الجيش الإسرائيلي يُحذر سكان غزة: الشمال منطقة قتال خطيرة
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
(CNN) -- حذّر الجيش الإسرائيلي سكان غزة من أن شمال القطاع هو حاليًا "منطقة قتال خطيرة" من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنشورات التي يتم إسقاطها من الجو.
وفي منشور على "إكس"، تويتر سابقا، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي: "رسالة موجهة إلى سكان غزة منطقة شمال قطاع غزة هي منطقة قتال خطيرة وبالتالي نكرر دعواتنا لكم في البقاء في المناطق الإنسانية والمآوي في منطقة جنوب القطاع وتجنب محاولة العودة إلى شمال القطاع وذلك حفاظًا على سلامتكم".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: غزة
إقرأ أيضاً:
"الأورومتوسطي" يخاطب المؤسسات الإنسانية لتركيز عملياتها بمناطق شمالي غزة
جنيف - صفا
وجّه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان نداءً عاجلًا إلى المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في قطاع غزة، دعاها فيه إلى نقل جزء رئيسي من عملياتها الإنسانية إلى محافظتي غزة وشمال قطاع غزة، بالتزامن مع العودة المرتقبة لمئات آلاف النازحين إلى مناطقهم في الشمال، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الأطراف المعنية صباح اليوم الخميس.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان وصل وكالة "صفا"، إنّ الاحتياجات الإنسانية الهائلة شمالي قطاع غزة تستدعي من المنظمات الإنسانية إعادة توجيه نشاطاتها، ومراعاة التوزان بين مناطق شمالي ووسط وجنوبي القطاع في تنفيذ التدخلات الإنسانية، والتركيز على نحو خاص على تنفيذ مشاريع إنسانية عاجلة لإغاثة مئات الآلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف أقرب إلى الفناء شمالي القطاع.
ولفت في خطاباته إلى أنّ محافظتي غزة وشمالي القطاع تمثلان اليوم مركز المأساة الإنسانية الأعمق في القطاع، بعد أن دُمّرت البنية التحتية بنسبة تقارب 90% وتحوّلت الأحياء السكنية إلى ركام، وسط غياب شبه تام لأي وجود إنساني فعّال.
وشملت المنظمات التي خاطبها المرصد الأورومتوسطي برنامج الأغذية العالمي ويونيسيف وأونروا ومنظمة الصحة العالمية وأوتشا والمطبخ المركزي العالمي وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر، وغيرها من المنظمات الإنسانية والإغاثية الفاعلة في قطاع غزة.
وأشار إلى أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ 11 أغسطس/آب 2025 استهدفت على نحو مباشر مدينة غزة وشمالها، في إطار خطة معلنة لتدمير المدينة وتهجير سكانها، حيث أُجبر مئات الآلاف على النزوح منها، وبقي مئات الآلاف الآخرين يعيشون فيها في ظروف مميتة.
ولفت الأورومتوسطي إلى أنّ الحصار المطبق على مناطق الشمال أدى إلى شلل تام في منظومة الحياة، إذ توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، وتُرك آلاف المرضى والمصابين دون علاج أو دواء. كما توقفت شبكات المياه، واضطر السكان للبحث عن طرق غير صحية للحصول على المياه، ما تسبّب في انتشار واسع للأمراض والأوبئة.
وبيّن أنّ مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أعلنت في 22 أغسطس/آب 2025 أنّ المجاعة تفشت رسميًا في محافظة غزة، مشيرة إلى أنّ نصف مليون شخص يعيشون حاليًا في مستوى "انعدام الأمن الغذائي الكارثي"، وهو المستوى الأعلى عالميًا في مؤشرات الجوع والموت بسبب الجوع. وأكدت أنّ معظم هؤلاء يعيشون في مدينة غزة وشمالها، حيث لم تصل المساعدات الغذائية منذ أسابيع طويلة، ولم يُسمح بإدخال مواد إغاثة كافية.
ونبّه الأورومتوسطي إلى أنّ التقارير الميدانية التي تلقاها من سكان الشمال تشير إلى أنّ عشرات الأطفال وكبار السن قضوا جوعًا أو بسبب أمراض ناتجة عن سوء التغذية، فيما تُسجّل حالات وفاة يومية لمرضى لم يتمكنوا من الوصول إلى الدواء أو الرعاية الطبية، في ظل منع الجيش الإسرائيلي المنظمات الإنسانية من العمل بحرية في تلك المناطق، وفرض قيود صارمة على حركة الإمدادات الإنسانية، ما يجعل الشمال "منطقة منكوبة مغلقة بالكامل".
وشدّد على أنّ الوضع الميداني يتطلب تحركًا عاجلًا لإعادة انتشار فرق الإغاثة شمالًا، من خلال إنشاء مراكز إنسانية رئيسية ودائمة في محافظة غزة ومحافظة شمالي القطاع، تعمل على توزيع المواد الغذائية والمياه والمساعدات الطبية، وإطلاق عيادات متنقلة ومطابخ مركزية، إلى جانب توفير الخيام المقاومة للظروف الجوية للعائلات العائدة إلى مناطقها المدمّرة.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى ضرورة إعادة تشغيل محطات المياه والتحلية وشبكات الصرف الصحي و خدمات النظافة العامة لمنع تفشي الأوبئة، بالتوازي مع إعادة تأهيل الطرق والممرات الإنسانية لتسهيل وصول فرق الإنقاذ والمساعدات إلى المناطق المنكوبة.
وأشار إلى أنّ إعادة توجيه الجهود الإنسانية إلى محافظتي غزة وشمال غزة بات أولوية قصوى، لضمان بداية حقيقية لمرحلة التعافي وإعادة الإعمار، محذرًا من أنّ استمرار تركيز العمليات الإنسانية وسط وجنوبي القطاع فقط سيكرّس الوضع الكارثي شمالي القطاع كأمر واقع، وسيحول دون عودة الحياة إلى أكثر من مليون شخص في تلك المناطق.
وأكّد الأورومتوسطي أنّ الوجود الميداني المركزي للمنظمات الإنسانية في محافظتي غزة وشمالي القطاع لا يمثل مجرد استجابة إغاثية، بل هو عمل من أعمال الحماية الإنسانية، ورسالة واضحة بأنّ العالم لن يقبل بعول وتجويع المدنيين أو تركهم للموت البطيء، داعيًا إلى موقف واضح من المجتمع الدولي ضد أي قيود إسرائيلية على حركة الفرق الإنسانية.
وأعرب المرصد الأورومتوسطي في خطاباته للمنظمات الإنسانية عن استعداده الكامل للتعاون الميداني وتبادل المعلومات معها لوصول أكثر فعالية للمناطق المستهدفة، وضمان تنفيذ برامجها بأعلى درجات التنسيق والتكامل، مؤكدًا أنّ إعادة تمركز العمل الإنساني في الشمال ليس خيارًا تكتيكيًا، بل ضرورة أخلاقية وإنسانية ملحّة في هذه المرحلة.