بالصوت والصورة ومن موقع الحدث، أكد ضابط إسرائيلي أن جيش الاحتلال استخدم الرصيف الأمريكي البحري العائم خلال عملية تحرير المُحتَجَزين الإسرائيليين الأربعة في غزة، ونشر الضابط فيديو التوثيق في جروب يجمع عددًا من زملائه وأصدقائه، ومن حساباتهم وصل إلى صحفي يهودي متخصص في الشأن العربي، ثم انتشر بين مئات الحسابات على منصة "X" تويتر سابقًا، وحاولت القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط "سنتكوم" تبرير المشاهد المُوثَّقَة بإصدار بيان ينفي "استخدام الرصيف الإنساني العائم بما في ذلك معداته وأفراده وأصوله في عملية إنقاذ الرهائن في غزة"، ولكنها اعترفت في البيان بأن: "إسرائيل استخدمت المنطقة الواقعة جنوب الرصيف البحري لإعادة الرهائن بأمان إلى إسرائيل" وكانت المشاهد المُوثقة ناطقة بحقائق أخرى ومزيد من علامات الاستفهام.

بدأ الإعلان رسميًا عن تشغيل الميناء البحري العائم على ساحل غزة، يوم الجمعة السابع عشر من مايو 2024، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنها بدأت في تشغيل الرصيف البحري العائم بعد ساعات من استكمال تركيبه وأن المساعدات الأولى عَبَرت إلى غزة في التاسعة من صباح الجمعة، وقالت: "إنه لم ينزل أي جندي أمريكي إلى الشاطئ خلال العملية"، وذكر البيان أن "هذا جهد مستمر ومتعدد الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر ممر بحري ذي طبيعة إنسانية بالكامل، وسيشمل سلع المساعدات التي تبرع بها عدد من الدول والمنظمات الإنسانية".

وبعد ثلاثة أسابيع من التصريحات الأمريكية البَرَّاقة، وبالتحديد في الساعات الأولى من صباح السبت الثامن من يونيو 2024، كانت المنطقة اﻵمنة المُؤمَّنة المحيطة بالرصيف البحري العائم تستعد لاستقبال مروحية عسكرية إسرائيلية مُخصصة لنقل المُحتَجزين الإسرائيليين الأربعة، من قطاع غزة إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية.

وكانت المشاهد المصورة توثق وصول مروحية عسكرية إلى محيط الرصيف البحري العائم على ساحل غزة، ويقترب منها عدد من الجنود يرتدون ملابس قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويدخل بعضهم إلى المروحية ومعهم أحد المُحرَّرِين الأربعة ثم يعود آخرون ويتحركون تجاه مركبة عسكرية، ثم تقلع الطائرة سريعًا وتتحرك تجاه البحر، ويظهر على هامش المشاهد إسرائيلي يتناول الطعام بكل هدوء ولا يرتدي الملابس العسكرية، وهذا يشير إلى أنه أحد أفراد قوة متمركزة لحماية الرصيف العائم، وكان في فترة الراحة.

ونشر الصحفي اليهودي (م. ي) الفيديو بحسابه على منصة "X" في الساعات الأولى من صباح الأحد التاسع من يونيو، وقال: "القيادة الوسطى الأمريكية تنفي استخدام الرصيف البحري في عملية تحرير الأسرى.. والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ينفي استخدام الرصيف، وهذا الفيديو يثبت استخدام الرصيف ومشاركة القوات الخاصة الأمريكية في العملية.. مَنْ الكاذب أنا أم هم؟!"، وفي الخامسة والنصف من صباح الأحد، أضاف الصحفي اليهودي تغريدة جديدة، وقال: "قوات أمريكية دخلت إلى النصيرات مع شاحنات مساعدات"، وذلك في إشارة إلى شاحنات المساعدات التي تحركت من الرصيف البحري العائم.

كانت البداية عندما وصلت القوة الإسرائيلية الخاصة إلى مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، في الساعة الحادية عشرة من صباح السبت، متنكرة في ملابس فلسطينيين ينقلون أمتعة على سيارة نصف نقل وكأنهم من النازحين العائدين، ثم بدأت قوات الجيش والشاباك في اقتحام موقعين قيل إنهما مقرا احتجاز المختطفين الأربعة "نوعا أرغاماني، وألموغ مئير جان، وشلومي زيف، وأندريه كوزلوف" وأعلن جيش الاحتلال أنه تمكن من تحرير الأربعة بعد 246 يومًا من اختطافهم، وذكرت قنوات عبرية أن العملية تمت تحت غطاء نيران كثيفة لتشتيت الانتباه والخداع، وبمشاركة "قوات كبيرة من سلاح الجو والمدفعية، ووحدات كوماندوز بالإضافة إلى قوات خاصة قامت بالإغارة عن طريق البحر".

وبعد ظهور الإسرائيلية "نوعا أرغاماني" بين المُحَرَرِين الأربعة، قالت مصادر فلسطينية إن منفذي عملية اختطافها كانوا من المواطنين الذين اقتحموا قرى غلاف غزة مع الفصائل الفلسطينية المسلحة ولا ينتمون إلى أي فصيل، وهذا ما يؤكده الفيديو المتداول لعملية الاختطاف في السابع من أكتوبر 2023، حيث ظهرت وجوه منفذي العملية وكان خلفهم عدد من المسلحين، وذكرت "نوعا أرغاماني" بعد إطلاق سراحها أن الخاطفين كانوا يتنقلون بها بين عدد من الشقق السكنية في غزة ولم يتم احتجازها داخل الأنفاق، أي أنها لم تكن مع المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية المسلحة.

وتركت صورة الإسرائيلي أندري كوزلوف، أثناء نزوله من الطائرة التي نقلته من غزة إلى إسرائيل، عدة تساؤلات حول العملية، حيث لم يظهر عليه ما يُشير إلى أنه كان في منطقة تعرضت للقصف، وهذا ما دفع عددا من الفلسطينيين إلى الحديث عن تحرير المحتجزين الأربعة "بالتفاوض مع الخاطفين بوساطة أمريكية وبريطانية" وربما بعد دفع فدية، ثم وقعت الاشتباكات بين قوات الاحتلال ومسلحين من الفصائل الفلسطينية في مخيم النصيرات، أثناء تأمين خروج الإسرائيليين الأربعة، وخاصة بعد أن تعطلت سيارة كانت تنقل ثلاثة من المحتجزين.

ونقلت شبكة "CNN" عن مسئول أمريكي تصريحات تؤكد مشاركة بلاده مع القوات الإسرائيلية في عملية تحرير الإسرائيليين الأربعة من قطاع غزة، وقال المسئول: "إن خلية أمريكية في إسرائيل، دعمت الأخيرة في عمليتها، وأكد "أن الخلية الأمريكية هي عبارة عن فريق موجود لدعم إسرائيل منذُ السابع من شهر أكتوبر 2023، يُعنى بجمع المعلومات حول الرهائن، وأشار المسئول الأمريكي إلى أنه لم تكن هناك قوات أمريكية على الأرض خلال المهمة"، وقال مسئول إسرائيلي إن إسرائيل لديها معلوماتها الاستخباراتية الخاصة بها، وتمكنت الولايات المتحدة وبريطانيا من توفير معلومات استخباراتية من الجو والفضاء الإلكتروني لا تستطيع إسرائيل جمعها بمفردها.

وأخيرًا وليس آخرًا، يبقى الواقع المرير في مخيم النصيرات، شاهدًا على جرائم الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة، فقد قصفت طائرات الاحتلال المنزل الذي قيل إنه كان مقرًا لاحتجاز الإسرائيليين الأربعة، وأصاب القصف عددًا من المباني المجاورة وترك تحت حطامها المئات من الشهداء والمصابين والمفقودين وكأن زلزالًا عنيفًا ضرب المُخيم، ومازال الدعم الأمريكي لإسرائيل مستمرًا لتنفيذ جرائم أخرى تحت غطاء العمل على "تحرير الأسرى"، وما خَفِي كان أعظم!!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسرائیلیین الأربعة الرصیف البحری العائم استخدام الرصیف عملیة تحریر قطاع غزة من صباح فی غزة عدد من

إقرأ أيضاً:

الصمود الفلسطيني والدعم المصري

إن صمود الشعب الفلسطيني الذي أذهل العالم ليس بجديد، فمنذ وطأت أقدام المحتل الإسرائيلي الغاصب أرض فلسطين، والشعب الفلسطيني يسطر أروع أمثلة الصمود والتضحية في سبيل الحفاظ على هويته ووطنه، ورغم كل المؤامرات التي حيكت وتحاك لتهجيره عن أرضه، يبقى الفلسطيني متمسكا بتراب وطنه، رافضا كل مخططات الاقتلاع والتهجير.

إن هذا الصمود المشهود الآن، هو نتاج تاريخ طويل من النضال والتضحيات، فمنذ النكبة عام 1948، التي شهدت تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، لم يتوان الشعب الفلسطيني عن مواجهة كل محاولات تذويب هويته وطمس وجوده، ومخططات التهجير أيضا ليست جديدة، بل هي سياسة إسرائيلية ثابتة تسعى إلى تحقيقها منذ قيامها على الأرض المغتصبة من دولة فلسطين.

وقد تزايدت هذه المخططات في الآونة الأخيرة، تحت مسميات مختلفة، مثل «صفقة القرن» و«التبادل السكاني»، إلا أن الشعب الفلسطيني، بوعيه وإيمانه بعدالة قضيته، يقف سدا منيعا في وجه هذه المخططات، مؤكدا على تمسكه بحقه في أرضه ووطنه، ورفضه لأي شكل من أشكال التهجير.

إن الشعب الفلسطيني ليس وحده في معركته ضد التهجير، بل يحظى بدعم مصري وعربي ودولي واسع، فقد أدانت العديد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية مخططات التهجير، واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

إن الشعب الفلسطيني، من خلال صموده ورفضه للتهجير، يوجه رسالة قوية إلى العالم أجمع، مفادها أن الحق لا يموت، وأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم حتى يستعيد أرضه، وينال حريته، ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

أما موقف مصر من تهجير الفلسطينيين من أرضهم فواضح وثابت، وهو الرفض القاطع لكل محاولات التهجير، والتأكيد على ضرورة بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، ويأتي هذا الموقف المصري انطلاقًا من المسؤولية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، فهي تقف دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، ورفضت كل مخططات تهجيره عن أرضه، وقد تجلى هذا الموقف على مر التاريخ، بدءًا من حرب 1948 التي شهدت لجوء مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مصر، مرورا بالعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 التي أسفرت عن احتلال سيناء وتهجير المزيد من الفلسطينيين، وصولا إلى يومنا هذا.

إن مصر تعتبر تهجير الفلسطينيين من أرضهم جريمة ضد الإنسانية، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتؤكد أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، سواء كانت تحت مسمى «صفقة القرن» أو غيرها، هي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وتقويض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، بل هو «ظلم لا يمكن لمصر أن تشارك فيه»، وهي العبارة التي قالها الرئيس السيسي بكل وضوح في وجه المخطط «النتنياوى الترامبي» الرامي لتصفية القضية الفلسطينية وسرقة أراضيها.

ولا تكتفي مصر برفض مخططات التهجير، بل تعمل أيضًا على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومحاولة تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، كما تسعى مصر جاهدة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها السبيل الأمثل لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها مخططات التهجير.

وتدعو مصر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني من المجازر التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي الغاصب، وحمايته أيضا من خطر التهجير، وتطالب بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وتؤكد أن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، هو الضمان الوحيد لعدم تكرار مأساة العدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ الذى يتضاءل وصفه بالوحشي، لأن الوحوش والحيوانات تأبي أن تفعل ما يفعله الكيان الصهيوني في الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضاًكل أسبوع.. «الأضحية» تكافل وتراحم وصلة

متحدث فتح: نسعى بكل ما نستطيع لإنقاذ الشعب الفلسطيني ووقف الحرب على غزة

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 54981 شهيدًا و126920 مصابًا

مقالات مشابهة

  • تامي بروس: السفير الأمريكي لدى إسرائيل يتحدث عن نفسه حول رفض قيام دولة فلسطينية
  • كاليفورنيا تلجأ للقضاء لمنع انتشار قوات الجيش الأمريكي بها
  • عاجل. السفير الأمريكي لدى إسرائيل يقترح إقامة دولة فلسطينية على أراضي دولة إسلامية
  • رئيس تحرير هآرتس يتساءل عن فرص بقاء إسرائيل حتى 2040؟
  • 134 مليون دولار.. استجواب وزير الدفاع الأمريكي بالنواب بسبب تكلفة نشر الحرس الوطني
  • الصمود الفلسطيني والدعم المصري
  • الجيش الأمريكي: نشر 700 جندي من قوات مشاة البحرية في لوس أنجلوس
  • وفاة شاب عقب خضوعه لعملية بواسير بالمحلة وأسرته تحرر بلاغ بالإهمال الطبي
  • وزير الدفاع الأمريكي: قد نستدعي قوات المارينز لاحتواء العنف بلوس أنجلوس
  • الرئيس الأمريكي يرسل قوات الحرس الوطني لمكافحة الشغب في لوس أنجلوس