زنقة 20. تامسنا

تم أمس الأربعاء في حفل ترأسه وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد بتامسنا، إطلاق الشطر الأول من مشروع افتتاح 150 قاعة في الجهات ال 12 للمملكة.

وتهدف هذه المبادرة، التي يهم شطرها الأول افتتاح 50 قاعة سينما، إلى تعزيز الصناعة الثقافية والسينمائية، عبر توفير البنية التحتية الضرورية للفنانين والمنتجين والمخرجين لعرض وترويج أعمالهم السينمائية على المستوى الوطني، فضلا عن خلق دينامية ثقافية في مختلف مدن وأقاليم المملكة.

وقال السيد بنسعيد، في تصريح للصحافة على هامش الحفل الذي احتضنه المركز الثقافي لتامسنا، وحضرته شخصيات من عالم الفن والثقافة والسينما، إن هذا المشروع، الذي يستهدف على الخصوص المدن الصغرى والمتوسطة، يكرس “الحقوق الثقافية” للمغاربة من خلال دمقرطة ولوج القاعات السينمائية، خاصة لفائدة الشباب.

وأوضح الوزير أن هذه المبادرة، التي تعد ثمرة تعاون يندرج في إطار الدينامية التي شهدها المجال الثقافي، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا سيما في ما يتعلق بالتنمية الاجتماعية والحقوق الثقافية، تتوخى أيضا إرساء “منظومة جديدة للمنتجين والمخرجين المغاربة” حتى يتمكنوا من عرض ابداعاتهم للمواطنين في مدن مثل ورززات ودبدو والريصاني وتامسنا، والتي ستتوفر (بفضل المشروع) على قاعات سينمائية.

وبعد أن أكد أن مشروع افتتاح 150 قاعة سينما على المستوى الوطني يعد “خدمة ثقافية جديدة” موجهة لسد النقص المسجل في مجال العرض السينمائي، أشاد السيد بنسعيد بالدور المحوري الذي تضطلع به الجمعيات الثقافية، وخاصة الأندية السينمائية، في إنجاح هذا المشروع، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون بين الوزارة وباقي الأطراف المعنية بهدف تشجيع المواطنين على الإقبال مجددا على الشاشة الكبرى.

وأبرز أن هذه المبادرة تهدف بالأساس إلى خلق دينامية ثقافية وفنية وسينمائية، قصد تمكين الشباب ، في ربوع المملكة، من ولوج السينما ولقاء الفنانين والاطلاع على تاريخ بلدهم من خلال الفن السابع.

ولهذا الغرض، يشير الوزير، تم تخصيص تذاكر بأسعار مخفضة لفائدة الشباب بفضل شراكات مع العديد من القاعات السينمائية في المدن الكبرى.

وتميز الحفل بعرض فيلم وثائقي يبرز وجهات نظر مختلف الأطراف المعنية بشأن أهمية هذا المشروع بالنسبة للمواطنين والفنانين والمخرجين والمنتجين والفاعلين المؤسساتيين.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

صالون الصحافة يستعرض تحديات الصحافة الثقافية

دشن المركز القطري للصحافة أولى جلسات "صالون الصحافة" التي جاءت تحت عنوان؛ "التغطية الثقافية في الصحف القطرية"، بمشاركة السيد ماجد الجبارة مدير تحرير صحيفة الراية، والصحفي محمد هديب المتخصص في الشؤون الثقافية.

أقيمت الجلسة بقاعة السيد عبدالله بن حسين النعمة، وأدارتها الإعلامية الدكتورة عائشة الكواري،  بحضور سعادة السيد خالد بن أحمد العبيدان، عضو مجلس الشورى، ونائب رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي، إلى جانب نخبة من الإعلاميين والصحفيين، وجمهور من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي.

واستهلت الدكتورة عائشة الكواري، الجلسة بكلمة عبرت فيها عن تقديرها لدور المركز القطري للصحافة في إثراء العمل الإعلامي، مؤكدة أن الثقافة هي "القلب النابض للصحافة، والمرآة التي تعكس وعي المجتمع وتطلعاته".

وقالت: صالون الصحافة سيكون مساحة حية ودورية لمناقشة القضايا الحيوية التي تمس العمل الصحفي والثقافي، وتسليط الضوء على التجارب الإعلامية والإبداعية التي تسهم في تطوير الممارسة المهنية، وتعزيز دور الإعلام في خدمة المجتمع.

التغطية الصحفية

بدوره، أشار السيد ماجد الجبارة إلى وجود إشكالية كبيرة تتمثل في التغطية الصحفية الثقافية، وطرح المواضيع الثقافية في مختلف وسائل الإعلام، لافتاً إلى الاهتمام  بحضور الندوة، رغم انشغال الجميع بمتابعة مباراة المنتخب الوطني في تصفيات التأهل لكأس العالم، بما يؤكد أن الحراك الثقافي ما زال ثرياً، ويحظى بزخم واضح وحضور كبير.

 وأكد أن دولة قطر من خلال مؤسساتها الثقافية العديدة تضع الثقافة على قائمة أولوياتها، قائلاً: قطر تشهد نهضة ثقافية كبيرة، والصحافة الثقافية حاضرة بقوة، وهناك العديد من المؤسسات الراعية للثقافة، مثل وزارة الثقافة، وهيئة متاحف قطر، وغيرهما.

ونوه باهتمام جريدة الراية بالثقافة عن طريق تخصيص صفحة يومية تعنى بالثقافة، ما يعكس أهمية الزخم الثقافي.

تقدم المجتمعات 

 ومن جهته، قال السيد محمد هديب: إن الثقافة تعكس تقدم المجتمعات، ومن أهم التحديات التي تواجه الصحافة الثقافية عدم رقمنتها؛ فالمنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي- مثل البودكاست، وغيرها- أزاحت الصحافة الثقافية.

وأضاف: الصحف القطرية كانت تهتم بالتغطية الثقافية بشكل أكبر، بالإضافة إلى وجود ملاحق ثقافية، ولكنها الآن تقلصت، وأصبحت تحاكي ما يتم تناوله على صفحات وسائل التواصل الحديثة، وأرجع ذلك إلى أن الصحفي أصبح مجرد ناقل لما يتم تداوله من أخبار ثقافية.

التواصل الاجتماعي  

من جهته، أكد ماجد الجبارة أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تعتبر تحدياً إلا إذا تمت إساءة استخدامها، أو عدم تشغيلها بالطريقة الصحيحة، فهي من الممكن أن تؤدي دوراً تكاملياً مع الصحافة الثقافية، وتوفر فضاء أكبر لانتشارها، ومساحة أوسع للبحث والغوص فيها، مع اختلاف بسيط في جمهورها.

وأشار إلى أن واحدة من المشاكل التي تواجه الصحف الآن، هي مشكلة الخلط بين الصحافة الثقافية ونقل الأخبار، فهل هي مجرد نشر للأخبار الثقافية على الطريقة التقليدية، أم هي تغطية لحدث ثقافي؟، وقال: الصحافة الثقافية أكبر وأعم وأشمل من فكرة اختزالها في الشخصيات، فهي تبنى على الحدث والأعمال الثقافية.

 

وأضاف: الرقمنة أحدثت ثورة إبداعية عن طريق التفاعلية؛ أي تفاعل الجمهور مع المحتوى الإعلامي سواء بقبول المحتوى، أو رفضه، بالإضافة إلى القدرة على معرفة توجهات الجمهور وتفضيلاتهم كذلك، ودعا إلى عقد اتفاق بين الصحافة، والرقمنة، والتكنولوجيا.

الصحافة الثقافية كبش فداء

وأكد هديب أن تقليص الصفحات الثقافية دائماً ما يضحى بها لأجل مواضيع أخرى مثل السياسة والرياضة وغيرهما، مشيراً إلى أن أحد الأسباب هو أن الصفحات الثقافية لا تحتوي على إعلانات، لذا كانت إزالتها هي أول خطوة يتم اتخاذها في الأزمات المادية التي تواجه الصحف.

 واقترح دعم المؤسسات الثقافية للصحف والإصدارات المتخصصة؛ لترسيخ قيمة الثقافة، فضلاً عن تعزيز الفكر الثقافي في المؤسسات التعليمية بجميع المراحل، وعلى مستوى الجريدة يجب على إدارة التحرير إثراء الحياة الثقافية؛ فالثقافة هي المجال الذي يعيد إنتاج التراث والثقافة ويحييها.  

ومن جهته، فسّر الأستاذ ماجد الجبارة مدير تحرير صحيفة الراية، تقليص الصفحات الثقافية بوجود ظروف في بعض الأحيان، تفرض على إدارة التحرير التضحية ببعض الصفحات الثقافية، مثل الأحداث العاجلة الهامة التي تفرض نفسها، كالأحداث السياسية في غزة، لذلك يجب أن نعرف التوقيت الصحيح للحدث والتحدث عنه، لذا إذا تجاوزنا نظرتنا للثقافة بأنها مجرد استقبالات، ونظرنا إليها على أنها وعي مجتمعي فسنكون بحال أفضل.

 

مستقبل الصحافة الثقافية

وشهدت الجلسة نقاشاً موسعاً حول واقع الصحافة الثقافية ومستقبلها في ظل التحولات الرقمية، حيث أجمع المشاركون على أن هذا النوع من الصحافة يمر بمرحلة دقيقة تتطلب مراجعة شاملة لأدواته وآلياته، وأكدوا أن تراجع الحضور الثقافي في الصحف المحلية يعود إلى ضغوط اقتصادية وتقنية، وإلى تغير طبيعة الجمهور واستهلاكه المحتوى، واتجاهه إلى السرعة والمحتوى البصري، حيث أشار السيد ماجد الجبارة إلى أن الأجيال اليوم أصبحت مادية وغير مثقفة كالأجيال السابقة، ما همّش دور الصحافة الثقافية الورقية.

وعبّر سعادة السيد خالد بن أحمد العبيدان، عن تقديره لمبادرة "صالون الصحافة" التي رأى فيها خطوة مهمة لتنمية الممارسة الصحفية، وتجديد أدواتها، خصوصاً في ظل التراجع الذي يشهده الإعلام الورقي، وأكد أن الصحافة الثقافية الحقيقية لا تقتصر على نقل الأخبار والفعاليات، بل تتناول الأدب والفنون والمسرح، وسائر مجالات الإبداع التي تُغني الوعي وتُعمّق الذائقة العامة.

وأشار إلى أن القيمة الحقيقية للصحافة الثقافية، تكمن في الجرعة الفكرية والمعرفية التي تقدمها للمتلقي، لا في عدد القرّاء أو حجم الانتشار.

وأوضح أن محبي الثقافة وإن كانوا قلة، فإنهم يمثلون جوهر المجتمع وهويته الحية، قائلاً: "الأمم تقوى بثقافتها، وعمق وعيها وهويتها الثقافية.

ودعا إلى تجاوز النظرة التقليدية التي تحصر الثقافة في التغطيات الإخبارية، نحو معالجة أعمق وأكثر تشويقاً تحفّز القارئ على التفاعل والتفكير، مؤكداً أن دولة قطر تشهد حراكاً ثقافياً متنامياً يعكس وعياً متقدماً بأهمية الثقافة كركيزة للتنمية.

 كما أشاد بدور وزارة الثقافة في الارتقاء بالوعي المجتمعي عبر أنشطتها وفعالياتها المستمرة، مشيراً إلى ضرورة تحليل هذه الجهود واستخلاص قيمها الثقافية للاستفادة منها. وختم بالتأكيد على أن الثقافة قيمة متجددة تدركها الأمم لاحقاً، وأن مواكبة الحراك الثقافي، وتعزيزه مسؤولية مشتركة بين المؤسسات، والمبدعين، والإعلاميين.

مقالات مشابهة

  • “وزير الصناعة”: التطور الكبير الذي يشهده قطاع الحديد والصلب بالمملكة يأتي تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030
  • الشباب والرياضة تبدء أولى التدريبات المركزية لتأهيل الأعضاء الجدد باتحاد شباب تحيا مصر
  • صالون الصحافة يستعرض تحديات الصحافة الثقافية
  • جناح الإمارات في إكسبو أوساكا يُطلق مركز الثقافة اليابانية معلماً للاستدامة الثقافية
  • افتتاح معرض مناظر ثقافية أندلسية في الشارقة
  • وزير الثقافة: نسعى لإيصال قوافلنا الثقافية إلى غزة
  • وزير الثقافة: خطط طموحة لقوافل ثقافية متكاملة لأطفال غزة
  • فعاليات ثقافية وفنية ضمن برنامج تعزيز قيم وممارسات المواطنة بالمنيا
  • حركة “جيل زد 212” المغربية تعلن استئناف تظاهراتها السبت المقبل
  • تكالة يبحث تعزيز الأنشطة الثقافية وتذليل العقبات أمام الوزارة