«كيف أعلمه وهو لا يحبني!» هذا ما قاله سقراط عندما أراد أن يرسم لنا دستور العلاقة بينه وتلاميذه، فالوصول لقلب الطالب أهم من الوصول إلى عقله؛ فلن تصل إلى عقله حتى تدخل قلبه.
إن احترام الطالب لأستاذه عندما يكون مبنيًا على الحب والتقدير أفضل من الاحترام المبنى على الخوف، لقد تعودنا طوال رحلة التعليم أن الطالب يجب أن يحترم أستاذه خوفًا من العقاب، وحجم المقرر الدراسى، ومستوى سهولة الامتحان، والدرجات التى يحصل عليها فى كل مادة، فلا تكون المحصلة النهائية لهذا الخوف إلا إنسانًا غير سوى بلا عقل وبلا حياة، ليس لديه سوى مشاعر الكره لأساتذته وللآخرين، وتكون النتيجة شباب لم يعيشوا مرحلة شبابهم التى من المفترض أن يتعرفوا من خلالها على مفردات المجتمع، أما على المستوى الإنسانى فقد تعودنا أنه من غير المقبول أن يقترب الأستاذ من طلابه ليشاركهم أحلامهم وطموحاتهم، ويسمع منهم مشكلاتهم ويساهم فى حلها، ويتفاعل معهم اجتماعيًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى وفى مواقف الحياة اليومية، ومن هنا يجب أن يتشكل الخيط الرفيع الذى ينسج رسالة الأستاذ، ذلك الخيط المغزول من المشاعر الإنسانية والإحساس بالطالب كشاب فى مقتبل عمره من المفترض أن يعيش أجمل مراحل حياته، وله الحق فى أن تتوفر له كل سبل الاطمئنان، فالأستاذ أب وصديق لطلابه، داعم لهم، مستمع جيد لأحاديثهم، معاونا لهم فى مواجهة مشكلاتهم، مرشدهم فى معترك الحياة.
لقد حثنا رسول الله على التبسط فى تعاملاتنا، فعن عبدالله بن مسعود قال: «قال رسول الله» ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟، تحرم على كل قريب هين لين سهل». بمعنى أنك تستطيع أن تتكلم مع هذا الإنسان بسهولة، وعندما تعتذر له يقبل منك الاعتذار دون أدنى صعوبة، فيكون قريبًا من القلب قريبًا للناس.
ومن هذا المنطلق حرصت على مدى سنوات عديدة أن لا أكون سببًا فى أن يكره طلابى الدراسة، دائمًا أخبرهم بأنهم هم الأساس وأَنّى هنا من أجلهم، لا أعاملهم كأطفال، ولا أعاقبهم، لا أجعل همهم الدرجات فقط، لا أرهقهم بأعمال غير مجدية، ولا أكون عقبة فى طريق نجاحهم، أسمح لهم بإدخال الشاى والقهوة والطعام إلى قاعة المحاضرات، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على نظافة القاعة، أمنحهم دائمًا ١٠ دقائق آخر المحاضرة لأستمع إليهم، لا أمانع فى أن أجلس معهم فى المقهى نتجاذب أطراف الحديث ونناقش مشكلاتهم وموضوعاتهم المهمة جدًا بالنسبة لى، وأعيرهم كتبى وأساعدهم فى مواجهة صعاب حياتهم، أرد على مكالماتهم، وأكلمهم بتبجيل وكأنهم أساتذة مثلى، أعاملهم كأصدقاء لى قبل أن أكون أستاذهم، وأذهب لعزائهم وكذا أفراحهم، بعبارة أخرى هناك حواجز وحدود، ولكن ضمن المعقول!
قد تتعرض للنقد (غير البناء عادة، وغير المهم على الإطلاق) وللهجوم أحياناً، فكيف يكون الأستاذ صديقًا لطلابه؟! كيف لا يرتعب الطلاب من مجرد سماع اسم الأستاذ؟! كيف لا تتباهى كأستاذ بعدد من يرسبون فى مادتك؟! كيف يظل باب مكتبك مفتوحًا لكل طلابك؟! كيف لا يتردد الطلاب فى الجلوس معك وطلب النصيحة؟! كيف يضحك الطلاب معك من قلوبهم بدون ذعر أو رهبة؟! قد تتعرض للنقد؛ وهذا ما يجعلك تثق تمامًا أنك على الطريق الصحيح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ك ن صديق ا د أحمد عثمان الطالب
إقرأ أيضاً:
البنجر.. صديق الدم يعزز الطاقة ويحارب الأنيميا
يُعرف البنجر، أو الشمندر، بأنه من أكثر الخضراوات المفيدة لصحة الجسم، خاصة للنساء، نظرًا لغناه بالحديد والفولات ومضادات الأكسدة التي تلعب دورًا كبيرًا في تحسين صحة الدم وزيادة طاقة الجسم.
يحتوي البنجر على نسبة عالية من الحديد، وهو العنصر الأساسي في تكوين كريات الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى خلايا الجسم لذا، فإن إدخاله ضمن النظام الغذائي اليومي يُعد خطوة فعالة للوقاية من الأنيميا أو فقر الدم، خاصة لدى النساء في فترات الدورة الشهرية أو الحمل.
كما يحتوي البنجر على حمض الفوليك (فيتامين B9) الذي يعزز انقسام الخلايا السليم ويساعد في تجديد خلايا الدم، مما يجعله غذاءً مثاليًا للحوامل للحفاظ على نمو صحي للجنين.
من الناحية الصحية العامة، يُعرف البنجر بقدرته على خفض ضغط الدم بفضل احتوائه على مركبات النترات الطبيعية التي تتحول داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.
كذلك، يُساهم البنجر في دعم صحة الكبد، إذ يساعد على طرد السموم وتحسين وظائف الكبد، بفضل احتوائه على مركب "البيتين" الذي يعزز عملية إزالة السموم من الجسم.
يمكن تناول البنجر بعدة طرق، مثل إضافته إلى السلطات، أو شرب عصيره الطازج مع القليل من الليمون، أو سلقه وتناوله كوجبة خفيفة مغذية.
إنه غذاء بسيط لكن ذو تأثير قوي على صحة الجسم، فهو ينشط الدورة الدموية، يرفع مستوى الطاقة، ويحافظ على نضارة البشرة من الداخل إلى الخارج.