صحيفة الخليج:
2025-05-28@11:33:29 GMT

استحداث مبردات آمنة على المناخ بتأثير بيئي أقل

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

استحداث مبردات آمنة على المناخ بتأثير بيئي أقل

أبوظبي- عبد الرحمن سعيد:

طوّر فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، نهجاً متكاملاً مستحدثاً جديداً لمستقبل يتميز بانخفاض درجات الحرارة باستخدام مبردات آمنة على المناخ، عبر تقييم الأمزجة المحتملة للمبردات الجديدة باستخدام خوارزمية التعلم الآلي، حيث يقدم نهج الفريق طريقة لتحديد أمزجة التبريد القابلة للتطبيق وذات الاحتمالية المنخفضة للاحترار العالمي والقادرة على تلبية المتطلبات الصارمة لاحتياجات التبريد في العالم.

وضم الفريق البحثي بالجامعة، كلاً من الدكتورة لورديس فيجا، مديرة مركز البحث والابتكار في مجال ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين، والدكتور إسماعيل الخطيب، زميل دكتوراه، بالتعاون مع كارلوس ألبا والدكتور فيليكس لوفيل لتطوير النموذج.

وأوضح الفريق أن مركبات الكربون الهيدروفلورية تُعتبر مبردات غير مستنفدة للأوزون، كما أنها قُدّمت كبدائل لمركبات الكلورفلوركربون التي حُظرت في التسعينات بسبب آثارها البيئية الضارة، لكن ذلك لا يمنع وجود بعض العيوب في هذه المركبات.

وذكر أن التأثير المناخي لمادة ما يُعرف باحتمالية الاحترار العالمي الخاصة بها، حيث تُعدّ أكثر أماناً على المناخ عندما تنخفض الاحتمالية، كما أن هذه المركبات تتمتع باحتمالية احترار عالمي أكبر بآلاف المرات من ثاني أكسيد الكربون، ما يجعلها مصدر قلق كبير للمناخ، على الرغم من تركيزها المنخفض في الغلاف الجوي.

وفي السياق، تسعى القوانين البيئية إلى التخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية، في الوقت الذي تزداد فيه المنافسة للعثور على مبردات مستدامة لتحل محلها دون المساس بالكفاءة أو السلامة.

وبيّن الفريق، أن المبردات الممزوجة تُمثّل حلاً مقنعاً، حيث توفر المرونة اللازمة لضبط الخصائص بدقة، لاستيفاء المعايير المطلوبة.

ويهدف الباحثون إلى محاكاة أداء مركبات الكربون الهيدروفلورية المستخدمة على نطاق واسع بما يتوافق مع اللوائح البيئية الصارمة، حيث يمكن أن يكون الفحص المنتظم باستخدام عمليات المحاكاة بالكمبيوتر، وسيلة فعالة لتحديد أمزجة المبردات التي تتمتع بأفضل الإمكانات بدلاً من اختبار كل خيار على حِدة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة لورديس: «يُرجّح أن يزداد الطلب على التبريد وتكييف الهواء في السنوات المقبلة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة الثروات في المناطق الاستوائية، ويجب أن يكون أي سائل تبريد جديد آمناً على البيئة ويلبي متطلبات السلامة ويقدم الأداء التقني اللازم يتميز بكلفة اقتصادية معقولة».

وحدد الفريق البحثي 12 مزيجاً للقيام بالمزيد من التقييم التقني، حيث يمكن أن يبشر استخدام هذه الخلطات المقترحة بتأثير بيئي أقل بنسبة تصل إلى 15% واحتمالية التسبب في احترار عالمي أقل 1000 مرة من تلك التي تنتج عن مركبات الكربون الهيدروفلورية الموجودة بالفعل، كما يخطط الفريق لإجراء اختبار تجريبي لصلاحية أمزجتهم المُقترحة، للاستفادة منها في تطبيقات محددة وتوسيع نطاق استخدامها.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المناخ

إقرأ أيضاً:

السياحة البيئية .. فرص الاستكشاف وجمال الطبيعة

تُعدّ السياحة البيئية شكلًا من أشكال السياحة التي تهدف إلى الاستخدام المستدام للموارد البيئية، ورغم تعددية التعريفات المرتبطة بمفهوم السياحة البيئية إلا أن معظم المفاهيم تشير إلى أنها نوع من أنواع السياحة القائمة على تنمية الموارد الطبيعية واستثمارها.

وتمثّل السياحة البيئية رافدًا اقتصاديًا من خلال المكاسب الاقتصادية المتوقعة الناتجة عن نشاط الزوّار والسيّاح من خلال ارتيادهم للمواقع البيئية السياحية التي تتميز بطبيعة خلابة وأماكن تحظى باهتمام الزوّار لاستكشافها والتعرف على مكوّناتها وتاريخها، وتتميز سلطنة عُمان بتنوع تضاريسي بيئي في الوديان والسهول والصحارى والشواطئ وما تزخر به من تنوّع أحيائي من أقصاها إلى أقصاها، ما يجعلها محط أنظار السياح القادمين من مختلف دول العالم، ومما لا شك فيه أن السياحة البيئية في سلطنة عُمان ستسهم في تنمية القطاعات الاقتصادية مثل الزراعة من خلال زيادة الغطاء النباتي في المناطق الريفية خصوصا وأن سلطنة عُمان تتميز بزراعة بعض أنواع التمور والخضراوات والفواكه الموسمية وتنوع ثرواتها البحرية وكثرتها، أيضا تتميز السياحة البيئية في سلطنة عُمان برياضة تسلّق الجبال؛ لكثرة الجبال وتنوعها ووجود عديد الكهوف والمغارات التي تثير فضول السائح لاكتشافها، إضافة إلى وجود بعض الرمال التي يستفاد منها في التخييم وممارسة رياضات الدراجات والسيارات، كما أن السياحة البيئية محرك أساسي للنمو الاقتصادي من خلال الأنشطة والفعاليات المقامة في المواقع الطبيعية منها دعم القوة الشرائية وتعزيز المحتوى المحلي وتشجيع المبادرات المجتمعية وتنمية العمل التطوعي، وتشجيع البحوث والدراسات المرتبطة بالسياحة البيئية، إضافة إلى توليد فرص عمل للباحثين عن عمل في بعض المهن المرتبطة بتنمية السياحة البيئية.

إن الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية لتنمية القطاع السياحي في سلطنة عُمان وتعزيز الاستثمار السياحي في المحميات الطبيعية أدت إلى ارتفاع نسبة السيّاح القادمين إلى سلطنة عُمان بنحو 37% عام 2024م، رغم ذلك هناك فرصٌ أخرى لتنمية قطاع السياحة ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 2.4%، من بينها الاهتمام أكثر بالسياحة البيئية التي تتميز بها سلطنة عُمان؛ بسبب تنوّع تضاريسها وطبيعتها الخلابة في المناطق المطلة على الشريط الساحلي خصوصًا إلى محافظة ظفار التي تتفرد عن غيرها من المحافظات بجوّها الاستثنائي خلال موسم الصيف، ولتعظيم الاستفادة من السياحة البيئية لا بد من تبني أفكار مبتكرة للاستفادة من المواقع الطبيعية بدءًا من تهيئة البنى الأساسية للإقامة وتكون مناسبة لتنظيم الفعاليات والمناشط طيلة العام وعدم اقتصارها على فترة المهرجانات الشتوية التي غالبا ينتهي النشاط السياحي بانتهاء المهرجانات أو بانتهاء موسم الشتاء، من الجيد تشجيع الباحثين والمبتكرين على استطلاع آراء أفراد المجتمع؛ بهدف الاستفادة من آرائهم ومقترحاتهم لتطوير المواقع الطبيعية، وفي ظني أن هناك كثيرا من المبادرات المجتمعية معززة للسياحة البيئية يمكن البناء عليها بعد تطويرها مثل رياضة تسلق الجبال والتخييم في الأماكن الصحراوية، لكن بحاجة إلى تعزيز إجراءات السلامة خصوصا في رياضة تسلّق الجبال وزيارة الأماكن الوعرة وارتياد بعض المسطحات المائية.

من فوائد السياحة البيئية أنها تحافظ على مكونات الطبيعة والبيئة وتمنع الإضرار بها من خلال التصدي للسلوكيات المؤذية والمدمرة للبيئة، ما يبقيها أماكن جاذبة للسياح والزوّار، ويسهم في رسم صورة جمالية عن الطبيعة في سلطنة عُمان أمام زائريها ومرتادي مواقعها السياحية، حيث إن الصورة الذهنية المرسومة عن جمال الطبيعة والمناظر الخلابة في محافظة ظفار تولّدت نتيجة الاهتمام المستمر بالسياحية البيئية والحفاظ على مواقع العيون المائية والمسطحات الخضراء وإقامة الفعاليات والمناشط خلال فترة موسم الاستثنائي الذي تشهده المحافظة في الفترة من يونيو إلى سبتمبر من كل عام، إذ تتميز سلطنة عُمان دون غيرها من البلدان بتنوع أحيائي في المحميات الطبيعية ستشهد نشاطًا اقتصاديًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة؛ خصوصا مع التوجه الاستثماري الذي تشهده المحميات لتعزيز السياحة البيئية.

إن استدامة السياحة البيئية تتطلب رفع مستوى الوعي المجتمعي بالحفاظ على البيئة والابتعاد عن السلوكيات غير المسؤولة المسيئة للبيئة مثل ترك المخلفات في الأماكن السياحية وعدم رميها في حاويات القمامة، والتفحيط في المسطحات الخضراء ما يؤثر على جمال الطبيعة وتضرر الناظر الخلابة؛ بسبب التلوث الناتج عن حرق الأوراق والأشجار والاحتطاب من النباتات التي تضفي جمالية للطبيعة خصوصا في الأماكن الصحراوية، لذلك من المهم أن نبدأ بالاشتغال على تعزيز السياحة البيئية بالاستفادة من المقومات الطبيعية التي تزخر بها سلطنة عُمان من سهول وجبال وشواطئ؛ لتسهم بفاعلية في رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي المعوّل عليه كثيرا في تنويع مصادر الدخل وفقا لـ«رؤية عُمان 2040» وتقليل الاعتماد على الموارد النفطية.

مقالات مشابهة

  • “الفنار للغاز” و”سيمنس للطاقة” توقعان مذكرة تفاهم استراتيجية للتعاون في مجالات الطاقة النظيفة وإزالة الكربون
  • الاتحاد الأوروبي يعفي معظم الشركات من تعريفات الكربون الحدودية
  • المطبخ العالمي: الجيش الإسرائيلي لم يوفر طرقا آمنة لإيصال الإمدادات لنا
  • هاني: نمدّ أيدينا للطاقات الشابة لإحداث فرق بيئي حقيقي
  • الأصابعة آمنة.. يوم بلا حرائق واستعداد ميداني على مدار الساعة
  • الأردن ضيف شرف المهرجان الدولي للسينما البيئية بمدينة قابس
  • السياحة البيئية .. فرص الاستكشاف وجمال الطبيعة
  • أطلق فريق من العلماء في جامعة مانشستر مشروعا يهدف إلى استكشاف إمكانية استخدام تفتيح السحب البحرية كوسيلة مؤقتة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. مشروع طموح لتبريد الأرض باستخدام السحب البحرية صورة ارشيفية / ria.ru يُموَّل المشروع من قبل وكالة البحوث والابتك
  • الرئيس التنفيذي لشركة فيرتيغلوب لـ «الاتحاد»: زيادة إنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بأبوظبي إلى 7.6 مليون طن سنوياً
  • وزيرة البيئة تدعو لإطلاق حوار بيئي لرجال الأعمال المصريين