انتهت الجولة الأولى من معركة طوفان الأقصى بنصرٍ مُؤزَّر وتضحيات جسام لإخواننا في فلسطين، فهل سَيتقبل الغرب هذه النتيحة؟ هل سيترك الفلسطينيين يتدبَّرون أمرهم بهدوء وحرية؟ أم أنه سيواصل حربه ضدهم بوسائل أخرى؟ وما العمل في هذه الحالة؟؟
بكل تأكيد لن يوقف الصهاينة ولا الغرب حربهم كما يزعمون، بل سيواصلونها بوسائل أخرى أكثر شرا وقدرة على التخريب، بدلالة أنهم استمروا إلى آخر لحظة في القتل والإبادة حتى بعد الإعلان الأولي عن وقف إطلاق النار، مُعبِّرين عن حقدهم الدفين على شعوبنا وعن مدى رفضهم لأي تطلع لنا نحو الحرية والاستقلال!!
لذلك تنبغي اليقظة من اليوم الأول لِما بعد الحرب الأخيرة على غزة، بل ينبغي استباق المخططات القادمة بما يُفشلها قبل وقوعها…
والمدخل الأول سيكون بأن نمنع الاستثمار في معاناة إخواننا في فلسطين من خلال إفشال جميع محاولات استغلال حالة الضعف الاقتصادي والمادي التي تركتهم عليها حرب الإبادة، وبخاصة إفشال محاولة استغلال ذوي الحاجة من أرامل وأيتام ومعطوبين ومرضى ومشردين من غير مأوى وبطالين لتحقيق أهداف لم تستطع الحرب تحقيقها…
علينا الوقوف إلى جانب كل هؤلاء في هذا الوقت بالذات، لأننا إذا لم نقف معهم وقفة رجل واحد، سيكون خذلاننا لهم أكبر من عدم مد يد العون لهم في زمن الحرب.
أما المدخل الثاني لأعداء هذا النصر، فسيكون من خلال المساومة بالمساعدات، أو الابتزاز من خلالها، أو الاختراق بواسطتها، سيسارع من كان يُرسل القنابل والطائرات ويحرض على التدمير والقتل ليعلن تقديم هذه المساعدة أو تلك، بل قد يكون من الأوائل للقيام بذلك، إنجليز، امريكان، فرنسيين…
وغيرهم سيُلوِّحون بمساعدة غزة في محنتها، ولن تستطيع غزة الجريحة أن ترفض، وستضطر إلى ذلك اضطرارا إذا ما تخلف أهلها عنها…
لذلك علينا أن نبادر وأن نستبق الفعل… أليس من الأجدر أن يتكفل أغنياء العرب والمسلمين بميزانية “الأنروا” على سبيل المثال؟ لماذا تُترَك هذه الهيئة الأممية لِلغربيين في معظمها وقد فعلوا ما فعلوا بغزة؟ أليس من الأجدر أن تُبادر الدول الإسلامية لإنشاء صندوق بملايير الدولارات لصالح غزة فتكفيهم عناء السؤال والانتظار من الآخرين؟ أليس من واجب الشعوب الإسلامية أن تجمع خارج نطاق الحكومات ملايير الدولارات الأخرى لنفس الغاية. أليست هذه هي مرحلتها؟
بعد اليوم لن يكون هناك حصار، سيضطر الكيان إلى فتح المعابر، وستعود البنوك إلى سابق عهدها، وسيتم الإعلان عن الحاجات الطارئة لسكان غزة بدون شك في الأيام القادمة، لذا ينبغي الإسراع بالمساهمة في هذا الباب، حتى لا تحتكر جهات معينة هذا الجانب، وحتى لا تَمُن جهات أخرى على إخواننا الفلسطينيين بالمساعدات أو تساومهم أو تبتزهم..
إن المرحلة التالية من معركة طوفان الأقصى لن تكون أقل شراسة من المرحلة السابقة، وإذا لم نستبق ساحتها بالتدخل الفعَّال على كافة المستويات، فسنكون كمن تنكَّر لدماء الشهداء وتضحيات النساء والأطفال والرجال من كل الأعمار…
إن الأشهر الأولى بعد نهاية كل ثورة تكون حاسمة في تحديد مسارها المستقبلي، فلا نترك غزة تقاوم وحدها.. ومَن شعر بالتقصير في الجولة الأولى من المعركة فها هي الجولة الثانية قد بدأت ولِيُصحِّح الأخطاء…
إن الأعداء، المنهزمين اليوم سياسيا ونفسيا رغم استخدامهم لكافة أشكال القوة المفرطة في المرحلة السابقة، لن يستسلموا، وسيستخدمون أكثر من وسيلة ومكيدة لإفراغ نصر اليوم من محتواه، لكنهم لن يُفلحوا، ذلك أن عبقرية الشعب الفلسطيني أثبتت أكثر من مرة أنها الأقدر والأقوى، فقط هي في حاجة إلى دعم جاد وصادق بلا خلفيات ابتزاز ومساومة يُمكِّنهم من مواجهة الدعم المليء بالفخاخ الذي هدفه الأول اليوم، هو إفراغ كل النّصر المحقق من محتواه.. فلا نتردد في منع ذلك.. ولنستمر في دعم غزة ونصرتها بكل ما نستطيع…
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة غزة الاحتلال المقاومة وقف العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة عالم الفن سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مسيرات راجلة نصرة لغزة في مارب وصنعاء والحديدة
ورفع المشاركون في المسيرين، العلمين اليمني والفلسطيني وشعارات العزة والكرامة ولافتات أكدت الجهوزية والاستعداد لتلبية نداء الجهاد، والانخراط في معركة الأمة الواحدة دفاعًا عن الأقصى وفلسطين، مرددين هتافات الموت لأمريكا والموت إسرائيل.
وجسد المشاركون الانضباط العالي والاستعداد القتالي، والتلاحم والاصطفاف إلى جانب القيادة في دعم الشعب الفلسطيني ورفض التفريط بالقضية الفلسطينية، التي تمثل البوصلة الحقيقية لنضال الأمة ومعيار صدق المواقف.
ونوهوا بعمليات القوات المسلحة النوعية في عمق الكيان الغاصب، مجددين العهد بالثبات على الموقف المناصر لفلسطين والدفاع عن السيادة الوطنية.
إلى ذلك نظم المشاركون في المسير بعزلة الكبس وقفة مسلحة بالذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، ورددوا الهتافات بشعارات العزة والجهاد وتأييد العمليات العسكرية النوعية للمقاومة الفلسطينية.
وعبروا عن الفخر والاعتزاز بموقف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يجسد الدور المسؤول في مناصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة.
ونظمت التعبئة العامة بمديرية الحيمة الداخلية في محافظة صنعاء، تطبيقاً قتالياً ومسيرات ووقفات في عدد من العزل بالذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، وتدشينًا للعام الثالث من الإعداد والتدريب ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
ففي عزلة بني السياغ نظم تطبيق قتالي لمنتسبي طوفان الأقصى على استخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة في إصابة أهداف افتراضية للعدو الصهيوني الأمريكي، وفق التكتيكات العسكرية التي تلقوها في الدورات ضمن المستوى الأول.
وأكد مسؤول التعبئة بالمديرية مختار السياغي أن هذا التطبيق وغيره من الأنشطة التعبوية يأتي في إطار إحياء الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى وتدشينًا للعام الثالث من الإعداد والجهوزية لمواجهة أي طارئ وإسنادًا لغزة والتصدي لأي عدوان يستهدف الوطن وأمنه واستقراره.
بدورهم أكد المشاركون استعدادهم للتحرك في أي وقت إلى ميادين القتال.
ونظمت التعبئة العامة بعزلة بني عمرو مسيرين راجلين ووقفتين في قاع الصيد وباب الرمادي، كما نظم مسير راجل في منطقة غيال ووقفة في مدرسة التقدم بمنطقة حيران، في عزلة بني الحذيفي، ووقفتان في مدرستي الأنصار والإمام علي بن أبي طالب بعزلة بني يوسف.
وأكد المشاركون في الوقفات والمسيرات أن السابع من أكتوبر كشف الحقائق الدفينة وأزال الأقنعة البيضاء عن الوجوه السوداء لحكومات وأنظمة العديد من الدول المحسوبة على الأمة العربية والإسلامية، وأظهر الحق والباطل، من خلال الأحداث في قطاع غزة، وما يترتب عليها من الواجبات والمسؤوليات.
وأكدوا ثبات موقفهم الداعم لغزة امتثالا لأوامر الله عز وجل.
وأدانوا جريمة إعدام الأسير عيسى العفيري التي ارتكبتها مليشيات حزب الإصلاح في تعز، بمحاكمة شكلية وتهمة كيدية، مؤكدين أن عقوبة مرتكبيها لا تسقط بالتقادم، باعتبارها تخالف الشرع والقانون والأعراف الدولية.
محافظة مارب
من جهتها شهدت مديريتا بدبدة وجبل مراد وعزلة قانية بمديرية ماهلية في محافظة مأرب اليوم مسيرات راجلة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” ضمن أنشطة التعبئة العامة في مواجهة الأعداء بالتزامن مع الذكرى الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى المباركة.
ورفع المشاركون شعارات البراءة من أعداء الأمة، وهتافات التضامن مع الشعب الفلسطيني، معتبرين الالتحاق بهذه الدورات تجسيدًا حقيقيًا للوعي بمتطلبات المرحلة وضرورة التصعيد الشعبي والجهادي.
وذكروا أن عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية لواجهة الأحداث العالمية بعد أن حاول الأعداء طمسها.
وأكد المشاركون أن الشعب اليمني لن يتخلف عن موقفه في مقارعة أعداء الأمة، وماض في درب التحرر من الوصاية الأمريكية والصهيونية.
واعتبروا المسيرات الراجلة رسالة قوية للعدو وأدواته، تفيد بمضي اليمن في الجهاد والمواجهة لنصرة غزة، وأن التعبئة مستمرة حتى يتوقف العدوان الصهيوني على القطاع.
محافظة الحديدة
كما نفذ 300 من خريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” من أبناء عزلة القطيع بمديرية المراوعة في محافظة الحديدة، اليوم، مسيراً راجلاً تزامناً مع الذكرى الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى.
ورفع المشاركون في المسير الذي جاب مدينة القطيع وشارك فيه مسؤول التعبئة بالمديرية، حمادي العليفي، والقائم بأعمال أمين عام المجلس المحلي، محمد قرموط، العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين هتافات وشعارات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين.
وأشار المشاركون إلى أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للشعب اليمني الذي وقف بقوة في ميادين الإسناد التعبوي والسياسي والعسكري نصرة للشعب الفلسطيني، معتبرين الخروج الاسبوعي الشعبي المستمر ترجمة حقيقية لهذا الموقف الثابت.
ونوهوا إلى أن اليمن، رغم ما يتعرض له من عدوان وحصار، سيبقى متمسكاً بمواقفه تجاه فلسطين، في وقت تخلت فيه الأنظمة العربية والإسلامية عن مسؤولياتها الدينية والقومية والانسانية.