توصلت دراسة بحثية إلى أن آلية تعويضات الكربون العالمية فشلت في خفض التلوث المسبب لارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب مشاكل نظامية عميقة الجذور لن يحلها التغيير التدريجي.

وأظهرت الأبحاث التي أُجريت على مدى عقدين من الزمن وجود مشاكل "مستعصية" جعلت أرصدة الكربون في معظم البرامج الكبرى رديئة الجودة، وفقا للدراسة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة تحذر من نفاد ميزانية كربون الكوكب بسبب الانبعاثاتlist 2 of 4تسعير الكربون يجبر شركات الشحن على خفض الانبعاثاتlist 3 of 4زيادة معدلات غازات الدفيئة بأميركا ترفع الانبعاثات العالميةlist 4 of 4الاتحاد الأوروبي يخطط لخفض قياسي للانبعاثات بحلول 2040end of list

كما وجدت الدراسة أن القواعد التي طال انتظارها، والتي اتُفق عليها في قمة الأمم المتحدة للمناخ العام الماضي، في باكو عاصمة أذربيجان "لم تُعالج مشكلة الجودة بشكل جوهري".

وقال ستيفن ليزاك، الباحث في كلية سميث بجامعة أكسفورد والمؤلف المشارك للدراسة "يجب أن نتوقف عن توقع نجاح تعويض الكربون على نطاق واسع، لقد قيّمنا 25 عاما من الأدلة، وكل شيء تقريبا حتى هذه اللحظة قد فشل".

وسوق الكربون هو نظام تقوم من خلاله البلدان أو الشركات (الغنية عالبا) بشراء وبيع أرصدة الكربون لتعويض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وحسب منتقدي هذه الآلية، تعد تعويضات الكربون أداة لخفض الانبعاثات من خلال منح الفضل للملوثين الأثرياء لتمويل العمل المناخي الرخيص في الخارج، مع ضخ نفس الكمية من الغاز الذي يساهم في تسخين الكوكب في الداخل.

ويشير الخبراء إلى أن هذه الممارسة قد تؤدي إلى خفض مستويات الاحتباس الحراري العالمي من خلال توجيه الأموال إلى الأماكن التي ستحقق فيها أكبر قدر من الفائدة في أسرع وقت ممكن، لكن أسواق الكربون الطوعية لطالما عانت من "التعويضات غير القيّمة" التي تُبالغ في تقدير تأثيرها.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة إن أسوأ المشاكل كانت تتعلق بإصدار اعتمادات إضافية لمشاريع كانت بالفعل في طور التنفيذ، مثل بناء مزرعة رياح كانت ستنمو على أي حال، والمشاريع غير الدائمة، مثل زراعة الأشجار التي تحترق في وقت لاحق في حرائق الغابات.

إعلان

ونشرت دراسة تحليلية في مجلة " نيتشر" العام الماضي قد أظهرت أن أقل من 16% من أرصدة الكربون التي تم التحقيق فيها أظهرت انخفاضا حقيقيا في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة بنديكت بروبست إن الدراسة قدمت "نظرة عامة عالية المستوى وقيمة على المشاكل الموثقة جيدًا التي تعاني منها مشاريع ائتمان الكربون الحالية"، على الرغم من عدم تقديم تقييم نقدي للدراسات الأساسية.

وأضاف أنها حددت بعض الأسباب الجذرية للمبالغة في منح الائتمان، مثل فجوات المعلومات، لكنه حذر من عوامل نظامية أخرى مثل الدائرة الصغيرة التي تدافع عن المشاريع عالية الجودة، والصراعات على المصالح عند صياغة المعايير.

 واستجابة للانتقادات الأخيرة التي طالت أسواق الكربون، أجرت مبادراتٌ يقودها قطاع الصناعة، مثل "مجلس النزاهة لسوق الكربون الطوعية"، أحدثَ الأبحاث العلمية حول فعالية برامج التعويض، ولم تُوافق إلا على البرامج التي تستوفي شروطا صارمة.

وبشكلٍ منفصل، تُزوّد ​​ما يُسمى بـ "وكالات التصنيف" لبرامج تعويض الكربون المشترين بمعلوماتٍ حول ما إذا كانت هذه البرامج تُمثّل تخفيضاتٍ فعلية في الانبعاثات.

وتوصي الدراسة بالتخلص العاجل من برامج التعويضات التي لا تمتص ثاني أكسيد الكربون بفعالية من الغلاف الجوي، وتحويل تركيز أسواق التعويضات إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون وتخزينه بجودة عالية.

وتؤكد أيضا أنه بدلا من تمويل مشاريع مناخية أخرى ذات مغزى من خلال برامج تعويضات الكربون، دعوا إلى نظام قائم على المساهمات، لا يسمح للمانحين بالادعاء بأنه يُلغي انبعاثاتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تلوث التی ت

إقرأ أيضاً:

سماتك الشخصية قد تحدد طول حياتك... دراسة جديدة تشرح العلاقة بين الطباع والعمر

كشفت دراسة جديدة عن السمات الشخصية الدقيقة التي يمكن أن تتنبأ بطول أعمارنا. ويعتقد الباحثون أنها قد تمهد الطريق لمزيد من الرعاية الصحية الفردية. اعلان

أظهرت دراسة جديدة أن بعض السمات الشخصية قد تكون مؤشراً مهماً على طول عمر الإنسان، مشيرة إلى أن فهمها قد يفتح الباب أمام رعاية صحية أكثر تخصيصاً لكل فرد.

سمات الشخصية وعلاقتها بطول العمر

تشير الدراسة إلى أن السمات الشخصية تلعب دوراً مؤثراً في تحديد مدى طول عمر الإنسان. فطريقة إدراك الفرد لذاته تنعكس على سلوكه وصحته اليومية، إذ يميل الأشخاص المنظمون إلى الالتزام بتناول أدويتهم في الوقت المحدد واتباع روتين صحي متوازن، ما يعزز فرصهم في العيش لفترة أطول.

وفي المقابل، قد تؤدي السمات المرتبطة بالاندفاع أو التوتر أو تقلب المزاج إلى سلوكيات أقل استقراراً، ما ينعكس سلباً على الصحة العامة مع مرور الوقت.

في السابق، اعتمد علماء النفس نموذجاً عاماً يعرف بـ"العوامل الخمسة الكبرى" (OCEAN) لتقييم الشخصية: الانفتاح، الضمير، الانبساط، التوافق، والعُصاب.

لكن الدراسة الجديدة، المنشورة في Journal of Psychosomatic Research، سعت إلى تجاوز هذه التصنيفات الواسعة عبر تحليلها إلى سمات أكثر تفصيلاً ودقة.

اعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 22 ألف شخص، استندت إلى إجاباتهم السابقة على استبيانات الشخصية، حيث جرى التعامل مع كل إجابة على أنها سمة مستقلة، وتم تتبع الوفيات خلال فترة تراوحت بين 6 و28 عاماً.

Related هل يجعلك الطقس الحار في مزاج سيئ؟ الدراسات العلمية تكشف أن الأثر يتجاوز ما نتخيّلهدراسة تكشف أن الجمع بين المدرب البشري والذكاء الاصطناعي يعزز فعالية برامج إنقاص الوزنمعظم المصابين من النساء..دراسة تكشف ارتباطًا بين كوفيد طويل الأمد واضطراب نادر في نبض القلب نتائج لافتة: النشاط والتنظيم أطالا العمر

قال البروفيسور رينيه موتوس، المتخصص في علم الشخصية بجامعة إدنبره وأحد مؤلفي الدراسة، لموقع Euronews Health: "وجدنا أن دقة التنبؤ بالوفاة تتضاعف تقريباً عندما نبتعد عن التصنيفات الكبرى ونتجه إلى السمات الصغيرة. هذا يعني أن هناك العديد من الآليات التي يمكن من خلالها أن تؤثر الشخصية على طول العمر. لدى البعض قد يتعلق الأمر بتنظيم العواطف، ولدى آخرين بالسلوكيات اليومية".

وأضاف موتوس أن الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم "نشطون" كانوا الأقل عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة، إذ انخفض لديهم الخطر بنسبة 21 بالمئة، حتى بعد احتساب عوامل مثل العمر والجنس والحالة الصحية.

كما أن السمات المرتبطة بالانضباط والودّية مثل التنظيم، والاجتهاد، والمساعدة، والدقة كانت مرتبطة بعمر أطول، في حين أن القلق وتقلب المزاج ارتبطا بنتائج معاكسة.

الرعاية الصحية الشخصية ودورها المستقبلي

من جانبه، أوضح الدكتور جون فرانسيس ليدر، عالم النفس والباحث في العلوم الإدراكية، أن "أنماط التفكير والمشاعر والسلوك يمكن أن تؤثر مباشرة على الرفاهية، وعلى قدرة الأفراد على الوصول إلى الرعاية الصحية والالتزام بها، مما ينعكس بدوره على طول العمر".

وأشار إلى أن "مقدمي الرعاية الصحية يمكنهم تكييف أساليب الدعم لتناسب أنماط الشخصية المختلفة، ما يسهم في تحسين فرص الوقاية والعلاج".

هل يمكن تغيير شخصيتنا؟

يطمئن فرانسيس ليدر أولئك الذين لا يرون أنفسهم ضمن السمات "المُعمّرة"، قائلاً إن الشخصية ليست ثابتة بالكامل: "السمات الشخصية مستقرة نسبياً، لكنها ليست جامدة، ويمكن أن تتغير بمرور الوقت، خاصة عند بذل جهد واعٍ أو نتيجة لتغييرات حياتية كبيرة".

وشدد على أهمية العوامل الاجتماعية في هذا السياق: "قد يواجه الشخص صعوبة في التحفيز بمفرده، لكنه يصبح أكثر التزاماً عندما يكون ضمن مجتمع داعم. كما أن بعض الأفراد يحتاجون فقط إلى بيئة أو دعم معين ليتفاعلوا بشكل إيجابي".

مستقبل الأبحاث: الذكاء الاصطناعي والشخصية

يرى موتوس أن هذا النوع من الأبحاث سيزداد أهمية مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي المتخصصة، خاصة في مجال الصحة النفسية.

وأشار إلى أنه "في المستقبل، يمكننا التنبؤ بدقة عالية بالمشكلات النفسية أو مظاهر الرفاهية انطلاقاً من تقييمات الشخصية، خصوصاً إذا كانت هذه التقييمات دقيقة ومفصلة"، مضيفا :"يمكن أن تُستخدم هذه الاختبارات في مجالات أخرى مثل التعليم والعمل، لتطوير بيئات تتناسب مع اختلافات الشخصية. لكنه شدد على أن الدراسة لا تزال في مرحلة إثبات الفكرة، وتحتاج إلى مزيد من البحث قبل تطبيقها عملياً".

وختم قائلاً:"ربما نحتاج إلى نحو خمس سنوات أخرى، عندما نحصل على بيانات كافية تربط بين تقييمات الشخصية والوفيات. لكني واثق أننا سنصل إلى روابط أوضح وأكثر قابلية للتطبيق بين سمات الشخصية وطول العمر".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة: تغير المناخ الناتج عن الوقود الأحفوري يهدد ملايين المباني بالغرق
  • دراسة بحثية تناقش تأثير الإدارة الرشيقة على الأداء الوظيفي
  • ما رؤيا الرسول التي كانت سببًا في تخصص د. أحمد عمر هاشم في الحديث؟ - فيديو
  • خدعة مناخية.. كيف تحوّلت التعويضات الكربونية إلى أداة لتلميع صورة الملوّثين؟
  • دراسة.. التدريبات الرياضية تقلل الإحساس بالجوع
  • دراسة: تجربة حماس في إدارة التفاوض أظهرت قدرتها الموازنة بين مصالح الشعب والضغوط الدولية
  • مركز دراسات يصدر دراسة تحليلية حول تحولات صورة حركة "حماس" الدولية
  • سماتك الشخصية قد تحدد طول حياتك... دراسة جديدة تشرح العلاقة بين الطباع والعمر
  • الأرض ليست استثناءً.. دراسة تقلب موازين فهم الكواكب