الدباشي: الدبيبة عرف أن مفتاح بقائه في السلطة تطويع المصرف المركزي وحملة السلاح
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
قال إبراهيم الدباشي، سفير ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن “عبدالحميد الدبيبة أثبت أنه أذكى الفاعلين على الساحة السياسية”.
وأضاف «الدباشي»، في تدوينة بفيسبوك قائلًا إن الدبيبة “وصل إلى الحكم ووجد أمامه ساحة سياسية تعج بالمراوغين الأنانيين المتمسكين بالكراسي والغارقين في الفساد في أجهزة مشلولة وفاقدة الشرعية”.
وتابع؛ “فسار على نهجهم واستخدم أسلوبهم ولكن بطريقة أذكى ووفق خطة محكمة تنفذ خطوة خطوة وعلى مراحل، للبقاء في الحكم أضعاف ما بقوا”.
وأردف «الدباشي»، أن “الدبيبة لم يُتعب نفسه في البحث عن شرعية وطنية فقدها الجميع فتوجه ليرضي الدول الفاعلة في الملف الليبي لتكون بجانبه ويستمد القوة منها وحقق ذلك”.
وأكمل؛ “واستطاع في نفس الوقت أن يحيِّد بعثة الأمم المتحدة لتحافظ على دور المتفرج في أغلب الأوقات ودور المعرقل في بعض الأحيان”.
وأشار «الدباشي»، إلى أن “الدبيبة عرف أن الحكم لا يمارس إلا من العاصمة وأن وجوده فيها، بما توفر له من إمكانيات، هو مفتاح البقاء في السلطة وتمديدها لتشمل كل الأراضي الليبية، فعمل على تطويع أهم عنصرين فيها لدعم حكمه؛ وهما مصرف ليبيا المركزي وحَمَلة السلاح”.
وواصل؛ “ولم يعد أمامه إلا العمل لتوحيد حملة السلاح في الغرب الليبي تحت قيادة واحدة لإقناع الدول الداعمة له بوجود جيش وقوات أمن نظامية موحدة تحت سلطته حتى يحقق طموحاته”.
وتابع؛ “وهو ما قد يحصل قبل نهاية عام 2024, إذا استكمل توحيد القوات المسيطرة على طرابلس، وتمكن من استقطاب أو إخضاع البؤر المسلحة التي مازالت مناوئة له خارجها وخاصة في الزاوية والزنتان”.
وأكمل «الدباشي»، أن “الدبيبة سيعمل بكل ما يستطيع لتحقيق بعض الإنجازات وتحسين الخدمات العامة لإقناع أكبر عدد من الليبيين بجدوى وجوده في السلطة”.
وأضاف؛ “وإقناع الدول الداعمة له بوجود حكومة قوية تسيطر على العاصمة، وقادرة على بسط سلطتها على كامل التراب الليبي، إذا وفرت له الدعم السياسي والعسكري عند الحاجة”.
وقال «الدباشي» “في ضوء ذلك من المستبعد إجراء الانتخابات قبل أن يكون الدبيبة جاهزًا لخوضها والفوز فيها وهو ما لن يحدث قبل عام 2027”.
وأردف أن “هذا السيناريو ليس سيئًا لمن يوهموننا بأنهم يسعون لإجراء الانتخابات فهو يصب في مصلحة كل شاغلي المناصب العليا في أجهزة الدولة، ولذلك فإن التفكير في إجراء الانتخابات قبل ذلك التاريخ مجرد أحلام يقظة غير قابلة للتنفيذ تراود الليبيين البسطاء”.
وختم موضحًا أن “هذا مجرد محاولة لقراءة الواقع قد تخطئ وقد تصيب”.
الوسومالدباشيالمصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
البعثة الأممية تعلق على انتخاب تكالة رئيسا للمجلس الأعلى الليبي
علقت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، اليوم الثلاثاء، على انتخاب محمد تكالة رئيسا للمجلس الأعلى للدولة، وذلك في جلسة أثارت جدلا واسعا وانتقادات من واسعة من خالد المشري الذي ترأس المجلس بين عامي 2018 و2022.
ورحبت البعثة الأممية بانتخاب تكالة، وقالت إنّ "التصويت جرى في ظروف طبيعية وشفافة"، مؤكدة أن "حضور ثلثي أعضاء المجلس يعكس توافقاً واسعاً بين الأعضاء على تجاوز الانقسام، الذي أعاق قدرة المجلس على الاضطلاع بمسؤولياته خلال العام الماضي".
وأعربت عن تطلعاتها لـ"انخراط جميع أعضاء المجلس لكسر الجمود السياسي، والدفع قُدماً بالعملية السياسية"، داعية "أعضاء المجلس إلى الوفاء بواجباتهم الوطنية، والارتقاء إلى مستوى توقعات الشعب الليبي، من خلال دعم عملية سياسية يقودها ويملك زمامها الليبيون بتيسير من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا".
وفي أغسطس/ آب 2024، وقع خلاف داخل مجلس الدولة خلال جلسة انتخاب، حيث حصل خالد المشري على 69 صوتا مقابل 68 لمحمد تكالة، بينما وقع جدل بشأن قانونية تصويت أحد الأعضاء، ما أسفر عن عقد جلسة الأخرى الأحد، أفضت إلى انتخاب تكالة، وهو ما رفضه المشري.
ومنذ ذلك التاريخ حتى جلسة الأحد، اعتبر كل من تكالة والمشري نفسه رئيسا للمجلس الأعلى، ما فاقم حدة الانقسام الداخلي.
تعقيب المشري
وفي تعقيبه على بيان البعثة الأممية، قال المشري، إنه تابع "باستغراب شديد بيان البعثة الأممية الذي يفتقر إلى الدقة ويجافي الحقيقة والواقع"، وفق قوله.
وأضاف، في بيان، أن "الجلسة لم تحظ بشرعية قانونية أو توافق فعلي، في ظل مقاطعة أكثر من خمسة وأربعين عضوا لها، ومخالفتها الصريحة لأحكام النظام الداخلي للمجلس"، معربا عن رفضه لما أسماه "تدخل البعثة في نزاع قضائي جار".
ورأى موقفها "تجاوزا غير مبرر يمس باستقلال القضاء وانحيازا لطرف دون آخر"، مؤكدا أن "شرعية المؤسسات تُستمد من القانون والإجراءات السليمة، لا من بيانات خارجية"، وطالب "الجميع باحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في مسارات العدالة".
ويعتبر تكالة حاليا، رئيس المجلس الأعلى للدولة ما لم يسع المشري إلى استصدار قرار من القضاء يلغي رئاسته، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.
فوز تكالة بالمرة الأولى
في 6 أغسطس/ آب 2023، فاز تكالة للمرة الأولى برئاسة المجلس الأعلى للدولة، إثر حصوله على 67 صوتا مقابل 62 صوتا لخالد المشري.
وهذه هي الدورة العاشرة لانتخابات المجلس الأعلى للدولة، وتبلغ مدة ولاية أعضاء المكتب الرئاسي عاما واحدا، تبدأ من تاريخ انتخابهم.
وتقود البعثة الأممية لدي ليبيا جهودا تهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق) التي تدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.
والأخرى حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، التي تدير منها كامل غرب البلاد.
ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات التي طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969-2011).