قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 ، إن هناك اجتماعات ستعقد قريبا مع مصر والإمارات وعددا من الدول العربية من أجل وقف العدوان وبحث مشروع ما بعد الحرب على غزة .

وأكد الرئيس عباس ضرورة وقف العدوان المتواصل على شعبنا بشكل كامل، و فتح جميع المعابر، ومضاعفة إدخال المساعدات الإنسانية، ورفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني ومنعه".

وثمّن الرئيس في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي، الموقف المصري والأردني الداعم لصمود شعبنا، والرافض لمخطط تهجيره، مشيرا إلى جاهزية السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها في قطاع غزة كما كانت تتحملها سابقا، كذلك في الضفة، بما فيها القدس ، كدولة فلسطينية واحدة.

وأشار إلى أن "هناك تواصلا دائما وتنسيقا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومع وزير الخارجية سامح شكري، أو رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل ، من أجل العمل على وقف العدوان فورا، فنحن ومصر والأردن متفقون على كل شيء، يضاف إلينا إخواننا في السعودية أيضا"، مؤكدا أهمية التواصل على المستويات كافة مع الأشقاء العرب.

وأوضح أن ما يحدث اليوم جريمة كبرى تُرتكب منذ أكثر من 80 يوماً ضد الشعب الفلسطيني، ليس فقط في غزة، وإنما في الضفة الغربية، بما فيها القدس أيضا، موضحا أن عدد الشهداء تجاوز حتى الآن 20 ألف شهيد، والجرحى حوالي 60 ألفا، وهناك أكثر من 7 آلاف مفقودون تحت الأنقاض.

ووصف ما حدث بالأمر البشع، الذي يحدث على مرأى العالم ومسمعه، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، معربا عن أسفه من موقف الولايات المتحدة الرافض لوقف هذه الحرب، والفيتو الذي يصدر عنها في كل مرة يحاول بها العالم ومجلس الأمن والجمعية العامة أن يوقفوها.

وتابع الرئيس عباس: "إن ما يجري على الأرض الفلسطينية هذه الأيام أكبر من كارثة، وأكبر من حرب إبادة، ولم يشهد شعبنا مثل هذه الحرب، حتى في نكبة عام 1948، ما يحصل الآن هو أبشع بكثير مما حصل وربما في أي بلد آخر، وغزة تحتاج الآن إلى عشرات المليارات لتعود على الأقل مكانا صالحا للعيش".

وأضاف: من يذهب إلى غزة لا يعرفها بسبب حجم الدمار الكبير في البنية التحتية، والمرافق، والممتلكات،  وما يحدث في الضفة بما فيها القدس ليس بالبعيد، فالمستعمرون الذين كانوا يعتدون على كل المدن، والقرى، والمخيمات، بشكل يومي بحماية جيش الاحتلال، الذي هو بات يقوم بهذه المهمة.

وأضاف، أن إسرائيل تقول إنها تدافع عن نفسها، وهذا كلام مرفوض، وغير منطقي، ولا يقبله أي عقل، تدافع عن نفسها من ماذا.

ونوه إلى أن مخطط إسرائيل هو أن تقضي على الوجود الفلسطيني، وهذا لن يحدث، فهذا مخطط نتنياهو شخصياً وحكومته الحالية، ولا أقول إن الحكومات السابقة بريئة، فهم جميعا يسعون إلى التخلص من الفلسطينيين، والسلطة الفلسطينية.

وبهذا الصدد، قال: نحن موجودون في غزة، ونقوم بواجبنا، ولم ولن نتخلى عنها، ورغم انقلاب حماس في عام 2007، إلا أننا موجودون طيلة الوقت إلى يومنا هذا، ولدينا 5 وزراء في الحكومة من غزة، 3 مقيمون فيها".

وأكد جاهزيته في أي وقت لعقد مؤتمر دولي، من أجل دراسة الوضع على أساس الشرعية الدولية، التي تتمثل في إقامة دولة فلسطين تشمل غزة، والضفة، والقدس، وهذا لا يوجد عليه خلاف".

وشدد الرئيس عباس على أن "إسرائيل لا تريدنا أن نعود، فهي تريد أن تبقى، وتستقطع أجزاءً من غزة، ولكن العالم برمته لا يوافق معها، ونظرياً أميركا هي الأخرى ترفض ذلك، فهي تستطيع بإشارة أن تطبق هذا، وأن تأمر إسرائيل بعمل ذلك".

وحول التضامن مع الشعب الفلسطيني، قال الرئيس عباس، "بعد السابع من أكتوبر لمدة 3 أو 4 أيام كان هناك رأي عام في أوروبا ضدنا، حكومات وشعوبا، ولكن بعد اللقاءات المباشرة والاتصالات مع الرؤساء ومع رؤساء وزراء، كثيرون منهم تغيرت مواقفهم، فهذه الدول بدأت مواقفها تتغير، هناك عدوان أريد أن يوقفوه، أريد سلاما حسب الشرعية الدولية لا أكثر ولا أقل".

وفيما يتعلق بإلغاء احتفالات الأعياد المسيحية، قال الرئيس عباس"نحن مع الكنيسة، وما تقرره الكنيسة نحن نؤيده، لأن هذا عيد وطني ونحن نحتفل به، عيد ميلاد سيدنا المسيح، وبفلسطين يعتبر عطلة وطنية قومية للشعب الفلسطيني، وبالمناسبة منذ المرحوم الرئيس أبو عمار وإلى يومنا هذا نحن نحضر شخصياً كل الأعياد، لأن هذه أعيادنا. الآن الوضع في كل مكان دمار وقتل واعتداءات، وتعرفون أن الكنائس في غزة تم تدميرها".

وحول الوضع في الضفة الغربية، قال "إسرائيل تريد في النهاية تهجير الفلسطينيين من غزة ومن الضفة، كما فعلت عام 1948، وهذا ما يتضح جليا بالاعتداءات المتواصلة".

وبشأن إمكانية أن تكون روسيا شريكاً في محادثات قادمة لحل الدولتين، قال "روسيا معنا 100% دون أي نقاش، والدعم المادي والمساعدات الإنسانية تتوفر من قبل روسيا إلينا باستمرار".

وقال الرئيس: "نحن ضد قتل المدنيين، ونتنياهو يقول إن أكبر جريمة ارتكبوها هي أوسلو، ويريدون التخلص من نتائجها، ولكن الشعب الإسرائيلي و الكنيست والحكومة الإسرائيلية كانوا معها وأيدوها ووقعوا عليها ومشينا في تطبيقها، والدليل على ذلك أننا هنا، السلطة الفلسطينية أنشئت هنا.

وحول الحوار الفلسطيني، قال الرئيس عباس: "مع الأسف الشديد دائما نسمع كلمة الحوار الفلسطيني، وكثير من أشقائنا والدول يستخدمون المصالحة الفلسطينية ، فالجهود لم تتوقف بتاتا، وآخرها في مدينة العلمين المصرية، وأدعو الكل دون استثناء إلى وحدة وطنية وإلى وحدة القرار الفلسطيني، فنحن متفقون على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والالتزام بالشرعية الدولية، ثم المقاومة الشعبية السلمية، وبعدها ندعو إلى الحل السياسي.

وقال الرئيس عباس: إن دولة فلسطين تحظى باعتراف 142 دولة، وهي أيضا تعترف بحل الدولتين، ما يعني أغلبية الأمم المتحدة، لكننا نطالب بالاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.

وأوضح، أن إسرائيل عندها نظرية خاطئة، أو نظرية مخترعة اسمها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، على أساس أنه لا يوجد فلسطينيون، لكننا موجودون من أيام الكنعانيين، موجودون قبلهم، نحن موجودون، نحن أهل البلد، نحن موجودون وعندنا دولة، واعتراف عالمي برؤية الدولتين.

وحول المستوطنات، جدد الرئيس التأكيد على أنها غير شرعية، بل أمر واقع، وسيأتي اليوم الذي تزول به المستوطنات، وتقام به الدولة المستقلة.

وتطرق الرئيس عباس إلى القضايا الاقتصادية، وقال: إسرائيل تشن حربا اقتصادية شديدة علينا، مشيرا إلى أنه بموجب اتفاق باريس إسرائيل تجمع لنا الضرائب وتحصل على 3%، ومجموع ما تجبيه إسرائيل الآن حوالي مليار دولار، ومع الأسف لا دعم ولا مساعدات تصلنا".

وقال "أنا عشت تماما أزمة نكبة 48، عشت المأساة، فقد خرجت لاجئا من بيتي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش في مآسٍ، لكن في صبر، وأمل يستحيل أن ينتهي، وكل همي أن أبقي الأمل لدى الناس، والأمل قائم، لكن أمثال نتنياهو يضيقون علينا، ونعيش الضيق الآن في أسوأ حالاته، لكن عندنا أمل، ويجب ألا نفقده.

ودعا الرئيس العالم أن يفهم أننا شعب مثل بقية الشعوب نستحق الحياة والاستقلال، وأن نعيش كباقي البشر أحرارا، ولا يجوز أن نبقى إلى الآن، بعد 76 عاما تحت الاحتلال، فلا يوجد شعب حتى الآن يرزح تحت الاحتلال غير شعبنا.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: قال الرئیس عباس فی الضفة

إقرأ أيضاً:

هذا كل ما تغير في موقف العالم من حرب إسرائيل

لماذا الآن؟ هذا هو السؤال. لماذا الآن؟ لماذا بدأ المد يتحول فيما يتعلق بغزة بعد تسعة عشر شهرا من الهجوم المتواصل الذي كان واضحا للعيان أمام الجميع، والذي أعلنت عنه السلطات الإسرائيلية نفسها؟

يختلف التغير المشهود خلال الأسبوع الحالي في نبرة حديث قادة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي اختلافا واضحا عن هراء الإعراب عن «الخوف»، والتأكيد لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. فالخطاب الآن يقول: إن أفعال إسرائيل «غير مبررة أخلاقيا»، و«غير متناسبة بالمرة»، وإن تهديدات قادتها «بغيضة». وبعض من هذا سوف يستمر في المستقبل. فقد ارتقت الحرب إلى مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وهذا ما لا يمكن إنكاره، ولا يمكن الدفاع عنه، ولا يمكن التلاعب فيه. كان بوسع البعض أن يجادلوا في الأمر على مدى عام ونصف العام، لكن الآن لا يمكن لأحد الوقوف إلى منبر أو الجلوس إلى مائدة عشاء والقول بحجة تسوغ قتل مائة شخص كل يوم مثلما حدث في الأسبوع الماضي، أو أن لإسرائيل أي خطة عدا ما يعلنه قادتها المرة تلو المرة إذ يتكلمون عن التهجير والاستيطان. فقد ولَّى زمان التذرع بحجة أن هذا كله يرمي إلى إزالة حماس، وتركت إسرائيل حلفاءها، مثلما قال حلفاء لها في وسائل الإعلام البريطانية، وظهرهم للجدار.

ولكن بين الإدانة والغضب فجوة، فضلا عما يحدث على الأرض؛ فعندما يتعلق الأمر بإسرائيل تكون أدوات اللوم الدولي مكسورة. على مدار الحرب باتت المنظمات الدولية، والبعثات الإنسانية، ومحاكم العدل تعد عديمة الحيلة؛ بسبب عجزها عن تحويل ما تتوصل له من نتائج إلى أفعال. والكلام وحده لا معنى له؛ فغاية أمره أنه يرتد عن القبة الحديدية التي تتمترس بها إسرائيل من العقاب. وفي كل يوم يستيقظ العالم ليواجه قيادة إسرائيلية تنتهك كل قانون من قوانين الأخلاق أو المنطق؛ فالضحايا هم المعتدون، وعمال الإغاثة الإنسانية هم المنحازون، والجيش الذي يقتل عمالا غير مسلحين في المجال الطبي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، والأعلى هو الأسفل.

ومع أن التغير في لغة حلفاء إسرائيل الدوليين لافت للنظر؛ فسوف يكون من الخطر أن نغالي في تقدير أهمية ذلك. إذ لا يقتصر الأمر على عدم اكتراث السلطات الإسرائيلية، ولكنها تستمد قوة من الإدانة التي تثبت أن إسرائيل واقفة وحدها، ولا بد لها من الصمود؛ لأنها كالعادة تتعرض لسوء الفهم والتمييز، ولأنها محاطة بالأعداء. ثم إن هذا التغير لا يبدو فتحا عظيما إلا عند مقارنته بما سبقه. فلوقت طويل للغاية كان وصف ما يجري في غزة المستحق أمرا يستجلب تشويه السمعة بل التجريم؛ فثمة أشخاص موجودون الآن رهن الاحتجاز متهمون بوصف الواقع. وغاية القول هو أن العام ونصف العام الماضيين قد شهدا سلسلة من الفتوح التي لم تفض إلى شيء: من مظاهرات تاريخية، وتغير هائل في الرأي العام العالمي، وصراع في قلب المؤسسات السياسية والقانونية والأكاديمية في الغرب حول حق الاحتجاج على الإبادة الجماعية الجارية. حتى أصبحت فلسطين ـ وهي القضية التي كانت في حين من الدهر قضية هامشية ـ من قضايا المتن التي تكمن في القلب من السياسات والخطاب في الغرب. ومع ذلك؛ في ظل تقاعس الحكومات ذات النفوذ على إسرائيل عن العمل لم ينقذ شيء من ذلك روحا ولم يُنجِ نفسا.

غير أنه لا يزال في هذه اللحظة ما يمكن التوسع فيه ليصبح أمرا ذا معنى. فالسياسة تنزع إلى الثبات، من قبيل الحفاظ على التحالفات والوضع القائم. وتغيير ذلك يستوجب أزمة حقيقية، غير أن إسرائيل تمكنت من تصعيد حملتها على غزة إلى مستوى تجاوز حتى ذلك الحاجز العالي. وباكتفاء الحكومات بالمشاهدة بينما يتضور شعب جوعا، وتزهق أرواح أمام أعين الجميع، وتبرز ضلوع في صدور أطفال هامدين وتغور عيونهم في محاجرها؛ فإن هذه الحكومات تتعرض لوصمة التواطؤ. ولا علاقة لحرمان شعب من الطعام، وفرض هذه القوة عليه، بحملة عسكرية ذات أهداف استراتيجية لها أضرار جانبية مؤسفة، وإنما يتعلق بإنشاء جيتو عقاب جماعي. فنحن الآن شهود على كتابة فصل حاسم من فصول التاريخ. والذين يرعون هذا العمل معروفون بوضوح، وداعمون ومتعاطفون، ولكنهم يبدون الآن منزعجين من الوضع الذي يجدون أنفسهم فيه. وللزمن أيضا دوره؛ فقد طال الأمر كثيرا، وبات واضحا أنه يستحيل فرضه من خلال الاعتياد على القتل الجماعي. ولكن قد يكون هذا أيضا هو سمة الطور الراهن من أطوار حملة إسرائيل، وهو بوضوح شديد أشد همجية وسفورا في نواياه من الأطوار السابقة.

لو أن الموقف الجديد الذي يتبناه القادة الغربيون يرمي إلى اتقاء المحاسبة فهو قليل للغاية ومتأخر كثيرا؛ فقد اكتملت السجلات توثيقا بالفعل. ولو أنه يرمي إلى ردع إسرائيل عن مواصلة خططها لتقويض الحياة، وإرغام الشعب على الرحيل، وتجويع من يبقون منه وقتلهم؛ فإن هؤلاء القادة يواجهون قوة ضاربة مستعملين في مواجهتها ما لا يتجاوز البيانات الصحفية. ولا تزال الفجوة بين أفعال إسرائيل وردود أفعال العالم شديدة الاتساع تفتقر إلى التناسب. ولقد وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفعل إهانات لفرنسا، والمملكة المتحدة، وكندا متهما حكومتها بالوقوف في صف حماس لا لشيء عدا إقرارها بما هو واضح: وهو أن إسرائيل يجب أن تتوقف عن قتل الناس وتجويعهم. ففي أي عالم يعلن عضو في حكومة أن حكومته تعتزم محو البقية الباقية من منطقة وتهدف «بعون الرب» إلى إزالة سكانها؛ فلا يكون الرد على ذلك إلا محض تهديدات مبهمة بـ«عمل ملموس»؟ وأي رادع هو اللازم؛ لكي لا يحث مرة أخرى أن تذهب طبيبة إلى العمل ثم ترجع إلى رفات تسعة من أطفالها العشرة، وقد هلكوا بضربة واحدة؟

سوف يقتضي الأمر أكثر من مراجعة محادثات التبادل التجاري المستقبلية بين إسرائيل والمملكة المتحدة وتعليقها. فهذه الآليات وإشارات الاستنكار والاستياء الرامية إلى تحفيز الخارجين على القانون للرجوع إلى الصفوف قد حولتها إسرائيل إلى حطام واستفادت من بعدها عنها، فلا بد للإجراء اللازم أن يبدل المخاوف والافتراضات القديمة تبديلا. وأول ما يجب تبديله هو الاعتقاد السخيف بأن إسرائيل حليف يمثل عنصر استقرار في منطقة معادية، وأنها بلد يشترك مع الغرب في قيم حضارية ومن ثم يجب دعمه. والثاني هو الخوف من أن الانفصال عن إسرائيل سوف يخرب ترتيبات أمنية وتآزر تاريخي؛ فإسرائيل في نهاية المطاف قد فعلت ذلك بنفسها إذ أجهزت على ثوابت سياسية وأخلاقية عالميا وإقليميا، ولم يجارها حلفاؤها في ذلك بعد. وفور القبول بهذه الحقائق؛ فالأدوات التي يسهل استعمالها لمعاقبة البلاد جاهزة للحشد. وتبقى الولايات المتحدة هي الطرف ذو النفوذ الأكبر، لكنها ليست الفاعل الوحيد. فبلاد الاتحاد الأوروبي تمثل ثلث إجمالي التجارة العالمية لإسرائيل؛ لذا ينبغي السعي لفرض حظر. ولا بد من فرض عقوبات، لا على المستوطنين فقط وإنما على الساسة أيضا في الحكومة ممن أعانوا أولئك المستوطنين. ولا بد من احترام أحكام المحكمة الجنائية الدولية الصادرة بحق القيادة الإسرائيلية. ولا بد من تفعيل حصار يرسخ عمليا وضع الدولة المنبوذة الذي اكتسبته الحكومة الإسرائيلية منذ أمد بعيد من حيث المبدأ.

وحتى في هذه الحالة لا يجب أن يكون هذا كله إلا البداية، البداية المتأخرة إلى درجة مأساوية. وبوسع المرء أن يفسر لماذا لم يحدث شيء من ذلك حتى الآن؛ فذلك بسبب الآمال في أن يبقي دعم إسرائيل على بعض النفوذ، وبسبب المخاوف من أن يكون في اتخاذ إجراءات قوية تجزئة لإيران، وبسبب الولاء لفكرة الدَيْن التاريخي، والخوف من عالم مضطرب قد ينجم عن القطيعة مع إسرائيل. ولكن هذا العالم بات قائما بالفعل، ولم يعجّل قدومه إلا الجبن بدلا من أن يمنع قدومه.

والفلسطينيون من غزة إلى الضفة الغربية هم الذين يدفعون الثمن غاليا لهذا التقاعس، ولكن بقية العالم أصيبت أيضا بجرح غائر. ولو لم يحدث شيء فإن تفاقم هذا الجرح معنويا وسياسيا سوف يحيق بالعالم كله.

مقالات مشابهة

  • أخبار جنوب سيناء| لجنة وزارية لتقييم مشروع البطل الأولمبي.. واستمرار اجتماعات حزب الجبهة الوطنية
  • 4 اجتماعات لـ "خطة النواب" لاستكمال مناقشة موازنات الوزارات والهيئات للعام 2025/2026
  • الأردن: إسرائيل تمعن في التعدي على حق الشعب الفلسطيني
  • مصادر: البيت الأبيض متفائل بإمكانية إنهاء الحرب في غزة قريبا
  • توضيح حول تنفيذ تدريب مشترك للجيش المصري مع إسرائيل في دولة عربية
  • الرئيس اللبناني يزور بغداد قريباً والوقود ونفط كركوك أبرز ما في أجندته
  • الرئيس عباس يتسلم التقرير السنوي لهيئة مكافحة الفساد لعام 2024
  • عباس في بيروت.. عاد الرئيس وبقي السلاح
  • الرئيس العراقي لـCNN: هناك نية عربية حقيقية لإعادة إعمار غزة.. وهذا ما قاله عن “بارقة أمل” لحل النزاعات
  • هذا كل ما تغير في موقف العالم من حرب إسرائيل