للإبادة وجوه كثيرة .. التجويع سلاح حرب فعال في إثيوبيا وغزة
تاريخ النشر: 1st, August 2025 GMT
في عالم يشهد تكرار الأزمات الإنسانية وسط صمت دولي مطبق، يبرز استخدام "التجويع كسلاح حرب" كواحد من أبشع الأدوات التي تستهدف المدنيين ببطء، دون قنابل أو صواريخ. هذا السلاح القديم المتجدد، الذي أودى بحياة مئات الآلاف في إثيوبيا، يعاود الظهور اليوم في قطاع غزة، ليحاصر سكانه وسط دمار الحرب وغياب الغذاء والدواء.
في ثمانينيات القرن الماضي، كانت مأساة تيجراي في شمال إثيوبيا عنوانًا لمأساة إنسانية رسمت ملامحها يد الدولة لا قسوة الطبيعة.
فكما تشير الكاتبة "جيل واردن" في مقالها المنشور في صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، فإن الحكومة الإثيوبية آنذاك تعمدت حجب المساعدات الغذائية عن إقليم تيجراي لإخضاعه بالقوة، في واحدة من أبشع الجرائم السياسية التي قدمت على أنها "كارثة طبيعية".
كانت الحكومة الإمبراطورية في عهد هيلا سيلاسي سباقة في هذا النهج القمعي؛ حيث لم تكتف بمنع الغذاء، بل أقنعت حليفتها بريطانيا بشن غارات جوية على تيجراي عام 1943 لقمع التمرد، في مشهد يعكس كيف يمكن للتحالفات الدولية أن تسهم في تجويع الشعوب بدلًا من إنقاذهم.
ومع توقيع اتفاق بريتوريا في 2022 لإنهاء حرب دموية راح ضحيتها أكثر من 600,000 تيجرايي، ظن كثيرون أن السلام قد حل. لكن الواقع يؤكد أن التجويع لا يزال مستمرًا، والنازحون غير قادرين على العودة إلى منازلهم في ظل احتلال أراضٍ تيجراوية من قبل قوات إثيوبية وأخرى إريترية.
غزة: كارثة إنسانية بلا صواريخفي عام 2025، باتت غزة نموذجًا حيا آخر على استخدام التجويع كسلاحٍ سياسي وعسكري. لكن، وكما كتبت "جابي هينسليف": "هذه المرة، لا توجد كارثة طبيعية. ما يحدث هو حصار مقصود، مدروس، وممنهج".
تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول الغذاء والوقود إلى القطاع، وتقيد عمل وكالات الإغاثة، بل وتتهم باستخدام نقاط التفتيش والمعابر كأداة عقاب جماعي، وسط سكوت دولي مطبق. حتى المساعدات المحدودة التي تدخل عبر مؤسسات دولية، تواجه أحيانًا بعرقلة أو إعادة توجيه لا تضمن وصولها إلى المستحقين.
ولا تختلف هذه الأساليب كثيرًا عما حدث في تيجراي، حيث تستخدم أدوات الدولة والمنظمات الموالية لها في صناعة المجاعة لا مواجهتها. أطفال غزة يموتون اليوم ليس فقط تحت القصف، بل من الجوع ونقص الماء وتلوث الهواء، في مشهد يعيد للأذهان صور المجاعات التاريخية في إفريقيا والبلقان، ولكن هذه المرة تحت سمع وبصر العالم المتحضر.
سلاح بلا ضجيج.. لكنه أشد فتكًاتكمن خطورة "التجويع كسلاح" في أنه لا يحدث فجأة، ولا يترك وراءه حطامًا ماديًا يسهل توثيقه. بل هو موت بطيء، يومي، يتسلل إلى البيوت عبر بطون فارغة وأطفال يعانون من الهزال وسوء التغذية.
وهو سلاح يستخدم دون إعلان، ولا يدان دوليًا بالقدر الكافي، رغم كونه مجرمًا بموجب القانون الدولي، ووفقًا للبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، الذي يحظر "تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب".
ورغم هذا، لا تزال سياسات الحصار والمجاعة تستخدم دون مساءلة، سواء في غزة أو في تيجراي، مما يكشف فشل النظام الدولي في حماية المدنيين وتطبيق القانون الإنساني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة سلاح حرب الجوع التجويع إثيوبيا تيجراي
إقرأ أيضاً:
رئيس إنبي: إلغاء الهبوط كارثة.. ولن يتكرر هذا الموسم
أبدى أيمن الشريعي، رئيس مجلس إدارة نادي إنبي، استغرابه من الأصوات التي تطالب بإلغاء الهبوط في الدوري الممتاز هذا الموسم، مشددًا على أن مثل هذا القرار سيكون "كارثة حقيقية" على كرة القدم المصرية.
وقال الشريعي في تصريحات إذاعية الساعات الأخيرة، إن رابطة الأندية المحترفة لن تتجه إلى إلغاء الهبوط مرة أخرى، موضحًا أن الموسم الحالي انطلق وسط ظروف صعبة بمشاركة 21 فريقًا بعد اتفاق جماعي من الأندية.
وأضاف رئيس إنبي: "حتى الآن، تسير الأمور بشكل جيد في بطولة الدوري، لكني أتوقع أزمات في الفترة المقبلة بسبب العدد الكبير للأندية المشاركة، ومع ذلك لا أعتقد أن الرابطة ستكرر قرار إلغاء الهبوط مرة ثانية، لأنه سيزيد عدد الفرق إلى 24، وهو رقم مبالغ فيه ويهدد جودة البطولة وتنظيمها".
وأكد أن فكرة إلغاء الهبوط تهدم مبدأ المنافسة العادلة، مشيرًا إلى أن الفرق مطالبة بتحسين نتائجها في الملعب بدلًا من انتظار قرارات استثنائية، قائلاً: "لا يمكن أن نعاقب الفرق المجتهدة ونكافئ الفرق التي لم تحقق نتائج جيدة".
وتطرق الشريعي للحديث عن أداء فريقه، قائلاً: "أنا راضٍ عن مستوى إنبي هذا الموسم، خاصة في ظل اعتمادنا على مجموعة من اللاعبين الشباب. التجربة ناجحة حتى الآن، والفريق يقدم كرة قدم مميزة رغم بعض الأزمات التي نعمل على تجاوزها".
وأوضح أن قطاع الناشئين في إنبي يعد من أنجح القطاعات في مصر، مؤكدًا أن معظم الأندية الكبرى تستفيد من لاعبي النادي: "لا يوجد نادٍ في مصر، بما فيهم الأهلي والزمالك، يخلو من لاعب أو اثنين من ناشئي إنبي".
وختم حديثه بالإشادة بالجهود المبذولة لتطوير النادي منذ توليه المسؤولية في 2021، قائلاً: "عملنا على استعادة هوية النادي وتطوير قطاع الناشئين، ونجحنا في تقديم أكثر من موهبة للفريق الأول، وهو ما يجعلنا فخورين بما تحقق خلال السنوات الأخيرة".