تفتيش عارٍ في السجون الأردنية.. شهادات صادمة ونائب يحرك الملف في البرلمان
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
"طلبوا مني أخلع بنطالي، حتى ملابسي الداخلية.. ثم أجبروني على القرفصاء قياماً وقعوداً، شعرت بكل ما للإهانة من معنى"، بهذه الكلمات يصف سجين سابق في أحد السجون الأردنية ما يقول إنه إجراء "تفتيش عارٍ" خضع له خلال فترة توقيفه، معتبراً أن ما جرى "لا يمت للعدالة أو الأمن بصلة، بل هو إذلال ممنهج".
ولا تختلف كثيراً شهادة "عارف" (اسم مستعار) الذي قال لـ"عربي21" إنه أوقف على خلفية "قضية رأي" خلال مراجعة لقسم الجرائم الإلكترونية، وأضاف: "كوني أعمل في الصحافة، كنت أعلم أني لم أرتكب جُرماً.
وتابع: "التفتيش العاري لم يكن سوى حلقة من سلسلة إجراءات مرهقة بدأت بالتقييد، ثم الانتظار لساعات في كل خطوة دون مبرر، ثم تقييدي للخلف داخل سيارة الترحيلات بطريقة مذلّة ومؤذية".
"قصص تتكرر"
لم تكن هاتان الشهادتان استثناءً، فالكثير من السجناء السابقين تحدّثوا عن تعرضهم لإجراءات وصفوها بـ"المهينة" أثناء التحقيق أو التوقيف، خاصة أولئك الذين أوقفوا على خلفية مشاركتهم في احتجاجات أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى حقوقيون أن "التفتيش العاري" ليس ممارسة جديدة داخل مراكز التوقيف والإصلاح، بل هو "إجراء غير منصوص عليه بوضوح في القانون، لكنه يُمارَس بشكل متكرر"، ما يدفع كثيراً من الضحايا إلى التزام الصمت "إما خشيةً من الملاحقة أو لكون التجربة شديدة الحرج والإذلال".
سؤال نيابي يكسر الصمت تحت القبة
وفي خطوة نادرة من نوعها، وجّه النائب في البرلمان الأردني عدنان مشوقة، سؤالاً نيابياً إلى رئيس الوزراء جعفر حسان بشأن ملف "التفتيش العاري" في السجون الأردنية، متسائلًا إن كان يُعد انتهاكًا لحقوق الإنسان أم إجراءً أمنيًا مشروعًا.
وجاء في سؤال مشوقة، الذي اطلعت "عربي21" على نسخة منه: "ألا يعتبر التفتيش العاري في السجون انتهاكًا للكرامة الإنسانية والخصوصية؟ وما هي الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة عليه؟ وهل هناك بدائل تقنية أو إجرائية تغني عنه؟".
كما طالب النائب بتوضيح ما إذا كان التفتيش العاري جزءًا من سياسة إعادة تأهيل السجناء، أم أنه إجراء تأديبي أو عقابي، مؤكدًا ضرورة إخضاع هذه الممارسات للرقابة القضائية والإدارية لمنع أي تجاوزات.
في المقابل، لم تصدر حتى الآن توضيحات رسمية مباشرة من الحكومة حول التساؤلات المطروحة، إلا أن مصادر أمنية كانت قد بررت في تصريحات سابقة أن "التفتيش الدقيق يتم وفق إجراءات تحفظ الأمن داخل المراكز، وتراعي الضوابط القانونية والحقوقية".
لكن ناشطين يرون أن هذه التبريرات "لا تصمد أمام تصاعد الشهادات، وغياب الشفافية، واستمرار توقيف النشطاء والصحفيين على خلفية قضايا رأي".
ويأتي فتح هذا الملف في ظل تصاعد حملة الاعتقالات التي طالت ناشطين وصحفيين على خلفية قانون الجرائم الإلكترونية والحراك المناصر لغزة.
ويرى مراقبون أن مجرد طرح هذا الملف تحت قبة البرلمان "يمثل اختراقاً لحاجز الصمت"، لكنهم يشككون في قدرة المجلس على فرض مساءلة حقيقية أو إحداث تغيير في هذه السياسة الأمنية.
ويترك التفتيش العاري أثراً نفسياً عميقاً على المعتقل، يتمثل في الشعور بالإهانة والمهانة، وفقدان الكرامة والخصوصية، وقد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق، والانطواء، واضطراب ما بعد الصدمة، وحتى فقدان الثقة بمؤسسات الدولة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات السجون الاردن انتهاكات حريات سجون المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على خلفیة
إقرأ أيضاً:
لندن تستعد لاستضافة حفل موسيقي عالمي ضخم دعما لفلسطين
تستعد العاصمة البريطانية لندن، في 17 أيلول/سبتمبر المقبل، لاحتضان فعالية فنية غير مسبوقة بعنوان "معاً من أجل فلسطين"، تجمع نخبة من كبار نجوم الموسيقى العالميين والفنانين الفلسطينيين على مسرح ويمبلي أرينا، أحد أكبر القاعات المغلقة في بريطانيا، والذي يتسع لنحو 12 ألف و500 متفرج.
ويهدف الحفل إلى جمع التبرعات لدعم جهود الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل الكارثة التي يواجهها السكان منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
يشرف على إنتاج الحفل الموسيقي البريطاني الشهير براين إينو، ويُنظم لصالح مؤسسة "اختر الحب" الخيرية البريطانية، التي تعمل مع 23 منظمة شريكة في غزة لتقديم الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من أشكال الدعم العاجل.
???? Lineup Announced for “Together for Palestine” Wembley Benefit
Brian Eno has unveiled the lineup for the September 17 charity concert at Wembley Arena (capacity ~12,500), raising funds for Choose Love and its 23 Gaza-based relief partners.
Performers include: Damon Albarn,… pic.twitter.com/qqf2Zz49th — Drop Site (@DropSiteNews) August 8, 2025
مشاركة فلسطينية وعالمية واسعة
وسيشهد الحدث مشاركة مميزة لعدد من الفنانين الفلسطينيين البارزين، من بينهم عدنان جبران، وفرج سليمان، وناي البرغوثي، إلى جانب عدد من النجوم العالميين، مثل ديمون ألبارن، وفرقة باستيل، والمغنية بالوما فيث، والممثل البريطاني من أصول باكستانية رضا أحمد، والفنان الحائز على جائزة ميركوري سامفا، إضافة إلى نجوم من مشهد الموسيقى البديلة والبوب مثل رينا ساواياما، وبينك بانثرس، ومابل، وجيمي إكس إكس، وهوت تشيب، وكات بيرنز.
كما يشارك فنانون آخرون من الساحة البريطانية مثل غرينتيا بينغ، وجيمس بليك, وكينغ كرول, وأوبونغجايار, ورايتشل شينوريري، لتقديم عروض موسيقية تتنوع بين الروك والبوب والموسيقى الإلكترونية.
إلى جانب إينو، يتولى الإشراف على الحدث كل من خالد زيادة، مؤسس ومدير مهرجان لندن للأفلام الفلسطينية، والمنتجة تريسي سيوارد، التي سبق وأن أخرجت حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012، بينما تتولى تصميم المشهد البصري للحفل المصممة العالمية إيس ديفلين، الحائزة على جائزتي "أوليفييه" و"توني"، والتي سبق أن عملت مع نجوم بحجم بيونسيه وذا ويكند وليدي غاغا.
وقالت ديفلين إن مسرح ويمبلي أرينا سيعكس "الجمال الغني للثقافة الفلسطينية"، مؤكدة أن تصميم الحفل سيحمل رسالة فنية وإنسانية في آن واحد.
"الصمت تواطؤ"
وفي تصريحات لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قال براين إينو: "في مواجهة أهوال ما يحدث في غزة، يصبح الصمت شكلاً من أشكال التواطؤ. لطالما لعب الفن دوراً في فضح الظلم وتصور مستقبل أفضل، وهذا الحفل هو فرصة للتضامن وإثبات إنسانيتنا المشتركة".
أما خالد زيادة فأكد أن هذا التجمع "يمثل جوقة مقاومة"، مضيفاً: "في عالمٍ التزمت فيه الحكومات ووسائل الإعلام الرئيسية الصمت إزاء الإبادة الجماعية، يأتي الفنانون والمجتمعات للتعبير عن حزنهم وغضبهم والوقوف جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني".
وشدد الفنان البريطاني ديمون ألبارن، المعروف بمواقفه المؤيدة للسلام، على أن "السلام فعل يتطلب التزاماً ورؤية"، معرباً عن امتنانه للمشاركة في حدث يجمع الفن والإغاثة الإنسانية.
كما دعت المغنية رايتشل شينوريري زملاءها الفنانين إلى الانضمام للمبادرة، قائلة: "علينا أن نبني جسور تواصل مع الضحايا في غزة وخارجها، وأن نكسر قيود الصمت ونتحدث بصدق وعدالة".
من المتوقع أن يشكل حفل "معاً من أجل فلسطين" أكبر فعالية فنية خيرية لدعم الفلسطينيين تُقام في بريطانيا منذ عقود، ليس فقط بسبب حجم الحضور والمشاركين، بل لما يحمله من رمزية ثقافية وسياسية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة.