناصرة فلسطين ورفض المشروع الصهيوني الأمريكي،  كما تحمل تحذيرات استراتيجية للأمة الإسلامية حول خطورة التخلي عن القضية الفلسطينية وتحويل العدو إلى حليف، وتكشف أدوات الحرب الناعمة التي باتت تستخدم لتصفية القضية من الداخل.

إنها دعوة إلى إعادة تعزيز الهوية، وتجذير الوعي، وتصحيح البوصلة في مواجهة أخطر مشروع استعماري معاصر، يسعى لاختطاف الأمة من داخلها.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ندوة ثقافية وفكرية في الحديدة حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني

الثورة نت/ يحيى كرد

شهدت مديرية باجل في محافظة الحديدة، اليوم، ندوة ثقافية وتوعوية فكرية بعنوان “طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني”، نظمتها جامعة الحديدة في كلية التربية ومركز التعليم المستمر بالمديرية بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطين واللجنة المركزية للحشد والتعبئة ومركز الدراسات الإستراتيجية اليمني، وذلك ضمن فعاليات الحملة الوطنية لنصرة الأقصى.

وخلال افتتاح الندوة، أكد رئيس الجامعة الدكتور محمد الأهدل أهمية هذه الندوة في تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة المرحلة التي تمر بها الأمة، وما يحاك ضد مقدساتها وشبابها من محاولات لطمس الهوية الإيمانية والحرف عن مسارها الجهادي.

وأوضح أن الندوة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التوعوية والفعاليات الثقافية وحملات المقاطعة التي تنفذها الجامعة دعما للقضية الفلسطينية وانسجاما مع توجهات القيادة الثورية والسياسية.

وفي الندوة تناول الدكتور عبدالرحيم الحمران، رئيس جامعة صعدة، في المحور الأول للندوة، طبيعة الصراع مع أهل الكتاب، و الخلفية التاريخية للصراع منذ فجر الإسلام وصولا إلى العصر الحديث، مشيرا إلى الثورات والمواقف المناهضة للمخططات الاستعمارية، وفي مقدمتها المشروع القرآني الذي قاده الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي.

وفي المحور الثاني أوضح الأستاذ عبدالعزيز أبو طالب أن المقاطعة الاقتصادية مسؤولية دينية وأخلاقية، وتمثل سلاحا شعبيا مؤثرا في إضعاف العدو اقتصاديا وعسكريا.

واستعرض نماذج من الخسائر التي تكبدتها شركات أمريكية وإسرائيلية نتيجة حملات المقاطعة، إضافة إلى أثرها الإيجابي محليا في تعزيز المنتج الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

كما قدم رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي، المحور الثالث بعنوان سيطرة الصهيونية على الغرب، تناول فيه نشأة الصهيونية العالمية وأهدافها السياسية والثقافية، مستعرضا مؤتمرات وأحداثا دولية مهدت لتمكين الاحتلال من الأرض الفلسطينية بدعم القوى الغربية وبعض الأنظمة العربية المتواطئة.

وحذر العرامي من التمدد الصهيوني في المنطقة، بما في ذلك اليمن، عبر مراحل متعددة بدءا من الاحتلال البريطاني لعدن وحتى العدوان على البلاد.

من جانبه استعرض مقبل الكدهي في المحور الرابع، وثائق وشواهد تاريخية حول الدور السعودي في خدمة المشروع الصهيوني، وتواطئه في تثبيت نفوذ الكيان الغاصب في المنطقة، مشيرا إلى حملاته المتواصلة ضد دول محور المقاومة.

وشدد على أهمية وحدة القيادة والمنهج والأمة للتغلب على التحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة.

حضر الفعالية عدد من نواب عمادة الكلية والمركز والأكاديميين والقيادات الرسمية والدينية والاجتماعية، إلى جانب نخبة من الموظفين والطلاب.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد.. حكمةٌ وصمودٌ يوقظ أُمَّـة من غيبوبتها
  • قبائل بني بحر تؤكد جاهزيتها لإفشال مؤامرات العدو الصهيوني
  • عن دور حزب الله في سوريا.. إليكم ما كشفه موقع إيرانيّ
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني يصادق على 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة
  • “الأورومتوسطي”: فصل جسد طفل إلى جزأين يبرز نمط القتل الصهيوني المتعمد في غزة
  • العدو الصهيوني يفجٍر منزلا في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان
  • ندوة ثقافية وفكرية في الحديدة حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني
  • المقاومة بين ضغط العدو وصمت القريب
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة