نحتفل بالذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر، التي جاءت كضرورة حتمية، نظرا لما كانت قد وصلت إليه الأوضاع في اليمن من سوء وتدهور، والذي أوشكت معه مؤسسات الدولة على الانهيار والخروج عن السيطرة.
فالمتتبع لمجريات الأحداث يلاحظ أن الوضع الاقتصادي كان قد تدهور بشكل كبير، حتى أن الحكومة -آنذاك- أعلنت إذا لم يتم رفع الدعم عن المشتقات النفطية فستصبح الحكومة عاجزة عن دفع المرتبات.
وكذلك في المجال السياسي كانت السفارات هي من تدير شؤون اليمن والسفيران السعودي والأمريكي هما من يحكمان اليمن، ويصدران الأوامر والتوجيهات للمؤسسات الرئاسية والعسكرية والأمنية، وهما من يعينان المسؤولين.. وكان المارينز الأمريكي يتواجد في صنعاء، ويتحكم بغرفة القيادة والسيطرة..
أما الوضع الأمني، فقد وصل إلى أسوأ حالته، فكانت التقطعات في الطرقات، والاغتيالات بشكل شبه يومي، والتفجيرات، وكانت القاعدة وداعش تنفذ عملياتها الانتحارية في كل مكان في المعسكرات، والمقرات الأمنية، حتى وصلت إلى مقر القيادة العليا العسكرية في العرضي، لدرجة أن الضباط والأفراد من الشرطة والأمن والقوات المسلحة في العاصمة صنعاء لا يستطيعون الخروج ببدلتهم العسكرية خوفا من القاعدة وداعش لتعترضهم وتقتلهم وتفجر سياراتهم.
كان الشارع اليمني يعيش أوضاعاً مأساوية، خوفاً، وجوعاً، وذلاً ومهانة.
فكانت ثورة 21 سبتمبر 2014م هي المنقذ لليمن، وهي من أعادت له حريته، وعزته وسيادته، فتم طرد المارينز الأمريكي من صنعاء، وبفضل هذه الثورة تم طرد عتاولة الفساد، من حكموا ونهبوا ثروات اليمن طيلة عقود من الزمن، وبفضلها تم تثبيت الأمن والاستقرار، وتم القضاء على القاعدة وداعش ومتابعتها وملاحقتها في أوكارها في البيضاء ومارب والجوف، وبفضل الله تم تطهير معظم المناطق منها، وقتل قياداتها من عدة جنسيات، وبهذا تم بتر إحدى أيادي أمريكا في اليمن، والتي كانت تتحجج بتدخلها في شؤون اليمن وتستبيح أجواءها وأراضيها بمحاربة القاعدة وداعش في اليمن.
فهذه الثورة الشعبية التي انطلقت من وحي معاناة أبناء الشعب اليمني، كانت ثورة تحررية يمنية 100 %، لم تتدخل فيها السفارات وتدعمها الاستخبارات الصهيونية والأمريكية، بل هي ثورة لها قيادة ومنهج وأمة، تختلف عن بقية الثورات التي شهدتها اليمن وبقية البلدان العربية والإسلامية..
ولذلك فقد تعرضت هذه الثورة لمحاولة وأدها في مهدها، ممثلة في الحرب والعدوان الذي شن عليها بعد ستة أشهر من ميلادها، بقيادة أمريكا والسعودية والإمارات، ما سمى بعاصفة الحزم..
وهذا يثبت مدى تفرد هذه الثورة عن بقية الثورات، ومدى شعبيتها، وقدسية أهدافها، وتفرد مشروعها القرآني، وعدم ارتباط قيادتها بالمشاريع الخارجية.
اليوم بعد تسع سنوات من عمر الثورة، وما تحقق من أهدافها، إلا أنها ما زالت مستمرة حتى تحرير كل شبر من الأراضي اليمنية، وبناء دولة النظام والقانون، دولة تمتد من المهرة شرقا حتى الحديدة غربا، ومن صعدة شمالا حتى عدن جنوبا، وينعم المواطن بخيرات وثروات وثمار اليمن، ويعيش في عزة وكرامة واستقلال وسيادة، دون تدخل في شؤوننا الداخلية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
محافظ لحج: روح ثورة 14 أكتوبر يتجسد اليوم في دعم اليمن لفلسطين
الثورة نت /..
أكد محافظ لحج أحمد جريب، أن إحياء العيد الـ 62 لثورة 14 أكتوبر يأتي هذا العام في ظل ظروف استثنائية، حيث يسطر اليمن تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مواقف تاريخية مشرفة في دعمه للشعب الفلسطيني المظلوم.
وأوضح جريب في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن هذه الذكرى ليست مجرد محطة سنوية عابرة، بل تحمل رسائل قوية لقوى الغزو والاحتلال الإقليمية والدولية، المتمثلة بالاحتلال السعودي والإماراتي والأمريكي والبريطاني للمحافظات المحتلة، وتتزامن مع تصاعد الأصوات الرافضة للاحتلال بكافة ذرائعه.
ولفت إلى أن المخاوف المتصاعدة لدى دول الاحتلال وأذرعها من سخط الشعب اليمني ورفضه للوجود الأجنبي والعمالة، تؤكد أن المحتل الجديد في أضعف حالاته.
وبيّن أن ثورة 21 سبتمبر 2014م بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، هي امتداد لمسيرة النضال والتحرير، وستجرف بعون الله عروش الطغاة، وتطهر اليمن من قوى الغزو والاحتلال، ولن يبقى شبر واحد من تراب اليمن تحت سيطرتهم.
وشدد محافظ لحج على أن الأحرار في المحافظات المحتلة اليوم يسيرون على نهج أحرار أكتوبر، وأن المحتل سيخرج مذلولاً مذعوراً تلاحقه خيبات الويل والعار.
ودعا كافة أبناء المحافظات الجنوبية إلى الوقوف صفاً واحداً مع الجيش لإنهاء الاحتلال وتحقيق التحرير.. مشيرا إلى أن احتفال الشعب اليمني بهذه الذكرى في خضم استمرار العدوان والحصار، يؤكد تمسكه بروح أكتوبر التي هزمت المشروع الاستعماري وأجبرت بريطانيا على الرحيل.
وأكد محافظ لحج أن شمس الحرية ستشرق مجدداً بإرادة شعبنا الأبي، وكما كان مصير الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، سيكون مصير الاحتلال الإماراتي السعودي لأن اليمن على مر التاريخ كان وسيظل مقبرة للغزاة.