بعد إصابة مختبراتهم بصاروخ إيراني.. علماء معهد وايزمان يكافحون لإنقاذ أبحاثهم من الضياع
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
في واحدة من أكثر الضربات المباشرة التي طالت البنية التحتية العلمية في إسرائيل، دمّر صاروخ إيراني مبنى يضم عشرات المختبرات المتطورة في معهد وايزمان للعلوم، أحد أبرز المؤسسات البحثية في البلاد، مخلّفًا دمارًا هائلًا قدّرت خسائره بما بين 300 إلى 500 مليون دولار. اعلان
وقع الهجوم فجر الأحد، عندما استهدف الصاروخ الإيراني حرم المعهد الواقع في مدينة رحوفوت، على أطراف تل أبيب الجنوبية.
وقال البروفيسور روي أوزيري، نائب رئيس المعهد للتطوير والاتصالات، في تصريحات لوكالة "رويترز": "بذلنا كل ما في وسعنا لإنقاذ العينات من داخل المختبرات، حتى ونحن نحاول إخماد النيران".
وبينما كانت ألسنة اللهب لا تزال مشتعلة، هرع الباحثون إلى المبنى المتضرر في محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من التجارب العلمية الحساسة. وقد ظهر أحد أجزاء المبنى مدمَّرًا بالكامل، بينما تحوّل الجزء الآخر إلى كتل من الحديد الملتوي والخرسانة السوداء والجدران المنفجرة.
Relatedمعهد وايزمان: ضربة إيرانية تطال أهم المراكز العلمية في إسرائيل.. فماذا نعرف عنه؟من يصرخ أولا؟ إسرائيل تقصف مفاعل آراك النووي ودمار كبير في تل أبيب وتهدد صراحة بقتل خامنئيحيفا وتل أبيب تحت القصف: طهران تعلن عن الموجة الـ17 من ضرباتها الصاروخيةرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار الموقع يوم الجمعة، واصفًا المشهد بأنه "دليل حيّ على إرهاب إيران"، وقال: "هذا المبنى يقول كل شيء... إيران هي النظام الإرهابي الأول في العالم، ويجب ألا تمتلك أسلحة نووية. هدفنا هو إنقاذ إسرائيل من خطر الإبادة، وفي ذلك إنقاذ لغيرنا أيضًا".
معهد وايزمان، الذي تأسس عام 1934، يُعد من أرقى المؤسسات العلمية في العالم، ويضم 286 مجموعة بحثية، و191 عالمًا رئيسيًا، إلى جانب مئات من طلاب الدراسات العليا وزملاء ما بعد الدكتوراه. ويغطي نطاق أبحاثه مجالات متعددة مثل الفيزياء، علم الوراثة، المناعة، وعلم الفلك.
وعلى الرغم من أن غالبية أبحاث المعهد تُعنى بالعلوم والطب، إلا أن له علاقات في قطاع الدفاع، كان آخرها إعلانه في أكتوبر 2024 عن شراكة مع شركة "إلبت" الدفاعية لتطوير "مواد مستوحاة بيولوجيًا للاستخدامات العسكرية".
من بين الأبحاث المتضررة كانت أعمال البروفيسور إلدد تساخور، المتخصص في الطب التجديدي وأمراض القلب، والذي قال: "كل شيء ضاع. أعتقد أننا سنحتاج إلى عام كامل لإعادة بناء ما فُقد من تجارب وعينات".
أما البروفيسور يعقوب حنا، المتخصص في بيولوجيا الخلايا الجذعية، فأشار في مقابلة مع مجلة Nature إلى أن سقف مختبره قد انهار، كما انفصلت السلالم. وأكد أن طلابه نجحوا في إنقاذ مئات من خلايا الفئران والبشر المجمدة بنقلها إلى خزانات احتياطية من النيتروجين السائل كانت مخزنة في الطابق السفلي، قائلًا: "لطالما خشيت أن تندلع حرب حقيقية ونفقد كل شيء".
التصعيد المتبادلجاء هذا الهجوم في أعقاب تصعيد واسع النطاق بين طهران وتل أبيب، بدأته إسرائيل في 13 يونيو، متهمةً إيران بأنها على وشك امتلاك أسلحة نووية. وردّت طهران بهجمات صاروخية ومسيّرة طالت مواقع مدنية وعسكرية إسرائيلية.
وقد تسببت الضربات الإيرانية بمقتل 24 مدنيًا في إسرائيل، ودمار واسع طال مئات المنشآت، من بينها مستشفى في مدينة بئر السبع.
في المقابل، استهدفت إسرائيل مواقع حساسة داخل إيران، وأسفرت ضرباتها عن مقتل عدد من أبرز العلماء النوويين، وتدمير مراكز قيادة عسكرية، وسقوط مئات القتلى من المدنيين.
ويأتي ذلك وسط تصعيد دبلوماسي أيضًا، إذ أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي، أن إيران خرقت التزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، في أول قرار من نوعه منذ نحو عشرين عامًا. لكن طهران لا تزال تصر على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.
علامات استفهامحتى الآن، لم توضح إيران ما إذا كان استهداف معهد وايزمان مقصودًا، في ظل صمت رسمي بشأن طبيعة ودوافع الهجوم.
ورغم أن حجم الخسائر في المعدات والأبحاث يبدو فادحًا، فإن الضرر يمتد أيضًا إلى مستقبل مشاريع بحثية قد تمتد آثارها لعقود، وهو ما دفع دوائر علمية دولية إلى التعبير عن قلقها من تحول المرافق العلمية إلى أهداف عسكرية في الحروب الحديثة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني تل أبيب أبحاث طبية صاروخ النزاع الإيراني الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علوم النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية بريطانيا سوريا قطاع غزة غزة معهد وایزمان
إقرأ أيضاً:
طهران تحذر من "تسييس المونديال".. إيران تطالب فيفا بالتدخل العاجل
وجهت إيران تحذيراً شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة بعد أزمة رفض منح تأشيرات لوفد منتخبها الوطني، معتبرة أن الخطوة تمثل خرقاً لمبادئ الرياضة العالمية وتتنافى مع مسؤوليات الدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم 2026.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في تصريحات نقلتها وكالة "إيرنا" الرسمية، إن طهران "ترفض بشكل قاطع تسييس كرة القدم أو استغلالها كأداة ضغط سياسي"، مضيفاً أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات تقويض حقوق رياضييها".
وأشار بقائي إلى أن الحكومة الإيرانية بدأت بالفعل إجراءات قانونية ودبلوماسية لمساءلة الجانب الأميركي، مؤكداً أن طهران "تنتظر من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن يقوم بدوره الكامل في حماية مبدأ المساواة بين المنتخبات المشاركة".
وكان الاتحاد الإيراني لكرة القدم قد كشف أن الولايات المتحدة منعت دخول رئيس الاتحاد والمدرب وسبعة من أعضاء البعثة، في وقت وصف فيه مراقبون القرار بأنه "سابقة خطيرة" قد تفتح الباب أمام نزاعات جديدة بين الدول المشاركة في البطولة.
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، في تصريحات سابقة، أن الفيفا "سيبذل قصارى جهده لضمان عدم حرمان أي منتخب من حقوقه في المشاركة أو الحضور لأي فعاليات رسمية تتعلق بالمونديال"، مشدداً على أن "الرياضة يجب أن تبقى بعيدة عن التجاذبات السياسية".
وتأتي الأزمة في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران وواشنطن توتراً متواصلاً على خلفية ملفات متعددة، أبرزها البرنامج النووي والعقوبات الاقتصادية. ويخشى المراقبون أن يمتد هذا التوتر إلى الساحة الرياضية مع اقتراب موعد قرعة المونديال.
وتعتبر إيران واحدة من أوائل المنتخبات الآسيوية التي ضمنت تأهلها إلى كأس العالم 2026، إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، بعد مشوار قوي في التصفيات القارية، ما يجعل مشاركتها في القرعة حدثاً محورياً في مسار التحضيرات للبطولة.
ويرى خبراء أن تصاعد الخلاف حول التأشيرات قد يدفع الاتحاد الدولي لوضع لوائح أكثر صرامة تجاه الدول المستضيفة مستقبلاً، لضمان التزامها بتسهيل إجراءات السفر لجميع المنتخبات دون تمييز.
وفي الوقت نفسه، تعوّل طهران على تدخل الفيفا خلال الفترة القادمة لحل الأزمة قبل أن تتفاقم، مؤكدة أن الرياضة يجب أن تظل جسراً للتواصل بين الشعوب، لا ساحة لتصفية الحسابات السياسية.