التجارة عبر البحر وتداخل الثقافات.. تعرفوا على تاريخ اكتشاف المحيطات بين الصين وأوروبا
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
توصلت شركات بناء السفن الصينية إلى حل مبتكر، وهو سفينة فو الثورية، لأنها دمجت تكنولوجيا الحاجز المانع لتسرب الماء لأول مرة، ومن شأن هذا الابتكار أن يمكّن السفن الصينية من الصمود في وجه أعتى العواصف.
على مدى قرون، كانت مدينة تشيوانتشو أحد أعظم موانئ الصين، حيث تبحر سفن فو بجميع أحجامها، حاملة الشاي والحرير والبضائع الثمينة الأخرى من الصين إلى بقية العالم.
وفي أوروبا، كانت سفينة ناو فيكتوريا الشهيرة أول باخرة تلف العالم كله، وكانت انطلاقة لاكتشاف العالم وتحويله إلى قرية كونية قبل عشرات السنين.
طريق الحرير البحريمارست الصين التجارة عن طريق البحر منذ آلاف السنين. وفي العصور القديمة، كان طريق الحرير البحري بمثابة رابط حيوي للعالم الخارجي.
لكن شحن البضائع، وخاصة تلك الثقيلة مثل السيراميك، كان مهمة محفوفة بالمخاطر.
ولتقليل تلك المخاطر، توصلت شركات بناء السفن الصينية إلى حل مبتكر، وهو سفينة فو الثورية، لأنها دمجت تكنولوجيا الحاجز المانع لتسرب الماء لأول مرة، ومن شأن هذا الابتكار أن يمكّن السفن الصينية من الصمود في وجه أعتى العواصف.
ويشرح لين بيزونغ، وهو من الذين ورثوا فن صناعة السفن، طريقة هندسة سفينة فو، وكيفية تقسيمها إلى غرف لتكون مقاومة للماء.
ولا يزال تقسيم الهيكل بهذه الطريقة يُستخدم حتى اليوم، فهذه الإستراتيجية تمنع السفينة من الغرق بالكامل في حالة وقوع أي حادث.
رحلة من البرتغال إلى العالمإذا كانت سفينة فو قد نقلت الصين إلى العالم، فإن سفينة ناو فيكتوريا دارت حول العالم بكل معنى الكلمة.
ففي عام 1519، شرع المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان في أعظم رحلة بحرية على الإطلاق. فأبحر من إشبيلية في أسطول مكون من خمس سفن، وكانت مهمته نيابة عن المملكة الإسبانية تتمثل في إيجاد طريق غربي إلى الجزر في إندونيسيا حاليًا.
كان ينتظره رحلة شاقة استمرت ثلاث سنوات تميزت بالتمرد والمعارك وفي النهاية وفاته.
ويقول خافيير خوان بولو، أحد البحارين على متن "ناو فيكتوريا": "حسنًا، لا يزال الإبحار صعبًا حتى في الوقت الحاضر رغم استخدام المحرك، وفي ذلك الوقت كانوا يعتمدون فقط على الريح التي كان من الضروري أن تهب من جهة مؤخرة السفينة".
ويضيف: "تخيلوا الوضع، من الصعب تحريك الأشرعة، خاصة في البحار الهائجة، لأنك تدفع مباشرة ضد الأمواج والتيار البحري، وكان عليهم دائمًا البحث عن الرياح".
عبر القائد البرتغالي المحيط الأطلسي ودخل المحيط الهادئ، وكان قد مرّ بظروف صعبة وواجه الأزمات بقوة، لكن هذه الفترة كانت بداية للرعب الذي كان ينتظره.
فمع عبور المحيط الهادئ الشاسع، بدأت المجاعة على متن السفينة، ولم تصل البعثة إلى اليابسة لمدة 100 يوم تقريبًا. من الصعب أن نفهم كيف كانت الحياة على هذه السفينة قبل خمسة قرون، لكننا نعرف أنها كانت مليئة بالمخاطر.
اكتشاف العالمويتابع خافيير قائلًا: "حسنًا، لم ينجُ الجميع في الواقع. وكانت المشكلة الرئيسية هي نقص المياه العذبة والفواكه والخضروات الطازجة. لم يتوقعوا حقيقة حجم المحيط الهادئ، لذلك لم يكونوا مجهزين بما يكفي للعبور. كما تم محاصرة بعضهم أو قتلهم على يد السكان الأصليين".
في نهاية المطاف، وصلت البعثة إلى الفلبين. ولكن بعد المطالبة بالأرض الجديدة لإسبانيا، قُتل ماجلان في معركة مع القبائل المحلية. واصل الناجون بقيادة الباسكي خوان سيباستيان إلكانو طريقهم.
أبحروا على متن سفينة ناو فيكتوريا بمفردهم عبر المحيط الهندي وحول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا عائدين إلى إسبانيا.
لقد اكتشفوا المحيط الهادئ للعالم الغربي. لقد جلبوا البهارات والبضائع والأطعمة الجديدة غير معروفة، وأنشأوا طرقًا تجارية مهمة للغاية وأصبح الأوروبيون أول من أدرك الحجم الفعلي للأرض.
ومن بين 250 رجلاً أبحروا في الأصل، عاد 18 فقط في ناو فيكتوريا، السفينة الوحيدة المتبقية. لكنهم أثبتوا أن عالمنا واحد، مما مهد الطريق للعولمة.
اسم الصحفي • Paul Hackett
شارك هذا المقال مواضيع إضافية شاهد: إسرائيليون يؤيدون الهجوم البري على غزة وأحدهم يقول: يجب محوها بالكامل فنحن نتعامل مع وحوش تقاليد الصين إبحار تاريخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تقاليد الصين إبحار تاريخ إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة غزة الشرق الأوسط لبنان حزب الله السياسة الإسرائيلية ضحايا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة غزة المحیط الهادئ السفن الصینیة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
بلومبيرغ: البحر ساحة نزاع اقتصادي جديد بين أميركا والصين
تدخل المواجهة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين مرحلة جديدة أكثر حساسية بعد أن تحوّل البحر إلى ساحة مواجهة مباشرة بين القوتين، إذ فرض الطرفان رسوما مرتفعة متبادلة على السفن وملّاكها، في خطوة يرى محللون أنها تنذر بإرباك واسع في تجارة الطاقة والسلع والأسواق الاستهلاكية، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ".
رسوم متبادلة وتصعيد في قلب طرق التجارة البحريةوأوضحت "بلومبيرغ" أن واشنطن بدأت في فرض رسوم على السفن الصينية بدءا من 14 أكتوبر/تشرين الأول، تنفيذا لقرار أعلنته إدارة الرئيس دونالد ترامب في أبريل/نيسان، لترد بكين بعد أشهر بإجراءات مضادة شملت فرض رسوم ومراقبة مشددة على السفن الأميركية وشركاتها، الأمر الذي فاقم التوتر في واحد من أكثر القطاعات الحيوية للاقتصاد العالمي.
وذكرت الوكالة أن شركة "هانوا أوشن" الكورية الجنوبية، إحدى أكبر شركات النقل البحري في آسيا، كانت من بين المتضررين المباشرين بعدما فرضت بكين عقوبات على وحداتها العاملة في أميركا، مما يعكس اتساع نطاق الصراع ليشمل شركات من دول ثالثة مرتبطة بسلاسل الشحن بين القطبين.
وأضاف التقرير أن تكاليف حجز ناقلات النفط الخام قفزت إلى أعلى مستوياتها خلال العام عقب إعلان الصين رسومها الجديدة على المواني، بحسب بيانات "مؤشر بالتك تانكر" الذي يقيس متوسط أسعار 12 خطا رئيسيا للناقلات.
ويشير محللو "بلومبيرغ" إلى أن هذا التصعيد "ينقل الحرب التجارية من مرحلة الإنتاج إلى مرحلة النقل"، في ظل اضطرار الشركات المالكة للسفن إلى إعادة ترتيب أساطيلها أو تغيير أعلامها أو مساراتها لتفادي العقوبات المتبادلة. ومع ذلك، فإن تلك الحلول المؤقتة "لم تصمد طويلا أمام تسارع الإجراءات الانتقامية".
انقسام في سوق الشحنويحذّر التقرير من أن استمرار النزاع سيؤدي إلى انقسام سوق الشحن العالمية إلى محورين متقابلين، الأمر الذي سيؤثر على تدفقات النفط والمعادن والبضائع الاستهلاكية، مؤكدا أنه "كلما طال أمد النزاع زاد الضرر الذي سيلحق بالشركات والمستهلكين على حد سواء".
إعلانوفي مقارنة لافتة، ذكّرت "بلومبيرغ" بما حدث في أعقاب العقوبات الغربية على النفط الروسي والإيراني، عندما ظهرت "أساطيل مظلمة" من السفن المتهالكة لتسيير التجارة بعيدا عن أعين العقوبات، وهو سيناريو تقول الوكالة إنه "قد يتكرر الآن ولكن على نطاق أوسع وأكثر خطورة".
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن تسييس التجارة البحرية بين واشنطن وبكين يُهدد بتحويل البحر المفتوح إلى ساحة نزاع اقتصادي جديد، محذّرا من أن "صناعة الشحن -ومعها مليارات المستهلكين في العالم- ستكون الخاسر الأكبر".