ما الذي تراعيه الكنيسة أثناء انتقاء رجل الدين؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية إنه خلال انعقاد المجمع المقدس، سيتم انتخاب مطرانًا جديدًا على إبراشية نيجيريا من قِبل رؤساء الكهنة أعضاء المجمع.
وعلى خلفية الحدث، نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، دراسة للمطران جورج خضر حول ىلأية انتقاء الكاهن، جاء خلالها “إن من أدق الأمور الرعائية اختيار كاهن، هنا وهناك صار المتدينون يثقون بحكمة الأسقف، هل هذه الحكمة في محلها دائما؟، لا مفر من أن يخطئ المطران أحيانا الاختيار إذا كان يقوم على ترشيح مباشر من فئة من الشعب، لمتدينون فيهم سذجة كثيرون، ولهم عن هذا المرشح أو ذاك ظاهر التقوى، ولا يستطيع الأسقف أن يعرف كل الأفراد المؤهلين للكهنوت في هذه الرعية أو تلك، يتكل عند ذاك على من يثق بهم في المكان وقد لا يحسنون الاختيار، قد لا يُقدرون العلم ويقدمون جاهلا، أو لا يكونون جادين بتقدير الأخلاق، كما لا بد لرئيس الكهنة أن يتقيد بالشروط الرسولية والمجمعية التي تحفظه من الانفعال، فالكتاب يتكلم عن الشيوخ، أي عن رؤساء الجماعة، الذين "يحسنون الرعاية ولا سيما الذين يتعبون في خدمة الكلمة والتعليم".
أضاف: “يجب أن يكون المرشح بلا عيب جسدي أو نفسي ومقبول الصوت وعلى شيء من حسن السيرة، لكن هذا بات أمر غير كافٍ، كما أن التقوى وحدها لا تكفي، هي مطلوبة من كل مؤمن، لأن الكاهن فيحمل مسؤولية الرسالة بنوع أخص وتاليا مسؤولية المعرفة اللاهوتية، وهذا واجب على الكاهن في المنطق نفسه، يا ليتنا راعيناها إذن أن تقصي الجاهل والمرتزق ومن ليس المسيح مبتغاه”.
استطرد: "إن الكنيسة لا تقوم فقط على الخدم الإلهية ولكنها تقوم بالقوة نفسها على التعريف بالكتب المقدسة وما يحفظها ويحيط بها من التراث، أما قال بولس لتلميذه تيموثاوس: "انصرف إلى القراءة (اي قراءة الكلمة) والوعظ والتعليم إلى أن أجيء" ؟ وكذلك (إنتبه لنفسك ولتعليمك)، كم يكون جميلا ذلك اليوم الذي نستطيع فيه أن نشترط إجازة اللاهوت من كل إكليريكي من وظيفة الشماس فما فوق لنكون مطيعين للكلمة الإلهية ولا يبقى لمؤمن عذر في جهله إذ يجد من يرشده إلى المعرفة التي يطلب".
تابع: “أنا واثق أن عندنا من المتلهفين لهذه الدراسة ما يجعل شباننا يقدمون على الدراسة إذا أمّنا لهم حياة كريمة بعد تخرجهم. هذا يفرض تعهد الكنيسة القيام بمعيشتهم فيما بعد، أي هذا يستدعي نظاما ماليا ينتظمون فيه بلا خوف، إن من الأسباب الرئيسية التي تجعل شبيبتنا يتقاعسون عن الخدمة خوفهم من أن يعيشوا مع عائلاتهم دون المستوى المعقول”.
وقبل انعقاد المجمع المقدس لبطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا في دير القديس جيورجيوس البطريركي، المعروف باسم "دير مار جرجس"، في منطقة مصر القديمة بالقاهرة؛ قام صاحب الغبطة البابا ثيوذوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا، بزيارة رعوية إلى إبراشية نيجيريا يوم الأحد 4 فبراير 2024 وتستمر ثمانية أيام، برفقة المتروبوليت جورجيوس مطران غينيا والمُعْتَمَد البطريركي في اليونان، والمشرف على الإبراشية الأرملة في نيجيريا، بعد رقاد مثلث الرحمات المتروبوليت ألكسندروس مطران نيجيريا في شهر يونيو 2023.
جاء ذلك للاطلاع عن كثب على العمل الذي نجزه المتروبوليت ألكسندروس خلال 26 عام وتقييم الوضع القائم. وأثناء إقامته هناك التقى باللإكليروس المحليين الذين طلب منهم البقاء مخلصين لكنيسة الإسكندرية وسائر إفريقيا الكنيسة القانونية الوحيدة في إفريقيا، التي هي الكنيسة الأرثوذكسية والبطريركية التبشيرية القديمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأنبا نيقولا أنطونيو
إقرأ أيضاً:
من إيران إلى نيجيريا وباكستان.. موجة اضطرابات جديدة تهدد الاستقرار الإقليمي
أعلنت وزارة الدفاع في النيجر، الخميس، مقتل 34 من جنودها وإصابة 14 آخرين في هجوم واسع نفذه مئات المسلحين على بلدة بانيبانغو الواقعة غرب البلاد قرب الحدود مع مالي، في أحدث تصعيد للعنف في المنطقة التي تشهد نشاطاً مكثفاً لجماعات متطرفة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».
وقالت الوزارة في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن «عصابة من مئات المرتزقة استقلوا 8 سيارات وأكثر من 200 دراجة نارية شنّت هجوماً جباناً ووحشياً على البلدة»، مشيرة إلى أن القوات المسلحة تمكّنت من قتل «عشرات الإرهابيين» خلال التصدي للهجوم، في حين أُرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وأُطلقت عملية برية وجوية لتعقب منفّذي الاعتداء.
ويأتي الهجوم ضمن سلسلة هجمات متكررة تتعرض لها النيجر، التي يحكمها مجلس عسكري منذ نحو عامين بعد انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المنتخبة، وتتزامن هذه التطورات مع انسحاب القوات الفرنسية والأميركية التي كانت منخرطة في مهام مكافحة الإرهاب، وتسليم الولايات المتحدة قاعدة كبرى للطائرات المسيّرة للسلطات المحلية في مارس 2024.
وتقع بلدة بانيبانغو في منطقة تيلابيري، على المثلث الحدودي المشترك بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهو معقل رئيسي للجماعات الجهادية، كما تشهد النيجر أيضاً تهديداً مستمراً من جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا» في الجنوب الشرقي، بمحاذاة بحيرة تشاد ونيجيريا.
ويتبنى المجلس العسكري الحاكم في نيامي سياسة “سيادية” تتضمن تقليص التعاون الأمني مع القوى الغربية، في خطوة يرى مراقبون أنها قد تؤدي إلى فراغ أمني تستفيد منه الجماعات المسلحة.
وتزيد الهجمات الأخيرة من تعقيد المشهد الأمني في غرب إفريقيا، وسط تحذيرات دولية من تمدد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، مستفيدة من هشاشة الأنظمة السياسية وانسحاب القوى الدولية من ساحات المواجهة.
باكستان تحذر من تصاعد أنشطة الانفصاليين على حدودها مع إيران في حال انهيار الاستقرار
حذرت باكستان من تداعيات أمنية خطيرة قد تنجم عن تزعزع استقرار إيران، مشيرة إلى احتمال تصاعد أنشطة الجماعات الانفصالية والمتشددة على طول الحدود المشتركة بين البلدين، في حال انهيار السلطة في طهران، جاء ذلك خلال اجتماع جمع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض هذا الأسبوع.
وقال ترمب عقب لقائه منير: “إنهم غير راضين عن كل شيء”، في إشارة إلى الموقف الباكستاني المتوجس من تصاعد وتيرة الصراع بين إسرائيل وإيران، لا سيما بعد القصف الإسرائيلي المكثف للمنشآت النووية الإيرانية. وأكد بيان صادر عن الجيش الباكستاني أن الطرفين شددا على أهمية إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.
وتخشى إسلام آباد من أن يؤدي الفراغ الأمني المحتمل في إيران إلى تحفيز جماعات متمردة مثل “جيش العدل”، وهي حركة بلوشية مسلحة مناهضة لطهران تنشط انطلاقاً من الأراضي الباكستانية، لاستغلال الاضطرابات والتوسع في عملياتها.
وفي بيان أصدرته الجماعة منتصف يونيو، وصفت الحرب بين إسرائيل وإيران بأنها “فرصة عظيمة”، داعية الأقليات الإيرانية للانضمام إلى ما سمته “صفوف المقاومة”.
ويقول محللون إن الجماعات البلوشية على جانبي الحدود قد توحد جهودها في حال تصاعد التوتر، ضمن ما يشبه مشروع “بلوشستان الكبرى”، وهو ما حذر منه المحلل السياسي الباكستاني سيمبال خان، الذي أشار إلى أن هذه الجماعات “ستقاتل جميعاً إذا انفجر الوضع”.
من جهتها، نددت وزارة الخارجية الباكستانية بالهجمات الإسرائيلية على إيران واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي، مؤكدة أن التطورات الأخيرة “تمثل تهديداً خطيراً للهياكل الأمنية الإقليمية وتؤثر بشكل مباشر على باكستان”.
وتعد الحدود الممتدة لأكثر من 900 كيلومتر بين البلدين بؤرة اضطراب تقليدية، حيث تتقاطع فيها مصالح جماعات انفصالية تنشط منذ سنوات، خصوصاً في إقليم بلوشستان على الجانب الباكستاني ومنطقة سستان وبلوشستان على الجانب الإيراني، وهما منطقتان تقطنهما أقلية البلوش التي تتهم الحكومتين بالتهميش والتمييز.
وتعقّد الصراع الجيوسياسي أكثر بسبب علاقات الهند الوثيقة مع إيران، إذ لم تُصدر نيودلهي أي إدانة للهجمات الإسرائيلية، ما يثير قلق إسلام آباد من تغير التوازنات الإقليمية. يُذكر أن باكستان وإيران تبادلتا العام الماضي ضربات جوية واتهامات بدعم الجماعات البلوشية المسلحة.
وفي سياق متصل، عبّرت الصين عن قلقها من الوضع الأمني في بلوشستان، حيث تستثمر بكثافة في مشاريع البنية التحتية ضمن “مبادرة الحزام والطريق”، بما في ذلك ميناء جوادر الاستراتيجي الذي سبق أن تعرض لهجمات من قبل جماعات مسلحة معارضة للوجود الصيني.
وتواجه باكستان تحديات أمنية معقدة على حدودها الأخرى أيضاً، سواء مع أفغانستان الخاضعة لحكم حركة طالبان أو مع الهند، الخصم النووي التقليدي، ومع تصاعد التوترات الإقليمية، تسعى إسلام آباد لتجنب تحول حدودها مع إيران إلى جبهة اضطراب إضافية.