أحمد شعبان (القاهرة، مقديشو)

أخبار ذات صلة مقتل إرهابيين اثنين في الجزائر الجيش الصومالي يدمر أوكاراً لـ«الشباب» جنوب البلاد

حذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي، من أن جماعات العنف والتطرف ما زالت قوية في الداخل الصومالي، رغم النجاحات والمكاسب المهمة التي حققتها قوات الأمن والجيش، والتي ألحقت هزائم بهذه التنظيمات، وعلى رأسها حركة «الشباب» الإرهابية.


وكان الاتحاد الأفريقي قد وافق على تشكيل قوة عسكرية جديدة لمكافحة الإرهابيين في الصومال، تحل محل قوته الحالية المقرر أن تغادر البلاد بحلول نهاية العام الجاري، وسط مخاوف من تزايد قوة مسلحي حركة «الشباب» التابعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي، السفير الدكتور صلاح حليمة، إلى أن القوة الجديدة ستحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال «أتميس»، والمتوقع انسحابها في 31 ديسمبر المقبل، لكن الحكومة الصومالية طلبت إرجاء الانسحاب، نتيجة تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر والتخوف من زيادة العمليات الإرهابية لحركة «الشاب». 
ووصف مساعد وزير الخارجية، في تصريح لـ«الاتحاد»، هذه القوة العسكرية بأنها خطوة إيجابية لمواجهة التطورات في المنطقة وزيادة خطورة حركة «الشباب» بعد انسحاب «أتميس»، مشيراً إلى أن هناك دعماً أميركياً من خلال القاعدة الجوية الموجودة على مقربة من الصومال، وبالتوافق مع القوة الجديدة.
ولفت «حليمة» إلى أن نجاح الصومال في أن تكون إحدى الدول غير الدائمة في مجلس الأمن، خطوة إيجابية وبناءة، تجسد نجاحَها في مكافحة الإرهاب، وفي الحد من الأنشطة المتطرفة، خاصة منذ تولي حسن شيخ محمود مقاليد السلطة، والذي جعل الحرب على الإرهاب من أولوياته.
وشدد على أن الصومال بوجودها في مجلس الأمن، سيكون لها دور إيجابي وفعال، خاصة وأنها تقع على مدخل البحر الأحمر الذي يشهد توترات متصاعدة، وبحكم خبرتها في مكافحة الإرهاب، والتوصل إلى علاقات متوازنة مع دول الجوار الإقليمي في البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي.
ومن جهته، يرى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، أن إرسال قوات جديدة لمكافحة الإرهاب إلى الصومال خطوة جيدة تؤكد على الدور المحوري والفاعل للاتحاد الأفريقي في حفظ الأمن وعودة الاستقرار لمنطقة القرن الأفريقي، ودعم الحكومة والقوات الصومالية في حربها على التنظيمات الإرهابية.
وشدد أديب، في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أهمية أن يكون وجود هذه القوات قوياً وفاعلاً ومستمراً ويترجم في نتائج تؤدي إلى ضعف حركة «الشباب»، وأن تكون هناك خطوات أخرى من المجتمع الدولي لمواجهة الجماعات المتطرفة، وتحديداً في منطقة الساحل والصحراء وبعض الدول مثل الصومال.
وتشن حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي هجمات في الصومال، ورغم طرد الحركة من العاصمة مقديشو عام 2011، ومن مناطق كثيرة أخرى كانت تسيطر عليها، بفضل هجمات للقوات الصومالية المدعومة بقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، ما زالت فلول الحركة تقوم بعمليات إرهابية من وقت لآخر.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإرهاب مكافحة الإرهاب الجماعات الإرهابية الصومال حركة الشباب حركة الشباب الإرهابية الاتحاد الأفريقي فی الصومال

إقرأ أيضاً:

تصعيد سياسي في الصومال.. المعارضة تعقد مؤتمرًا في مقديشو وتلوّح بتشكيل قوات مسلحة

 


شهدت العاصمة الصومالية مقديشو اليوم الثلاثاء انطلاق مؤتمر موسع لقوى المعارضة، في تطور سياسي بارز يعكس حجم التوتر القائم بين الكتل السياسية والحكومة الفيدرالية برئاسة حسن شيخ محمود.

ويُعقد المؤتمر في فندق الجزيرة، ويستمر ليومين بمشاركة نخبة من السياسيين، بينهم رؤساء وزراء ورؤساء سابقون، أبرزهم حسن علي خيري ومحمد حسين روبلي.

دعوات لتنحية الرئيس وتحذير من العمل المسلح

وبحسب تصريحات حصلت عليها "الفجر"، توصل المجتمعون إلى موقف موحد يطالب بتنحية الرئيس حسن شيخ محمود من منصبه، محملين إدارته مسؤولية ما وصفوه بـ "الفشل في إدارة المرحلة الانتقالية وتحقيق الأمن والاستقرار السياسي".
وفي تصعيد غير مسبوق، لوّحت بعض القيادات المعارضة بإمكانية تشكيل قوات مسلحة خاصة تتبع أوامرهم المباشرة، في حال استمرار تجاهل الحكومة لمطالب الحوار الوطني الشامل.

ذكريات أبريل 2021 تطل برأسها من جديد

التصعيد الحالي يعيد إلى الأذهان أحداث أبريل 2021، عندما اندلعت مواجهات مسلحة في مقديشو بين القوات الحكومية ومسلحين معارضين، على خلفية قرار تمديد ولاية الرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو، وهي المواجهات التي كادت أن تعصف بوحدة البلاد، بعد أن سيطرت فصائل مسلحة على مواقع استراتيجية في العاصمة.

ويخشى مراقبون من تكرار هذا السيناريو، خصوصًا في ظل ما وصفوه بـ "غياب الثقة المتبادل بين القوى السياسية، وتنامي الشعور بالإقصاء داخل المعسكرات المعارضة".

أزمة متداخلة: الإرهاب والانقسام السياسي والإنسانية

يتزامن هذا التصعيد مع تحديات متفاقمة تعيشها الصومال، لا سيما تصاعد هجمات حركة الشباب المتطرفة، واستمرار الانقسام بين الحكومة المركزية وبعض الأقاليم، إلى جانب أزمات إنسانية خانقة تهدد ملايين المواطنين.

ويرى محللون أن أي انزلاق نحو العنف قد يعيد البلاد إلى نقطة الصفر، ويقوض سنوات من جهود بناء المؤسسات والدولة، في ظل ضعف دعم المجتمع الدولي والتراجع التدريجي في المساعدات الدولية.

 

الحاجة الملحة لحوار وطني شامل

تشير المؤشرات إلى أن الصراع السياسي في الصومال آخذ في التحول من مربع الخلافات الدستورية والسياسية إلى مربع التهديد باستخدام القوة، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في بلد يعاني أصلًا من هشاشة أمنية طويلة الأمد.
ويرى مراقبون أن المخرج الوحيد من هذا التصعيد هو إطلاق حوار وطني حقيقي وجامع، بإشراف إقليمي ودولي، يعيد الثقة بين الفرقاء السياسيين، ويضمن عدم تكرار سيناريوهات العنف التي عرقلت مسار الدولة لعقود.

مقالات مشابهة

  • «أمن طرابلس» تواصل جهودها بتنظيم حركة السير داخل العاصمة
  • وزير الخارجية يبحث تعزيز التعاون رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
  • بوشناف: ليبيا تتجه نحو الاستقرار.. وروسيا شريك أساسي في الحل
  • مركز أفريقيا للدراسات: توسع العلاقات بين الحوثيين وحركة الشباب بالصومال يُفاقم التهديدات الأمنية لمنطقة البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • وزير الخارجية يستقبل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
  • مجلس الأمن الروسي يعلن رفع الحظر عن أنشطة حركة طالبان
  • «حياة كريمة» و«الأفريقية» يفتتحان بوابة أمل في سوق العمل
  • تصعيد سياسي في الصومال.. المعارضة تعقد مؤتمرًا في مقديشو وتلوّح بتشكيل قوات مسلحة
  • الأحمر الأولمبي يترقب قرعة تصفيات أمم آسيا.. غدًا
  • مصر تحصد 6 ميداليات في البطولة الأفريقية للسامبو