صحيفة التغيير السودانية:
2025-10-09@12:44:57 GMT

خريطة العنف الكبيرة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

خريطة العنف الكبيرة

 

خريطة العنف الكبيرة

استيلا قايتانو

لماذا نقول “ما حدث” في مدني، بدل أن نقول إنه يحدث مرة أخرى هذه المرة ولكن في مدني! لماذا نحاول ابراز جزء من خريطة العنف لكبيرة، بينما تطارد سلسلة العنف الطويلة حروفنا وذاكرتنا وفعلنا .

نحن نحاول بائسين نكران صدماتنا المتراكمة، ندعي التجاوز والتسامي والنبل في لحظات السلم، بينما كلماتنا فاضحة وتفوح منها رائحة الدم دليلا على انفتاح الجرح الذي تم تغطية تحت غشاء رقيق كاذب.

غشاء خادع، ويفرز نوع من كيمياء الهلوسة تجعلنا نصدق أننا بخير وطبيعين ولنا قدرة على الحب والرفقة والاخوة والحياة .  لقد استطاع هذا الغشاء أن يخدع  حتى أكثرنا معرفة بذاته ونفسه في لحظات اختباء المهددات بين  تلافيف الحياة اليومية .

قبل قليل فرحنا معا ورقصنا ساعد بساعد وهتفنا فرحين اثناء تحقيق انتصارات رياضية أو ثقافية، ألم تكن تلك لحظات حقيقية!؟ الآن أشك في كل ذلك. يقولون اذا كنت تريد أن تتعرف على حقيقة الشخص، لاحظ ردود فعله في لحظة الغضب . لحظات الغضب هي أكثر لحظاتنا صدقا وخطورة، وبالتالي هي أكثر اللحظات التي ترينا حقيقة انفسنا !؟ او ربما لدينا عدد من الاقتعة التنكرية، نلبسها عند اللزوم !

لم أعد انخدع بهذا الغشاء الذي يغطي جراحنا، ولم يعد ما يفرزه من كيمياء تكفي لتهدئة الغضب وتلوين بصريتي بالالوان الزائفة .

لقد صار رد فعلي منذ وقت ليس بالقليل بعد اندلاع حرب او انفجار عنف هو تريد هذه الجملة : ( أنها تحدث مرة أخرى … انها تحدث مرة اخرى .. إنها تحدث مرة أخرى) . صارت همهمات اهدهد بها وحش غضبي المختبيء خلف ذلك الغطاء الخادع، اقمع الالم وانزف داخليا فيما يشبه نوعا من نوبات عصبية وعضوية نادرة . ربما انتم مصابون به ايضا ولا تدرون .

اتدرون متى يفقد هذا الغشاء الرقيق ومادته المبهجة فعاليته ؟ عندما  يحدث شيء، و بمصطلحي الجديد “عندما يحدث مرة أخرى” اقصد المذابح والانتهاكات، فنحن لا نكتب عن “الحدث” بل نجتر كل الاحداث المشابهة التي حدثت من قبل ودفنت تحت طبقة رقيقة تخدعنا بالتعافي المؤقت . منذ ” حدوثه مرة أخرى في ود مدني” وأنا أكتب عشرات البوستات واحذفها قبل النشر بثانية واحدة، لأني كنت أجتر الاحداث السابقة، أنها تأتي وحدها وتصطف أمامي وتشحنني بمشاعر مدمرة، لدرجة أنني أخاف من نفسي، وأخاف أن يسبب عدم اتزاني في التسبب في اذية الاخرين عندما يفهم خطأ أو عندما أكتب كلمات قد تحمل فعل الرصاص الذي كا يصيب او يدوش.

وجدت بأن اللغة متشابهة وطريقتنا في الكتابة ايضا، وهذا دليل قاطع على أننا اجيال راكمت الصدمات ولا نستطيع التحدث ألا من تحت انقاضها. صدمات العنف المستمر وفقدان الامل بأن سيأتي يوم والا يكون دمنا عصي على السفك .

سأكتب من فكرت فيه ” بعد ما حدث في مدني ” وهي لحظات اجترار ايضا وليس فيه جديد، ولكني الان أكثر وعي بذاتي وافهم صدماتي وأحاول تهذيب مشاعري الحادة حتى لا تجرح احد او أن تسبب في أن يتعرض شخص ما بسبب كلماتي للاذى !

رجعت بذاكرتي وخرجت بفكرة أننا ” المدنيين ” نعاني منذ عشرات السنين من استباحة الجيوش الرسمية والغير الرسمية لدمنا في لحظة انسدادت سياسية فشل فيها الحوار . ثم اختاروا المواجهات العسكرية . بالنسبة لهم المدنين خسائر جانبية . ولكن لماذا ينتقمون من ” المدنيين ” ؟ لان ذلك سهل، قتل وإهانة مدني أعزل اسهل من مواجهة عدوه اللدود . وذبح العزل يعيد له الثقة بالقوة الكاذبة لأنها أُختبرت في غير محلها . والتشفي من المدنيين  العزل يعيد له ماء الوجه الذي فقده من قبل خلال هزيمة ما او لحظة اضطرار للهروب .

في رأي أنها جيوش غير “منضبطة”، ليس فقط في السودان، ايضا في جنوب السودان والتاريخ القريب شاهد على ذلك . حتى لا تأخذنا الحماسة اللحظية بأن ننسى ونلبس ثوب الاخلاق لمجرمي الامس . الحقيقة المؤلمة هي أن ليس هناك مدني آمن طالما هناك معضلة تكمن في طبيعة بناء تلك الجيوش والافراد الذين ينتسبون اليها . ما هي المدارس القتالية التي تدربوا فيها وما هي الخزعبلات التي كانت تصب في اذهانهم  اثناء التدريب بالاضافة لنظرتهم الاستعلائية نحو المدنيين ملخصة في جملة كان يتم ترديدها شعبيا ” دا ملكي ساكت ” .

 

فالـ “ملكي الساكت دا ” هو مدني في الاصل ومن حقه الحماية اثناء النزاعات . ولكن تلك الجيوش تنتهك هذا الحق واعتقد لن تتوقف على الاقل في الوقت الحالي ،لانها غير منضبطة . كيف نقابل نحن ” المدنيين “عدم الانضباطهم  ؟ ببساطة بأن نتعلم ونتحضر وننضبط نحن  في ردود افعالنا التي تستفزها ” عمايل ” الجيوش ونوقظ الحس الانساني داخلنا بحرمة القتل خارج نطاق القانون ونرفض أن تركتب هذه الجرائم في مدننا واحياءنا تحت أي حجة، ونخرج بالمئات لحماية المستهدفين حتى ولو متنا معا . اقول لذلك دون أن احاول تجريم ردود فعل الاخرين، في النهاية ليس هناك صواب وخطأ للمشاعر، فإنها تخرج كما يحلو لها، في الجميع حر للتعبير بالطريقة التي يراها مناسبة حسب وعيه ونضجه النفسي والفكري ومدى الاخلاق التي يتتمتع بها . ولكن يجب أن تسأل نفسك في النهاية، هل انت راض بالنتائج التي وصلت إليها الامور ؟  حتى إذا كانت ستؤدي الى كارثة أخرى ؟  ربما تكون هذه رحلتك الخاصة للتعامل مع صدمات الماضي بحيث تدمر الحاضر وتجعله غير محتمل وتنتقم وتدعو للانتقام من ابرياء آخرين .

ما عانيته بالانضباط والتركيز في ردود افعالنا هو الا ننسى الجاني الحقيقي ” الجيوش” ونواجه انفسنا كمدنيين ونشجع قتل وسحل مدنيين مثلنا في السودان او جنوب السودان لنصبح ضحايا مرتين او أكثر . لا ارى أي داعي في أن يشب خلاف بيننا نحن “المدنيين” بسبب جريمة جبانة ارتكبتها تلك الجيوش ومناصريهم ضد مدنيين مثلنا، فقط لانهم نجحوا في أن يزجونا في درك التفرقة . قتلوا وحرقوا وتركوا لنا تلك الجثث لنتجادل حولها ونكومها مناطقيا ونعيدها الى مسقط رأسها . نتجادل حول من منا لديه جثث أكثر ؟ ومن منا تم قتله أكثر ؟ ومن منا كان جرحه أكبر وأعمق ؟، في رأي التفكير في المقارنة يعني أننا ما زلنا لم نستوعب الدرس بعد . لان توجد مقارنة اصلا . ما حدث في الجنوب من قبل  لا يقارن وما حدث في جبال النوبة والنيل الازرق لا يقارن،  وما حدث في دارفور لا يقارن، وما حدث في الجنوب بعد استقلاله لا يقارن،  وما يحدث في مدن السودان الان لا يقارن . لكل منها طريقتها الخاصة في الوحشية . المخزي حقا لأنها لن تنتهي لان اسبابها مازالت موجودة ويتم راعيتها بسبب قادة معاتيه، يعرفون تماما أنهم يوفرون الاجواء الملائمة لحروب قادمة .  وهذا لا يهمهم، فهم مستعدون لانهم لا يخسرون شيء. من الخاسر الاكبر ؟ إنهم نحن، أنا وانت واسرنا وجيراننا وسكان احياءنا وامتداد اهلنا في الارض نحن ” المدنيين العزل” . نحن دروع بشرية عند الحاجة، ومتهمون بالتعاون مع الخصوم في لحظة ارادوا إلحاق هزيمة معنوية لكل منهما.

فالضحايا دائما مدنيين سوا سودانيين او غير سودانيين يواجهون جيوش غير منضبطة .

أما حكاية جنوبي وشمالي وغرابي وكنابي والجزيرة والفاشر، بالنسبة  لهم مجرد علامات تجارية لنكهات محسنة للتذوق قبل الافتراس  .

هم يعرفون تماما ما يفعلون؟ يعرفون تماما كيف يستردون ثقتهم بأنفسهم من خلال سحقك وسحلك أيها ” الملكي الساكت” وهذا كله ليس جديد “أنه يحدث مرة أخرى فقط” كما حدث ما قبل مع مراعاة اختلاف فروق الوقت والمكان .

نحن ” المدنيون” من لا يعلم ماذا يفعل، أكثرما نفعله هو أن يعود كل منا للحظته الخاصة عندما كان ضحية او شاهد يوم ما ونجتر الذكريات . لأننا مجموعة من الاجيال تحمل على عاتقها صدمات متراكمة كصخور صلدة وثقيلة أصبحت جزء منا كالعضو تماما، نعجز عن وضعها جانبا، أصبحت جزء من نسيج ذاكراتنا لانها لا تكف عن الحدوث، تأخذ دورتها ككوكب ملتزم بمساره، طال الزمن او قصر سوف يعود لنفس النقطة حتما . هذا ما يحدث لحروبنا الطويلة المتجددة والانتكهات التي تتسبب فيها .

ما هو الحل؟ الحل  أن نسمي المجرم بإسمه وأن نردد ذلك حتى يوصم . استبدال ” القوات المسلحة السودانية” في الحالة الآنية بالـ ” الشماليين” هذا طعم سام وفكرة فاسدة تضر بإمكانية تضامننا كمتضريين وتزرع التفرقة وتضرب وحدة الصوت الرافض لاستهداف المدنيين تحت إي ذريعة .

أؤمن بفكرة  التضامن لأنه يجعلنا نواجه اعداء اقوياء وبلا اخلاق كالـ ” الجيوش المنتشرة في السودان ” التي تحمل عقيدة ملتبسة افسدتها الانتماءات السياسية والدينية والجهوية والقلبية . تجلعنا دائما نفكر الف مرة قبل أن نعطيها ثقتنا .  يجب أن نتضامن وندعم بعضنا لأننا جميعا ضحايا وتواجدنا في فئة الضحايا يفرض علينا أن نثق ببعضنا والا نخيف بعضنا . لا يجب أن نحاسب غيرنا بجريمة ارتكبها ذات المجرم الذي أذاني من قبل، الباس جريمته للابرياء تسهل له الهروب بفعلته ليس الا بينما نحن ضحايا نمسك في تلابيب بعضنا .

لا أحد بإمكانه أن ينجو من بطشهم، ومن لم يتأذى حتى هذه اللحظة من تلك “الجيوش” هذا  ليس بسبب أنهم يريدون حمايتك، الحماية مجرد ادعاء يرددونه عند الطلب حتى تنسى ما فعلوا بك بالامس، أو أن دورك لم يأتي بعد . من منا يضمن عدم وقوعه  تحت رحمة “جيوش ” يعتقدون أنك إمتداد طبيعي لخصمهم وبالتالي هدف للتعذيب والقتل لانك في تلك اللحظة لست أنسانا بل يتعاملون معك كرسالة دموية في بريد العدو او رسالة لمواطنين بسطاء بأنك سبب شقاءهم الاوحد ليغطي على خذلانه لهم عندما فشل في  حمايتهم من قبل . فينجر البسطاء للاحتفاء والمشاركة في انتهاك مدنيين مثلهم ويشعرون بالتشفي هذا خطأ جسيم .

الجميع  ضحايا هنا، ضحايا قدامى ومحتلمين لتلك الجيوش الرسمية وغيرها  .

لذا، فالتضامن ضروري واعتقد بأن الكرامة الوحيدة التي يجب ان نمنحها للضحايا هو ان نمنحهم حق الانتماء لنا جميعا، كان انبل أن نقول لقد قتلوا “الناس ” وقتلونا جميعا .

وكان من الممكن أن يقود صبرنا الجميل وضبط النفس  الى توحيد الاصوات والوصول الى نوع التضامن ترسل رسالة الرفض وادانة قوية على كل المستويات، رسالة تشير بأننا تعلمنا الدرس وخطونا خطوة نحو التحضر وأهمية  القانون في حياتنا وليس خلق الفوضى والبلبلة في مناطق اخرى آمنة، تقول الاخلاق العاليا مهما انتمى شخص لجهة ما هذا لا يعني أن يتحمل ذنب لم يرتكبه.

أخيرا:

رأيت في حلمي الساذج، مسيرة احتجاج ترفرف فيها اعلام سودانية وجنوب سودانية في مدينة جوبا ومدن أخرى أمام سفارات السودان محمية من قبل الاجهزة الامنية، احتجاجا على استهداف المدنيين في كل بقاع السودان من طرفي النزاع، هكذا كتف بكتف وجنبا الى جنب، كضحايا وذوي ضحايا سودانيين جنوبا وشمالا ذاقوا المرارات والويلات وفرضوا عليهم التشرد واللجوء بسبب صراعات ليس لنا فيها ناقة وجمل .

البركة فينا وفيكم الدم واحد

على قول

نجلاء عثمان التوم:  يا جماعة  #مافي_زمن_لعدم_الوعي لانه بيكلفنا كتير

والبركة فينا وفيكم، الدم واحد.

 

الوسومالجيش السوداني السودان جنوب السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش السوداني السودان جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

تعرف إلى واقع القطاع الطبي في غزة بعد عامين على حرب الإبادة (خريطة تفاعلية)

لم تكن المستشفيات في قطاع غزة طوال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية، سوى أهداف عسكرية مباشرة لآلة الحرب المدمرة، إذ قصفت واقتحمت وتحول كثير منها إلى ركام.

فعلى امتداد 24 شهرا، تبدلت صورة المستشفيات من "ملاذ للمرضى والجرحى" إلى ساحات قصف وحصار، لتنهار المنظومة الصحية تحت وطأة آلاف الجرحى والمرضى الذين تركوا بلا دواء ولا غرف عمليات ولا عناية طبية.

واليوم، لم يتبق في غزة سوى بضع مستشفيات متهالكة تعمل جزئيا وسط عجز خانق في الأسرة والأدوية والكوادر.

فيما أخرجت الغالبية من الخدمة، تاركة عائلات بأسرها بلا علاج، وأطفالا يفارقون الحياة جوعا أو نزفا أمام أبواب المستشفيات المدمرة.




ومنذ بدئها حرب الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية والوقود للفلسطينيين، إلا قليلا منها للمؤسسات الدولية، لا يلبي احتياجات المواطنين.

المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، قال إن عدد المستشفيات العامة والخاصة في القطاع يبلغ 38 مستشفى جميعها تعرضت للاستهداف المباشر.

وأوضح للأناضول، أن الوزارة تمكنت من تأهيل 16 مستشفى فقط لتعمل بشكل جزئي، فيما خرجت 22 مستشفى من الخدمة كليا.

وأضاف البرش أن القدرة الاستيعابية الحالية لا تتجاوز 2000 سرير، بعدما كانت قبل الحرب تصل إلى 6000 سرير.

وأشار إلى وجود نقص كبير في الأدوية التي بات نحو 50 بالمئة من أرصدتها صفرا، إلى جانب نفاد 65 بالمئة من المستلزمات.

ولفت إلى أن استهداف الكوادر الصحية والتنكيل بها، أسفر عن 1671 شهيدا، ونحو 362 معتقلا بسجون إسرائيل منذ اندلاع الحرب.

وفي هذا الإطار يرصد مراسل الأناضول أبرز المستشفيات المستهدفة إسرائيليا منذ بداية حرب الإبادة:

مستشفى غزة الأوروبي

كان أول استهداف لمستشفى غزة الأوروبي الواقع بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، في 17 أكتوبر 2023، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة آنذاك تضرر أجزاء منه جراء قصف إسرائيلي طال مدخله.

ومنذ ذلك الحين، توالت عمليات الاستهداف والإخلاء خلال حرب الإبادة، حتى وصل الأمر في مايو/ أيار 2025 إلى توقفه عن العمل بالكامل.



ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أدى إغلاق المستشفى الحكومي إلى قطع خدمات حيوية، بما في ذلك جراحة الأعصاب، ورعاية القلب، وعلاج السرطان، وهي خدمات غير متوفرة في أي مكان آخر في غزة.

أنشئ المستشفى عام 2000 بطاقة استيعابية بلغت نحو 308 أسرة، ويخدم شريحة تقدر بنحو 500 ألف مواطن، ويعد من أبرز المرافق الطبية في جنوب القطاع.

مجمع الشفاء

اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء بمدينة غزة، أول مرة في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لمدة 10 أيام، واعتقل طواقم طبية ونازحين وقتل آخرين ودمر محتويات المستشفى وعددا من مبانيه.

وبين 18 مارس/ آذار و1 أبريل/ نيسان 2024، جرى الاقتحام الثاني للمستشفى ذاته ودمرت القوات الإسرائيلية أقسامه وحرقتها وارتكبت مجازر داخلها وبمحيطه وأخرجته من الخدمة تماما.

ومجمع الشفاء حكومي تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، ويعد أكبر مؤسسة صحية في قطاع غزة، وقد تأسس عام 1946، وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي يضم 3 مستشفيات متخصصة.



وكان يعمل في مجمع الشفاء الطبي 25 بالمئة من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله، وكان يقدم خدمات علاجية وصحية لأعداد كبيرة من المواطنين.

مستشفى أصدقاء المريض

في 10 فبراير/ شباط الماضي 2024، أقدم الجيش الإسرائيلي خلال توغله بمدينة غزة على تدمير وحرق مستشفى أصدقاء المريض.

وفي 12 يوليو/ تموز 2024، تعرض المستشفى مجددا لقصف جوي إسرائيلي وقذائف مدفعية، ما أدى إلى تدميره وخروجه من الخدمة بالكامل.

المستشفى تأسس عام 1980 في حي الرمال بغزة، وتصل قدرته الاستيعابية إلى 19 سريراً لكن مع الهجمات الإسرائيلية رُفعت قدرته إلى أكثر من 100 سرير، وفق مصادر طبية فلسطينية.

ويتبع المستشفى لجمعية أصدقاء المريض الخيرية، وهي مؤسسة أهلية غير ربحية تأسست عام 1980.

مستشفى كمال عدوان

في ديسمبر / كانون الأول 2023، دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة من مستشفى كمال عدوان الحكومي في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، بما في ذلك أجهزته الحيوية.

وفي مايو 2024، عاود الجيش الإسرائيلي استهداف المستشفى عبر غارات جوية أدت إلى تدمير مولدات الطاقة الخاصة به.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني 2024، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي "أوتشا" أن المستشفى استأنف عمله جزئيا في منتصف الشهر ذاته، لكنه ظل يواجه تحديات كبيرة.

لكن أواخر ديسمبر 2024، اعتقل الجيش الإسرائيلي مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية (52 عاما)، عقب اقتحامه مجددا وتدميره وإخراجه من الخدمة.



والمستشفى هو الرئيسي بمحافظة شمال قطاع غزة، ويتكون من 4 مبان ويضم أقسام الطوارئ والاستقبال العام واستقبال الأطفال والجراحة العامة وجراحة العظام والباطنة والأطفال والعناية المركزة والأشعة ومختبر وصيدلية إضافة لأقسام إدارية وخدماتية.

مستشفى العودة

في نوفمبر 2023، حاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى العودة بمدينة جباليا شمالي القطاع، لمدة 18 يوما، ودمر الطوابق العلوية للمبنى، بالإضافة إلى تدمير سيارات الإسعاف الموجودة عند المدخل.

وفي ذلك الوقت، اعتقلت قوات الجيش عدنان البرش، أشهر جراحي غزة، أثناء وجوده بالمستشفى إلى جانب مجموعة من الأطباء، قبل إعلان استشهاده بسجون إسرائيل في وقت لاحق.

وفي يناير 2024، قصفت المدفعية الإسرائيلية المستشفى واستهدفت أحد مبانيه، ما أدى إلى تضرر العديد من الأجهزة الطبية.

وفي مايو 2025، أعلنت إدارة المستشفى أن الجيش الإسرائيلي باشر إجلاء المرضى والطواقم الطبية قسرا من داخله.

ومنذ ذلك الوقت، لا يُعرف مصير المستشفى الذي تعرّض لأضرار جسيمة جراء الضربات الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية.

المستشفى الإندونيسي

في نوفمبر 2023، دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء من المستشفى الإندونيسي (حكومي) في بلدة بيت لاهيا، وأحرق عددا من طوابقه وأخرجه من الخدمة جزئيا.

وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، استأنف المستشفى عمله بشكل محدود، لكنه تعرض مجددا في 30 يونيو/ حزيران 2025 لاقتحام جديد من قوات الجيش الإسرائيلي، التي توغلت داخله وأخرجته من الخدمة بالكامل.

مستشفى الأمل

في شباط/ فبراير 2024، شن الجيش الإسرائيلي غارات على مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بمدينة خان يونس.

وفي الشهر نفسه، اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى ودمرت أجزاء منه واعتقلت وقتلت عددا من العاملين فيه.

تأسس المستشفى على أرض مساحتها حوالي 4.5 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) عام 1997، وهو يتكون من 5 طوابق.

ويضم المستشفى 100 سرير في أقسام الجراحة، والنساء والولادة، والعمليات العامة والخاصة بالعيون والأعصاب والمخ وزراعة المفاصل، والعلاج النفسي، والأشعة، والمختبر وطب الأسنان، وجميعها تعمل بشكل جزئي الآن.

مستشفى ناصر

في شباط/ فبراير 2024، اقتحم الجيش الإسرائيلي "مستشفى ناصر" بخان يونس، المكتظ بالجرحى والمرضى وآلاف النازحين، ودمر عددا كبيرا من أجهزته الطبية ومستودع الأدوية وأجزاء من مبانيه.

وفي 25 آب / أغسطس 2025، شن الجيش الإسرائيلي هجوما على المستشفى أسفر عن استشهاد 22 فلسطينيا، بينهم 4 من العاملين في المجال الطبي و5 صحفيين.

وهذا المستشفى الحكومي هو الأهم جنوبي القطاع، وكان يخدم مواطني مدينتي خان يونس ورفح قبل الحرب الإسرائيلية.

وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه حاولت وزارة الصحة بغزة ومنظمات دولية مثل الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية استئناف العمل فيه ولكن بشكل محدود.

مقالات مشابهة

  • خريطة الموت في غزة.. هكذا يحول الاحتلال ملاذ النازحين الأخير إلى مصيدة للقتل
  • خريطة أدب مصغرة للعالم.. من يفوز بنوبل الآداب 2025 غدا؟
  • جولدا روشوفيل تعود إلى الشاشة الكبيرة في فيلم «GROW»
  • قيادي في حماس: 95% من ضحايا عدوان غزة من المدنيين العزل
  • تعرف إلى واقع القطاع الطبي في غزة بعد عامين على حرب الإبادة (خريطة تفاعلية)
  • مبادرة الاتحاد الإفريقي لاعتماد خريطة جديدة لإفريقيا.. ، ، !!
  • قطاع غزة.. 92 شهيدًا يوميًا من المدنيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • مقتل 13 بالكونغو الديمقراطية والأمم المتحدة تطالب بحماية المدنيين
  • بختي: المناقصات الأخيرة أكدت الجاذبية الكبيرة للجزائر كوجهة للاستثمار
  • غزة تغرق بين أنقاضها.. هكذا دمر الاحتلال القطاع على مدار عامين كاملين (خريطة)