إفيه يكتبه روبير الفارس: "نظرية شيبوب"
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قدم الفنان الجميل سعيد أبو بكر شخصية "شيبوب" في فيلم "عنتر ابن شداد" بطولة فريد شوقي وكوكا، وإخراج نيازي مصطفى عام 1961. وشخصية شيبوب هي شخصية ظريفة لمساعد البطل الذي يتمتع بخفة ظل، شخصية محببة للمشاهد ومعاونة في تصاعد الأحداث. ولكن هذه الشخصية حملت طيات ومواقف عجيبة ومتناقضة تجعلها مادة خام لنستخدمها في إسقاطات تناسب أيامنا وأوجاعنا ووقائع لا تخلو من العجب وتثير الاندهاش والبكاء معًا.
"شيبوب" يا سادة، يتجلى كظاهرة حياتية في نماذج بشرية عديدة تجدها تحيط بك وتكتم أنفاسك، بل وتثير شهيتك للضحك الأسود، فهو معبر عن شلة من أنصاف المتعلمين، بل ورجال دين كثيرين. يتفقون معه في نظريته الغريبة غير المنطقية لأنهم أعداء للمنطق والعقلانية، وكيف ذلك؟ لم يكن شيبوب في الفيلم "أعمى أو أعور"، ومع ذلك عندما يجد فتاة جميلة يغازلها طارحًا عليها نظريته قائلًا: “إنتي تقلعي لي عين وأنا أقلع لك عين ونعيش عور إحنا الاثنين”، ولماذا يا شيبوب؟ فقد خلقك الله كامل النظر والرؤية، فلماذا تختار أن تكون أعور؟ يبدو أن "العوار" أمر عقلي يريح المرء في رؤية الحياة بعين واحدة، فتجده يسقط في الجزئيات دون الكليات، ولا يمكن أن يكون صورة كاملة. وبالعين الواحدة يبتر السطور من الروايات والكتب والمشاهد والأفكار، بل ويبتر الأشخاص. ويتقمص شخصية القرصان الذي يقتنص بعينه الواحدة الفريسة التي يراها، إنها نظرية مريحة لشخص يمجد وحدانية خربة، يعلمها رجل دين حيث يقلعون عينك بتعاليمهم العوراء، يقدمون "الخرافة لا العلم"، "الدروشة لا العقلانية"، "الموروث لا المدروس ولا المفحوص". فمنظورهم الأعور يتم الحكم به على الأشياء والأشخاص والأفعال، وعندما تطلب من أتباعهم أن يفتح كلا عينيه على الآخر، يرفض، إنه مثل شيبوب تمامًا، يريد أن يرى الكل مثله، يقرأ فقط ما يقرأه ويفهمه على طريقته،. يجد في الهزيمة نصرًا، وفي الإرهاب بطولة، وفي التعدد بدعة وهرطقة وزندقة للأسف، نظرية شيبوب ودعوته لنعيش عور تجد صدى وترحابًا كبيرًا في مجتمعاتنا ومؤسساتنا الكثيرة، رغم هزليتها الشديدة.
"شيبوب" أيضًا صوته عالٍ، فيعلن عن نظريته وحضوره بصوت مجلجل رنان. ودون خجل أو تردد، إنها ثقة الجاهل المرعبة. وهكذا صوت الجهلاء عالٍ لأنه جزء من خطتهم لنشر أفكارهم. وتجد الجاهل ينتصر بصوته لا بمنطقه في أي حوار أو مناظرة. ولعن الله من جعل الميكروفون، بأشكاله المختلفة من إعلام وسوشيال ميديا، سلاحًا في يد المتسلطين ليصل صوتهم النشاز بالإكراه حتى لمن يرفضهم.
وطوال الفيلم، يبرع "شيبوب" في سرقة الكاميرا بخفة دمه ونكاته المستمرة، وبهذه النكات وخفة الدم يتسلل للمشاهدين، وهكذا تجد له أتباعًا كثيرين يوظفون خفة دمهم لدس أفكارهم المسمومة، ويجذبون الجماهير العريضة المأخوذة بسحر الفكاهة رغم مرارة واقعهم.
كذلك، تجد "شيبوب" على عكس شخصية "عنتر"، رغم أنه شقيقه، لا يهتم بحريته، بل يخضع لعبوديته خانعًا وراضيًا، بل وسعيدًا، والأهم عنده هو أكل “الدشيشة والبسيسة والهريسة”، وتجد أتباعه يخطبون فيك محببين عبوديتك لسلطانهم السماوي، مدافعين عن تقبيل يدهم والسجود لقدمهم، يعظون باستمرار عن عظمة الفقر والزهد والنسك والتقشف، و"كروشهم" ممتدة أمامهم فتحجب الرؤية، وإذا عدت لهذه الخطب والعظات تجدها صدى لنظرية شيبوب: "نعيش عور".
إفيه قبل الوداع"الجبان والحب"، اسم فيلم لحسن يوسف وشمس الباروديالحب لا يجتمع مع الجبن... الحب قوة وشجاعة، لذلك الجبان لا يسقط في الحب مهما ادعى ذلكالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شيبوب سعيد أبو بكر إفيه يكتبه روبير الفارس
إقرأ أيضاً:
31 شخصية إسرائيلية بارزة تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل احتجاجًا على تجويع غزة
في خطوة نادرة وملفتة، أصدرت 31 شخصية عامة إسرائيلية بارزة، من بينهم أكاديميون، فنانون، ومثقفون، بيانًا مشتركًا دعا فيه المجتمع الدولي إلى فرض “عقوبات معوقة” على إسرائيل، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”الحملة الوحشية” التي تشنها تل أبيب لتجويع سكان قطاع غزة حتى الموت.
وجاء في الرسالة، التي نُشرت عبر صحيفة الغارديان البريطانية، إدانة شديدة لسياسات إسرائيل في غزة، حيث اتهم الموقعون الحكومة الإسرائيلية بالسعي إلى الإزالة القسرية لملايين الفلسطينيين من القطاع، مطالبين بوقف إطلاق نار دائم يضع حدًا لمعاناة المدنيين الأبرياء.
وتضم القائمة شخصيات بارزة مثل الحائز على جائزة الأوسكار يوفال أبراهام، المدعي العام الإسرائيلي السابق مايكل بن يائير، ورئيس البرلمان الإسرائيلي السابق أبراهام بورغ، إلى جانب مجموعة من الحاصلين على جائزة إسرائيل المرموقة. كما شارك في التوقيع فنانون ومبدعون بارزون من بينهم الرسام ميخال نعمان، والمخرج الوثائقي رعنان ألكسندروفيتش، والشاعر أهرون شبتاي.
وتكتسب هذه الدعوة أهمية استثنائية في ظل المناخ السياسي الحساس داخل إسرائيل، حيث تعتبر فرض عقوبات دولية صارمة على تل أبيب موضوعًا محظورًا في النقاشات الرسمية، ويواجه المدافعون عنها قوانين تقيد حرية التعبير.
وجاء في نص الرسالة: “يجب على المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات صارمة على إسرائيل حتى تنهي هذه الحملة الوحشية وتنفذ وقف إطلاق نار دائم”.
وفي تطور متصل، نددت حركة الإصلاح، أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة، بالحكومة الإسرائيلية ووصفتها بـ”المذنبة” في انتشار المجاعة في غزة، مشددة على ضرورة تحرك أخلاقي عاجل لإنقاذ حياة آلاف المدنيين الذين يعانون من الجوع.
إسرائيل ترفض إعلان بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وترى أنه يقوض جهود وقف إطلاق النار في غزة
أفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن إعلان الحكومة البريطانية عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال عدم موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة، يمثل عائقًا أمام الجهود المبذولة للتوصل إلى تهدئة وحل أزمات الرهائن.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي رفضها لما جاء على لسان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مشيرة إلى أن التغيير في موقف لندن، الذي جاء بعد إجراءات فرنسا وضغوط سياسية داخلية، يعد بمثابة مكافأة لحركة حماس، ويُضعف من فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أعلن، في وقت سابق، أنه في حال استمرار الحرب في غزة، ستعترف بلاده بالدولة الفلسطينية خلال سبتمبر المقبل، ما أثار ردود فعل متباينة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ألمانيا تعرقل مساعي الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب غزة
تعرقل ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى مقترحًا يهدف إلى فرض عقوبات على إسرائيل بسبب دورها في تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وفي اجتماعات ممثلي دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لم يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق آلية اتخاذ القرار بصورة رسمية. وأشار دبلوماسيون إلى أن بعض الدول، من بينها ألمانيا، طالبت بمزيد من الوقت للتحليل وتقييم الوضع على الأرض. كما أبدت وفود عدة مخاوف من أن تؤدي العقوبات إلى إلحاق الضرر بالحوار الأساسي مع السلطات الإسرائيلية.
ويشترط الاتحاد الأوروبي موافقة 15 دولة من أصل 27 دولة عضو، تمثل 65% من سكان الاتحاد، لتمرير أي قرار. ولعبت كل من ألمانيا وإيطاليا دورًا محوريًا في هذا السياق، في حين أبدت معظم الدول الأوروبية الكبرى وبعض الدول الأصغر انفتاحًا على فرض العقوبات.
وقد أكد دبلوماسيون أن العديد من الوفود تدعم المقترح كوسيلة لزيادة الضغط على السلطات الإسرائيلية، بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.
في ذات الوقت، أوصت المفوضية الأوروبية بتعليق جزئي لمشاركة إسرائيل في برنامج الأبحاث الأوروبي “هورايزن أوروبا”، استنادًا إلى تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في غزة، وسط ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.
النرويج وفلسطين توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والدعم السياسي
وقعت النرويج وفلسطين مذكرة تفاهم جديدة في نيويورك تهدف إلى تعزيز التعاون والحوار الوثيق بين البلدين على المستويين الثنائي والدولي، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية النرويجية.
وجاءت هذه الاتفاقية بعد اعتراف النرويج بفلسطين كدولة في مايو 2024، لتشكل خطوة بارزة في العلاقات بين أوسلو ورام الله. تنص المذكرة على عقد اجتماعات سنوية لمناقشة قضايا التعاون والمبادرات المشتركة بين الجانبين.
وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارت إيدي: “هذه الاتفاقية تعبير واضح عن دعم النرويج لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية”.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تحركات دولية متصاعدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، حيث أعلنت المملكة المتحدة أنها ستعترف بفلسطين في سبتمبر المقبل إذا لم تتوقف إسرائيل عن القتال في غزة، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستعترف رسمياً بفلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يُذكر أن 147 دولة حول العالم تعترف حالياً بدولة فلسطين، بينما ترفض الولايات المتحدة ذلك وتستخدم حق النقض ضد عضويتها في الأمم المتحدة.