صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
في وقت بالغ الحساسية يشهده الشرق الأوسط، تتسارع الأحداث بين طهران وتل أبيب وسط مؤشرات متزايدة على دخول المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، بعد عودة الملف النووي الإيراني إلى الواجهة الدولية من جديد.
فبين تهديدات متبادلة وضربات محدودة تنسب لهذا الطرف أو ذاك، أصبحت الأوضاع تنذر باحتمال تحول الحرب الباردة بين الجانبين إلى مواجهة مفتوحة، تتجاوز حدود الوكلاء وتصل إلى صدام مباشر بين قوى إقليمية ودولية، في وقت يشهد فيه النظام العالمي اضطرابات عميقة وتغيرًا في التحالفات.
وتأتي هذه التطورات في ظل عجز المسارات الدبلوماسية عن تحقيق أي اختراق حقيقي في الملف النووي الإيراني، وتزايد القلق من أن تمضي طهران في استكمال مشروعها الذي ترى فيه بعض العواصم الغربية تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، بينما تعتبره إيران حقًا سياديًا لتطوير قدراتها العلمية والدفاعية.
أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيليةقال أحمد فؤاد أنور في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن إكمال المشروع النووي الإيراني يختلف تمامًا عن مجرد السعي أو محاولات الإحياء، وأضاف أن تحول البرنامج إلى قدرة نووية مكتملة يمنح طهران «حصانة» ورافدًا من الردع يصعب على أي طرف توجيه ضربة حاسمة ضدها.
أوضح أنور أن استمرار قدرة إيران على التحرك في هذا الملف يشير إلى أن الضربات التي نسبت للولايات المتحدة أو لإسرائيل لم تكن فعالة بما يكفي لوقف تطور القدرات الإيرانية، مضيفًا أن مجرد النقاش الحالي عن إحياء البرنامج دليل على محدودية أثر هذه العمليات.
نوه إلى أن المواجهة شملت ضربات متبادلة استهدفت مراكز وأهدافًا حساسة في الطرفين من عمليات اغتيال لعلماء إلى هجمات على منشآت استراتيجية ما يعكس منطق الردع المتبادل وتصاعد وتيرته في المنطقة.
لفت إلى أن عملية استهداف أهداف داخل إيران أو وصول ضربات من اليمن رغم بساطة وسائلها أثارت تساؤلات عن فعالية منظومات الدفاع الجوي المتفوّق عليها إعلاميًا، بما في ذلك منظومات متقدمة لطالما تم الترويج لقدراتها.
شدد أنور على أن توجيه ضربات واسعة لإيران لن يكون ممكنًا من دون موافقة أو مشاركة أميركية فعلية، وأن ذلك يزيد من تعقيد أي مسار عسكري محتمل ويجعل الخيارات السياسية والدبلوماسية أكثر أهمية.
وأكد أنور أن التعاون التقني والاقتصادي والاستخباراتي بين إيران وقوى كبرى قد يغير موازين القوة ويطيل أمد المواجهة إلى حرب استنزاف، وهو ما قد لا يخدم مصالح تل أبيب في سيناريو تصعيد طويل الأمد.
ختامًا قال أحمد فؤاد أنور إن المشهد الراهن يؤكد أن المنطقة أمام لعبة معقدة من الردع المتبادل والتحالفات المتعددة الأبعاد، وأن الحلول القصيرة النافذة العسكرية وحدها لن تكون كافية لاحتواء الأزمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الملف النووي الإيراني الشرق الأوسط طهران قوى إقليمية إسرائيل النووی الإیرانی
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني: نقل العاصمة من طهران إلى مدينة أخرى بات أمراً إلزامياً
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن نقل العاصمة من طهران إلى مدينة أخرى بات "أمراً إلزامياً" في ظل الأزمات البيئية والضغوط العمرانية التي تشهدها العاصمة المكتظة.
وفي كلمة له ، صرح بزشكيان قائلا "الميزانيات المحدودة أخّرت هذا القرار لسنوات، لكن الواقع اليوم أننا لم نعد نملك خياراً آخر. طهران لم تعد قادرة على تحمّل مزيد من السكان أو التوسع العمراني، ومشكلة المياه لا يمكن حلها ضمن وضعها الحالي".
وشدد الرئيس الإيراني على أن الجفاف غير المسبوق الذي تواجهه البلاد، خصوصاً في طهران، يجبر الحكومة على التفكير "بشكل جذري" في مستقبل العاصمة.
وجدير بالذكر أن بزشكيان وعدد من المسؤولين الإيرانيين أعلنوا قبل أسبوعين أنه "يجب إخلاء العاصمة إذا لم تهطل الأمطار".
كما كشف الرئيس الإيراني أن نقل المياه من الخليج إلى طهران يكلف "نحو 500 ألف تومان (10 دولارات) لكل متر مكعب"، مضيفاً "أي منطق يقبل بهذا الإنفاق؟ يجب أن نعيد رسم خريطة التنمية في إيران".