ماريان جرجس تكتب: مجلس الشيوخ.. الغرفة الثانية الثرية
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
تستمر نجاحات الدولة المصرية السياسية وتزداد ثمار الثلاثين من يونيو، حيث استفاقت من آثار حكم الفاشية الدينية ، فتبدأ انتخابات مجلس من الشيوخ ، الغرفة التشريعية الثانية والتي تبرهن على نضوج الدولة المصرية ، من حيث قدرتها على إقامة ذلك الاستحقاق الدستوري من حيث وجود غرفة ثانية للتشريع .
فقدرة مصر علي تنظيم الانتخابات برعاية الهيئة الوطنية للانتخابات وهي هيئة مستقلة في ظل تعثر كثير من الدول المجاورة على تنظيم أي استحقاق دستوري ، ما هو إلا برهان ودليل قاطع على النضوج السياسي التي باتت تتمتع به الدولة ، خاصة في تنظيم الانتخابات خارج القطر المصري وداخله ، أمّا عن وجود مجلس الشيوخ ، فهو يثرى الحياة النيابية في مصر وفى الخمس سنوات الماضية كان له دور كبير في تحقيق التناغم المنشود بين الغرفة الأولى والحكومة ومناقشة كل ما يحليه رئيس الجمهورية إلى مجلس الشيوخ وذلك من صميم اختصاصات الغرفة الثانية .
تلك الانتخابات الجارية ترسم ملامح مصر في الحياة السياسية كما تنبئ بنضوج سياسي خاصة على مستوى الأحزاب أيضًا ، وكأن النظام التي استطاعت مصر أن ترتب به أوراقها في العقد الأخير والأول من عمر الجمهورية الجديدة قد ألقى بظلاله على الأحزاب وكل من يعمل بالسياسة ، ربما توفير البيئة المواتية أو تهيئة الظروف والفرص والمٌناخ للعمل السياسي .
وهذا يمهد الطريق لتكوين فصائل سياسية منظمة ، وهنا يجب أن نضع الخط الأحمر تحت هذه الكلمة ، فغياب الفصيل السياسي المنظم كاد يودى بأمة كامل في 2011 م حيث لم يكن هناك أي فصيل منظم له رؤية وأجندة وكان هناك فراغ سياسي كبير وجمود في الحياة السياسية آنذاك ، لم يكن هناك بوتقة سياسية قادرة على استيعاب الحراك الشعبي والمتطلبات الشعبية والتغيير الذي طرأ فجأة على المجتمع المصري ، ومن هنا كل من لديه أجندة وفصيل منظم استطاع أن يملأ ذلك الفراغ ، كالأطراف الغربية التي تحالفت مع فصيل الأخوان المنظم – حينذاك – فأصبح لدينا أجندات خارجية وفصيل منظم ينفذ رؤية تلك الأجندات في تناغم شديد ، كاد يودي بمقدرات تلك الأمة .
ولهذا يحق لنا القول ، بأن بناء الحياة السياسية الصحية في مصر يستلزم تضافر الجهود بين الدولة والمواطن ، بين توفير الفرصة واغتنامها ، وهو أمر بالغ الأهمية مرتبط ارتباط وثيق بالأمن القومي المصري ، فالحياة السياسية الصحية كالمناعة التي تحمى الجسد من شتى الأمراض .
فمجلس الشيوخ هو الغرفة الهادئة التي تحد من هيمنة واندفاع الغرفة الأولي، ويحقق التوازن المنشود في الحياة النيابية ويضمن توسيع مساحة المشاركة في شتى القضايا المختلفة والمجالات.
فالتشريع فن والتنفيذ فن والعمل السياسي فن ولكن التناغم بين كل ذلك هو سيمفونية نجاح.. سيمفونية مصرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجلس الشيوخ الانتخابات مجلس النواب الحیاة السیاسیة مجلس الشیوخ
إقرأ أيضاً:
استجواب وزيرة العدل الأميركية أمام مجلس الشيوخ بتهمة تسييس القضاء
خضعت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي لجلسة استجواب صعبة اليوم الثلاثاء في مجلس الشيوخ الذي اتهمها بعض أعضائه بتحويل وزارتها إلى أداة يستخدمها الرئيس دونالد ترامب لاستهداف من يعتبرهم أعداءه.
وأثارت بوندي جدلا واسعا منذ أن تولت منصبها، إذ انتُقدت لفشلها في المحافظة على مسافة تبقي وزارة العدل مستقلة عن البيت الأبيض.
وفي مستهل جلسة الاستجواب قال كبير الديمقراطيين في لجنة القضاء التابعة لمجلس الشيوخ ديك دربن إن "الرئيس (جو) بايدن لم يعط توجيهات قط لوزير العدل لملاحقة معارضيه السياسيين قضائيا، ما حصل منذ 20 يناير/كانون الثاني 2025 من شأنه أن يجعل حتى الرئيس (ريتشارد) نيكسون يشمئز".
وأشار دربن إلى أن وزارة العدل باتت في عهد بوندي "درعا للرئيس (ترامب) وحلفائه السياسيين عندما يسيئون التصرف".
وكان ترامب قد حذر مرارا أثناء حملته الانتخابية عام 2024 من أنه سيلاحق خصومه السياسيين، وبدا أنه يقلل من شأن بوندي في منشور على الشبكات الاجتماعية مؤخرا، إذ وبخها لعدم تحركها في هذا الشأن.
صدمة في واشنطنوبعد مدة قصيرة من ذلك أحدث مدعون فدراليون صدمة في واشنطن عندما وجهوا اتهامات إلى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي الذي قاد تحقيقا بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2016 الرئاسية عندما فاز ترامب للمرة الأولى.
ومن المقرر أن يمثل كومي أمام المحكمة غدا الأربعاء، إذ يواجه تهمة الكذب أمام الكونغرس في قضية يرى العديد من الخبراء القانونيين أنها تبدو زائفة.
وأجج الجدل فتح تحقيقات بشأن السيناتور الأميركي آدم شيف ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون والمدعية العامة لنيويورك ليتيشا جيمس، علما بأن الأسماء الثلاثة وردت في منشور ترامب الذي وبخ فيه بوندي.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس كونز من ديلاوير إنه يشعر بـ"قلق بالغ" من أن منشور ترامب "الذي حضك على ملاحقة أشخاص معينين قام بتسميتهم وتوجيه اتهامات إليهم أدى (على ما يبدو) إلى تحرك مفاجئ من قبل الوزارة".
نشر الجيش في المدن
كما استجوب أعضاء مجلس الشيوخ بوندي بشأن الأسس القانونية التي استند إليها ترامب في نشر القوات الفدرالية في مدن قال إنها تعاني تفشي الجريمة، وهي حملة يقول معارضوها إنها مخالفة للدستور.
وركز ترامب على لوس أنجلوس وواشنطن وشيكاغو وميمفس وبورتلاند التي يديرها ديمقراطيون.
في المقابل، ردت بوندي بالدفاع عن سجلها، مؤكدة لأعضاء المجلس أنها تعمل على استعادة ثقة العامة التي قوضها استخدام الإدارة السابقة للوزارة سلاحا، على حد قولها.
وقالت "نعود إلى مهمتنا الأساسية المتمثلة في مكافحة الجريمة الحقيقية، في حين ما زال هناك عمل ينبغي إنجازه، أعتقد أننا حققنا خلال 8 أشهر فقط تقدما كبيرا باتجاه هذه الأهداف".
كما واجهت بوندي انتقادات بسبب كيفية تعاملها مع الملفات المرتبطة بالتحقيق الفدرالي بشأن جيفري إبستين المتهم بالاتجار الجنسي، وهو ملياردير سبق أن جمعته علاقة وثيقة بترامب.
وطالب الديمقراطيون في مجلس النواب إلى جانب عدد محدود من الجمهوريين بنشر ملف القضية بأكمله بعدما أعلنت بوندي أن القضية أُغلقت ولم تعد لديها أي معلومات إضافية لتقديمها.