استفادة الدول العربية من مجموعة "بريكس"
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
خلال العام الماضي انضم إلى مجموعة "بريكس" عدد من الدول العربية من بينها مصر؛ حيث تضم هذه الكتلة عددًا من الاقتصادات الناشئة الكبرى في العالم من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري فيما بينها.
عضوية هذه المجموعة تهدف إلى فتح آفاق جديدة للاستثمارات الأجنبية وتعزيز فرص العمل؛ الأمر الذي سوف يعمل على زيادة النمو الاقتصادي للدول الأعضاء، في حين تزداد أهمية هذه المجموعة في النظام العالمي المتعدد الأقطاب، وبناء قوى اقتصادية جديدة وتعزيز التجارة بين الدول النامية.
إحدى القضايا المهمة في سياسات مجموعة بريكس هي التخطيط لإنجاح "نظام تعدُّد العملات" والتخلي عن الدولار الأمريكي تدريجيًا في التعاملات التجارية بين الأعضاء وخاصة بين روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا التي بدأت التعامل بالعملات المحلية في التجارة فيما بينها، وذلك لمواجهة التحديات والصعوبات الناجمة عن هيمنة العملة الخضراء على اقتصاداتهم، حيث تسعى إلى التقليل من الاعتماد على هذه العملة وتحويل النظام النقدي والمالي الدولي الحالي بعيدًا عن "سويفت".
المجموعة توسعت مؤخرًا لتضم اليوم 20 دولة وتشكّل نصف سكان العالم من حيث العدد، و41% من الاقتصاد العالمي، بعد قبول عدة دول كأعضاء جدد في عام 2024، بحيث انضمت تسع دول جديدة لمجموعة بريكس رسميًا اعتبارًا من بداية العام الجاري 2025، وهي بيلاروسيا، وبوليفيا، وكوبا، وإندونيسيا، وكازاخستان، وماليزيا، وتايلاند، وأوغندا، وأوزبكستان. المجموعة تشكّل اليوم قوة تعادل القوة الاقتصادية في العمليات الشرائية لنصف سكان العالم، خاصة وأنها تضم كبار المنتجين للسلع الأساسية مثل النفط والغاز والحبوب واللحوم والمعادن. وهناك 4 دول متبقية لم تتقدم بالرد الرسمي للانضمام حتى نهاية العام الماضي 2024؛ وهي: الجزائر ونيجيريا وتركيا وفيتنام.
مجموعة بريكس تأسست في بداية الأمر عام 2009 من قِبل: البرازيل وروسيا والهند والصين لتنضم إليها لاحقاً في العام التالي 2010 دولة جنوب إفريقيا، وتوسعت المجموعة في قمة 2023 بجوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، بدعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات؛ حيث انضمت معظم الدول العربية المدعوة العام الماضي 2024، في حين لم تتخذ السعودية القرار الرسمي إلى الآن. أما الأرجنتين فقد وافقت في البداية على الانضمام، عندما كانت لديها حكومة يسار الوسط، إلا أن حكومة اليمين المتطرف المؤيد للولايات المتحدة ألغت القرار في ديسبمر عام 2023، ومنعت الأرجنتين من الانضمام إلى مجموعة بريكس في يناير 2024.
ومع إضافة دول شريكة أخرى، أصبحت هذه المجموعة التي تضم أكثر 20 دولة قوة بشرية واقتصادية كبيرة في العالم تضم حوالي 4 مليارات نسمة بوجود الهند والصين التي يبلغ عدد سكان كل منها حوالي 1.4 مليار نسمة، فيما يبلغ عدد سكان إندونيسيا 290 مليون نسمة بجانب القوة السكانية في البرازيل وروسيا وإثيوبيا ومصر وإيران وتايلاند.
ويُشكّل الأعضاء الخمسة الأصليون في مجموعة بريكس 33.76% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (تعادل القوة الشرائية) في أكتوبر 2024، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي. كما تشكّل حصة أكبر من الاقتصاد العالمي مقارنة بمجموعة السبع للدول الغربية، والتي مثلت 29.08% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (تعادل القوة الشرائية) في عام 2024. ويعزى السبب الرئيسي وراء هذا التحول التاريخي إلى النمو الاقتصادي الهائل للصين التي أصبحت القوة العظمى الصناعية الوحيدة في العالم، والمسؤولة عن 35٪ من الإنتاج الصناعي الإجمالي العالمي (ما يقرب من ثلاثة أضعاف الولايات المتحدة).
وخلال المرحلة المقبلة، من المتوقع انضمام دول عربية أخرى إلى مجموعة بريكس لتحقيق بعض المكاسب؛ إذ إن الدول العربية تمثل سوقًا كبيرة لمختلف المنتجات للدول الأخرى. كما إن هناك العديد من الإيجابيات لانضمام الدول العربية لهذه المجموعة منها تعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات التجارة والاستثمار، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة فيما بينها مما يساعد في النمو الاقتصادي المحلي، اضافة إلى تنوع الأسواق فيما بينها؛ الأمر الذي يزيد من فرص تصدير المنتجات العربية، وتبادل المعرفة والتكنولوجيا لتستفيد الدول العربية وتعزز فرص التنمية الصناعية لديها، بجانب تعزيز الوزن السياسي لها على المسرح العالمي.
ورغم ذلك تبقى هناك سلبيات من الانضمام لمثل هذه المجموعات تتمثل في التبعية الاقتصادية لتلك الدول، وصعوبة التنسيق فيما بينها بسبب اختلاف أولوياتها الاقتصادية، بالاضافة إلى التحديات الأمنية، والتنافس الداخلي فيما بينها، وأخيرًا تعرضها للتقلبات الاقتصادية نتيجة الاعتماد على مجموعة من الاقتصادات الناشئة.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الدول العربیة مجموعة بریکس هذه المجموعة فیما بینها
إقرأ أيضاً:
«الأولمبي» في مجموعة إيران وهونج كونج وجوام بتصفيات كأس آسيا تحت 23
معتصم عبدالله (أبوظبي)
أسفرت قرعة التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً 2026، التي أُجريت اليوم في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، عن وقوع منتخب الإمارات الأولمبي في المجموعة التاسعة إلى جانب منتخبات إيران، هونج كونج، وجوام.
وتستضيف العاصمة أبوظبي مباريات المجموعة خلال الفترة من 1 إلى 9 سبتمبر 2025، بنظام التجمع من مرحلة واحدة، ضمن التصفيات التي تشهد مشاركة 44 منتخباً، يتنافسون على 15 بطاقة تأهل للبطولة التي تُقام في السعودية للمرة الأولى، في يناير 2026.
ويأمل «الأبيض الأولمبي» في حجز إحدى بطاقات التأهل، ومواصلة حضوره القاري، بعدما شارك في خمس نسخ سابقة من النهائيات: عُمان 2014، قطر 2016، تايلاند 2020، أوزبكستان 2022، وقطر 2024، بينما غاب فقط عن نسخة الصين 2018 بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته دون التأهل.
ويتأهل إلى النهائيات أصحاب المركز الأول في المجموعات الـ11، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني، لتنضم إلى السعودية التي ضمنت الظهور في البطولة بصفتها الدولة المستضيفة وحاملة لقب نسخة 2022.
كما تشهد التصفيات مشاركة بوتان وجزر شمال ماريانا للمرة الأولى في تاريخها، بينما جاءت نتائج القرعة لبقية المجموعات على النحو التالي:
المجموعة الأولى: الأردن (المضيف)، تركمانستان، الصين تايبيه، بوتان
المجموعة الثانية: اليابان، الكويت، ميانمار (المضيف)، أفغانستان
المجموعة الثالثة: فيتنام (المضيف)، اليمن، سنغافورة، بنجلاديش
المجموعة الرابعة: أستراليا، الصين (المضيف)، تيمور الشرقية، جزر شمال ماريانا
المجموعة الخامسة: أوزبكستان، فلسطين، قيرغيزستان (المضيف)، سريلانكا
المجموعة السادسة: تايلاند (المضيف)، ماليزيا، لبنان، منوليا
المجموعة السابعة: العراق، كمبوديا (المضيف)، عُمان، باكستان
المجموعة الثامنة: قطر (المضيف)، البحرين، الهند، بروناي دار السلام
المجموعة التاسعة: الإمارات (المضيف)، إيران، هونج كونج، غوام
المجموعة العاشرة: كوريا الجنوبية، إندونيسيا (المضيف)، لاوس، ماكاو
المجموعة الحادية عشرة: طاجيكستان (المضيف)، سوريا، الفلبين، نيبال