لماذا أثارت قائمة السفراء الجدد انقساما سياسيا في العراق؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
بغداد- جدلا واسعا أثارته قائمة السفراء الجدد التي ضمت 91 اسما ووافق عليها مجلس الوزراء في 22 يوليو/تموز الماضي، وقدم بموجبها توصية إلى مجلس النواب للتصويت عليها، الأمر الذي أدى إلى ردود فعل سياسية متباينة.
فبينما يرى البعض أن هذه الخطوة جاءت بتوافق سياسي، انتقد نواب آخرون بشدة بعض الأسماء المرشحة، وتركزت الانتقادات حول افتقار بعض المرشحين للخبرة الدبلوماسية اللازمة، واتهم نواب الحكومة بالاعتماد على المحسوبية والمنسوبية في اختيار الأسماء بدلا من الكفاءة.
أكد رئيس تحالف المعارضة في البرلمان العراقي، النائب عامر عبد الجبار، أن قائمة السفراء الجديدة تمثل خرقًا واضحًا لمبدأ الكفاءة، وقد أعدت على أساس المحسوبية والمحاصصة.
وقال عبد الجبار للجزيرة نت إن "كبار الزعماء السياسيين قاموا بتعيين أبنائهم وإخوانهم وأصهارهم في هذه المناصب الحساسة"، مشيرا إلى أن هذا التوجه يمثل "مصادرة للاستحقاقات الحزبية لصالح العائلة والأقرباء".
وأشار النائب إلى أن تحالف المعارضة يرفض مبدأ المحاصصة جملة وتفصيلا، مؤكدا أن "العراق يمتلك كفاءات دبلوماسية قادرة على تمثيل البلاد أفضل تمثيل"، ودعا إلى اتخاذ إجراء قانوني لتقسيم المناصب وفقًا للوصف الوظيفي والاستحقاق، وليس على أساس الولاءات.
وأضاف أن هناك ملاحظات عديدة على الأسماء المدرجة في القائمة، حيث إن بعضهم مشمول بإجراءات المساءلة والعدالة واجتثاث حزب البعث، وتساءل عن دور هيئة المساءلة في هذا الصدد، معتبراً أن "إجراءاتها أصبحت مزاجية".
وأكد عبد الجبار أن تحالف المعارضة لن يصوت على هذه القائمة في حال عرضها داخل قبة البرلمان، مجددا رفضه للمحسوبية في اختيار الممثلين الدبلوماسيين للعراق.
من جهته أكد النائب عن المكون الكردي، محما خليل، وجود اتفاق سياسي بين الكتل السياسية لتمرير قائمة السفراء الجديدة، وقال للجزيرة نت إن موافقة مجلس الوزراء على القائمة، وهو الذي يضم وزراء يمثلون جميع المكونات، هو بمثابة "تحصيل حاصل"، كون الحكومة ولدت عبر توافق برلماني، مضيفا أن القائمة تحظى بقبول الكتل السياسية، لذا من المتوقع أن يتم التصويت عليها داخل البرلمان.
إعلانلكن النائب أشار إلى وجود تخوفات لدى بعض الكتل السياسية من أن عقد جلسة للتصويت على السفراء قد يُستغل لإدراج قوانين جدلية أخرى، مما قد يسبب ارتباكا في عمل مجلس النواب.
وأكد خليل "أعتقد أن البرلمان في هذه الظروف، ومع قرب الانتخابات ووجود قوانين خلافية، قد أصبح شبه مشلول، ولن نتمكن من تمرير قوائم السفراء بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لعقد الجلسة".
ومن بين القوانين الجدلية داخل أروقة البرلمان قانون هيئة الحشد الشعبي، وقانون حرية التعبير عن الرأي، وتعديل قانون الانتخابات.
بدوره أكد عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي النائب محمد الخفاجي، على ضرورة إعادة النظر في قائمة السفراء الجديدة التي تم ترشيحها، مشيرا إلى وجود "ملاحظات عديدة" بشأن بعض الأسماء المدرجة فيها.
وقال الخفاجي للجزيرة نت إن منصب السفير يعتبر من الدرجات الخاصة وهو منصب مهم، وبالتالي فإن عملية الاختيار "لا يمكن أن تتم بهذه الطريقة دون معالجة حقيقية واختيار صحيح".
وأوضح أن عملية اختيار السفراء "لم تخلُ من المحاصصة والتوافقات السياسية"، بالإضافة إلى "ظاهرة الأقارب الجديدة"، متسائلا "أين معيار الكفاءة والنزاهة الحقيقية التي يجب أن نشاهدها في عملية الاختيار؟".
كما أشار إلى أن بعض الأسماء المرشحة لا تمتلك المؤهلات المطلوبة، حيث إن "تحصيلهم الدراسي ليس بالمستوى المطلوب، والبعض الآخر ليست لديه خدمة كافية".
وأكد الخفاجي على أهمية منصب السفير، وضرورة أن يكون الاختيار مبنيا على الكفاءة والنزاهة لضمان تمثيل دبلوماسي فعال للعراق.
وأكد عضو مجلس النواب النائب أمير المعموري أن القائمة النهائية لأسماء السفراء لم تصل بشكل رسمي إلى البرلمان حتى الآن، وقال للجزيرة نت إن ما يتم تداوله بشأن هذه القائمة يقتصر على الجانب الإعلامي فقط "، مشددا على أن "صلاحية المصادقة على تعيين السفراء هي اختصاص حصري لمجلس النواب وفقًا للمادة 61 من الدستور".
وتتناول المادة 61 من الدستور العراقي الجديد، بشكل رئيسي اختصاصات مجلس النواب، وهي تحدد المهام التشريعية والرقابية التي يقوم بها المجلس، بالإضافة إلى صلاحياته في تعيين بعض المناصب العليا والدرجات الخاصة.
وأضاف أنه "في حال كانت الأسماء المتداولة إعلاميا مطابقة لما سيصل رسميا، فإن القائمة تتضمن شخصيات غير مقبولة ومرفوضة تمامًا"، وعزا هذا الرفض إلى أن بعض الاختيارات "تمت على أساس عائلي وشخصي وغير مهني".
وأشار المعموري إلى وجود توجه داخل مجلس النواب لرفض هذه الأسماء والالتزام التام بالمهنية، قائلا "هؤلاء ليسوا موظفين عاديين، بل يمثلون واجهة البلد في الخارج ودبلوماسيون، ولابد أن يكونوا مهنيين ومن ضمن السلك الدبلوماسي حصرا"، مشددا على "ضرورة إدراج كل اسم على حدة وليس بسلة واحدة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تحالف المعارضة قائمة السفراء للجزیرة نت إن مجلس النواب عبد الجبار إلى وجود إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لمجلس الشيوخ يكشف مراحل استقبال النواب الجدد
قال المستشار محمود عثمان الأمين العام لمجلس الشيوخ إن الدولة المصرية أخذت كافة الاستعدادات والتجهيزات اللازمة لإجراء الانتخابات المقبلة، وذلك لاختيار الأعضاء المنتخبين لمجلس الشيوخ سواء بالقائمة أو بنظام الفردي.
وأضاف الأمين العام لمجلس الشيوخ خلال حوار تليفزيوني ببرنامج «90 دقيقة» والمذاع عبر قناة «المحور» أنه جرى العرف البرلماني أنه عقب انتهاء الانتخابات وإعلان النتيجة يبدأ المجلس في إقامة حفل استقبال للأعضاء الجدد، ومن الآن بدأت عمليات تشكيل اللجان لاستقبال الأعضاء من الموظفين.
تجميع المعلوماتوأكد «عثمان» أنه يتم الحصول على النتيجة من الهيئة الوطنية للانتخابات وبناء عليه يتم تجميع المعلومات وتبدأ عمليات إعداد العضوية.
وأشار إلى أنه بناء على المعلومات التي يتم الحصول عليها من الهيئة الوطنية للانتخابات يتم تكليف مركز المعلومات بعمل دليل إلكتروني للأعضاء، والتي تتمثل في بيانات العضو وصفته الانتخابية وكل ما يتعلم بمؤهلاته ووظيفته السابقة وغيرها.