نيويورك-سانا

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم قراراً بأغلبية الدول الأعضاء، يطالب كيان الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل، حتى خط الرابع من حزيران لعام /1967/، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وصوتت لمصلحة مشروع القرار المعنون “الجولان السوري” 91 دولة مقابل رفض كيان الاحتلال و7 دول، في حين امتنعت 62 دولة عن التصويت.

وينص قرار الجمعية العامة على أن قرار “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال، الصادر في كانون الأول عام 1981 بفرض قوانينها وولايتها على الجولان السوري المحتل ملغى وباطل، وفق ما أكده مجلس الأمن في قراره رقم 497 لعام 1981، ويطالب القرار الجديد “إسرائيل” بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل، حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأعرب القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور الحكم دندي في بيان عقب التصويت عن الشكر لجميع الدول الأعضاء التي صوتت لصالح مشروع القرار، تأكيدا منها على التزامها بالقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وبشكل خاص المبدأ الأساسي المتمثل في عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة، وانطلاقاً من حرصها على رفع الظلم عن الشعوب الرازحة تحت الاحتلال، ودعمها لنيل حقها في التحرر منه.

وبين دندي أن الجمعية العامة تطالب في كل دورة منذ أكثر من خمسة عقود، “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال، بإنهاء احتلالها للجولان السوري، وتؤكد أن أي إجراءات تتخذها لفرض قوانينها وولايتها، على الجولان السوري المحتل باطلة ولاغية، ولا أثر قانونياً لها على الإطلاق، لافتاً إلى أن الجمعية العامة تنسجم في موقفها هذا انسجاماً تاماً مع الموقف الذي عبر عنه مجلس الأمن بالإجماع في قراره رقم 497 لعام 1981.

وقال دندي: إن الفقرة الرابعة من مشروع القرار تنص على أن ” الجمعية العامة تقرر مرة أخرى أن استمرار احتلال الجولان السوري، وضمه بحكم الأمر الواقع يشكلان حجر عثرة أمام تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة”، مؤكداً في هذا السياق ضرورة إنهاء حالة العجز عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي لا يمكن أن تتحقق بدون رفع الحماية التي توفرها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين لـ “إسرائيل”، ودعمهم غير المحدود لها داخل الأمم المتحدة وخارجها، ما يشجعها على الاستمرار في احتلالها لأراضي الغير، وتهديدها الخطير للاستقرار والسلم والأمن في المنطقة والعالم.

ولفت دندي إلى أن الممارسات الإجرامية للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع غزة المحاصر، والتي بلغ عدد ضحاياها أعلى مستوى لها، تدفع بالمنطقة إلى مستويات غير مسبوقة من التوتر وعدم الاستقرار، وذلك عبر ارتكابه المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتصعيد اعتداءاته المتكررة على المدن والموانئ والمطارات المدنية السورية، ما يعرض للخطر أرواح المدنيين وسلامة الطيران المدني، ويعيق عمليات الأمم المتحدة الإنسانية، إضافة إلى استمرار الاحتلال في سياسات الاستيطان والتهويد والحصار والاعتقال التعسفي والتهجير القسري والتمييز العنصري في الأراضي العربية المحتلة.

وجدد القائم بالأعمال بالنيابة مطالبة سورية للأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فورية لوضع قراراتها موضع التطبيق، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، بما فيها الجولان السوري المحتل، ووقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية، وجرائمه وممارساته القمعية الممنهجة بحق أهلنا في الجولان المحتل، من قتل واعتقال تعسفي وتعذيب، إضافة إلى الاستيلاء على الأراضي والممتلكات، وتوسيع عمليات الاستيطان، ونهب موارد الجولان الطبيعية، ومحاولة تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم.

وشدد دندي على حق سورية المشروع باستعادة الجولان المحتل كاملاً حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 مهما طال الزمن، وهو حق ثابت لا يخضع للمساومة أو الضغوط، ولا يسقط بالتقادم، يكفله القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497، مؤكدا أن سورية ستمارس حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل اللازمة، وفي ضمان مساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على كل جرائمها، وعدم إفلاتها من العقاب.

وجدد دندي التأكيد على موقف سورية الثابت والمبدئي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها وفقا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى رأسها القرار رقم 194 لعام 1948.

وتعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا قرارات بأغلبية الدول الأعضاء، تؤكد أن الجولان عربي سوري، وأن إجراءات “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال باطلة، وأن عليها الانسحاب الكامل منه، حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، وضرورة تنفيذها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الجولان السوری المحتل الاحتلال الإسرائیلی الجمعیة العامة الأمم المتحدة مجلس الأمن الکامل من ذات الصلة

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يبحث اليوم تهديدات السلم العالمي الناجمة عن تصرفات أوروبية

يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة طارئة بناءً على طلب رسمي من روسيا، لمناقشة ما وصفته موسكو بـ"التهديدات التي تطال السلم والأمن الدوليين نتيجة ممارسات بعض الدول الأوروبية التي تعرقل جهود التسوية السلمية في أوكرانيا".

وأفاد دميتري بوليانسكي، نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، أن بلاده طلبت عقد هذه الجلسة ردًا على اجتماع دعت إليه الدول الغربية أمس الخميس، وخصص لبحث الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا، معتبرًا أن ما تقوم به بعض العواصم الأوروبية "يُفاقم النزاع ويُعرقل فرص التوصل إلى اتفاق سياسي شامل".

ووفقًا للبعثة الدبلوماسية اليونانية لدى الأمم المتحدة، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن خلال شهر مايو، فمن المقرر أن تنعقد الجلسة في تمام الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت نيويورك، الموافق الخامسة مساءً بتوقيت موسكو.

أوكرانيا تعلن استعدادها للمشاركة في مفاوضات روسيا بشرطالجيش الروسي يعلن السيطرة على ثلاث بلدات في شرق أوكرانياألمانيا ترد على موسكو: دعم أوكرانيا دفاع عن القانون الدولي وليس تأجيجًا للحربروسيا تعرض شروطها للسلام مع أوكرانيا الإثنين المقبل بتركياألمانيا تدعم أوكرانيا عسكريا بـ 5 مليارات يوروالكرملين يعلن إعداد الوثائق لمناقشة قائمة شروط الهدنة المؤقتة مع أوكرانياروسيا.. لافروف يكشف شروط موسكو لوقف الحرب مع أوكرانياالحرب في أوكرانيا.. زيلينسكي يقترح لقاءً ثلاثيًا مع ترامب وبوتينالحرب في أوكرانيا.. ترامب: بوتين يلعب بالنارزيلينسكي: سننتج أسلحة بعيدة المدى وطائرات مسيرة في أوكرانيا

وتأتي هذه الخطوة الروسية في إطار سجال دبلوماسي مستمر داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث تتبادل موسكو والدول الغربية الاتهامات بشأن مسؤولية كل طرف عن إطالة أمد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية والسياسية في أوكرانيا.

يُذكر أن مجلس الأمن أصبح خلال العامين الماضيين ساحة رئيسية للمواجهة الدبلوماسية بين روسيا والدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بشأن ملف الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في فبراير 2022 وأودت بحياة الآلاف وتسببت في أزمة لاجئين وأزمة غذاء عالمية.

أوكرانيا تعلن استعدادها للمشاركة في مفاوضات روسيا بشرطالجيش الروسي يعلن السيطرة على ثلاث بلدات في شرق أوكرانياألمانيا ترد على موسكو: دعم أوكرانيا دفاع عن القانون الدولي وليس تأجيجًا للحربروسيا تعرض شروطها للسلام مع أوكرانيا الإثنين المقبل بتركياألمانيا تدعم أوكرانيا عسكريا بـ 5 مليارات يوروالكرملين يعلن إعداد الوثائق لمناقشة قائمة شروط الهدنة المؤقتة مع أوكرانياروسيا.. لافروف يكشف شروط موسكو لوقف الحرب مع أوكرانياالحرب في أوكرانيا.. زيلينسكي يقترح لقاءً ثلاثيًا مع ترامب وبوتينالحرب في أوكرانيا.. ترامب: بوتين يلعب بالنارزيلينسكي: سننتج أسلحة بعيدة المدى وطائرات مسيرة في أوكرانيا

وتطالب موسكو بتسوية سياسية تراعي "مصالحها الأمنية"، بينما تصر العواصم الغربية على "انسحاب روسي كامل" من الأراضي الأوكرانية، وتدعم كييف عسكريًا واقتصاديًا.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه روسيا أن تحركاتها الدبلوماسية تسعى لإيجاد مخرج سياسي للصراع، تتهمها قوى غربية بمحاولة "شرعنة سياساتها التوسعية" عبر آليات الأمم المتحدة.

طباعة شارك أوكرانيا روسيا موسكو كييف مجلس الأمن أمريكا

مقالات مشابهة

  • الأمم تصف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بالأسوأ منذ بدء الحرب
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات جوية على الساحل السوري
  • فتوج يدين تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي
  • وفد من وزارة الإسكان يُشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بنيروبي بكينيا
  • الإمارات تفوز برئاسة الجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» وعضوية المجلس التنفيذي
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين قرار الاحتلال الإسرائيلي إنشاء 22 مستوطنة جديدة
  • استشهاد 9 فلسطينيين في قصف همجي للاحتلال الإسرائيلي.. الأمم المتحدة: قطاع غزة على حافة المجاعة مع استمرار التهجير والتجويع للمدنيين
  • مجلس الأمن يبحث اليوم تهديدات السلم العالمي الناجمة عن تصرفات أوروبية
  • خلفا لنواف سلام .. تعيين الأردني الحمود عضوا جديدا في محكمة العدل
  • 41 قتيلاً جراء القصف.. الجيش الإسرائيلي يدمر مواقع ومبانٍ في قلب غزة