يتعامل بعض المديرين مع موظفيهم باعتبارهم ملكية شخصية، وأحيانا كالأطفال يجب مراقبتهم على مدار الساعة، ليس فقط خلال الدوام، ولكن خارجه أيضا، هكذا يتم متابعة الموظف، لحظة بلحظة عن كثب، ماذا كتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أين ذهب في عطلته الأسبوعية، وكم يوما يريد كإجازة سنوية، ولماذا، وكيف سيقضيها.

تعد "الإدارة التفصيلية" أو "الإدارة الجزئية" بوابة الموظف إلى العديد من الأمراض والمشكلات النفسية التي تجعل الحياة جحيما، فهل الحل دائما هو ترك العمل؟

كيف يبدو المدير "التفصيلي" أو "الجزئي"؟

يعد هذا النوع من المديرين بأنه الأكثر صعوبة وإرهاقا لنفسه ولمن حوله، ويمكن تمييزه بمجموعة من السمات البارزة:

المطالبة بالحصول على نسخة من كل بريد إلكتروني. الانشغال بالمهام الموكلة إلى الجميع، وبالتالي تحمل أعباء مهنية أكبر لأنهم يرون أنفسهم الأفضل والأقدر على القيام بها. الوقوف على رأس فريق العمل لمراقبة ما يعمل عليه كل فرد، والسؤال باستمرار عن التحديثات وما وصلت إليه الأمور. لا يسمح لفريق العمل باتخاذ مبادراتهم الخاصة. عدم الرضا أبدا عن النتائج، وتقريع الفريق طوال الوقت، حتى يصل الأمر إلى توقيع الجزاءات. التركيز على التفاصيل غير المهمة. التدخل في بعض التفاصيل الشخصية للموظفين باعتبارها سوف تؤثر على جودة العمل وطريقته.

وبحسب خبراء، فإن أسوأ ما يتعلق بالمدير التفصيلي، هو صعوبة التزام الفريق بالمواعيد النهائية نظرا لاضطرار الجميع، تنفيذ العمل بشكل متكرر وإضاعة الوقت في معالجة أمور غير مهمة، فضلا عن شعور الفريق بالإحباط والاستياء، ولكن كيف يؤثر هذا النوع من المديرين على الموظف نفسه؟

"الإدارة التفصيلية" هي بوابة الموظف إلى العديد من الأمراض والمشكلات النفسية (بيكسلز) الحفر في الماء

عملت دعاء محمد، 5 سنوات مع مدير تفصيلي، تصف الأمر بقولها "كأني أحفر في ماء"، حيث تتعرض للتدقيق في كافة الأمور داخل العمل وخارجه، لكن موقفا بعينه لا تنساه أبدا، تقول دعاء للجزيرة نت "لا أنسى ذلك اليوم حين سأل مديري عن زميلتي فأخبرته أنها في دورة المياه، وسأل عن أخرى فأخبرته أنها أيضا في دورة المياه، فقام بعمل خصم لكلتيهما لأنه تصادف وجودهما معا في دورة المياه من دون استئذان مسبق، كان الخصم 3 أيام من راتب كل منهن".

واصلت الشابة العمل طوال ذلك الوقت، لأنها بانتظار المميزات التي توفرها الشركة للموظفين القدامى، لكنها لاحظت بمرور الوقت أنه لا يتم تقديرها بأي شكل رغم مرور 5 سنوات "أنا دائما مقصرة برأيه، مبادراتي غير مرئية، وكل محاولة لإظهار التميز يتم التعامل معها باعتبارها تمردا مني، وأحيانا تتم معاقبتي على الخروج عن النص".

العمل تحت الضغط الشديد

بحسب دراسة مسحية أجرتها الشركة المالكة لتطبيق التوظيف الشهير مونستر، فإن 73% من الموظفين الذين يعملون في ظل الإدارة الجزئية أو التفصيلية، يعانون من الصداع، و68% يعانون من التعب، و55% يعانون من مشاكل بالمعدة، و47% يعانون مشاكل في النوم، لكن هذا ليس كل شيء، فهي مجرد آثار لمجموعة من المشكلات.

المدير المراقب يعتقد أن وسيلة التحفيز الحقيقية هي التخويف بلائحة الجزاءات (بيكسلز)

ومن الناحية النفسية، فإن الإدارة الجزئية تؤثر على الصحة النفسية للعاملين مع مدير من هذا النوع، وهو ما يبدو واضحا في عدد من التأثيرات أهمها:

ارتفاع مستويات التوتر لدى الموظفين، وما يصحبه من تغيرات فسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الكورتيزول. تطور التوتر المستمر لدى البعض إلى الإصابة بالاكتئاب والأرق. صعوبة الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة. تدهور الصحة العقلية والجسدية. انخفاض احترام الذات والشك في النفس. الشعور بالغضب الشديد تجاه المدير والافتقار إلى الشعور بالتقدير. انهيار القدرة على التواصل بشكل فعال داخل العمل وأحيانا خارجه. إصابة الموظف بالاحتراق النفسي وعجزه عن الاستمتاع بأبسط الأمور في حياته. الشعور بالقلق والخوف من الفشل. انخفاض الدافع إلى العمل والشعور الدائم بالإحباط انخفاض الرضا الوظيفي وسيطرة الشعور باللاجدوى. التصرف الاحترافي في حالة وجود مضايقات من المدير المراقب، هو اللجوء إلى قسم الموارد البشرية (بيكسلز) كيف تتعامل مع المدير المراقب؟

تقول حنان سناء الدين عبد الرحمن، مدربة ومستشارة إدارة أعمال وإدارة موارد بشرية معتمدة، للجزيرة نت "بحسب نظرية دوغلاس ماكغريغور، فهناك نوعان من المديرين، الأول لا يثق بالموظفين ولا يرى أنه يمكنهم القيام بأي إنجاز دون مراقبة حثيثة، والثاني يرى أن الموظفين إيجابيون بطبعهم، والإدارة الحقيقة تكون عبر تحفيزهم والاعتراف بإنجازاتهم ومنحهم الحرية في توليد الحلول والمشاكل".

وتابعت "يعتقد المدير المراقب أن وسيلة التحفيز الحقيقية هي التخويف بلائحة الجزاءات، وهؤلاء يخلفون وراءهم العديد من المشكلات، لذا إذا صادفت مديرا بذلك الوصف، فالحل في هذه الحالة هو اكتساب ثقته، وأحقيتك بالصلاحيات التي يمنحها لك، أثبت له أنك تعمل بطريقة صحيحة، وإن كان هناك وجهة نظر مختلفة عما يقول، يجب أن تشرح العائد منها".

وتكمل "هذه النوعية من المديرين لا يتقبلون النقد، لذا يجب أن يراعي الموظف احترامهم ومنحهم الشعور بالأهمية، مع طرح وجهة النظر بطريقة لطيفة، وإعطائهم حرية الاختيار، مرة بعد أخرى، تنشأ الثقة بصورة أكبر، ويصبح التواصل أفضل".

وتضيف "التصرف الاحترافي في حالة وجود مضايقات من المدير المراقب، هو اللجوء إلى قسم الموارد البشرية، حيث يجب أن يكون هناك وصف وظيفي واضح، ومؤشرات أداء محددة تسهل العلاقة بين المدير والموظف، لتلافي المشكلات عبر قياس مؤشرات الأداء بشكل محايد بعيدا عن رأي المدير، كذلك الأمر فيما يتعلق بحقوق الموظف من إجازات رسمية وسنوية، حيث لا يحق للمدير معرفة التفاصيل الشخصية للموظف خارج إطار العمل تحت أي مبرر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من المدیرین من المدیر

إقرأ أيضاً:

شركة النفط بعدن تنظم ورشة عمل حول «توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإدارة»

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

برعاية مدير عام الشركة، الدكتور صالح عمرو الجريري، اختُتِمت اليوم في شركة النفط اليمنية – فرع عدن، ورشة العمل الخاصة بـ«الذكاء الاصطناعي واستخدام تقنياته في العمل الإداري»، بمشاركة عدد من مدراء الإدارات ونوابهم ورؤساء الأقسام بالشركة.


وهدفت الورشة – التي جرى تنظيمها على مدى يومين في مركز التدريب والتأهيل التابع للشركة ، إلى رفع مستوى الوعي الرقمي لدى الموظفين، من خلال تزويدهم بالمفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في قطاع النفط، بالإضافة إلى خلق ثقافة الابتكار عبر تحفيز الموظفين على اقتراح حلول مبتكرة للمشاكل القائمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.


وتأتي اقامة وتنظيم هذه الورشة في إطار اهتمام وحرص قيادة شركة النفط فرع عدن، ممثلة بالمدير العام الدكتور صالح الجريري، على مواكبة التطورات التكنولوجية والاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة في تعزيز قدرات الموظفين ورفع كفاءة الأداء المؤسسي بالشركة، باعتبار الذكاء الاصطناعي أحد الأنظمة الاصطناعية التي تمكن من العمل بشكل أذكى وأسرع، وإنجاز المزيد بموارد أقل، بفضل الميزان أو المنتجات الجديدة التي يجلبها إلى بيئات العمل، مما يغيّر استراتيجياتها وعملياتها الداخلية والخارجية، ويخلق قيماً جديدة للعملاء.


في سياق ذلك كان الاخ ياسر عبده صالح الحبيل، مدير الموارد البشرية بشركة النفط عدن، قد افتتح الورشة في يومها الأول، بكلمة اكد فيها على أهمية الورشة ، لافتاً الى انها تُعد الأولى من نوعها على مستوى الشركة، ومؤكداً في ذات الوقت على اهتمام شركة النفط فرع عدن بمواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية والثورة الرقمية، والاستفادة منها في تعزيز قدرات الموظفين ورفع كفاءتهم ومستوى أداءهم المؤسسي نحو الافضل دائماً.


من جانبها، تقدمت المهندسة رنا زكي مبارك، مدير إدارة مركز التدريب والتأهيل بشركة النفط عدن، وفي كلمة لها بجزبل الشكر والتقدير لقيادة الشركة ممثلة بالدكتور صالح الجريري – المدير العام، ونائبيه، مشيدة بجهودهم الكبيرة في دعم وإنجاح هذه الدورة التدريبية الهامة، التي هدفت إلى تطوير مهارات الموظفين في استخدام التقنيات الحديثة في العمل الإداري.


كما توجهت بالشكر والعرفان لمدرب الدورة المهندس سامي بارفيد، على جهوده في اعداد وإدارة الورشة.. داعية المشاركين إلى تطبيق ماتلقوها من معلومات ومفاهيم حول الذكاء الاصطناعي في واقع عملهم.


وفي ختام الورشة، تم تكريم المدرب المهندس سامي بارفيد، بالإضافة إلى تكريم المشاركين في الورشة على تفاعلهم وإسهامهم الفعّال في انجاحها.

مقالات مشابهة

  • في إطار خطة التطوير.. وظائف قيادية شاغرة بهيئة سكك حديد مصر حتى 4 نوفمبر
  • وزير العمل: اختبارات جديدة للمرشحين للعمل في لبنان بقطاع المطاحن
  • اختبارات جديدة للمرشحين للعمل في قطاع المطاحن بلبنان
  • مختص: الشهادة العلمية لا يمكن الاستغناء عنها بشأن الموظف
  • المرأة في مجالس الإدارات.. آفاق وتحديات على طاولة "غرفة الشرقية"
  • بعد توجيهات وزير العمل.. شروط حددها القانون لحماية الموظفين في عقد العمل
  • الإدارة والعدل تتابع درس تعديل نظام الموظفين
  • شركة النفط بعدن تنظم ورشة عمل حول «توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإدارة»
  • بسبب الإهمال والتقصير في العمل.. إحالة عدد من الموظفين بحي أول الزقازيق للتحقيق
  • التامين الصحي الشامل: إعادة تشكيل اللجنة الدائمة لتسعير الخدمات الطبية