في حين تتواصل العمليات العسكرية في عدد من مناطق العاصمة السودانية، تخللها إسقاط طائرة ثانية للجيش السوداني في الخرطوم.. أكدت نقابة الأطباء السودانيين، الإثنين، رصد ارتفع مقلق لحمى الضنك والإسهال الحاد، داعية إلى وقف الانتشار الكارثي له والذي تسبب بمئات الوفيات.

وحذرت النقابة من أن الولاية الأكثر تضرراً هي القضارف الواقعة على حدود إثيوبيا، حيث تشهد "انتشاراً كارثياً لحمى الضنك في عموم أنحاء الولاية، ما نتج عنه حدوث مئات الوفيات وآلاف الإصابات".

وأصبح موسم الأمطار في السودان الذي يشهد كل عام انتشار أوبئة الملاريا أو حمى الضنك، أكثر فتكاً هذه السنة بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

حرب أخرى.. الجوع والمرض يفتكان بأطفال #السودان https://t.co/d59uqWIi0X pic.twitter.com/xpDDzEa3Gp

— 24.ae (@20fourMedia) September 19, 2023

وقال مصدر طبي في القضارف رفض الكشف عن اسمه، إن "المستشفيات ممتلئة وتستمر الحالات في التزايد، والوضع معقد بشكل خاص بالنسبة للأطفال المرضى لأنه فيما يتم إدخال البعض إلى المستشفى، يتم علاج معظمهم في منازلهم".

وقالت أمل حسين وهي من سكان القضارف، إنه "في كل منزل هناك ثلاثة أشخاص مرضى على الأقل بحمى الضنك"، وهو مرض ينتقل عبر البعوض ويسبب ارتفاعاً كبيراً في درجة حرارة الجسم ثم نزيف، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة في حال عدم علاجه.

البرهان وحميدتي مستعدان للحوار.. هل يتوقف حمام الدم في السودان؟ https://t.co/aljo7HEK5A pic.twitter.com/KPuNTpmXUE

— 24.ae (@20fourMedia) September 24, 2023

وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، "تم تسجيل 13 حالة إصابة بالملاريا خلال أسبوع واحد"، بحسب وزارة الصحة.

في الخرطوم "توفي ثلاثة أشخاص بسبب الإسهال الحاد" من بين "14 شخصاً أدخلوا المستشفى يوم الأحد وحده"، في منطقة الحاج يوسف بشرق العاصمة كما أفادت لجنة المقاومة في هذا الحي، وحض تجمع الناشطين هذا الذي ينظم المساعدة بين السكان منذ بدء المعارك في السودان في 15 أبريل (نيسان)، السكان على "اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب العدوى".

المعارك مستمرة

ميدانياً، أعلنت قوات الدعم السريع، الإثنين، إسقاط طائرة حربية ثانية للجيش السوداني في الخرطوم.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها، إن مقاتلي "قوات الدعم السريع أسقطوا بالخرطوم، طائرة حربية من طراز (ميغ) تابعة للجيش"، ونشرت مقطع فيديو قالت إنه لاستهداف الطائرة وإسقاطها.

بسم الله الرحمن الرحيم
قوات الدعم السريع
بيـان هـام
25سبتمبر 2023

أسقط أشاوس قوات الدعم السريع بالخرطوم اليوم، طائرة حربية من طراز (ميغ) تابعة لمليشيا البرهان وفلول النظام البائد الإرهابيين، قصفت المدنيين الأبرياء وظلت تدمر المنشآت العامة والأسواق.

وانتهج الفلول وعناصر نظام… pic.twitter.com/IKQLs2YiBJ

— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) September 25, 2023

ومنذ اندلاع المعارك التي تركزت في العاصمة السودانية وإقليم دارفور غرب البلاد، قُتل نحو 7500 شخص بينهم 435 طفلًا على الأقل حسب بيانات رسمية، في حصيلة يرجح أن تكون أقل بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع.

كما اضطر نحو خمسة ملايين إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار، خصوصاً مصر وتشاد، إضافة إلى خروج 80 في المئة من مرافق القطاع الصحي في البلاد من الخدمة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أحداث السودان قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تفاصيل تكرار الدعم السريع قصف مسجد بالفاشر ومقتل مدنيين

الفاشر- في تصعيد دموي جديد، قُتل 13 شخصا على الأقل وأصيب 20 آخرون جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مسجد يؤوي نازحين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.

ووقع القصف، أمس الأربعاء، على مجمع "المسجد العتيق" في حي "أبو شوك الحلة"، حيث لجأت أكثر من 100 أسرة فرّت من مناطق القتال، وجاء الهجوم بعد أيام من استهداف مسجد آخر في أثناء صلاة الفجر، وهو "ما يعكس نمطا متكررا في ضرب دور العبادة التي تحولت إلى ملاجئ للمدنيين".

وأكد شهود عيان للجزيرة نت أن القصف كان بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، واستهدف المسجد بشكل مباشر، إلى جانب عدد من المنازل المجاورة.

تدمير واسع

وقال آدم جمعة، أحد مشايخ المسجد، للجزيرة نت إن القصف أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة 20 آخرين، بينهم من كانوا قرب مضخة مياه بجوار المسجد. وأضاف أن شدة القصف وتحليق الطائرات حالا دون نقل بعض الجثث، ما اضطر الأهالي إلى دفنها داخل ساحته.

وتداول ناشطون مقاطع مصورة تظهر حجم الدمار في مراكز الإيواء والمستشفى السعودي الوحيد الذي لا يزال يعمل في المدينة.

وحسب مراقبين، يبلغ عدد المساجد التي تُقام فيها صلاة الجمعة في الفاشر 124 مسجدا، إلى جانب 95 زاوية مخصصة لتعليم القرآن الكريم. وقد تم تدمير عدد كبير منها تدميرا كاملا أو جزئيا، وخرج معظمها عن الخدمة نتيجة نزوح المواطنين إلى مناطق أكثر أمانا أو هجرتهم إلى دول الجوار.

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن إدانته القوية للهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على أحياء الفاشر، والتي استهدفت مستشفى السعودي ومسجدا كان يؤوي نازحين، مما أدى إلى قتل ما لا يقل عن 20 مدنيا.

وأكدت أوتشا أن المستشفى هو آخر مرفق طبي عامل في المدينة ويخدم آلاف المتضررين من الحرب، مشيرة إلى أن المدنيين فيها باتوا محاصرين ومقطوعين عن المساعدات، داعية إلى وقف فوري للقتال.

معارك شرسة

من جانبه، وصف الناشط الإغاثي أحمد إسماعيل الهجوم بأنه "جريمة حرب مكتملة الأركان"، قائلا للجزيرة نت إن "الضحايا لجؤوا إلى المسجد بحثا عن الأمان فوجدوا الموت، الاستهداف كان مباشرا ولم يرحم حتى النساء".

إعلان

وفي تحليل للجزيرة نت، قال مدير برنامج شرق أفريقيا بمركز فوكس للأبحاث عبد الناصر سلم حامد إن "انتهاكات الدعم السريع لم تعد حوادث عابرة، بل نمطا ممنهجا"، مؤكدا أن ما جرى "يرقى إلى جريمة حرب موثقة". وطالب بإحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، محذرا من أن "الإفلات من العقاب يغذي دوامة العنف".

ميدانيا، تشهد الفاشر اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية أحمد علي الإمام للجزيرة نت إن المعارك امتدت إلى 3 محاور وكانت عنيفة جدا، مؤكدا أنهم "يخوضون معركة وجود لا خيار فيها سوى الانتصار".

من جهته، كشف جمال عيساوي جوليس عضو اللجنة الإعلامية للقوة المشتركة عن تكبد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة خلال المواجهات الأخيرة. وأضاف للجزيرة نت أن "العشرات من عناصرها قُتلوا، وتم تدمير 17 آلية عسكرية والاستيلاء على 3 سيارات"، وأن القوات المشتركة تعمل على تعزيز مواقعها ومنع أي محاولات تسلل.

استهداف ممنهج

وفي ظل استمرار القتال، يعيش سكان الفاشر أوضاعا إنسانية "مرعبة"، وفقا لمنظمات محلية حذرت من أن "أكثر من 500 ألف مدني محاصرون ويواجهون خطر الموت جوعا أو عطشا"، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية.

ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، ظلت مدينة الفاشر مركزا إستراتيجيا للحرب في السودان، وشهدت موجات متكررة من النزوح والاقتتال. ومع بداية حصارها في العاشر من يونيو/حزيران 2024، تحولت إلى ساحة مواجهة مفتوحة، حيث ارتكبت فيها قوات الدعم السريع انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين، حسب تقارير حقوقية.

ورغم تصاعد الهجمات، فلم تُفعّل حتى الآن أي آلية دولية لحماية السكان، ويثير هذا الفراغ الأمني تساؤلات عن مسؤولية المجتمع الدولي في منع تكرار سيناريوهات الإبادة الجماعية التي شهدتها دارفور سابقا.

وإلى جانب المساجد والمستشفيات، تعرضت الأسواق ومراكز توزيع الغذاء للقصف أو الإغلاق القسري، مما أدى إلى حرمان السكان من الحصول على المستلزمات الأساسية، وتفاقم أزمة الجوع في المدينة. وتقول منظمات إنسانية إن "الاستهداف الممنهج للبنية التحتية يعكس رغبة في تفريغ المدينة من سكانها".

ومع استمرار القصف على المساجد والمرافق الحيوية وتفاقم الحصار الإنساني، تتزايد الدعوات إلى تدخل دولي عاجل يوقف دوامة العنف ويضع حدا "لانتهاكات الدعم السريع". غير أن غياب الإرادة الدولية حتى الآن يطرح سؤالا ملحا: هل تُترك الفاشر لمصيرها؟ أم أن المجتمع الدولي سيتحرك قبل أن تتحول المدينة إلى فصل جديد من مأساة دارفور؟

مقالات مشابهة

  • السودان.. مقتل 13 شخصًا بقصف قوات الدعم السريع لمسجد في الفاشر
  • تفاصيل تكرار الدعم السريع قصف مسجد بالفاشر ومقتل مدنيين
  • أطباء السودان: قصف مستشفى الفاشر يسقط 12 قتيلاً وإصابة 17 آخرين
  • الغارديان: مرتزقة كولومبيون يدربون أطفالاً في السودان للقتال بجانب الدعم السريع
  • كبد الدعم السريع خسائر فادحة.. الجيش السوداني يستعيد مواقع إستراتيجية بالفاشر
  • السودان: 12 في قصف لقوات الدعم السريع على مستشفى الفاشر
  • مجزرة في مستشفي الفاشر.. مقتل 12 شخصا وإصابة 17 آخرين في قصف للدعم السريع
  • «الدعم السريع» تقصف مستشفى الفاشر للنساء والتوليد ومقتل 12 شخصاً
  • «الدعم السريع» تفرج عن عناصر من الشرطة بشرق دارفور
  •  إسقاط جوي ناجح للجيش بـ «الفاشر» و شبهات فساد حول مبالغ الإعاشة للمحاصرين