أثارت التقارير والمعلومات التي كشفتها صحيفة ألمانية حول تورط صدام نجل اللواء الليبي المخلوع خليفة حفتر في قضية الاتجار بالمهاجرين الغير شرعيين بعض الأسئلة حول دور الاتحاد الأوروبي في القضية وتأثير الأمر على نجل حفتر قانونيا ودوليا.

وكشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية تورط "نجل حفتر في القبض على مهاجرين في طريقهم إلى أوروبا وإعادتهم إلى شرق ليبيا ووضعهم في سجون ومراكز إيواء، وأن الاتحاد الأوروبي متورط أيضا في دعم كتيبة "طارق بن زياد" التي يقودها صدام خليفة حفتر.



ووصفت هذا الدعم بأنه "انتهاك للقرارات القضائية الأوروبية التي تحظر إعادة المهاجرين إلى ليبيا لتعرضهم لانتهاكات حقوق الإنسان هناك".


"انتهاك وعمل قذر"
وذكر تقرير مطول للمجلة الألمانية أن "جنود طارق بن زياد دخلوا المياه الأوروبية أكثر من مرة بعد تلقيهم إحداثيات من دول أوروبية للقبض على مهاجرين وسحب قواربهم إلى شرق ليبيا، مشيرة إلى أن الكتيبة المسلحة التابعة رسميا لقوات حفتر تتولى "العمل القذر" الذي لا يرغب الأوروبيون في القيام به، حيث أصبح رجال حفتر أتباعا للاتحاد الأوروبي، على الرغم من حقيقة أنهم يكسبون الأموال من عمليات تهريب البشر من ليبيا"، وفق المجلة.

ولم يرد أي تعليق من قبل الكتيبة المعروفة بكتيبة العمليات الغامضة والصعبة والتي ظهرت بقوة عندما أحكمت قبضتها على مدينة درنة بعد الإعصار الأخير ومنعت أي تحركات أو تظاهرات ضد الجيش أو الحكومة هناك، ومعروف أنها تسيطر على ملف المهاجرين وتعيدهم إلى بلادهم بعد دفع فدية.

فهل يعرض تورط "صدام حفتر" في ملف الهجرة غير الشرعية، بدعم أوربي، لمحاكمته دوليا ومحليا؟

"ابتزاز وتحقيق مصالح"
من جهته، قال الكاتب والناشط السياسي الليبي المقيم في كندا، خالد الغول إن "موضوع الدعم الأوروبي لوقف الهجرة وفتح مراكز إيواء ليس جديدا  فقد فعل الأوروبيون نفس الشيء لمراكز الإيواء في العاصمة طرابلس ودفع مبالغ لذلك، وإذا قامت "طارق بن زياد" التابعة لحفتر بمهمة منع المهاجرين من الوصول لأوروبا سيدفع لها الأوربيون فهي أقل تكلفة لهم من دخول المهاجرين وما يسببوه من أزمات هناك".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الدول الأوروبية تريد منع وصول مهاجرين بأي ثمن نظرا للعبء الاقتصادي على هذه الدول المستقبلة للمهاجرين وكذلك الغضب الشعبي الرافض لقدوم المهاجرين الذين يأخذون وظائفهم وفرصهم"، وفق قوله.

وتابع: "أما ما ستفعله كتيبة "طارق بن زياد" في المهاجرين بعد قبض الثمن فكل شيء محتمل لتاريخ هذه الكتيبة في الفساد والولوغ في الدماء، لذا نتوقع قيامها بابتزاز هؤلاء أو ربما قتلهم إن لزم الأمر"، كما قال.



"دعم عسكري وسياسي لحفتر"
في حين قال أستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير إن "حفتر يستغل ملف الهجرة غير الشرعية كون السياسة الخارجية الأوروبية ترتكز على منع دخول اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا وهى تقدم فى سبيل ذلك كل الدعم المادي والعسكري والسياسي لمن يقبل القيام بهذه المهمة، وحفتر أول المتقدمين للمهمة والمتفيدين منها".

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "هذه المهمة تقوم بها دول لنيل رضا أوروبا وموافقتها ودعمها في المواقف السياسية، لذا حفتر كمشروع هو أحوج لهذا الدعم، وهو يحصل بقيام قواته أو أبنائه بهذه المهام على كافة أنواع الدعم المالي والسياسي ومساندته عسكريا إن لزم الأمر"، وفق تقديراته.

ومن الناحية القانونية وتعرض نجل حفتر للمساءلة، قال أبو الخير: "غالبا يتم بيع هؤلاء المهاجرين لتجار الأعضاء البشرية، لذا من الطبيعي أن يتعرض "صدام حفتر" للمساءلة بل والمحاكمة الدولية كون هناك اتفاقيات دولية تجرم هذا العمل وتعتبره جريمة ضد الإنسانية"، بحسب قوله.



"استغلال أوروبي"
الصحفي والناشط من الجنوب الليبي والمهتم بملف الهجرة، إسماعيل بازنكة قال من جانبه إن "ما يحدث في ملف الهجرة وما كشفته الصحيفة هو جزء من واقع مأسوي كبير لسوء استغلال ملف الهجرة غير الشرعية وسلوك الاتحاد الأوروبي اللانساني في معالجة هذا الملف".

وأكد أن "الاتحاد الأوروبي يتعاون مع مجموعات غير نظامية لاتلتزم بمعايير الإنسانية والأخلاق مثل كتيبة "طارق بن زياد" وغيرها من الميليشيات شرقا وغربا، أما الحديث عن استغلال ملف الهجرة غير الشرعية من قبل حفتر لكسب ود أوروبا فهذا الشيء معروف منذ زمن، بل قد تكون المساومة والاستغلال من الاتحاد الأوروبي نفسه بأنه ينظر لحفتر كبديل لقوات الدعم السودانية والقوات النيجيرية مؤخرا"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاتحاد الأوروبي ليبيا صدام حفتر ليبيا الاتحاد الأوروبي انتهاكات مهاجرون صدام حفتر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملف الهجرة غیر الشرعیة الاتحاد الأوروبی طارق بن زیاد نجل حفتر

إقرأ أيضاً:

السياسة الجديدة للمغرب في مجال الهجرة واللجوء تثير إهتمام دول الخليج العربي

زنقة 20. الرباط

استعرض وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، السيد يونس السكوري، اليوم الأربعاء خلال “حوار الدوحة”، حول تنقل اليد العاملة بين دول الخليج والدول الإفريقية، السياسة الجديدة للمغرب في مجال الهجرة واللجوء.

وأكد السيد السكوري في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء الذي عرف مشاركة 33 دولة، تشمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ولبنان و25 دولة إفريقية من بينها المغرب ، أنه إدراكا منها بأهمية القضايا المتعلقة بالهجرة في أبعادها القانونية والإنسانية، فقد أطلقت المملكة المغربية، منذ سنة 2013، ووفقا للتوجيهات الملكية السامية، وتنفيذا لإلتزاماتها الدولية، سياسة جديدة للهجرة واللجوء، وفق مقاربة إنسانية ومسؤولة تقوم على التعاون والشراكات المتجددة مع جميع الجهات الفاعلة الوطنية والدولية ذات الصلة.

وأشار إلى أنه تم في هذا الصدد، اتخاذ تدابير إدارية لتسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء، فضلا عن تحديث الإطار القانوني والمؤسسي المتعلق بالهجرة واللجوء ومكافحة الاتجار بالبشر، وأخذا بعين الاعتبار الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان بالإضافة إلى الممارسات الفضلى في المجال.

وأبرز الوزير أن الحكومة ، اعتمدت أيضا سنة 2014 استراتيجية وطنية بشأن الهجرة واللجوء تهدف إلى إدماج المهاجرين وأفراد أسرهم في عدة مجالات مثل التدريب والتعليم والتشغيل والتعليم والصحة والسكن والثقافة، وذلك وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الجهات المعنية.

وبعد أن ذكر بالرؤية التي عبر عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال الدورة ال 30 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في يناير 2018 بشأن “الأجندة الإفريقية حول الهجرة”، والتي تدعو إلى خلق بيئة مواتية للحركية الاجتماعية والاقتصادية وإلى تعزيز التوظيف العادل للعمال المهاجرين من أجل ضمان العمل اللائق لهم، تطرق الوزير لاستراتيجية المغرب للحركية المهنية الدولية في أفق 2035 .

وأكد السيد السكوري أن هذه الاستراتجية تروم التوفر على يد عاملة تنافسية على الصعيد الدولي، منبثقة عن نظام للتكوين والوساطة المندمجة عموديا، تتميز بالمرونة والاستباقية والقدرة على التكيف ومنسجمة مع المعايير الدولية.

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تسعى إلى بلوغ خمسة أهداف رئيسية ، تتمثل في الحكامة والشراكة ونظام المعلومات؛ والحماية الاجتماعية والحقوق الأساسية في العمل؛ والتشغيل والوساطة على الصعيد الوطني والدولي؛ والتكوين واستباق الكفاءات؛ ثم اليقظة والاستشراف.

وأوضح الوزير أن ظاهرة الهجرة، سواء أكانت نظامية أو غير نظامية، تتسم بقدر معين من التعقيد، وتطرح تحديات وقضايا متعددة على مستوى تدبيرها، ليس فقط بالنسبة للبلدان المصدرة أو بلدان المقصد، بل وأيضا على مستوى بلدان العبور، والتي تصبح في كثير من الحالات، وبحكم الواقع، بلدان إقامة للمهاجرين العابرين في الأصل، ومن هنا تنبع الحاجة لرؤية مندمجة تضع الهجرة في صلب قضايا التنمية.

وقال إن “معرفتنا بحجم تدفقات المهاجرين القادمين من إفريقيا نحو دول الخليح تشكل منطلقا هاما لا يجب إغفاله، لا سيما أن دينامية هذه التدفقات لازالت حديثة، حيث من المهم ضبط حجمها وخصائصها وكذا مواصفات المهاجرين من حيث السن والنوع والمؤهلات والدوافع .

مقالات مشابهة

  • اتحاد شباب الخارج: مكافحة الهجرة غير الشرعية تحظى باهتمام غير مسبوق من الرئيس السيسي
  • السفيرة نائلة جبر تشارك في الملتقى العربي لتعزيز مسارات الهجرة الآمنة
  • «الهجرة» تطلق رابط تسجيل للطلاب المصريين في قيرغيزستان
  • تسريب صوتي يكشف تورط ميسي في فساد مع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم
  • السياسة الجديدة للمغرب في مجال الهجرة واللجوء تثير إهتمام دول الخليج العربي
  • هل تورط ميسي في الفساد مع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؟
  • غداً.. انطلاق ملتقى شباب المصريين بالخارج لمواجهة الهجرة غير الشرعية
  • اتهامات للاتحاد الأوروبي بتمويل عمليات سرية بشمال أفريقيا لترك المهاجرين بالصحراء
  • الاتحاد الأوروبي يعترف ضمناً بتمويل عمليات ترك المهاجرين الأفارقة في الصحراء
  • رئيس وزراء بريطانيا: الهجرة غير الشرعية واحدة من القضايا الحاسمة في عصرنا