انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله: تأكيد على نجاح الحزب في ترميم بنيته التنظيمية
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد نحو شهر من اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد الشهيد حسن نصر الله، في غارة صهيونية استهدفت مقر لقيادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، تم اليوم الثلاثاء، تعيين الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً للحزب.
ومما لا شك فيه أن انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً لحزب الله في هذا التوقيت بالذات، له دلالات مهمة جداً، أبرزها التأكيد على نجاح الحزب في ترميم بنيته التنظيمية وأنه قادر على ملء الفراغ حتى لو كانت على أعلى المستويات، وفي ظل ظروف هي الأصعب في تاريخ المواجهات مع كيان العدو الصهيوني.
كما يؤكد انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما للحزب خلفا للقائد الشهيد السيد حسن نصر الله، الذي اغتالته قوى الغدر الصهيو-أمريكية وثلة من رفاقه الميامين الذين ارتقوا شهداء على طريق القدس في ميادين القتال، استعداد الحزب لحرب طويلة مع كيان العدو الصهيوني.
واليوم أعلن حزب الله، انتخاب الشيخ نعيم قاسم، أمينًا عامًّا له، خلفا للأمين العام السابق الشهيد حسن نصر الله.. وقال في بيان له: إنه “انطلاقًا من الإيمان بالله تعالى.. وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه.. توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله”.
وتعهد الحزب بالعمل “لتحقيق مبادئ حزب الله وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار”.
وكان الشيخ نعيم قاسم يشغل نائب أمين عام حزب الله، حتى استشهاد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في عملية اغتيال صهيونية في 27 سبتمبر الماضي.
وفي سيرته الذاتية، هو نعيم بن محمد نعيم قاسم، ولد في فبراير 1953 في منطقة البسطا التحتا في مدينة بيروت، متزوج وله ستة أولاد، أربعة ذكور وابنتين، والده محمد من مواليد بلدة كفر فيلا في إقليم التفاح من الجنوب اللبناني.
درس حتى المراحل العليا من الدراسة الحوزية، التي تتلمذ فيها على يد كبار علماء الشيعة في لبنان.. وكان ذلك بالتزامن مع الدراسة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971، التي حصل منها على الليسانس في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة.
حصل الشيخ قاسم على شهادة الماجستير في الكيمياء، من الجامعة اللبنانية عام 1977، ثم امتهن التدريس وعمل مُعلماً للصفوف الثانوية الرسمية، لست سنوات، إذ أنه خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية.
ساهم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة، بهدف العمل الطلّابي وتبليغ الأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس، وذلك في أوائل السبعينيات.
انضم إلى أفواج المقاومة اللبنانية (أمل)، عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وحضر الاجتماعات الأولى لإطلاق الحركة في مناطق مختلفة من لبنان، وتسلَّم منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل.
ترقى في السلم التنظيمي للحركة ليصبح مسؤول العقيدة والثقافة، حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد اختفاء الإمام الصدر في ليبيا، وتسلم السيد حسين الحسيني رئاسة الحركة عام 1978.
وكان الشيخ نعيم قاسم من أبرز المشاركين في تأسيس حزب الله.. شغل عضوية مجلس شورى الحزب لثلاث دورات، فتسلّم بداية مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم نائباً لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيساً له.
وتسلم منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ أن تولى عباس الموسوي، منصب الأمين العام للحزب عام 1991، واستمر في المنصب بعد استشهاد الموسوي، الذي خلفه الأمين العام الشهيد حسن نصر الله عام 1992.
كما يرأس قاسم مجلس العمل النيابي في حزب الله، الذي يتابع كتلة الوفاء للمقاومة وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية.
ألَّف العديد من الكتب، التي كان أبرزها كتاب “حزب الله”، الذي يعرض أهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور، والذي تُرجم لأكثر من سبع لغات.
وفور إعلان شورى “حزب الله” انتخاب قاسم، باركت حركة المقاومة الإسلامية حماس، انتخابَ قاسم أميناً عاماً للحزب، واعتبرته دليلًا على تعافي الحزب من الاستهدافات التي تعرضت لها الهيئات القيادية.
وفي بيان لها، اليوم الثلاثاء، أكدت حماس وقوفها إلى جانب القيادة الجديدة للحزب.. آملة لها التوفيق “في مواجهة العدو الصهيوني، وأطماعه الاستعمارية في لبنان وفلسطين والمنطقة”.
كما باركت حركة الجهاد الإسلامي، هذه الخطوة، معتبرة أنها تعزز صلابة المـــقاومة الإسلامية في لبنان، وقدرتها على مواجهة العـدو وإفشال خططه.. مشيدة “بكفاءة الشيخ نعيم قاسم، وقدرته على إدارة دفة الحزب، نحو النصر في هذه المرحلة الحساسة”.
كما باركت بقية فصائل المقاومة الفلسطينية انتخاب حزب الله الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً له.. مؤكدةً أن “هذا الانتخاب يثبت أن التحديات لا تزيد الحزب والمقاومة الإسلامية إلا ثباتاً وعزماً وإرادة وقوة وإيماناً”.
ويؤكد مراقبون أن لاختيار الشيخ نعيم قاسم دلالات عديدة أهمها أن حزب الله “يستمر في استعادة تماسكه”، فقد استطاع أن يعقد اجتماعًا لمجلس الشورى بطريقة ما وانتخاب نعيم قاسم.. وأراد حزب الله القول إنه أتم إعادة هيكلة قيادته وأنه لا يوجد موقع شاغر في الحزب.
كما أراد حزب الله توجيه رسالة إلى الخارج بأنه استعاد زمام الأمور، وإلى الداخل، أي للبيئة الحاضنة بالمعنى السياسي والاجتماعي وللمقاتلين على الجبهات بأن الحزب استعاد وحدة القيادة والسيطرة.. بحسب المراقبين.
الجدير ذكره أن الإعلان عن انتخاب الشيخ قاسم يأتي في مرحلة حساسة على وقع تكثيف الجهود الأمريكية للوصول إلى تسوية تحقق وقفًا لإطلاق النار وترُسي حلًا دبلوماسيًا، فيما يكثف حزب الله عملياته الصاروخية على الحدود الجنوبية وفي العمق الصهيوني.
————————————-
وكالة سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشیخ نعیم قاسم أمینا انتخاب الشیخ الأمین العام حسن نصر الله لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
مسيرتان حاشدتان في لحج تأكيدًا على ثبات الموقف المساند لغزة
الثورة نت/..
شهدت مديرية القبيطة بمحافظة لحج اليوم، مسيرتين حاشدتين تأكيدًا على ثبات الموقف المساند لغزة وكل فلسطين تحت شعار “لا أمن للكيان وغزة والاقصى تحت العدوان”.
وفي المسيرتين بساحتي جولة الشهيد الصماد بالهجر والنصر في عزلة اليوسيفين، بحضور وكيل المحافظة فيصل الفقيه ومسؤول التعبئة بالمحافظة جميل الصوفي وقيادات عسكرية وامنية ومشايخ وشخصيات اجتماعية، ردد المشاركون هتافات البراءة من أعداء الإسلام وطغاة العصر “أمريكا وإسرائيل”.
ونددوا بجرائم الكيان الصهيوني الوحشية في غزة وصمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء تلك الجرائم التي يندى لها الجبين.
وأكدوا الاستعداد تقديم المزيد من التضحيات انتصاراً للمظلومين في غزة ودفاعاً عن اليمن، مجددين التفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، باتخاذ القرارات المناسبة لنصرة الأشقاء في غزة والتصدي للعدوان الصهيوني.
وأعلنت الحشود الجماهيرية، التأييد للعمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية والانتصار للأقصى ودماء الشهداء وتضييق الخناق على الكيان الصهيوني والتي كان آخرها فرض الحظر البحري على ميناء “حيفا”.
وأشارت الى أن الشعب اليمني لا يقبل أن يكون جزءًا من عار الصمت والخذلان أمام جريمة الإبادة الجماعية في غزة، بل سجّل وأكد موقفه أمام الله وخلقه ودينه وكتابه حتى يتحقق النصر على قوى الهيمنة والاستكبار “أمريكا وإسرائيل”.
ودعا المشاركون، شعوب الأمة إلى التحرك والخروج من قائمة العار وتسجيل موقف عملي تجاه جريمة الإبادة في غزة التي تنفطر لها القلوب والأكباد حتى يتجنبوا سخط الله وعذابه.
وأشادوا بالصمود والصبر التاريخي العظيم الذي يسطره أبناء غزة مقاومة وشعباً، داعين الأمة إلى استلهام دروس الثبات والصبر والعطاء منهم .
وجدّد بيان صادر عن المسيرتين، العهد والوفاء والولاء لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، بأن الشعب اليمني لن يكتفي أمام إساءة اليهود المتكررة للنبي الكريم ولمسراه الأقصى الشريف ببيانات الإدانة، بل الرد بالنفير والخروج المليوني.
وأكد أن الرد سيستمر بالعمليات العسكرية وبالصواريخ والمسيرات والمجنحات وبالتعبئة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء وبكل الوسائل جهاداً في سبيل الله.
ودعا بيان المسيرات، الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك مع أحفاد الأنصار في ذلك كلاً بما يستطيع، فلا أحد منهم أقل قدرة وأسوأ حالاً من غزة التي تقاوم أعتى إمبراطوريات الشر مدعومة بلا حدود من أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم ولم تستسلم.
وخاطب العدو الصهيوني المجرم “إن أفشل فكرة خطرت أو تخطر على بالك هو أنك ستتمكن من دفعنا للتراجع أو التوقف أو التنصل عن موقفنا الإنساني والإيماني والجهادي المساند لغزة مهما فعلت ولك في الأمريكي وهزيمته درس وعبرة”.
وأفاد البيان بأن العدوان الصهيوني على المرافق الخدمية المدنية والاقتصادية، إنما يُرسّخ قناعة الشعب اليمني بأنه أقذر وأحقر عدو مجرم، وأن عمليات اليمن مؤثرة ومؤلمة.
كما دعا أبطال القوات المسلحة إلى تصعيد عملياتها ضد الكيان الصهيوني ما دامت غزة تحت العدوان والحصار .. مضيفًا “اضربوهم دون رحمة، واعملوا على تطوير قدراتكم، وتوسيع عملياتكم، والله معكم، ويعلمكم، وينصركم، ويسدد ضرباتكم، ونحن معكم بكل ما نملك”.
ووجه البيان رسالة للأشقاء في غزة وفلسطين بالقول “اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله، ولن يضيع الله صبركم وجهادكم؛ بل سيمن عليكم بالنصر القريب بإذنه تعالى ونحن معكم، ولن نترككم فجراحكم جراحنا، ودمكم دمنا، وأطفالكم أطفالنا، وبيوتكم بيوتنا، ونصركم المحتوم نصرنا، وما النصر إلا من عند الله”.