أكد معالي وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري اليوم السبت على موقف دولة الكويت بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الثابت والمبدئي في دعم ونصرة القضايا الإسلامية بكافة المجالات والأصعدة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

جاء ذلك في كلمة معاليه خلال مشاركته في أعمال الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في مدينة اسطنبول تحت شعار (التضليل الإعلامي واعتداءات سلطة الاحتلال على الصحفيين ووسائل الإعلام في الأراضي الفلسطينية).

وركز المطيري على الدور الكويتي الثابت والراسخ قيادة وحكومة وشعبا الداعم للقضية الفلسطينية على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية وفي شتى المجالات السياسية والإعلامية والإنسانية حتى تتحقق للشعب الفلسطيني الشقيق كامل حقوقه في ظل دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأضاف “لقد جبل أهل الكويت منذ القدم على حب الخير ومد يد العون إلى كل من يحتاج للمساعدة حول العالم وامتدت يد الخير الكويتية إلى الدول القريبة والبعيدة وخاصة الدول الإسلامية الشقيقة التي كانت دائما محل اعتزاز وإهتمام وتقدير إيمانا من قيادة دولة الكويت الرشيدة وأبنائها بأن الأمم لا يمكنها ان تعيش بمعزل عن أشقائها وأصدقائها بل عليها أن تتفاعل مع الأحداث المحيطة بها والتعاون بكل السبل الممكنة من أجل التغلب على التحديات الراهنة”.

وأردف قائلا “ومن هذا المنطلق سخرت دولة الكويت جهودها الإنسانية بمد يد العون إلى الأشقاء الفلسطينيين لاسيما المحاصرين في قطاع غزة بعد عدوان الإحتلال الإسرائيلي الأخير وذلك بتوجيهات سامية بتسيير جسر جوي إغاثي يمد الأشقاء في غزة بكامل الاحتياجات”.

وعلى الجانب الإعلامي قال معالي الوزير إنه تم عمل تغطية إعلامية تلفزيونية وإذاعية وإخبارية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي توضح ما يعانيه الأشقاء في قطاع غزة من عدوان وستظل دولة الكويت بمشيئة الله تعالى وبقيادتها الحكيمة منارة خير وعطاء متفاعلة ومشاركة لمحيطها العربي والإسلامي والدولي بما يرسخ قيم المحبة والإخاء والتسامح والسلام.

وأكد المطيري في ختام كلمته “حرص وزارة الإعلام في دولة الكويت من خلال قنواتها الإعلامية المختلفة على متابعة الشأن الفلسطيني وإبقاء الوعي بالقضية الفلسطينية حاضرا مع إدانتنا الشديدة لما يتعرض له الأشقاء في فلسطين من انتهاكات وتجاوزات داعين المجتمع الدولي إلى وضع حد فوري لانتهاكات قوات الاحتلال للأراضي الفلسطينية وخرق مبادئ القانون الدولي والإنساني ومخالفة الاتفاقيات والمواثيق الدولية”.

وفي رسالة مصورة بعثها لاجتماع الوزراء شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة منع جهود التضليل الإسرائيلية الممارسة في قطاع غزة.

وأشار أردوغان إلى أن عدد الإعلاميين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة من أجل إسكات الصحافة الحرة تجاوز 100 إعلامي.

وقال “حتى اليوم استشهد نحو 30 ألفا من إخواننا الفلسطينيين بطريقة وحشية وأصيب نحو 70 ألفا ومن أهم واجباتنا تسليط الضوء على الهمجية الممارسة ضد أشقائنا في غزة ومنع جهود التضليل الإسرائيلية”.

من جهته أكد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون على ضرورة كشف كافة الجرائم الإسرائيلية في حق الفلسطينيين بالدلائل.

وقال ألطون “مهما كان الثمن علينا أن نثبت بالأدلة وحشية إسرائيل وممارسات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والأفعال الشريرة لها ليس فقط في غزة ولكن في كافة الأراضي الفلسطينية وسنواصل هذا الجهد”.

وأشار إلى أن “إسرائيل امتداد للعقلية الغربية والاستعمارية والإمبريالية في الشرق الأوسط حيث ارتكبت فظائع وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ومجازر في المنطقة”.

وأضاف “بهذه الأفعال والانتهاكات تستولي إسرائيل على الأراضي وارتكبت ولا تزال ترتكب جرائم الحرب كالقتل المتعمد للمدنيين كما انتهكت نظام روما الأساسي واتفاقية لاهاي واتفاقية جنيف المتعلقة بحقوق الإنسان وقانون الحرب”.

وتابع “ارتكبت إسرائيل جرائم ضد الإنسانية وضمن هذه الجرائم قتلت نحو 30 ألف شخص بريء في غزة” عازيا تهورها في تصرفاتها إلى “غياب العدالة في النظام الدولي وآلية عمل المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتعامل مع النزاعات والصراعات ومعاقبة إسرائيل”.

وأرجع عدم تعرض إسرائيل لعقوبات رغم كل الانتهاكات إلى “الاستخدام السيء وغير المسؤول لسلطة النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ويبين هذا الوضع أيضا التخبط داخل النظام الدولي نفسه ومراجعة هذا النظام أمر ضروري”.

وصدر عن المؤتمر بيان ختامي أكد مجددا التصميم على إسماع أصواتهم في كافة المنابر الدولية دعما للحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في مواجهة الاضطهاد والاعتداءات الهمجية التي تمارسها إسرائيل في حقه.

وأعرب البيان عن دعمه لنضال الشعب الفلسطيني المشروع لتحرير أراضيه المحتلة ودعم كافة حقوقه غير القابلة للتصرف ولاسيما حقه في تقرير المصير والعيش في دولته المستقلة ذاعت السيادة الكاملة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحذر من حملات التضليل الإعلامي التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإضفاء الشرعية على الاحتلال وتبرير ما ترتكبه من فظائع وحشية جماعية وجرائم حرب في قطاع غزة.

وأعرب عن قلقه إزاء سعي إسرائيل السلطة القائمة بالإحتلال لإخفاء الحقيقة وتزييفها بشأن الفظائع البادية للعيان في قطاع غزة.

وحمل المجتمعون إسرائيل مسؤولية قتل الصحفيين واعتقالهم وتقييد حريتهم وكذلك قتل واستهداف أفراد أسرهم.

وناقش المؤتمر الجهود المشتركة لمواجهة “التضليل الإعلامي والاعتداءات التي تقترفها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حق الصحفيين ووسائل الإعلام في الأرض الفلسطينية المحتلة”.

وتأتي مشاركة دولة الكويت في هذا المؤتمر دعما للجهود المشتركة للمنظمة للفت انتباه المجتمع الدولي إلى قضية فلسطين.

وشارك في الاجتماع الاستثنائي 200 مسؤول إعلامي بينهم 20 وزيرا من 43 دولة.

المصدر كونا الوسومالقضية الفلسطينية وزير الإعلام

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية وزير الإعلام دولة الکویت فی قطاع غزة الإعلام فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

تحوّلات الموقف الآسيوي من القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى.. ورقة علمية

أصدر مركز الزيتونة ورقة علمية بعنون: "رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وطوفان الأقصى"، وهي من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، خبير الدراسات المستقبلية. وتستعرض الورقة موقف دول رابطة آسيان من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، خصوصًا في ظل طوفان الأقصى، وتُبيّن الأبعاد السياسية والدبلوماسية والديموغرافية والاقتصادية لهذا الموقف.

وعرضت الورقة الواقع السياسي للدول الأعضاء في آسيان، حيث أشارت إلى تباين في مدى استقرارها السياسي، ما يُؤثر على قدرة الدولة على اتخاذ مواقف حاسمة تجاه القضية الفلسطينية.

أما على صعيد الموقف الرسمي من "طوفان الأقصى" فقسّم الباحث دول آسيان إلى ثلاث مجموعات بحسب موقفها من الصراع، الأولى تضم الدول القريبة من الموقف الإسرائيلي، حيث أنها تعترف بدولة الاحتلال، وتدعم "حقها إسرائيل في الدفاع عن النَّفس". أما المجموعة الثانية، فهي تضمّ الدول المناصرة للموقف الفلسطيني حيث أنها غير معترفة بدولة الاحتلال، وتنتقد عدوانها على قطاع غزة. وتضم المجموعة الثالثة الدول البراجماتية التي تحاول الموازنة بين مصالحها ومواقفها السياسية من دولة الاحتلال.

وأشارت الورقة إلى الدور الذي تلعبه العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين آسيان و"إسرائيل"، حيث أن بعض الدول التي كانت تدعم فلسطين تاريخيًا بدأت تُظهر انفتاحًا في العلاقات مع إسرائيل، بسبب المصالح الاقتصادية أو الاستراتيجية. وضرب الباحث مثالاً في علاقات فيتنام مع "إسرائيل" والتي شهدت تطوراً قوياً على مدى ثلاثة عقود، لا سيّما في مجاليْ التجارة والتكنولوجيا، إذ نمت التجارة الثنائية بينهما من عشرات الملايين من الدولارات الأمريكية إلى عدة مليارات دولار أمريكي في الوقت الحاضر، ورأى الباحث في توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين "إسرائيل" وفيتنام سنة 2023 مؤشراً على النزوع البراجماتي للحزب الشيوعي الفيتنامي.

دول آسيان صوتت بأغلبها لصالح قرارات في الجمعية العامة التي تدعو لوقف إطلاق النار، ودعم الأونروا، وإنهاء العدوان. ولفتت الورقة الانتباه إلى التطور التدريجي الذي شهدته مواقف دول أسيان، من التردد أو الامتناع إلى التأييد في غالب القرارات الأخيرة.أما على صعيد التصويت في الأمم المتحدة ودعم قرارات وقف الحرب، فقد أشارت الورقة إلى أن دول آسيان صوتت بأغلبها لصالح قرارات في الجمعية العامة التي تدعو لوقف إطلاق النار، ودعم الأونروا، وإنهاء العدوان. ولفتت الورقة الانتباه إلى التطور التدريجي الذي شهدته مواقف دول أسيان، من التردد أو الامتناع إلى التأييد في غالب القرارات الأخيرة.

وأشارت الورقة أنّ استطلاعات الرأي لدول الآسيان أظهرت أنّ 36.7% من الرأي العام للدول العشر في سنة 2025 يرون أنّ الصراع في الشرق الأوسط بعد طوفان الأقصى أكثر أولوية وأهمية من الصراع في مناطق أخرى، مثل بحر الصين الجنوبي أو أوكرانيا، لكن ذلك الموقف بدأ بالتراجع لاحقاً، خصوصاً في الدول ذات الأقلية المسلمة، وأنّ 41.8% يرون أنّ "إسرائيل" ذهبت بعيداً في مستوى الرد على هجوم حماس في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولكن هذه النسبة ترتفع في الدول ذات الغالبية الإسلامية؛ إذ تبلغ 79.2% في بروناي، و%77.7 في إندونيسيا، و%64.4 في ماليزيا، بينما تصل في سنغافورة إلى %46.2. كما أشارت بالمقابل، أنّ %7.5 من الرأي العام للآسيان يرى أن هجوم المقاومة في تشرين الأول/ أكتوبر لم يكن له ما يبرره، وأنّ %27.2 يُبدون قلقهم من الدعم الأمريكي لموقف "إسرائيل" في الصراع الدائر في غزة.

أما عن الدعم الشعبي للمواقف الحكومية، فتحدث الباحث عن تفاوت مستوى الرضا الشعبي عن أداء الحكومات في موضوع حرب غزة من دولة لأخرى، تبعًا لمدى تطابقها مع وجهة نظر الجمهور، ورأى فيه أمراً يستحق العناية للتعرف على كيفية استثماره، باعتبار أنه من المرجّح أن يترك أثره على المواقف الرسمية، خصوصاً المعلنة، في الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

وخلصت الورقة إلى أن دول آسيان ليست كتلة موحدة في موقفها، لكن هناك ميل متزايد لديها نحو تأييد الحقوق الفلسطينية، خصوصًا مع تزايد الضغوط الدولية وتطوّر الرأي العام، ودعت الفلسطينيين إلى إعادة بناء استراتيجياتهم تجاه آسيا، للاستفادة من التأييد الشعبي المتنامي، ولملء الفراغ بعد اهتزاز مكانة "إسرائيل" الدولية بشكل كبير في أعقاب ردّ الفعل العالمي على سياساتها في المنطقة، والذي يمكن  لـ"إسرائيل" أن تملأه لو تُرِكَت الأمور بدون متابعة. خاصة وأن "إسرائيل تسعى لتعزيز نفوذها في منطقة جنوب شرق آسيا لضمان توسيع التأييد الدولي لها ومحاولتها التواصل مع قوى في دول المنطقة ذات الأغلبية السكانية المسلمة، من خلال العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، أو عبر غواية بعض الدول بالتكنولوجيا أو بالمساعدة في العلاقات مع الولايات المتحدة أو بوعود المساندة الدبلوماسية، كوعد "إسرائيل" لإندونيسيا بمساعدتها للانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مقابل أن تنخرط إندونيسيا في "اتفاقات أبراهام".

ودعت الورقة إلى توظيف الإمكانات العربية في مثل هذا الإقليم الآسيوي المهم، لقطع الطريق على "إسرائيل" لإعادة علاقاتها الطبيعية مع دول هذه المنطقة، ودعا الباحث لإثارة مصالح دول الآسيان مع العالم العربي، مشيراً إلى أنّ نسبة تحويلات العاملين من دول الآسيان في الخليج العربي، والتي تمثّل نسباً تتراوح ما بين 4% إلى %8 تقريباً لكل دولة من إجمالي الناتج الإجمالي المحلي لرابطة الآسيان.

وأوصت الورقة دبلوماسية المقاومة الفلسطينية إلى إيلاء اهتمام أكبر بمنطقة آسيان، خاصة وأن حوالي 42% من سكانها مسلمون تقريباً، حيث  يمكن استثمار روابط الديانة والثقافة في تلك الدول للتواصل والدعم، كما أشارت إلى أهمية تفعيل العلاقات مع قوى داخلية مثل بعض الشخصيات المؤثرة والكنائس ومنظمات المجتمع المدني في تلك الدول.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: نصرة القضية الفلسطينية واجب.. ونحرص على دعمها بالمؤتمرات الدولية
  • كاتب سياسي: المملكة رعت القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب وأوجدت زخمًا دبلوماسيًا أدى لعزلة إسرائيل
  • مجلس الوزراء السعودي يؤكد ثبات موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية
  • نائبة بالبرلمان الإسباني: نؤكد ضرورة دعم القضية الفلسطينية
  • تحوّلات الموقف الآسيوي من القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى.. ورقة علمية
  • يرلماني: مصر والسعودية صمام أمان الأمة العربية ودورهما التاريخي ثابت في دعم القضايا المشتركة
  • صوت الأزهر في وجه الاحتلال.. كيف دعم الدكتور أحمد عمر هاشم القضية الفلسطينية؟
  • بوتين يؤكد لنتنياهو موقف روسيا المؤيد للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية
  • وزير خارجية الكويت: التحديات المشتركة وفي مقدمتها الإرهاب والأزمات الإنسانية تتطلب تعاونا جماعيا
  • محمد أبو شامة: مصر تلعب دورًا محوريًا في مستقبل القضية الفلسطينية