محمد بن راشد: الإمارات ترسّخ دورها شريكاً في تشكيل مستقبل القطاعات الحيوية المرتبطة بضمان غد أفضل للإنسان
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ دورها المؤثر والفعال شريكا في تشكيل مستقبل القطاعات الحيوية المرتبطة بضمان غد أفضل للإنسان بالمساهمة في استكشاف الحلول الناجعة التي تكفل للبشرية مستويات أعلى من التقدم والرخاء، لاسيما من خلال المعارض والمؤتمرات العالمية التي تستضيفها وتنظمها لتوفر ساحةً للقاء الأفكار المبدعة والرؤى الطموحة ولتبادل التجارب الناجحة وعرض أحدث التقنيات التي تسهم في التغلب على التحديات المشتركة والعابرة للحدود.
جاء ذلك خلال زيارة سموه فعاليات معرض جلفود للتصنيع 2023، الذي انطلقت اليوم أعمال دورته الأكبر على الإطلاق وتستمر ثلاثة أيام في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة 3 آلاف جهة عارضة من 80 دولة حول العالم، وحضور 36 ألف زائر من قطاع الأغذية، بمن فيهم مجموعة بارزة من قادة وخبراء وصُناع القرار القطاع لاستعراض أحدث المنتجات والحلول والأنشطة التفاعلية المتعلقة بمستقبل الغذاء.
وأثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على التطور الذي يشهده قطاع المعارض في دبي وأثره المباشر على تعزيز قدرة العديد من القطاعات الحيوية على النمو عبر ما تتيح له تلك الفعاليات من فرص الشراكة والتعاون، ما ينعكس بالإيجاب على مجمل حركة الاقتصاد العالمية.
وقال سموه: "حريصون على تهيئة الفرص الداعمة للأفكار الخلاقة والحلول الرائدة لمواجهة التحديات العالمية الملحة..قضية الأمن الغذائي واستدامة الموارد الغذائية تشغل العالم ونحن حريصون على أن يكون للإمارات دورها الإيجابي في معالجة تلك القضية ودعم كافة الجهود المبذولة في هذا المجال..استضافة دبي لهذا التجمع من القيادات المسؤولة عن تصنيع الغذاء في العالم، في عام الاستدامة ومع استعدادنا للترحيب بالمشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ‘COP28‘ يفتح المجال لاستكشاف حلول تكفل للإنسان استدامة أحد أهم مقومات الحياة، وهو الغذاء، وهدفنا الإسهام في بناء مستقبل يكفل توافر الطعام للجميع ضمن أطر نضمن معها ازدهار النظم البيئية الغذائية".
وقام صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يرافقه سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة (دييز)، وهلال سعيد المري، المدير العام لسلطة مركز دبي التجاري العالمي، بجولة في المعرض، تفقّد سموه خلالها جانباً من أجنحة الشركات العالمية والوطنية المشاركة في المعرض وما تقدمه من حلول لكافة جوانب سلسلة توريد الأغذية والمشروبات تشمل القطاعات الرئيسية للمكونات والمعالجة والتغليف وحلول سلسلة التوريد والتحكم.
ويصاحب "جلفود للتصنيع 2023" ثلاث فعاليات رئيسية تشمل معرض الشرق الأوسط للعلامات التجارية المعرض الحصري في منطقة الشرق الأوسط، لإطلاق العلامات التجارية للسلع الغذائية وغير الغذائية وتوسيع رقعة انتشارها، ومهرجان المأكولات المتخصصة الرائد لخبراء تحضير المأكولات الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى معرض الشرق الأوسط للحلويات والوجبات الخفيفة، الحدث التجاري الأبرز في قطاع الحلويات والوجبات الخفيفة.
أخبار ذات صلةوشهدت الجلسات الافتتاحية لقمة تكنولوجيا الغذاء في جلفود للتصنيع 2023 مجموعة من النقاشات المهمة بين خبراء القطاع القادمين من أنحاء العالم، حول سبل تحقيق تحول ملموس في قطاع إنتاج الغذاء، وألقى خلالها المشاركون الضوء على دور القطاع في تحقيق الأهداف العالمية على صعيد المناخ والاستدامة، من خلال طرح حلول مستدامة لقطاع تصنيع الأغذية والمشروبات.
كما شهد اليوم الأول لمعرض جلفود للتصنيع 2023 الإعلان عن الفائزين بجوائز "جلفود للتميز" في قطاع التصنيع 2023، التي تهدف إلى تكريم المنتجات والتقنيات الأكثر ابتكاراً، التي قدمت إسهامات بارزة في الصناعة خلال العام الماضي، وحصلت شركة "جيا ميدل إيست اف زد إي" على لقب أفضل شركة مستدامة لهذا العام عن شبكتها الحرارية منخفضة الكربون، فيما فازت شركة "تيترا باك اكسبورت اف زد إي" بجائزة أفضل ابتكار في التغليف، وحصلت شركة"إيشيدا يوروب ليميتد" على جائزة أفضل طعام ضمن جائزة الابتكار في مجال السلامة عن نظام الفحص بالأشعة السينية.
وشهدت دورة العام الحالي أكثر من 600 مشاركة دولية عبر عشر فئات للجوائز، مع ثلاث فئات جديدة تعكس التركيز على الاستدامة في حدث هذا العام وتشمل مبادرة الطاقة المتجددة، وشركة التصنيع المعتمدة على النباتات، وبطل الاستدامة لهذا العام.
المصدر: وام
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد بن راشد معرض جلفود للتصنيع دبي الشرق الأوسط محمد بن راشد آل مکتوم
إقرأ أيضاً:
بين الرؤية والحكمة: كيف تُعيد القيادة الإستراتيجية تشكيل مستقبل الدول؟
سالم بن سويلم بن سالم الهنائي **
في عالم تتسارع فيه التحولات الاقتصادية والسياسية وتتشابك فيه الأزمات العالمية، لم يعد نجاح الدول رهينًا بالقوة فقط، بل أصبح مرهونًا بنوع خاص من القيادة تلك التي تجمع بين الرؤية الإستراتيجية والحكمة الأخلاقية في آنٍ واحد، وتطورت بإستراتيجيات محكمة الأبعاد عابرة الجهود العالمية كمبادرة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030، وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة SDGS.
وتعتمد المبادرة على القيادة الاستراتيجية؛ لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجالات عدة، مثل: منتدى الاقتصاد العالمي World Economic Forumوكذلك التعليم والصحة والبيئة، ويعمل المنتدى على تعزيز القيادة الإستراتيجية من خلال مبادرات مثل: "المبادرة العالمية للقيادة "Global Leadership Initiative" التي تهدف إلى تطوير قادة قادرين على التعامل مع التحديات العالمية المعقدة.
وعلى المستوى العلمي فيما تم ذكره تتواصل جهود ومقدرات علماء وخبراء القيادة الإستراتيجية وإدارة التغيير أمثال جون كوترJohn Kotter الذي قدم نموذجا تغييرا في كتابه Leading Change 1996 لإيجاد حالة استعجالية للتغيير وصولا إلى ترسيخ التغيير في الثقافة المؤسسية، وغيره من الذين أكدوا على التعليم المستمر، وأهمية الرؤية المشتركة والتفكير لتحقيق النجاح الإستراتيجي؛ التزامًا بالقيم الأخلاقية في القيادة الناجحة.
وتأسيسًا على ذلك نستعرض بعضا من النظريات العلمية والجهود العالمية التي تفسر القيادة الإستراتيجية والحكيمة في قيادة المنظمات والمجتمعات نحو النجاح ومن أبرز هذه النظريات العلمية:
نظرية القيادة التحويلية: تركز هذه النظرية على قدرة القائد على إلهام وتحفيز الأتباع لتحقيق أهداف إستراتيجية طويلة المدى؛ ففي عام 1978 قدمها جيمس ماكجريجور بيرنز James MacGregor Burns وطورها لاحقًا Bernard Bass فالقيادة التحويلية تعتمد على الرؤية المشتركة، والتأثير على الأفراد لتحقيق التغيير الإيجابي.
نظرية القيادة الخادمة: قدم هذه النظرية روبرت غرينليف Robert Greenleaf، وهي تركز على القيم الأخلاقية والتعاطف والرعاية، مما يجعلها مرتبطة بشكل وثيق بالقيادة الحكيمة مؤكدة على أن دور القائد هو خدمة الآخرين؛ لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
نظرية القيادة التكيٌُفية: وتركز هذه النظرية على قدرة القائد في التعامل مع التحديات المعقدة والمتغيرة من خلال التكيف والتعلم المستمر، وقد قدمها رونالد هيفيتز Ronald Heifetz في كتابه Leadership Without Easy Answers (1994)، وتعتبر هذه النظرية أساسية في القيادة الإستراتيجية في البيئات الديناميكية.
نظرية القيادة الأصيلة: قدمها بيل جورج Bill George، في كتابهAuthentic Leadership" " عام 2003، وتعتبر هذه النظرية أساسًا للقيادة الحكيمة التي تعتمد على النزاهة والشفافية، وتؤكد على أهمية أن يكون القائد صادقًا مع نفسه ومع الآخرين، وأن يعكس قيمه الشخصية في قيادته.
ولعله من المفيد أن نؤكد أن القيادة الإستراتيجية تقوم على تحديد الاتجاهات طويلة المدى، واتخاذ القرارات التي تحقق الأهداف كالتخطيط الاستراتيجي، وإدارة التغيير، وتحقيق التوازن بين المصالح المختلفة، والتزامن مع القيادة الحكيمة التي تركز على الحكمة في اتخاذ القرارات، مع مراعاة القيم الأخلاقية والمصلحة العامة، وتعتمد على الرؤية الثاقبة والتوازن بين المصالح الفردية والجماعية، والتي هي من أهم العناصر التي تسهم في تحقيق التقدم والازدهار للدول والمجتمعات.
ومن هذا المنطلق، فإن القيادة الإستراتيجية الحكيمة لها دور محوري في تشكيل مسار التنمية، خصوصًا في العهد المتجدد لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- يحفظه الله ورعاه- والتي تتميز بالتركيز على الإصلاحات الاقتصادية والإدارية كقوة إستراتيجية في إدارة الموارد، وتحقيق التوازن، اعتمادًا على قياس المؤشرات الأربعة الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية والمالية، والتي كانت من أبرز المبادرات:
- تعزيز الحوكمة والشفافية في القطاع العام.
- دعم التعليم والابتكار من خلال إنشاء مراكز بحثية وتطويرية.
ورؤية "عُمان 2040" تعتمد على مبادئ القيادة الإستراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في السلطنة، وتهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار، وبناء القدرات البشرية وتحسين جودة الحياة لبناء مجتمع معرفي، فلو أخذنا أنموذجا من تلك الإستراتيجيات: الأكاديمية السلطانية للإدارة والتي تعمل على إعداد قادة الغد؛ لمواكبة التطور التكنولوجي وتعزيز الابتكار من خلال برامج تدريبية وبحثية متخصصة في القيادة، والإدارة لمختلف القطاعات، منها: برنامج السياسات العامة، والتخطيط الاستراتيجي، والبرنامج الوطني لتطوير القيادات واستشراف المستقبل، والجدير بالذكر هناك مراكز متخصصة في الأكاديمية كمركز تطوير القيادات، ومركز الإدارة المحلية، ومركز الجاهزية للمستقبل.
وفي هذا الإطار ومع وجود التحديات والتغيرات الاقتصادية العالمية وتبعاتها على الاقتصاد في الدول بات من الضروري الحاجة إلى بناء الثقة بين القيادة والمجتمع، وتعزيز المشاركة المجتمعية، مما ينتج عن فرص الاستفادة من الموارد البشرية والطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة، لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال القيادة الإستراتيجية؛ لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
ولعله من المفيد أن نؤكد مدى العلاقة بين القيادة الإستراتيجية والقيادة الحكيمة، حيث لابد من بيان أن التعلم على التفكير الإستراتيجي هي الرؤية، وتحديد الأهداف الرئيسة التي يجب تحقيقها، ومن انعكاسات ذلك التفكير يجب علينا أن نتعلم كيفية وضع أهداف واضحة ومحددة؛ لتوظيف وتطوير استراتيجيات فعالة؛ حيث إن القيادة الإستراتيجية والقيادة الحكيمة مفهومان مترابطان في عالم الأعمال الحديث، فهما ثقافة تنظيمية مشتركة يشيران إلى القدرة على التوجيه وتوجيه الآخرين بطريقة ملهمة وفعالة، وهما مفتاح النجاح في أي مجال من مجالات صناعات القرار في الحياة.
وتتكامل القيادة الإستراتيجية والحكيمة في تحقيق الأهداف التنموية، بينما تركز القيادة الإستراتيجية على التخطيط والتنفيذ، وتضيف القيادة الحكيمة البعد الأخلاقي والاجتماعي، وتتجسد هذه العلاقة في القيادة حيث تم الجمع بين الرؤية الإستراتيجية والحكمة في اتخاذ القرارات.
خلاصة القول.. إنَّ القادة يتمتعون بالرؤية والحكمة والقدرة على توجيه الآخرين نحو الهدف المشترك، ويُعد التعلم من القادة العظماء أمرًا ضروريًا لتطوير مهارات القيادة الحكيمة في العصر الحديث.
**********
المصادر
المراجع العربية:
1. وزارة الإسكان والتخطيط العمراني (2021).
2. رؤية عُمان 2040. مسقط.
3. الأكاديمية السلطانية للإدارة. (2023).
4. العريمي، (2020). قيادة جلالة السلطان قابوس: دراسة في الإنجازات والتحديات. مجلة الدراسات العُمانية.
المراجع الإنجليزية
1.Bass, B. M., & Avolio, B. J. (1994). Improving Organizational Effectiveness through Transformational Leadership. Sage Publications.
2. Greenleaf, R. K. (1977). Servant Leadership: A Journey into the Nature of Legitimate Power and Greatness. Paulist Press.
3. Heifetz, R. A. (1994). Leadership Without Easy Answers. Harvard University Press.
4. Kotter, J. P. (1996). Leading Change. Harvard Business Review Press.
5. Senge, P. M. (1990). The Fifth Discipline: The Art and Practice of the Learning Organization. Doubleday.
6. Covey, S. R. (1989). The 7 Habits of Highly Effective People. Free Press.
7. United Nations. (2015). Transforming our world: the 2030 Agenda for Sustainable Development. United Nations Publications.
8. World Economic Forum. (2022). Global Leadership Initiative. Retrieved from www.weforum.org
9. Bill & Melinda Gates Foundation. (2023). Annual Report. Retrieved from www.gatesfoundation.org
** باحث في القيادة والاقتصاد