عادت قصة ديفيد ميلير أستاذ علم الاجتماع المتخصص في دراسة الإسلاموفوبيا والعلاقات الدولية في جامعة بريستول البريطانية  لتطفو على السطح مجددا بعد أن أنصفه القضاء البريطاني وبرأه من تهمة معاداة السامية، حيث كان قد واجه اتهامات بتبني خطاب معادٍ للسامية وإثارة الكراهية ضد بعض الطلاب، خاصة من المنتمين للاتحاد الصهيوني في الجامعة.



بدأت الأزمة في عام 2019 عندما أدلى ميلير بتصريحات تنتقد الصهيونية والحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى تأثيرات اللوبيات المؤيدة لإسرائيل على السياسات الغربية وعلى النشاط الأكاديمي. اتهمه بعض الطلاب والمنظمات بتجاوز النقد السياسي والوقوع في خطاب معادٍ للسامية، حيث اعتبر البعض أن تصريحاته مستهدفة لأفراد وليس فقط للحركات أو الحكومات.

أثارت هذه القضية جدلاً واسعًا حول حرية التعبير وحدودها في الأوساط الأكاديمية، حيث تدخلت الجامعة للتحقيق في الاتهامات الموجهة ضده.

في سبتمبر 2021، قررت جامعة بريستول إنهاء عقد ميلير بعد مراجعة داخلية خلصت إلى أن تصريحاته "تضر بسمعة الجامعة". هذا القرار أثار استياء بعض الأكاديميين والنشطاء الذين اعتبروا أن الجامعة خضعت لضغوط سياسية، بينما رأى آخرون أن القرار كان ضروريًا للحفاظ على بيئة آمنة ومحايدة للطلاب.

وقد أثارت قضية ميلير نقاشات واسعة حول حرية التعبير والأمان الأكاديمي، ومدى تأثير اللوبيات السياسية في الجامعات الغربية. كما طرحت تساؤلات حول كيفية تحقيق توازن بين حق التعبير وحماية المجموعات المستهدفة من التمييز.

في هذا الحوار الخاص مع "عربي21"، يسلط ديفيد ميلير أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة بريستول الأنجليزية،  الضوء على مسار قضيته مع جامعة بريستول، وعن موقفه من الصهيونية كمشروع، وأيضا عن ٍايه في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ عام، ورهانات توسيع الحرب لتشمل إيران..

س ـ هل يمكنك تقديم نفسك لقراء "عربي21"، من يكون ديفيد ميلير؟

 ـ فصلتني جامعة بريستول من وظيفتي كأستاذ جامعي عام 2021، ورفعت دعوى قضائية ضدهم وربحتهم في ذلك.. قررت المحكمة أنه تم فصلي من العمل بشكل خاطئ ولكن الأهم من ذلك أن السبب الحقيقي لفصلي من عملي هو أنني كنت أحمل آراء معادية للصهيونية، وقررت المحكمة أن الآراء المعادية للصهيونية جديرة بالاحترام في مجتمع ديمقراطي.. وهو ما يعني بالطبع أنه يجب حمايتهم، وبالتالي لا يجب فصل الأشخاص الذين يحملون آراء معادية للصهيونية من وظائفهم في المملكة المتحدة.. لذا كان هذا انتصارا هائلا لكل من يدعم الفلسطينيين.. وبالطبع يساعد أيضا على تدمير اللوح الرئيسي للدعاية الصهيونية وهو الادعاء بأن معاداة الصهيونية هي معاداة السامية الجديدة.. لذلك كان الانتصار هائلا في هذا الصدد لأنه بالطبع له أهمية خارج المملكة المتحدة..

س ـ ما هو تحليلك للأحداث الجارية في الشرق الأوسط الآن وكيف ترى الإجراءات المتخذة من الحكومة الإسرائيلية؟ وما هي رؤيتك للتفاعلات الدولية مع هذه الأحداث وكيف تؤثر على الوضع في الغرب بشكل عام؟

 ـ الوضع هو أننا مررنا بعام من الإبادة الجماعية، والرأي العام العالمي، بما في ذلك الرأي العم في الغرب، قد سئم من الإبادة الجماعية وأصابه الغثيان والرعب، وهذا يعني أن الدول الغربية التي تقترب أكثر من التورط المباشر، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا تحاول هي الأخرى تقديم نفسها على أنها منتقدة لإسرائيل، لكن في الوقت نفسه يستمر الصهاينة في توريد الأسلحة إلى شمال غزة، وفي الوقت نفسهيستكرون في توريد الأسلحة.. لذا هناك رقصة تجري، حيث تحاول الأنظمة الغربية التظاهر بأنها تستجيب للرأي العام في نفس الوقت الذي تحاول فيه الاستمرار في الدعم المباشر للإبادة الجماعية.

س ـ ما رأيك في موقف الحكومة البريطانية من الصراع في غزة وفلسطين؟

ـ الحكومة البريطانية متواطئة في الإبادة الجماعية وقد زودت هذه الطائرات بالمعلومات الاستخباراتية ومعلومات المراقبة التي جمعتها طائرات المراقبة التابعة لها، والتي تتمركز في القاعدتين العسكريتين في قبرص.. لقد قاموا بتدريب أفراد من ثقوات الاحتلال الإسرائيلي في المملكة المتحدة، ولا شك أنهم قاموا بأشياء أخرى كثيرة لا نعلمها حتى الآن، حيث أنهم في الآونة الأخيرة قالوا بأنهم سوف يلغون حوالي 9 بالمائة من تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل، وهذا بالطبع ليس كافيا، ولكنها محاولة لإظهار أن الحكومة البريطانية تأخذ على محمل الجد المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولي.. ومن خلال اتخاذ بعض التدابير بحيث أن ما يحاولون القيام به هناك هو الدفاع عن أنفسهم من أن يؤخذوا إلى لاهاي في محاكمات جرائم الحرب في المستقبل، بالقول حسنا لقد أكد لنا الإسرائيليون أن هذا كان يحدث، وحاولنا الضغط عليهم لذلك لم يكن بإمكاننا فعل أكثر من  ذلك.. إذن هذه محاولة ببساطة لحماية وزراء الحكومة من المحاكمة كمجرمي حرب.

س ـ ما هو تعليقك على قرار محكمة العمل؟

في قضية محكمة التوظيف قمت برفع دعوى قضائية ضد الجامعة إلى المحكمة وفزت فيها، بشكل شامل.. لذا ما أشعر به حيال ذلك هو أن هناك حاجة إلى لا يخجل الناس من معاداة الصهيونية، وألا يفرضوا رقابة على أنفسهم أو يعتقدون أنهم لا يستطيعون التحدث علانية أو أن القضية معقدة.. الأمر ليس معقدا الصهيونية عنصرية ولطالما كانت كذلك، وسيكون كذلك دائما ولا توجد عنصرية غير صهيونية أو معادية للصهيونية، وبالتالي فإن الصهيونية شيء يجب أن ينتهي ويجب أن نصبح أكثر ثقة في قول ذلك وآمل أن يساعد النصر الذي حققته في أن يكون الناس أكثر ثقة في القول بأن الصهيونية عنصرية..

س ـ هل هذا القرار نهائي؟ وبالتالي يمكنك العودة العمل في الجامعة؟

 ـ لا لن أستعيد وظيفتي، لا أعتقد ذلك، لكن العملية أن هناك عملية استئناف، ستقوم الجامعة بالاستئناف وستعقد جلسة استماع في العام المقبل لهذا الغرض، أنا واثق تماما أننا سنفوز بجلسة الاستماع تلك.. ولكن دعنا نرى ماذا سيحدث، وإذا فزت في تلك الجلسة فسيطلب منهم دفع بعض التعويضات لي،

س ـ هل تعتقد أن هذا القرار سيقلل من الحملة الممنهجة ضدك؟

ـ لا، الصعوبة بالنسبة للصهاينة عندما أقالوني ظنوا أن ما سيفعلونه هو التخلص من أحد منتقدي الصهيونية، كانوا يريدون إقالتي من مصبي وأنني سأكون بالكلمات التي يستخدمونها طول الوقت في خزي ولكن بالطبع، ما حدث هو أنني ربحت قضيتي وقد اتضح من القضية ومن التحقيقات الثلاثة السابقة، أنني لست معاديا للسامية، أنا لست عنصريا، وأيضا بالطبع منذ أن تمت إقالتي لست مضطرا للقيام بالتدريس أو الإدارة في الجامعة، لذا فقد تمكنت من قضاء كل وقتي تقريبا في التحقيق والبحث في الصهيونية وإعداد تقارير عن النتائج التي توصلت إليها، ونتيجة لذلك لا بد أن الصهاينة يشعرون ربما بالندم قليلا لأنهم حاولوا إقالتي .

س ـ ما أهمية هذا الحكم بالنسبة لحرية البحث الأكاديمي؟

 ـ هذا يترك طريقا للبحث الأكاديمي حول الصهيونية من أجل حمايتها، والآن بالطبعليس هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشجع الناس على البحث عن الصهيونية، إنها منطقة لا يزال الناس فيها مترددين للغاية في العمل فيها.. لا يكاد يوجد أي شخص أو أي أكاديمي في المملكة المتحدة أو في أي مكان آخر يدرس الصهيونية كحركة على وجه الخصوص.. هناك البعض وسيبدأ الناس في القيام بذلك بشكل متزايد.. كما آمل..ولكن هذا قرار سيستخدم لحماية أي شخص يريد القيام بهذا النوع من الأبحاث..

س ـ كيف ترى مستقبل المظاهرات الضخمة في الدول الغربية؟ وهل تعتقد أن الحكومات الغربية ستسمح باستمرار هذه الاحتجاجات دون اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل لوقف الحرب؟

 ـ نعم، إن الحكومات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا، لا تهتم بما يفعله الجمهور، وما لم ينتفض الشعب بطريقة تمنع الحكومات من القيام بما تفعله فلن يهتموا، لن يقوموا بإجراء أي تغييرات، لا تنجح المظاهرات الجماهيرية من تلقاء نفسها في تغيير سياسة الحكومة، ولهذا السبب، من الضروري بالطبع أن تبدأ الحركة المناهضة للإبادة الجماعية في أخذ زمام الأمور بيدها، واتخاذ إجراءات مباشرة ضد الحكومات التي تدعم الإبادة الجماعية وضد الحركة الصهيونية المنظمة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وأماكن أخرى، وأعني بذلك منظمات مثل منظمة "فلسطين أكشن" التي تغزو شركات الأسلحة الإسرائيلية في المملكة المتحدة وتقوم بتحطيمها وتدميرها..

وبالطبع ما يحدث بعد ذلك هو أنه لا تتم إدانتهم في المحكمة لأن هيئة المخلفين تقرر أن الجرائم التي ارتكبوها أقل سوءا بكثير جدا من الجرائم التي يحاولون تجنبها، أي الإبادة الجماعية، لذلك أعتقد أنه من المهم أن نبدأ في التفكير في إحداث تأثيرات مادية على الحركة الصهيونية وعلى الحكومة البريطانية أكثر بكثير مما يمكن أن تحدثه المظاهرات الجماهيرية.

س ـ ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها الدول الغربية لوقف الحرب الحالية في الشرق الأوسط؟ وما هي الاحتياجات الأساسية التي يجب تلبيتها لتحقيق هذا الهدف؟

 ـ يمكن للغرب أن يوقف هذا الأمر غدا.. إذا قررت الولايات المتحدة التي تورد 69 بالمائة من الأسلحة وألمانيا التي تورد 30 بالمائة، اليوم أنها  لن ترسل أسلحة بعد الآن.. ستتوقف الحرب.. لكنهم لن يفعلوات ذلك.. لقد اكتشفنا اليوم فقط أن الألمان أسقطوا طائرات بدون طيار في لبنان لذلك أصبح الألمان متورطين عسكريا بشكل مباشر في الصراع إلى جانب إسرائيل، ولذلك لن يغيروا هذا الموقف إلا إذا أجبروا على ذلك.. وبالطبع الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجبرهم على ذلك هو محور المقاومة.. ولذا فإن ما يجب أن يحدث فعلا هو أن يتكاتف المجتمع الدولي مع محور المقاومة ويوقف الكيان الصهيوني عسكريا بل والقوى الغربية الداعمة له، هذا هو الشيء الوحيد الذي سيوقفهم.. الهزيمة العسكرية.

س ـ هل تعتقد أن إسرائيل ستتخذ خطوات عسكرية ضد إيران؟

 ـ الصهاينة يريدون حربا ضد إيران، لكنهم يريدون حربا فيها الأمريكيون في صفهم مباشرة.. إنهم يريدون جر أمريكا إلى هذا الأمر.. لقد تظاهرت أمريكا أو قدمت نفسها على أنها مترددة، ولكن من الواضح أن أمريكا تريد حربا مع إيران بشروطها أيضا، ولذلك سيجدون طريقة للقيام بذلك.

بالطبع تم ثني الصهاينة ربما من قبل أمريكا وربما بسيبب التفوق التكنولوجي الهائل للصواريخ الإيرانية التي أصابت جميع أهدافها تقريبا بدقة في عملية الوعد الصادق الثانية، لذلك أعتقد أنهم بالطبع يريجون حربا، ولكن إذا دخلوا حربا الآن فمن شبه المؤكد أنهم سيخسرون تلك الحرب..

س ـ كيف تتوقع أن تتطور العلاقة بين الحكومات الغربية والجاليات المسلمة لديها؟ وما هي التداعيات المحتملة إذا قامت الحكومات بسن قوانين جديدة تستهدف المسلمين؟

 ـ كانت هناك حملة قوية لمحاولة إبعاد المسلمين عن الحياة السياسية العامة في المملكة المتحدة، وبالكبع هذا يدفع بقيادة مركز الأبحاث "بوليسي إكس تشانج" الممول من الصهيونية.. لقد كانت جمعية هنري جاكسون منذ سنوات عديدة حتى الآن وكانت من أوائل النتائج التي توصلنا إليها في بحثنا في هذا المجال.. وبالطبع سيحاولون الدفع بمزيد من التشريعات لتهميش المسلمين ودور المسلمين في الحياة العامة، وبالطبع فإن الطريقة الوحيدة لمكافحة ذلك ليس أن يصمت المسلمون ولا يشاركون، بل أن يشارك المسلمون بأعداد أكبر من أي وقت مضى وأن توضع مسألة الانقسامات الطائفية داخل الإسلام جانبا لصالح هزيمة الصهيونية. هذه مهمة تاريخية عالمية تتجاوز أي انقسامات هناك أو قد يكون هناك بين السنة والشيعة أو عناصر أخرى من الإسلام..

لذلك أعتقد أنه من المهم أن يفهم الناس المسلمون في المملكة المتحدة أنهم بحاجة إلى الوقوف، وسيجدون أن ذلك يساعد على بناء حركة أكثر قوة ضد الصهاينة، سواء في هذا البلد أو في فلسطين.

س ـ ما هي رسالتك للحكومات الغربية وللشعوب الإسلامية وللعالم العربي وللفلسطينيين أيضا؟

 ـ أفترض أن الرسالة التي أود إيصالها هي أننا نفهم أن وقف إطلاق النار ليس كافيا، نحن نفهم أن الحل، قرار السلام لا يكفي، وأن المطلوب الآن، ولا يوجد خيار آخر، هو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وإقامة دولة فلسطينية وفي هذا الظرف يمكن للهود أن يقرروا ما يجب أن يفعلوه، يمكنهم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون أن يكونوا مواطنين في دولة فلسطينية، وإذا لم يفعلوا ذلك فسيتعين عليهم طريقة أخرى للتعامل مع ذلك، إما بالرحيل أو بالقتال وربما الهزيمة بالفعل، لذا فهي مسألة تاريخية.. نعم، بالنسبة للفلسطينيين ولكن أيضا بالنسبة لأولئك اليهود الذين يريدون أن يصبحوا فلسطينيين في المستقبل، لاتخاذ هذا القرار، لا أرى أي علامات أو كتيبة كبيرة من اليهود الذين سينسلخون حتى الآن ولكن قد يصل الأمر إلى ذلك..


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مقابلات الصهيونية الحوار بريطانيا حوار صهيونية مفاهيم المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة البریطانیة فی المملکة المتحدة الإبادة الجماعیة هذا القرار یمکن أن یجب أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

نك أبوظبي الأول يعزز حضوره في المملكة المتحدة بمقر جديد

أعلن بنك أبوظبي الأول، البنك العالمي لدولة الإمارات وأكبر بنك في الدولة وإحدى أكبر المؤسسات المالية وأكثرها أماناً في العالم،  عن الافتتاح الرسمي لمقره الجديد في لندن. وتشكل هذه الخطوة إنجازاً استراتيجياً للبنك، حيث تتوّج مسيرته الطويلة في المملكة المتحدة الممتدة لقرابة خمسة عقود، وتؤكد التزامه المستمر بتعزيز حضوره في مدينة لندن التي تُعد من أبرز المراكز المالية العالمية.

وافتتحت هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، المقر الجديد رسمياً بحضور الشيخ محمد بن سيف آل نهيان، نائب رئيس مجلس الإدارة في بنك أبوظبي الأول, والدكتور سلطان الجابر عضو مجلس إدارة البنك، ومنصور بالهول سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة المتحدة ودوغلاس ألكسندر، وزير الدولة للسياسات التجارية والأمن الاقتصادي في المملكة المتحدة.

كما شارك في الافتتاح عضوا مجلس إدارة البنك الشيخ أحمد محمد سلطان الظاهري، ومحمد ثاني مرشد غنام الرميثي، إلى جانب نخبة من الشخصيات البارزة من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.

ويعود تواجد بنك أبوظبي الأول في العاصمة البريطانية إلى عام 1977، عندما افتتح بنك أبوظبي الوطني، وهو الاسم الذي كان يُعرف به البنك سابقاً، أول فرع لبنك إماراتي من منطقة الخليج في المملكة المتحدة.

ومنذ ذلك الحين، واصل البنك مسيرة نموه في المملكة ليصبح فرعاً أساسياً في شبكة بنك أبوظبي الأول الدولية، التي تشمل حالياً أكثر من 20 سوقاً حول العالم.

وتشكل مدينة لندن ركيزة مهمة لاستراتيجية البنك الدولية وتقديم الخدمات للعملاء من المؤسسات والأفراد، والمساهمة في تعزيز تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود وتحفيز الابتكار المالي.

ويعكس الموقع الجديد الكائن في "20 بيركلي سكوير" في منطقة مايفير، الوجهة الراقية التي تُعرف بعراقتها ومكانتها الدبلوماسية المرموقة، التزام البنك المستمر بتقديم تجربة متميزة للعملاء قائمة على الثقة.

ويضم المقر الجديد مساحات توفر بيئة مثالية تدعم الخدمات المصرفية الخاصة، واستشارات الشركات، وتقديم الحلول المالية. كما تعكس رؤية بنك أبوظبي الأول الطموحة في الجمع بين التمويل والابتكار والخدمة الراقية تحت سقف واحد. ويستفيد العملاء من حلول متكاملة تربطهم بشبكة بنك أبوظبي الأول الدولية، فضلاً عن حضوره القوي والمتميّز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتُقدم الخدمات المصرفية الخاصة مجموعة شاملة من الحلول المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأفراد ذوي الثروات الكبيرة، وتشمل تخطيط الثروات، وإدارة المحافظ الاستثمارية، وخدمات مكاتب العائلات، كل ذلك في سياق تجربة رقمية سلسة تعكس أعلى معايير التميّز.

وفي هذه المناسبة، قالت هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول: "استهل بنك أبوظبي الأول مسيرته في المملكة المتحدة عام 1977، عندما أسس أول فرع لبنك خليجي في المملكة. وعلى مدار 48 عاماً، شهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة تطوراً كبيراً ونما حجم التبادل التجاري بين البلدين بقوة ليصل اليوم إلى 24.3 مليار جنيه إسترليني".

وأضافت الرستماني: "يمثل افتتاح مكاتبنا الجديدة في لندن خطوة أخرى في مسيرة البنك المتنامية، ويشكل قاعدة استراتيجية تساهم في تشكيل مستقبل القطاع المالي، والجمع بين الرؤى العالمية والخبرات الإقليمية، إلى جانب تعزيز الابتكار لإنشاء شراكات بناءة ومستدامة. وستبقى المملكة المتحدة إحدى الأسواق الاستراتيجية بالنسبة لنا، بينما نواصل تعزيز حضورنا الدولي وتوسيع نطاق تفاعلنا مع العملاء. وسيظل تركيزنا الأساسي خلال المرحلة المقبلة على تقديم خدمات تساهم في تعزيز عجلة النمو العالمي وازدهار أحد أبرز المراكز المالية في العالم".

وتربط المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة علاقات فريدة طويلة الأمد تقوم على الثقة والتبادل التجاري والتطلعات المشتركة. وقد رسخت دولة الإمارات مكانتها كشريك تجاري رئيسي للمملكة المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تنشط أكثر من 5,000 شركة بريطانية في الدولة، إلى جانب التعاون المتزايد في مجالات التمويل والطاقة النظيفة والابتكار. ويتجلى الدور المتنامي لبنك أبوظبي الأول في هذه العلاقة الثنائية عبر عدة إنجازات بارزة، من بينها إدراج صكوك وسندات بقيمة 1.1 مليار دولار أمريكي في بورصة لندن عام 2023، إلى جانب توسّع قاعدة الإيرادات الدولية للبنك، حيث أصبحت العمليات الدولية تمثّل اليوم 17 بالمئة من إجمالي دخل المجموعة.

وبالتزامن مع افتتاح المقر الجديد، أطلق بنك أبوظبي الأول مبادرة ثقافية تسلّط الضوء على الروابط الإبداعية والثقافية المشتركة بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتشمل الحملة أعمالاً سينمائية فنية وسرداً تفاعلياً مؤثراً لمفاهيم الهوية والابتكار والإرث، بما يعكس القيم المشتركة بين البلدين، ويؤكد دور الفنون في بناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • بنك أبوظبي الأول يعزز حضوره في المملكة المتحدة بمقر جديد
  • نك أبوظبي الأول يعزز حضوره في المملكة المتحدة بمقر جديد
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
  • البرلمان البريطاني: دول عربية تطارد معارضيها داخل المملكة المتحدة
  • في حوار شامل.. عميد التعليم الإلكتروني بجامعة العلوم والتكنولوجيا: نسعى لتغيير النظرة السلبية للتعليم عن بُعد
  • تعطل رحلات جوية في المملكة المتحدة بسبب مسألة فنية
  • أول تعليق إماراتي على الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية
  • «جوتيريش»: ديفيد نابارو كرس حياته للدفاع عن حقوق جميع البشر في الصحة