احترار المحيطات يعطل عمليات تخزين الكربون الحيوية
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة أن موجات الحر البحرية يمكن أن يكون لها تأثير خفي على الكائنات الحية الدقيقة في المحيط، حيث تؤدي إلى تدهور العوالق النباتية وابيضاض الشعاب المرجانية، وهي عناصر مهمة في امتصاص الكربون وتخزينه.
وأكدت الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيتشر" أن درجات الحرارة المفرطة تؤدي إلى تدهور شبكات الغذاء في المحيط، وتؤثر على قدرة النظام البيئي على مكافحة تغير المناخ.
كما أشارت أيضا إلى تأثير الاحتباس الحراري على دورة الكربون في المحيط، وهي عملية مهمة لتقليل الكربون في الغلاف الجوي من خلال امتصاصها وتخزينها.
وتعرف موجات الحر البحرية بكونها أحداث احترار ممتدة قد تستمر من أسابيع إلى سنوات. وتشهد الأرض في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في موجات الحر البحرية، مما قد يدفع المحيطات إلى نقطة تحول مناخية.
وكانت دراسة مماثلة قد كشفت أن موجات الحر البحرية لعام 2023 حطمت كل الأرقام القياسية المعروفة -إذ كانت أقوى وأطول- وغطت مساحات أكبر من أي وقت مضى، كما لم تكن موجة واحدة، بل كانت موجات عديدة متداخلة وممتدة، وهو ما يؤشر إلى زيادة معدلات الاحترار بالمحيطات، حسب الخبراء.
وراقبت الدراسة الجديدة خليج ألاسكا لأكثر من عقد، لتقييم كيفية تأقلم الكائنات الحية الدقيقة مع موجات الحر البحرية. وخلال هذه الفترة، شهد الخليج موجتين ملحوظتين، إحداهما استمرت من عام 2013 إلى عام 2015، والأخرى من عام 2019 إلى عام 2020.
وكشفت أن موجات الحر هذه أثرت على العوالق النباتية، كما أثرت أيضا على قدرة المحيط على نقل الكربون إلى أعماق البحار، وتوفير حاجز ضد تغير المناخ.
ويلعب المحيط دورا مهما في دورة الكربون، حيث يمتص نحو ربع ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأنشطة البشرية، ويعمل هذا النظام مثل"حزام ناقل" للكربون من سطح المحيط إلى أعماقه.
إعلانوتُعد الكائنات الدقيقة التي تُشكل قاعدة الشبكة الغذائية للمحيط، مثل البكتيريا والعوالق النباتية، جزءا أساسيا من هذه العملية، لكن موجات الحر التي تمت دراستها أدت إلى تعطيل تدفقها.
ولا تعد العوالق النباتية والطحالب مجرد غذاء للأسماك وأحد مقومات التنوع البيولوجي البحري فحسب، بل تعمل أيضا كخزان ضخم للكربون، إذ تنقل من 15 إلى 30% منه إلى أعماق المحيط، مما يسهم في تنظيم المناخ العالمي.
وتقول ماريانا بليف المؤلفة الرئيسية للدراسة من قسم علوم المحيطات في كلية روزنستيل بجامعة ميامي الأميركية: "وجد بحثنا أن موجتي الحر البحريتين الرئيسيتين غيّرتا مجتمعات العوالق وعطّلتا مضخة الكربون البيولوجية في المحيط".
وأشارت أيضا إلى تعطل الحزام الناقل الذي يحمل الكربون من السطح إلى أعماق البحار، مما زاد من خطر عودته إلى الغلاف الجوي، بدلا من احتجازه في أعماق المحيط.
ويمكن للمحيط أيضا أن يؤثر على الظواهر الجوية المتطرفة على اليابسة، فموجات الحر البحرية قد تزيد أيضا من تفاقم العواصف والجفاف والأعاصير.
كما تؤثر الحرارة الشديدة على كائنات بحرية، مثل الشعاب المرجانية جراء تحمض المياه بفعل الحرارة الزائدة، وتؤدي إلى تفكك النظم البيئية، وهجرة الأنواع الأصلية وظهور أنواع غازية، وتأثر المجتمعات الساحلية اقتصاديا.
وتلعب المحيطات دورا حيويا في تنظيم المناخ على الكوكب، إذ تمتص 90% من الحرارة الزائدة و23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية، كما تعد مصدر 85% من بخار الماء في الغلاف الجوي وتنتج 50% من الأكسجين الذي نحتاجه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تغي ر المناخ موجات الحر البحریة العوالق النباتیة الشعاب المرجانیة فی المحیط إلى أعماق
إقرأ أيضاً:
لدعم تعافي المحيطات والنمو البحري المستدام.. “البحري” شريك استراتيجي لمبادرة “ويف”
أعلنت شركة البحري، المزود الرائد لحلول الشحن والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية، عن انضمامها كشريك استراتيجي إلى مبادرة ويف (Wave)، التي تهدف إلى دعم تسريع تعافي البحار وإعادة التوازن البيئي الصحي لها.
وتسعى المبادرة، التي أطلقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة ومؤسِّسة المبادرة، تحت مظلة مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في أكتوبر 2023 بالشراكة مع وزارة الطاقة، إلى دعم الجهود الدولية للإصحاح البيئي، والحفاظ على المحيطات والبحار، وإعادة التوازن لها، واستدامتها، عبر عدد من الركائز التي تشمل حماية النظم البيئية البحرية، والحد من التلوث، وتعزيز الاستخدام المستدام للمحيطات.
ومن خلال انضمامها إلى مبادرة ويف، تؤكد “البحري” دورها كقوة دافعة للشحن المستدام، وعنصر تمكين أساسي لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. كما تعكس هذه الشراكة التوافق الاستراتيجي بين توجهات البحري في مجال الاستدامة وأهداف مبادرة السعودية الخضراء، لا سيما هدف “30×30” الرامي إلى حماية 30٪ من المناطق البحرية والبرية بحلول عام 2030.
اقرأ أيضاًالمجتمعإطلاق كائنات فطرية في موقع الحِجر الطبيعي بالعُلا لتعزيز التوازن البيئي
ومن جانبها، قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة ومؤسِّسة مبادرة ويف: “أعتزّ بدعم وقيادة رسالة مبادرة (ويف) التي تهدف إلى إرساء نهج عالمي أكثر مسؤولية تجاه حماية محيطاتنا واستعادة عافيتها. فالمحيطات تشكّل حجر الزاوية لاستقرار النظم البيئية والاقتصادات العالمية، وتمثل رصيدًا حيويًا لمستقبل الإنسانية بأكملها. وانضمام شركاء استراتيجيين مثل “البحري” يعزز قدرتنا المشتركة على تسريع الجهود العلمية والعملية، ودفع الابتكار، وتمكين حلول مؤثرة تُسهم في بناء عالم أكثر توازناً واستدامة للأجيال الحاضرة والقادمة”.
وبهذه المناسبة، قال المهندس أحمد علي السبيعي، الرئيس التنفيذي لشركة البحري: “من خلال دعم هذه المبادرة، نُجدّد التزامنا بحماية النظم البيئية البحرية وتعزيز ريادة المملكة في مسار التنمية البحرية المستدامة. وتمثل هذه الشراكة خطوة محورية في رحلتنا نحو ترسيخ ممارسات مسؤولة لإدارة المحيطات، والعمل جنبًا إلى جنب مع شركاء دوليين لدفع الحلول العلمية والتطبيقية المؤثرة. ونحن في البحري نهدف من خلال هذا التعاون إلى الإسهام في بناء مستقبل أكثر أمانًا ومرونة واستدامة للقطاع البحري ولأجيالنا القادمة”.
وبصفتها شريكاً في مبادرة ويف، ستسهم البحري في دفع التنفيذ العملي لأهداف تجديد المحيطات عبر الابتكار والتعاون وتبنّي ممارسات بحرية مسؤولة. وتعزّز هذه المشاركة نهج الشركة المستقبلي في الخدمات اللوجستية والتجارة، القائم على التحول الرقمي، وتحسين جودة العمليات، وتطوير حلول مستدامة تدعم سلاسل الإمداد العالمية.