أين تختبئ الذكريات؟ دراسة جديدة تكشف مفاجأة مذهلة
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
توصل باحثون إلى الخلايا العصبية المسؤولة عن "ذاكرة الأحداث/الأشياء" وما يترتب على هذه الأحداث/الأشياء من نتائج، مما أدى إلى تعميق فهمنا لكيفية تخزين الدماغ واسترجاع تفاصيل "ما" حدث وتقديم هدف جديد لعلاج مرض ألزهايمر.
تتضمن الذكريات ثلاثة أنواع من التفاصيل: المكانية والزمانية والأحداث، "أين ومتى وماذا" الحدث.
وتعد الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر" (Nature) أواسط أغسطس/آب الحالي والتي أعدها باحثون من جامعة كاليفورنيا في إيرفين بالولايات المتحدة، هي الأولى التي تكشف عن دور خلايا محددة في كيفية تصنيف الدماغ للمعلومات الجديدة وتذكرها، خاصة عندما ترتبط بالمكافآت أو العقوبات.
وقال المؤلف المسؤول كي إيغاراشي، الزميل المستشار والأستاذ المشارك في علم التشريح وعلم الأحياء العصبي، إن "فهم هذه العملية أمر بالغ الأهمية لأنه يعمق رؤيتنا للطريقة الأساسية التي تعمل بها أدمغتنا، وخاصة في التعلم والذاكرة". وأضاف "تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على الدوائر العصبية المعقدة التي تمكننا من التعلم من تجاربنا وتخزين هذه الذكريات بطريقة منظمة".
تعمل عدة أجزاء من الدماغ معا على صناعة الذكريات التي نحملها معنا كل يوم للمدرسة والجامعة والعمل وفي الحياة الاجتماعية والأنشطة الرياضية. الحصين والقشرة هما جزآن من الدماغ يعملان لمنحنا الذاكرة. وتُعد القشرة الشمية الجانبية واحدة من المناطق الوسيطة التي تدعم التفاعلات بين الحُصين والقشرة، وهي تحتضن الخلايا العصبية التي تشير بشكل استباقي إلى الأحداث الماضية في بيئة مألوفة.
القشرة الشمية الجانبية هي شريك تفاعلي رئيسي للحُصين، مهيأة للمشاركة في روابط الذاكرة السياقية. أظهرت دراسات حديثة في الجسم الحي أن الخلايا العصبية في القشرة الشمية الجانبية تُشفّر الروائح، وجدة الأشياء، وارتباطات الأشياء بالمكان، والأهمية السياقية، والبنية الزمنية، وارتباطات الإشارات بالمكافآت.
درس الباحثون أدمغة الفئران، مع التركيز على الطبقات العميقة من القشرة الشمية الداخلية الجانبية، حيث اكتشفوا خلايا عصبية متخصصة، تتعلق بتذكر الأشياء وما ينتج عنها وهي مهمة لعملية التعلم.
الروائح هي إشارات حسية مهمة لذاكرة الأشياء في الفئران. أصبحت بعض الخلايا العصبية نشطة عند تعرضها لرائحة الموز المرتبطة بمكافأة ماء السكروز. واستجابت خلايا عصبية أخرى لرائحة الصنوبر المرتبطة بنتيجة سلبية للماء المر. تم تشكيل خريطة ذهنية مقسمة إلى هاتين الفئتين في القشرة الشمية الداخلية الجانبية.
من الناحية التشريحية، ترتبط الخلايا العصبية الموجودة في الطبقة العميقة من القشرة الشمية الداخلية الجانبية ارتباطا وثيقا بالخلايا العصبية في منطقة أخرى من الدماغ، وهي قشرة الفص الجبهي الإنسي. لاحظ أعضاء الفريق أن الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي الإنسي طوّرت خريطة ذهنية مماثلة أثناء عملية التعلم.
ووجدوا أيضا أنه عندما تم تثبيط نشاط الخلايا العصبية في القشرة الشمية الداخلية الجانبية، فشلت تلك الموجودة في قشرة الفص الجبهي الإنسي في التمييز بشكل صحيح بين العناصر الإيجابية والسلبية، مما أدى إلى ضعف التعلم.
على العكس من ذلك، عندما تم تثبيط الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي الإنسي تعطلت تماما قدرة القشرة الشمية الداخلية الجانبية على الاحتفاظ بذكريات العناصر منفصلة، مما أدى إلى إضعاف التعلم واسترجاع ذاكرة الأشياء/الأحداث. أشارت هذه البيانات إلى أن القشرة الشمية الداخلية الجانبية وقشرة الفص الجبهي الإنسي تعتمدان على بعضهما اعتمادا مشتركا وتعملان معا لتشفير ذاكرة الأشياء/الأحداث.
وقال إيغاراشي، وفقا لموقع يوريك أليرت، "تمثل هذه الدراسة تقدما كبيرا في فهمنا لكيفية إنشاء ذاكرة العناصر في الدماغ، وتفتح هذه المعرفة الآن آفاقا جديدة لدراسة اضطرابات الذاكرة مثل مرض ألزهايمر".
وأضاف "تشير بياناتنا إلى أن الخلايا العصبية الخاصة بذاكرة الأشياء/الأحداث في القشرة الشمية الداخلية الجانبية تفقد نشاطها مع مرض ألزهايمر. إذا تمكنا من إيجاد طريقة لإعادة تنشيط هذه الخلايا العصبية، فقد يؤدي ذلك إلى تدخلات علاجية مستهدفة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخلایا العصبیة فی مرض ألزهایمر
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف سرًّا عمره 4500 عام حول بناء أول هرم مصري
يخلص الباحثون إلى أن "جسر المدير" والقسم الجنوبي من الخندق الجاف شكّلا معًا نظامًا هيدروليكيًا موحدًا، لم يُستخدم فقط في البناء، بل أيضًا لتلبية الاحتياجات اليومية للمشروع من مياه نظيفة ومنظمة. اعلان
في اكتشاف قد يعيد كتابة فصول من تاريخ الهندسة القديمة، قدّم باحثون في ورقة بحثية ما قبل الطباعة أدلة جديدة تشير إلى أن هرم زوسر، المدرج أقدم الأهرامات المصرية الضخمة تم بناؤه باستخدام نظام هيدروليكي متطور يسبق بكثير ما كان يُعتقد سابقًا عن معرفة المصريين القدماء في هذا المجال.
وبحسب الدراسة، فإن البنية الداخلية للهرم المدرج، الذي يعود تاريخه إلى نحو 4500 عام، تتوافق مع آلية رفع هيدروليكية لم تُسجّل من قبل في تلك الحقبة. ويشير الباحثون إلى أن المهندسين القدماء استخدموا ما وصفوه بـ"أسلوب البركان"، حيث دفع ضغط المياه الكتل الحجرية الضخمة من داخل الهرم إلى مواقعها النهائية بدقة هندسية مذهلة.
ويُعتقد أن هذا النظام لم يكن معزولًا، بل جزءًا من شبكة هيدروليكية متكاملة تشمل معالم محيطة لم تُفسَّر بشكل كافٍ حتى الآن. ومن بين هذه المعالم، "سور جسر المدير"، وهيكل ضخم في مجمع سقارة لا يزال غامضًا.
ووفقًا للباحثين، فإن هذا السور يتمتع بخصائص سدّ حاجز، صُمم لحجز المياه والرواسب، ما يشير إلى وجود بحيرة مؤقتة غرب مجمع زوسر.
Related إيلون ماسك : كائنات فضائية بنت الأهراماتشاهد: السيدة الأمريكية الأولى تزور الأهرامات والجامع الأزهر في مصرمصر تعلن عن اكتشاف أثري جديد يضم 14 تابوتا مغلقا قرب أهرامات الجيزةوتكشف الخرائط الجيولوجية لمستجمعات المياه القريبة أن أحد روافد النيل كان يمر بالمنطقة، مما جعل من الممكن توجيه التدفقات المائية عبر "خندق جاف" يحيط بموقع الهرم. وقد ساعد هذا التصميم على نقل المواد وتشغيل النظام الهيدروليكي المستخدم في رفع الحجارة.
وفي أحد أقسام هذا الخندق، عثر الفريق على هيكل صخري خطي يحتوي على سلسلة من الحجرات العميقة التي تُظهر خصائص تقنية تشبه إلى حد كبير محطات معالجة المياه الحديثة.
ويشمل الهيكل حوض ترسيب، وحوض احتجاز، ونظامًا للتنقية ما يدل على فهم متقدم لإدارة جودة المياه وتنظيم تدفقها.
ويخلص الباحثون إلى أن "جسر المدير" والقسم الجنوبي من الخندق الجاف شكّلا معًا نظامًا هيدروليكيًا موحدًا، لم يُستخدم فقط في البناء، بل أيضًا لتلبية الاحتياجات اليومية للمشروع من مياه نظيفة ومنظمة.
وتشير التقديرات إلى أن كميات المياه المتاحة في المنطقة كانت كافية لدعم هذا النظام المعقد طوال مراحل الإنشاء.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة