تسريب بيانات شخصية لـ 77000 عميل في فيديليتي
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
تسبب خرق آخر لمؤسسة مالية ضخمة في تسريب المعلومات الشخصية لآلاف العملاء إلى الجمهور.
أفاد موقع TechCrunch أن أحد القراصنة المجهولين حصل على بيانات شخصية لـ 77009 عميل من شركة إدارة الأصول Fidelity Investments.
كشف ملف قدمه المدعي العام في ولاية ماين أمس أن الطرف الثالث المجهول حصل على المعلومات في منتصف أغسطس باستخدام حسابين وهميين للعملاء.
وذكر الخطاب أيضًا أن الطرف المجهول لم يصل إلى حسابات العملاء في Fidelity ولكن بعد أن أكملت Fidelity مراجعتها، أكدت أن البيانات الشخصية للعملاء قد تعرضت للاختراق.
قدم مكتب المدعي العام في نيو هامبشاير إشعارًا ثانيًا بخرق البيانات أمس يكشف عن "حادثة أمان بيانات" أخرى تتعلق ببيانات عملاء Fidelity Investments. يقول الإشعار إن الطرف الثالث غير المصرح له حصل على حق الوصول إلى "قاعدة بيانات داخلية تحتوي على صور لوثائق تتعلق بعملاء Fidelity" من خلال تقديم طلبات وهمية للوصول أيضًا في 19 أغسطس. لم يوفر خرق البيانات الثاني وصولاً غير مرغوب فيه إلى أي حسابات أو أموال للعملاء والمعلومات المسربة "مرتبطة فقط بمجموعة فرعية صغيرة من عملاء Fidelity".
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
عقدة الذنب الليبرالية: 18 أغسطس 1955 أعيد لقدامى المحاربين الجنوبيين أم للقتلة بلا أعراف!
أعرض هنا لإعلان الرئيس سلفا كير قبل الانفصال يوم 18 أغسطس عيداً لقدامى المحاربين في الجنوب طالما كنا في سيرة عقدة الذنب الليبرالية في الليبريساريين الشماليين. وهو اليوم من عام 1955 الذي عرف ب”اضطرابات الجنوب” أو “التمرد”. ولم يعترض أي من جماعات الليبرويساريين على قرار سلفا لأن ذلك اليوم كما سنرى مما لا يشرف عسكرياً مستحقاً للاسم. كان جنوسايد للشماليين المدنيين بشكل رئيس.
كان هناك الكثير مما يمكن أن يقال من معارضي الحيرة عن هذا القرار الأخرق. ولكنهم طووا لسانهم في حلوقهم. فليس مما يشرف محارباً قديماً أن تكون حربه مع غير محاربين مثله. فلم يُقتل في سائر المديرية الاستوائية، مركز التمرد، سوى ٧ من ضباط وصف ضباط قوة دفاع السودان الشماليين من جملة ٢٤٩ شهيداً من التجار والجزارين والمعلمين والموظفين فيهم ١٥ امرأة و٢٤ طفلاً.
علماً أنه لم يلق محاربو سلفا كير الضباط وصف الضباط الشماليين في ساحة الوغى، بل في بيوتهم فرداً. ففي كبويتا طلب قائد المتمردين الباشاويش ترتليانو ألونق من مساعد مفتش مركز جنوبي رحيم أن يطلب من اليوزباشي إبراهيم الياس أن يسلم مسدسه لو أراد الشفقة به. فلما سلم الياس مسدسة بعد إلحاف عليه أوسعوا بيته رصاصاً بالبرين وتعقبوه في بيته حتى الحمام وقتلوه.
من جهة أخرى لم يكن التمرد مواجهة بين عسكريين شماليين وجنوبيين (جدلاً). فكان المدنيون الجنوبيون رأس سهم في قتل الشماليين ونهب متاجرهم ودورهم جنباً إلى جنب مع العسكريين. واتصلت هجمات المدنيين على الشماليين مسلحين بالحراب والنشاب والحريق. وكان للمدنيين الجنوبيين وجود بارز في تعقب الشماليين في سائر بؤر التمرد ليكذب أن تلك الأيام من أغسطس مما يصح الاحتفال بها كيوم لقدامى المحاربين ناهيك عن الاحتفال بها لكآبتها أصلاً.
ولا أعتقد إن قتل المدنيين من رجال ونساء وأطفال مما يحتفل به محارب ناهيك عن ضروب التوحش التي اكتنفت موت كثيرهم. فقتل التمرد محمد أحمد فضل المولى وزوجه وأربعة أطفال وُلد أصغرهم خلال فترة حبسهم على يد المتمردين (توريت). ونزع مساعد حكيم طفلاً ذا ١١ شهراً من رجله من أمه وضرب به الأرض (بلدة تالي). وأحاط التمرد بملاحظ غابات وأحرقوه وأسرته (بلدة تومالي). وأحرق المدنيون داراً لجأ إليها الشماليون حتى الموت (بلدة تمالي)، وقتلوا إسماعيل عبد الغني التاجر وزوجه وبنته فوزية وابنه حامد ومصطفى (بلدة لينيا). وأحرق الأهالي منزلاً لجأ له الشماليون وطاردوا من هرب منهم وقتلوا امرأتين بالحراب (لوكا). وهجمت عصبة من العسكر والأهالي على بنت صغيرة لسيد محمد النذير وطعنوها بالرمح، وأخذوا زوجته وطفلته الأخرى للحبس (بلدة لينيا). ولم يجد عبد الماجد الشفيع بداً من الانتحار بطلقة من بندقيته لما حاصره المتمردون (ياي). ونفدت النساء في تركاكا من القتل واكتفوا منهن بالحبس.
ولم تخل السيرة الكأداء للتمرد من إشراقات النبل بالطبع. فتضافر جنوبيون من إداريين وشرطة وطلاب لاستنقاذ الشماليين من حولهم بحيلة وشجاعة. كما ساهم تجار إغريق وقسس، بل حكومات مجاورة في الكنغو في نجدة الشماليين. فالتمس دون أفندي بولي، مساعد مفتش كبويتا، من المتمردين أخذ الشماليين أسرى. ولا حياة لمن تنادي. وآوى أمباشي سجون دفع الله عدلان وطبله في السجن (كتري). ولاذ الشماليون بمنزل تاجر إغريقي لتأخذهم الكنيسة البروتستانتية للكنغو. وكافأت الحكومة البلجيكية أياً من رعاياه بجنيه إسترليني متى جاء بشمالي آمن.
ووقف المعلمون والطلاب الجنوبيون يحمون أساتذتهم وأسرهم ما وسعهم. ففي لينيا كان أحد المعلمين الشماليين وزوجته على رأس رحلة من طلبة رمبيك الثانوية وجهتها الشمال ساعة اندلاع التمرد. فأحاط بهم ٢٥٠ من الأهالي بالحراب والنشاب والسهام. ولدى نزول المدرسين طعنوهم بالحراب برغم ما بذله الطلبة والمدرس الجنوبي. وفي مريدي ضبط الصول ماهليلي نياقو شرطته برغم تجمع الأهالي بحرابهم. ووضع حماية لمفتش المركز. فدمغوه بالخيانة. فأخذ بعض المدرسين مع ذلك ولاذ بهم إلى قريته.
وكان من السقم وبؤس المروءة أن يحتفل سلفا كير بمثل تلك الأيام المضرجة الغبراء عيداً لقدامى المحاربين. فبعبارة بسيطة كان ما احتفل به هو جنوسايد شمالي في أدق معاني هذه العاهة البشرية. فتعريف الجنوسايد هو أن تقتل المرء لأنه هو: أي القتل على الهوية العرقية التي لا يملك المرء حيالها صرفاً ولا عدلاً. فبوسع المرء أن يغير عقيدته السياسية، ولكن الشمالي شمالي إلى نهاية التاريخ. وهذا سبب سحر عنوان كتاب صدر في أعقاب جنوسايد رواندا الذي قتل فيه شعب الهوتو شعب التوتسي على الهوية. وكان عنوانه “لن أكون توتسياً في المرة القادمة” لبيان استحالة تغيير الجلد العرقي.
ولذا لا يعد علماء الجنوسايد مثل ما قام به كل من ستالين وماوتسي تونغ جنوسايد لأنه قتل مجاني لأجل السياسة على فحش أرقامه. فالجنوسايد ليس “لعبة” أرقام الضحايا كما يطرأ للبعض. فيكفي أن تقتل قتيلاً واحداً كراهة في هويته وتُكتب عند الله جنوسايدياً.
بالطبع من حق سلفا كير وطغمته أن يحتفلوا بما شاء الله لهم أن يحتفلوا به. ولكن من العار أن يصمت حلفاء الحركة الشعبية للإطاحة بالإنقاذ، بل ومنسوبوها من الشماليين، عن ردها عن الفرح بجنوسايد من التاريخ وتدشينه يوماً لقدامى المحاربين.
فأصل فجور السلاح المهني وغير المهني على مسرح السياسة اليوم أن حملته لم يجدوا من يلجمهم من الحلفاء دون ترهاتهم الكثيرة في الحين والساع. فباضوا وأفرخوا.
كل المعلومات الواردة هنا من كتاب لجنة التحقيق في اضطرابات الجنوب التي كونتها الحكومة بعد “التمرد” برئاسة قاض باكستاني عامل في السودان. وفي مقال يأتي نتطرق لبولتيكا الذنب الليبرالي حيال عفو سلفا كير عن الشماليين لما سماه توحشهم في الجنوب.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب