عبدالله عبدالرحمن: بـ«فنجان قهوة» وثقت مسيرة التاريخ الثقافي في الإمارات
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
هزاع أبوالريش
يقدم كتاب «الإمارات في ذاكرة أبنائها» للمؤلف عبدالله عبدالرحمن، والصادر عن مبادرة إصدارات دار الكتب الوطنية من دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، قصة توثيقية وسردية توّثق مسيرة انطلقت منذ عام 1984 بطابع صحفي، راصداً الذاكرة الشعبية، والروايات الشفهية، ومظاهر التراث، والمأثورات، والملامح الثقافية، وخصوصيات ماضي فعاليات الحياة الثقافية الاجتماعية والاقتصادية في البر والبحر والجبل.
وينقل الكتاب بين دفتيه تفاصيل مشاعر الآباء والأمهات والأجداد كونهم نبض الحياة في صياغة الكلمات، وهذا ما جعل العنوان «الإمارات في ذاكرة أبنائها»، يضم سلسلة من عدة أجزاء وليدة حفاوة الذكريات والكرم ولقاء الأجيال على فنجان قهوة وصحن تمر، وكانت الحصيلة القيمة هي هذا العمل الأدبي الإبداعي الذي استقصى وجدانية صانعي التاريخ والتراث الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للإمارات خلال الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين.
ويعد الكتاب توثيقاً مهماً للتراث الشعبي، مفسراً ومسلطاً الضوء على جانب من الحياة الثقافية.
وضمن هذا السياق، يقول الكاتب عبدالله عبدالرحمن لـ «الاتحاد»: «كتاب الإمارات في ذاكرة أبنائها» عبارة عن سلسلة من عدة أجزاء، تجلّت من هذه الأعمال والمخطوطات المنجزة بكل عشق وإخلاص ووفاء وبكثير من التضحيات والعمل والرحلات الميدانية في رحاب الوطن والغوص في أعماق الإنسان، مشاريع كانت وما زالت قابلة للاستكمال والاستئناف تحت لوحة فنية إبداعية تشكلت على «فنجان قهوة». وما قدمته في هذه السلسلة الكبيرة والغنية بصفحاتها المليئة بالفصول والتفاصيل من مأثورات لها دلالتها وأهميتها؛ كونها حبل الوصل المتين بين الماضي والحاضر والمستقبل، والدرع الحصينة للرؤية الثقافية والرؤى الوطنية المُلهمة لمثل هذه الأعمال التي ترسخ قيمة المكان، وثيمة فكر أبنائه وطموحاتهم وأحلامهم وجهودهم المبذولة في صياغة مشهد الحياة ما بين الإرث والموروث، فإن جمع وتوثيق الروايات الشفهية والذاكرة الشعبية كان وما زال وسيبقى أحد أهم المهام الوطنية الكبرى لتوفير المصادر الأساسية المعينة للباحثين على الفهم العلمي والثقافي والاجتماعي الأمثل والأشمل وعلى التنقيح التاريخي الأكثر دقة، لكونها الروح الحيوية النابضة للهوية الحضارية وخصوصيات الشخصية الوطنية للمجتمع».
ذاكرة الآباء والأجداد
ويتابع: جاء في الجزء الثاني من «فنجان قوة، الإمارات في ذاكرة أبنائها.. الحياة الاقتصادية»، سعيت من خلاله إلى حفظ كنوز ذاكرة الآباء والأجداد، وعلومهم ومعارفهم وخبراتهم وأعرافهم وثقافتهم، في سجلات التاريخ المعاصر لخدمة مشاريع التنمية والثقافة الوطنية، ولصالح المحاولات البحثية الجادة لإعادة كتابة التاريخ ودراسة التراث والمأثورات الشعبية العريقة للدولة، فالروايات والذاكرة الشعبية الموثقة منها وتلك التي بانتظار الجمع قبل رحيل الباقين من حملتها، هي البديل المتاح في غياب الكتابات والمخطوطات التاريخية والتراثية المحلية والاعتماد البحثي والمرجعي القائم على كتابات الرحالة والمستشرقين وتقارير المبعوثين الأجانب التي يصعب تحقيقها دون مصادر الرواية»، مؤكداً أن الكتاب الذي يقع في أربعة أجزاء، عبارة عن 240 مقابلة صحفية مع المعمرين من الأجداد والآباء من الجنسين، من مختلف المناطق بالدولة، وخاصة الجبال والجزر، وأن هذه المقابلات نشرت في حينها بالصفحة الأخيرة من صحيفة «الاتحاد» تحت عنوان: «فنجان قهوة»، ولذلك فإن طابعها صحفي بحت، كما أن الدافع لها صحفي أيضاً.
ويضيف: «استطعت من خلال الكتاب بكل أجزائه تجميع العديد من الحكايات والمعلومات التاريخية عن الدولة والتفاصيل الدقيقة عن أوجه الحياة فيها قبل النفط، وهي تشكل في مجموعها مادة للباحث والدارس في شكل قالب صحفي». مختتماً: الموضوعات تناولت تفاصيل الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الدولة، وذكر أسماء العديد من رجالات العلم والشعر والأدب والدين والقضاء والتاريخ والسياسة من الأحياء والأموات، أمثال: عمران العويس، خلف العتيبة، عبدالرحمن بن حافظ، الشيخ البغدادي، علي بن محمد المحمود، راشد بن لوتاه،..إلخ، فبعض هذه الشخصيات التاريخية التي لعبت دوراً بارزاً في التاريخ الثقافي للدولة، تمتلك العديد من الكتب والمكتبات الخاصة وصناديق المخطوطات القديمة والنادرة.
تجربة ومساهمات
يذكر أن عبدالله عبدالرحمن، صحفي وباحث، ولد في إمارة رأس الخيمة عام 1957، تنوّعت خبراته ومسيرته بين الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وله مسيرة إبداعية مُلهمة في مجال الأبحاث الميدانية والتوثيقية، بالإضافة إلى أنه حائز على العديد من الجوائز، مساهماً في رصد وجمع وتوثيق التراث الشفهي والثقافة الشعبية وذاكرة المكان والتراث الحضاري والتاريخ المبكر للإمارات. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عبدالله عبدالرحمن الإمارات دار الكتب الوطنية دائرة الثقافة والسياحة التراث الإماراتي التراث الثقافي عبدالله عبدالرحمن فنجان قهوة العدید من
إقرأ أيضاً:
«الصحفيين الإماراتية»: تضحيات الشهداء خالدة في ذاكرة الوطن ووجداننا
دبي (الاتحاد)
أكدت فضيلة المعيني، رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية، أن يوم الشهيد مناسبة وطنية تجسّد أسمى معاني الوفاء والعرفان لتضحيات أبناء الوطن الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن دولة الإمارات، وصوناً لمكتسباتها.
وقالت إن يوم الشهيد يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن ومقيم على أرض الإمارات، مؤكدة أن تضحيات الشهداء ستظل خالدة في ذاكرة الوطن ووجدان شعبه، وراسخة، نموذجاً يحتذى به في الإخلاص والبطولة والولاء للقيادة والوطن.
وأضافت أن إحياء هذه الذكرى يجسد حرص القيادة الرشيدة على ترسيخ قيم التضحية والالتزام الوطني، وتعزيز روح الوحدة والانتماء، وتخليد أسماء الشهداء الذين سطّروا بدمائهم صفحات مشرقة في تاريخ الإمارات، مشيرة إلى الرعاية الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة لأسر الشهداء.